نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
فنسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقك السّعادة في الدّارين، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.
· الجواب عن السّؤال الأول:
فلا شكّ أنّ إخوة الزّوج يُعدُّون من الأجانب شرعا، أي: الّذين يجب عليك التستّر أمامهم.
وفي الحديث الّذي رواه البخاري ومسلم عن عُقبةَ بن عامرٍ رضي الله عنه أنّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال:
(( إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ !)) فقالَ رجلٌ من الأَنْصارِ: يا رسولَ اللهِ أَفَرَأَيْتَ الحمْوَ ؟ قال: (( الحَمْوُ الْمَوْتُ )).
ذكر مسلم في " صحيحه " عن اللّيث بن سعد رحمه الله قال:" الحَمْوُ: أخو الزّوج وما أشبهه من أقارب الزّوج: ابن العمّ ونحوه ".
فالأصل أنّك لا تبدين أمامهم إلاّ بمقدار الحاجة والضّرورة: كالسّلام عليهم، والسّؤال عن أحوالهم، ولا تزيدين على ذلك.
والأصل ألاّ تبقَيْ بارزةً أمامهم أوقات الوجبات العائليّة، فلك مكانُك ولهم مكانهم. وعلى زوجك هو نفسه أن يفْهِمَهُم ذلك.
أمّا فيما يخصّ اللّباس أمامهم فينبغي أن يكون ساترا لجميع البدن، فضفاضا، غير شفّاف، وليس بزينة في نفسه، سواء كان جلبابا أو حجابا عريضا معه درع.
وينبغي أن تكون بداية حياتك وسطهم من أوّل يوم على هذا النّحو، فيعتادون على ذلك، والخَيْرُ عَادَةٌ – كما قال ابن مسعود رضي الله عنه –، أمّا إن تساهلْتِ في هذا الأمر، ثمّ أردتِ إصلاحه، فإنّه يصعُب عليك كثيرا بعد ذلك.
· الجواب عن السّؤال الثّاني:
- أمّا كيف يمكنك التّعامل معهم، فذلك بما سبق أن ذكرناه، أن يكون حديثك إليهم بمقدار الحاجة والضّرورة.
- وعليك أن تكوني أختا لهم تخدمينهم كما كنتِ تخدمين إخوانك من قبل، فإنّ ذلك ممّا يحبّبك إليهم، ويزرع المهابة تجاهك في قلوبهم.
- كما أنّ ذلك ممّا يُسعِد الزّوج، وخاصّة إذا استمع إلى الثّناء العطِر عليك من قِبل أهله، فالزّوج حينها يكون أسعد رجل في العالم.
- واحذري كلّ الحذر من أن تتدّخّلي فيما بين زوجك وأهله وإخوته، فإنّ الزّوج أحيانا قد يشكو حال إخوته إلى زوجته، فكوني ذكيّة تقيّة في هذا الباب: بأن لا تزيديه بُغضاً لهم، بل كوني مذكّرة له بأنّهم إخوته، وأنّ الله عزّ وجلّ ما يزيد عبده بعفوٍ إلاّ عزّاً، وإن لم يعفُ عنهم فعمّن سيعفو إذن ؟
واستعملي المعاريض معه كي تزرعي المحبّة والمودّة في قلبه نحوهم إليه، كأن تخبريه: بأنّهم يُثنون عليه، وأنّهم يعتبرونه الأخ المثاليّ ...الخ، وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( لَيْسَ بِالْكَاذِبِ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا )) [متّفق عليه].
· الجواب عن السّؤال الثّالث:
أمّا السّبيل إلى السّعادة الزّوجية، فهذا يحتاج إلى سفر ضخم، وفي مجتمعاتنا إلى أسفار، وأرشدك:
إلى قراءة الكتب والمقالات الّتي تبيّن ذلك، وهي كثيرة، ومن أنفعها كتاب " مقوّمات السّعادة الزّوجية " للشّيخ الدّكتور ناصر العمر.
أو إلى سماع الدّروس الّتي تتناول مثل هذه الموضوعات، ومنها: كيف تكسبين قلب زوجك ؟ وكيف يكسب الزّوج قلب زوجته ؟ وتجدينها في شرح " كتاب النّكاح " من " صحيح التّرغيب والتّرهيب " لكاتب هذه الأسطر عفا الله عنه.
فوفّقك الله تعالى لكلّ خير، آمين.