الأحد 10 ربيع الأول 1432 هـ الموافق لـ: 13 فيفري 2011 09:36

74- أجر الصّلاة في المسجد الأقصى

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

نصّ السّؤال:

... سؤالي عن الصّلاة في المسجد الأقصى - أعاده الله إلى المسلمين -: هل تعادل 500 أم 250 صلاة فيما سواه من المساجد ؟ مع الدّليل لو تفضّلتم.

نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فالمشهور لدى أهل العلم أنّ فضل الصّلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة؛ وذلك لما رواه الطّبرانيّ والبزّار بإسناد جيّد عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( فَضْلُ الصًّلاَةِ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ عَلَى غَيْرِهِ مِائَةُ أَلْفِ صَلاَةٍ، وَفِي مَسْجِدِي أَلْفُ صَلاَةٍ، وَفِي مَسْجِدِ بَيْتِ المَقْدِسِ خَمْسُمِائَةِ صَلاَةِ )).

ومثله جاء عن جابر رضي الله عنه.

وقد جاء ما يُوهم معارضة هذا الحديث، وهو ما رواه البيهقي رحمه الله عن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه أنّه سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم عن الصَّلاَةِ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ أَفْضَلُ، أَوْ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم ؟ فقال:

(( صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ، وَلَنِعْمَ المُصَلَّى، هُوَ: أَرْضُ المَحْشَرِ وَالمَنْشَرِ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ وَلَقِيدُ سَوْطِ -أو قال: قَوْسِ- الرَّجُلِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ المَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ أَوْ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا )).

[" صحيح التّرغيب والتّرهيب رقم (1179)].

فظاهر هذا الحديث أنّ الصّلاة تفضل فيه بمائتين وخمسين صلاة، لقوله: (( صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ )).

- فمن أهل العلم من ضعّف متن حديث أبي ذرّ، ولذلك قال المنذريّ رحمه الله:" رواه البيهقي بإسناد لا بأس به، وفي متنه غرابة ".

- ومنهم من رجّح حديث أبي الدّرداء على حديث أبي ذرّ رضي الله عنهما، فقد قال ابن تيمية رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (27/6)-:

" وأمّا في المسجد الأقصى: فقد رُوِي أنّها بخمسين صلاة، وقيل بخمسمائة صلاة، وهو أشبه ".

والصّواب إن شاء الله أنّه لا تعارض في أحاديث الفضائل؛ لأنّ فضل الله على عباده يزداد ولا ينقص، ونظيره الأحاديث الّتي تثبت أجر صلاة الجماعة خمسا وعشرين، وأخرى سبعا وعشرين، فيؤخذ بالزّائد في الفضائل.

قال ابن عبد البرّ رحمه الله في " التّمهيد " (14/138):"والله يتفضل بما يشاء، ويضاعف لمن يشاء ".

والله تعالى أعلم.

أخر تعديل في الأحد 10 ربيع الأول 1432 هـ الموافق لـ: 13 فيفري 2011 09:39
عبد الحليم توميات

آخر المواضيع:

الذهاب للأعلي