الاثنين 10 جمادى الثانية 1436 هـ الموافق لـ: 30 مارس 2015 17:31

243- الفرق بين: ( لا تقربوها )، و( لا تعتدوها ).

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

نصّ السّؤال:

السلام عليكم ورحمة الله.

شيخنا الكريم، ما هي النّكتة البلاغيّة في الفرق بين قوله جلّ جلاله:{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا}، وقوله تعالى:{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا} ؟ 

وجزاكم الله خيرا.

نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

فإنّ كلمة ( الحدود ) في القرآن الكريم تُطلق على أمرين اثنين:

1- على المحرّمات، فيحرُم الاقتراب منها، ويجب اجتنابها والابتعاد عنها.

قال الله تعالى بعدما نهى المعتكفَ عن مباشرة النّساء:{وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة من: 187].

فمجرّد المباشرة حرّمها الله تعالى على المعتكف؛ لذلك قال:{فَلاَ تَقْرَبُوهَا}.

2- وتطلق الحدود أيضا على المباحات حتّى لا يتجاوزها العباد.

قال تعالى وهو يتحدّث عمّا يُباح في الطّلاق ولا يتعدّاه المطلِّق:{فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا} [البقرة من: 229].

فالمباح يجوز فعلُه، بشرط ألاّ يتجاوز الحدّ في ذلك، فيقع فيما نهى الله عزّ وجلّ عنه؛ لذلك قال بعد ذلك:{فَلَا تَعْتَدُوهَا}.

فسمّيت هذه المباحات حُدوداً؛ إشعارا بأنّها غاية ما يباح للمسلم، فلا ينبغي له أن يتعدّى حدّه، فيقع في الحرام؛ لذلك كانوا يقولون:" إنّنا لنترك سبعين بابا من الحلال، خشية أن نقع في باب واحد من الحرام ".

والله تعالى أعلم.

أخر تعديل في الاثنين 10 جمادى الثانية 1436 هـ الموافق لـ: 30 مارس 2015 17:46
عبد الحليم توميات

آخر المواضيع:

الذهاب للأعلي