عبد الحليم توميات
- السّيرة النّبويّة (33) أبو طالب في الميزان
فقد رأينا في الحلقة السّابقة مرحلة عصيبة من مراحل حياة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم .. ذلكم هو عام الحزن ..
وتوقّفنا عندما رأينا بطلا من الأبطال يحطّ رحاله في النّار .. إنّه أبو طالب ..
توقّفنا مع كلمات العبّاسِ بنِ عبدِ المطَّلِبِ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ ؟ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ. قَالَ: (( نَعَمْ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ، لَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ )).
هذه هي حدود رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمام قوله تعالى:{فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر:48].
هذا كلّ ما يستطيع أن يفعله ويقول لمن حوله والحسرة تغمُرُ صدره: (( لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ )) [البخاري ومسلم].
وما من شكّ أنّ العواطف الجيّاشة تفجّر أسئلة مذهلة .. تصدع بمذاهب مختلفة .. وتُبعثر صفوفا مؤتلفة.. تبحث عن إجابة عاطفيّة مثلها:
74- أجر الصّلاة في المسجد الأقصى
نصّ السّؤال:
... سؤالي عن الصّلاة في المسجد الأقصى - أعاده الله إلى المسلمين -: هل تعادل 500 أم 250 صلاة فيما سواه من المساجد ؟ مع الدّليل لو تفضّلتم.
نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فالمشهور لدى أهل العلم أنّ فضل الصّلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة؛ وذلك لما رواه الطّبرانيّ والبزّار بإسناد جيّد عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:
(( فَضْلُ الصًّلاَةِ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ عَلَى غَيْرِهِ مِائَةُ أَلْفِ صَلاَةٍ، وَفِي مَسْجِدِي أَلْفُ صَلاَةٍ، وَفِي مَسْجِدِ بَيْتِ المَقْدِسِ خَمْسُمِائَةِ صَلاَةِ )).
- صحافة وإعلام، أم سخافة وإجرام ؟
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فلا يَخْفَى على أحد ما للإعلام من تأثير على الرّأي العامّ، حتّى نالت الصحافة ذلك اللّقب والوِسام: ( السّلطة الرّابعة ) !
فهناك ثلاث سلطات رسمية في كلّ دولة: فالسّلطة الأولى هي: التّشريعيّة، والثّانية هي: القضائية، والثّالثة هي: التّنفيذية.
والسّلطة الرّابعة هي: السّلطة الإعلامية وتحديداً الصّحافة presse من صحف، ومجلاّت، وإذاعات، وتلفزة، وفضائيات بجميع مجالاتها: الإخبارية، والعامّة، والثّقافية، والاستعراضيّة، والتّرفيهية...الخ
ولمّا صار الإعلام يعتمد أيضا على الفيديو، والاتّصالات، ومواقع الانترنت ( مدوّنات، فيس بووك، تويتر ) صاروا يطلقون على السّلطة الرّابعة اسم ( الميديا Media)..
ولكنّ الأمر الّذي لا يذكرونه أنّه: لمّا تغيّر اسمها، تغيّرت مرتبتها؛ إذ نرى الإعلام في كثير من الأمكنة قد ارتقى إلى تحريك السّلطات الثّلاث! بل يُسْهِمُ في إزالتها وتغييرها !..
من أجل هذه المنزلة الّتي يتبوّؤها الإعلام والصّحافة خصوصا، كان لزاما علينا أن نبيّن خطره، وقُبح معظمه وضررَه.
هل تحبّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ؟
من سلسلة: خصائص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
- نداء الحاكم والمحكوم
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
ففي خِضمّ موجات الفتن والمحن، وظلمات الهرج والإحَن، يكون أعظم ما يخسره المسلمون: صيحات أهل الحقّ، ونداءات أهل الصّدق ..
تلك الصّيحات الّتي تُعيد الأمور إلى نِصابها، لِتُؤتَى البيوت من أبوابها.. تلك النّداءات الّتي تُعيد الأمّة إلى رُشدِها، وتدفن الفتنة في مهدها.
