الأربعاء 20 شوال 1431 هـ الموافق لـ: 29 سبتمبر 2010 06:32

5- قل: ينبغي له، ولا تقل: ينبغي عليه

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

هذا لقاء جديد معك - أخي القارئ - في رحاب اللّغة العربيّة، لنقف على بعض الأخطاء الشّائعة والأغلاط الذّائعة، وما ذلك إلاّ لأنّ العادة قضت - وبئست العادة - أنّ أخطاء اليوم صواب الغد..

قل: " ينبغي له " ولا تقل:" ينبغي عليه "

قال الشّيخ تقيّ الدّين الهلالي رحمه الله في "تقويم اللّسانين" (ص68-71):

" ومن الأخطاء الشّائعة في هذا الزّمان في الإذاعات والصّحف قولهم: ( ينبغي عليه أن يفعل كذا )، فيُعدّون "ينبغي" بـ" على "، وهذا دليل على إهمال اللّغة، وطرح العناية بها جانبا، وذلك شأن الأمم المخذولة المنحطّة، السّائرة إلى الاضمحلال.

وقد رأينا أسلافنا كيف اعتنوا بلغة القرآن، وخدموها أحسن خدمة، فضبطوا مخارج حروفها وصفاتها، وتجويد النّطق بها، وحقّقوا معانِيَ كلماتها، وتركيب جملها، وجودة أسلوبها وبلاغتها، وتركوها لنا في غاية الكمال والجمال، فلم نكن خير خلف لخير سلف ... فسبب ما يُقاسيه المسلمون في هذا الزّمان من الشّقاء هو إهمال القرآن، وجعله وراء ظهورهم ...".

وخير دليل على ما ذكره رحمه الله: (.. الخطأ الذي نحن بصدد إصلاحه، لا يقع ولا يشيع إلاّ في أمّة أهملت القرآن، لأنّ هذا الفعل تكرّر استعماله في القرآن، فجاء في ستّة مواضع ).

ولنتأمّل - أخي القارئ - كلّ هذه المواضع نجدْ أنّ هذا الفعل لم يتعدّ إلاّ بـ " اللاّم ":

قال عزّ وجلّ:{وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً }[مريم:92]، وقال: {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ } [الفرقان من الآية:18]، وقال:{وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} [الشعراء:211]، وقال: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ..} [يـس من الآية:40]، وقال:{ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ } [يـس من الآية:69]، وقال: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص من الآية: 35].

فتبيّن من هذا العرض أنّ الفعل ( ينبغي ) لا ينبغي أن يتعدّى بـ "على"، وإنّما ينبغي أن يتعدّى بـ:"اللاّم".

ونبقى مع الفعل ( ينبغي ) الّذي بغى عليه أهله، وتأمّل الفقرة التّالية:

*** قـل:" لا ينبغي أن " ولا تقـل:" ينبغي ألاّ "         ***

جاء في:" حول الغلط والفصيح "(ص34):

" ويقولون: (ينبغي ألاّ) وهو خطأ لم يرد به متن، ولا أيّده سند من شعر الفحول ونثر البلغاء.

والصّحيح أن تُسبق بنفي، فتقول: (لا ينبغي) أو (ما ينبغي)، والقرآن المرجع الأعلى، ولهم في ذلك آية في آية:{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ}[يـس:69]."اهـ.

وقد قال تعالى أيضا:{وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً} [مريم:92]، وقال:{قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء} [الفرقان: من الآية18]، { لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ } [يـس: من الآية40]..

فالصّواب إذا أردنا النّفي مستعملين الفعل ( ينبغي ) فإنّه يُسبق بنفي، ولا يأتي النّفي بعده.

والله تعالى أعلم.

أخر تعديل في الأحد 15 ذو الحجة 1431 هـ الموافق لـ: 21 نوفمبر 2010 22:26
الذهاب للأعلي