الخميس 26 ذو الحجة 1431 هـ الموافق لـ: 02 ديسمبر 2010 15:51

50- حكم لبس المرأة للكعب العالي.

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

نصّ السّؤال:

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أمّا بعد:

هل يجوز للمرأة أن تلبس الحذاء ذا الكعب العالي ؟ وما حكم لبسه في الأعراس بين النّساء ؟

نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فإنّ الكعب العالي نوعان:

· الأوّل: ما كان حادّ العقب عاليا من جهة العقب فقط.

فيذكر العلماء عدّة عللٍ لتحريم هذا النّوع من الكعب العالي على المرأة، منها:

1- أنّه يُميل المرأة، فتدخل في قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا .. حتّى قال: وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا )).

[رواه مسلم].

2- أنّه يُحدِث صوتا لافتا للانتباه، فيلحق بالخلخال الّذي قال فيه المولى عزّ وجلّ:{ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ }.

3- أنّه ثبت ضرره على صحّة المرأة وخاصّة على ظهرها والعمود الفقريّ، والدّراسات العلميّة والأبحاث المقدّمة للمجامع كثيرة في هذا الموضوع، وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ )).

فمن أجل العلّتين الأوليين فإنّه يحرم عليها لبسُه أمام الأجانب.

ومن أجل العلّة الثّالثة فإنّه لا يجوز للمرأة أن تلبسه أمام النّساء أيضا.

· النّوع الثّاني: ما كان عاليا من بدايته إلى نهايته، وليس حادّا من أيّ طرف. فهذا جائز إلاّ في حالتين:

1- الحالة الأولى: إذا كان أسفله مصنوعا من مادّة تحدثُ صوتا.

2- الثّانية: أن تتّخذه المرأة لغرض دنيء وهو الاستشراف للرّجال.

فإنّه أوّل ما ظهر الكعب العالي إنّما هو في نساء بني إسرائيل، بغرض الاستشراف للرّجال، وليراها الرّجال.

روى عبد الرزّاق في " المصنّف " عن عبد الله بن مسعُودٍ بسند صحيح قال: كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ يُصَلُّونَ جَمِيعاً، فَكَانَتْ المَرْأَةُ لَهَا الخَلِيلُ تَلْبِسُ القَالِبَيْنِ تَطُولُ بِهِمَا لِخَلِيلِهَا، فَأُلْقِيَ عَلَيْهِنَّ الحَيْضَ ".

قال الرّاوي: فقلنا لأبي بكر: ما القالبين ؟ قال: رفيصين من خشب.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:" وهذا وإن كان موقوفا، فحكمه حكم الرّفع، لأنّه لا يقال بالرّأي "اهـ.

ومعنى ( فأُلقِي عليهنّ الحيض ) ليس معناه ابتداء أمر الحيض، فإنّه مكتوب على بنات آدم جميعهنّ، وإنّما المقصود أنّه ابتلاهنّ بطول مدّة الحيض، أو كثرة نزوله عقابا لهنّ.

والله أعلم وأعزّ وأكرم.

أخر تعديل في الأربعاء 28 صفر 1432 هـ الموافق لـ: 02 فيفري 2011 12:26
عبد الحليم توميات

آخر المواضيع:

الذهاب للأعلي