شرح كتاب اللّباس 05:
الباب الثّاني: ( التّرغيب في القميص والتّرهيب من طُوله وطول غيره مما يُلْبَس وجرِّه خُيَلاء وإسباله في الصّلاة وغيرها).(3)
9-عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ ثوبه خيلاء"
10-عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ إزاره بطرا" وزاد ابن ماجه :"من جرّ ثوبه من الخيلاء".
- البطر هو الكبر والخيلاء والعجب، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام :" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ"
11- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله إنّ إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنك لست ممن يفعله خيلاء" رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
ولفظ مسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول :"من جرّ إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله عز وجل لا ينظر إليه يوم القيامة"
- قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه (إنّ إزاري يسترخي) علم أبو بكر رضي الله عنه أنّ مجرد التشبه بمن يفعله خيلاء محرّم ولو لم يقصد الخيلاء.
- وقوله (إنّ إزاري يسترخي) معنى ذلك أنّه كان يلبسه فوق الكعبين، ففرق بين هذا وبين من يجعله ابتداءً تحت الكعبين.
- الأدّلة على أنّه لا يؤاخذ المرء بإسبال الثّوب في حالتين:
- إذا عرض له ذلك : كسرعة مشي أو انحناء.
- للضرورة: كالبرد الشّديد، أو كان به جرح يتأذى بإظهاره حتى لا يعلق به ما يضرّه.
12-عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهل فقال:" يا سفيان لا تسبل إزارك فإن الله لا يحبّ المسبلين " قال الحافظ ويأتي إن شاء الله تعالى في طلاقة الوجه حديث أبي جري الهجيمي وفيه :"وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة ولا يحبها الله"
- قوله صلى الله عليه وسلم (فإن الله لا يحبّ المسبلين) فيه وعيد شديد للمسبل: أنّ الله نفى عنه المحبّة فخرج عن ولاية الله تعالى له.
13- عن هبيب بن مُغْفِل رضي الله عنه أنه رأى محمدا القرشي قام فجر إزاره فقال هبيب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من وطئه خيلاء وطئه في النار"
14- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام"
- مسألة مهمّة: ما حكم صلاة المسبل؟
- يكفي في بيان شؤم الإسبال اختلاف العلماء في صحّة صلاته:
-القول الأوّل: أنّ الصلاة صحيحة مع الإثم، وهذا ظاهر قول المذاهب الأربعة.
-القول الثاّني أنّها باطلة: وهذا قول ابن حزم في المحلّى.
- لا يدلّ الحديث على بطلان الصّلاة، وذكر العلماء لهذا الحديث معنيين اثنين:
-( فليس من الله في حل ولا حرام) أي إنّ الله لا يكفّر عنه ذنوبه بسبب هذه الصّلاة، وليس ثمّت شيء بعد توحيد الله تعالى شيء يكفّر الذّنوب مثل الصّلاة. (ولا حرام) ولن يمنعه الله عزّ وجلّ من الوقوع في السيّئات.
- وقال بعضهم لا يؤمن ولا يعظّم بحلال ولا حرام.
|