فلنَدَعْ أصوات أهل الباطل والإرجاف، ولنستمع إلى صوت أهل الحقّ والإنصاف.
- هل تحبّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ؟
الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]
فحديثنا اليوم معكم أيّها الإخوة الكرام .. عن أدب ضائع .. لا يتمسّك به إلاّ القلّة في الواقع .. أدب فضح الأدعياء .. الّذين يدّعون محبّة سيّد الأنبياء .. أدب يُمتحن به كلّ من ادّعى محبّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بل يُمتحن به كلّ من ادّعى محبّة الله..
فإنّ الله عزّ وجلّ قال في محكم تنزيله:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[آل عمران:31].
وإن شئت فاجعل موضوع حديثنا سؤالا نراجع به حساباتنا، ونقف به أمام هتافاتنا ونداءاتنا: هل تحبّ فعلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ؟
ويكون حديثنا في تقطتين اثنتين لا ثالث لهما:
الأولى: لا بدّ من فهم السّؤال قبل الجواب ؟
الثّانية: قطّاع الطّرق بين المؤمنين ونبيّهم صلّى الله عليه وسلّم ؟
- تفسير سورة البقرة (17) شرح المثل المائي في المنافقين
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فبعدما ضرب الله عزّ وجلّ مثلا ناريّا لبيان حال المنافقين، ضرب مثلا آخر مائيّا، فقال سبحانه:
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}.
وفي هذا المثل تصوير بديع لحال المنافقين، الّذين يعيشون صراعا بين نداءات القرآن، ودوافع الشّيطان .. نفوسهم متردّدة مرتابة: أتنقاد إلى داعي الخير والإيمان، أم إلى جاذب الشرّ والكفران ؟
حالهم كحال قوم أصابهم غيث من السّماء اختلطت فيه حياة وأنوار، ومزعجات وأكدار، فتركوا ما ينفعهم فرارا ممّا يشقّ عليهم !
73- حكم الإمام يطيل الصّلاة
نصّ السّؤال:
... أصلّي بالنّاس في أحد المساجد، بحكم أنّي أحفظُهم لكتاب الله عزّ وجلّ - والحمد لله -، ثمّ إنّ بعضهم قد أنكر عليّ إطالة الصّلاة، وبعضهم الآخر يطالبني بالإطالة ! فرأيت الحلّ في اعتزال الصّلاة بالنّاس.
فأنا في حيرة من أمري، وأخشى أن أكون آثما في اعتزالي الصّلاة بهم ! أفيدونا بالأدلّة جزاكم الله خيرا. والسّلام عليكم.
72- الفرق بين الخسوف والكسوف
نصّ السّؤال:
السلام عليكم ورحمة الله، هل صحيح أنّ الكسوف مختصّ بالشّمس، والخسوف مختصّ بالقمر ؟ وهل لهذا التّفريق أصل في اللّغة ؟ أو أنّه تقسيم لا دليل عليه في لغة العرب ؟ أفيدونا بارك الله فيكم.
نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
فالكسوف والخسوف هو ذهاب ضوء أحد النيِّرين: الشّمس والقمر. ويجوز إطلاق كلٍّ من الخسوف والكسوف على الشّمس والقمر، وإليك بيان ذلك بشيء من التّفصيل.
- التّقويض لمذهب الخلف في التّفويض.
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإنّ التّفويض في صفات الله عزّ وجلّ نوعان: تفويضُ كيفٍ، وتفويض معنىً.
1- تفويض الكيف: وهو الواجب، وعليه إجماع السّلف، لقوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
فيجب إثبات ما أثبته الله عزّ وجلّ لنفسه، أو أثبته له رسوله صلّى الله عليه وسلّم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
والقاعدة في هذا الباب: أنّ ( الكلام في الصّفات كالكلام في الذّات )، فكما أنّ ذاته سبحانه وتعالى حقيقيّة لا تُشبِه الذّوات؛ فهي متّصفة بصفات حقيقيّة لا تشبه الصّفات، وكما أنّ إثبات الذّات إثبات وجود لا إثبات كيفيّة، كذلك إثبات الصّفات.
Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).
Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.
Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.