سَرَتْ لَوْثَةُ الإِفْرَنْجِ فِيهَا كَمَا سَرَى لُعَابُ الأَفَاعِـي فِي مَسِيلِ فُرَاتِ
فتعالوا بنا نجول في هذه الرّحاب، ونعرف الخطأ من الصّواب، فليس بينه وبين تركه، إلاّ رياضـة امرئ بفكّه.
قـل:"مسوّغ" ولا تقل: "مبرّر"
قال الشّيخ تقيّ الدّين رحمه الله في " تقويم اللّسانين " (ص 75):
( ومن أخطائهم قولهم: " لهذا العمل ما يُبَرِّرُه " ! وكأنّهم يريدون بالتّبرير أن يُجعل من البرّ وهو الإحسان، وقد بحثْت فلم أجد في " لسان العرب " - وهو أكبر معجم عند العرب اليوم - " برّر " على وزن فعّل، كعَلَّمَ، وإنّما وجدت " بَرَّ " و"أبرّ"، وهذا من أخطاء المترجمين للّفظ الانكليزي justify.
والصّواب أن يُقال: لهذا العمل ما يُسوّغُه، أي يجعله سائغا، فلا يعاقب فاعله ولا يلام )اهـ.
ومعنى التّسويغ حينئذ التّجويز، ويسوّغ بمعنى يُجوّز، ومنه طعام سائغ، أي يجوز ويمرّ بيسر، وقوله تعالى:{ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ }، وقال أحدهم:
فسـاغ ليَ الشّـراب وكنت قبـلاً أكـاد أغَـصّ بالمـاء الفــرات
والحمد لله أوّلا وآخرا.