الجمعة 21 جمادى الثانية 1431 هـ الموافق لـ: 04 جوان 2010 11:53

2-تحريم النمص قليله وكثيره

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

fattawaنصّ السّؤال:

السّلام عليكم ورحمة الله. هل يُعدّ نزع شُعيرات فقط من الحواجب نمصا، بارك الله فيكم ؟

نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: ( لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الوَاشِمَاتِ وَالمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالمُتَنَمِّصَاتِ، وَالمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ ).

فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فِي ذَلِكَ ؟ فَقَالَ: وَمَا لِي لاَ أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَهُ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم وَفِي كِتَابِ اللهِ قَالَ اللهُ تَعَالَى:{ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }.

 

وروى أبو داود عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: ( لُعِنَتْ الْوَاصِلَةُ وَالْمُسْتَوْصِلَةُ، وَالنَّامِصَةُ وَالْمُتَنَمِّصَةُ، وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُسْتَوْشِمَةُ ).
فهذا - بإجماع الأمّة - ممّا يدخل في الزّينة الممنوعة.
و( المتفلّجة ) هي: الّتي تفلج أسنانها بالمبرد ونحوِه للتّحسين.
و( الواصلة ): الّتي تصل الشّعر بشعر النّساء.
( والمستوصلة ): المعمول بها ذلك.
( والنّامصة ) - من النّمص والنِّماص - هو: نتف الشّعر، فالنّامصة هي مزيّنة النّساء بالنّمص.
( والمتنمّصة ): هي الّتي تطلب النّمص لترفيع الحاجبين أو تسويتهما.
( والواشمة ): الّتي تغرز اليد أو الوجه بالإبر، ثمّ تحشي ذلك المكان بكحل أو مداد.
( والمستوشمة ): المعمول بها ذلك.
والعلّة في تحريم ذلك ما نصّ عليه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: ( المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ ).
ولم تفرّق النّصوص بين القليل والكثير، وجرت العادة أنّ من بدأ بالأخذ من القليل بدأ بمسّ الكثير، لأنّ ذلك من أبرز خطوات الشّيطان الّذي أخذ العهد على أن يأمر بذلك، فقال تعالى:{ وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) }.
والله الهادي إلى الصّواب.
أخر تعديل في السبت 21 ذو الحجة 1431 هـ الموافق لـ: 27 نوفمبر 2010 10:31
الذهاب للأعلي