معاشر المؤمنين .. فإنّنا كلّنا يعلم جيّدا أنّ ثمرات الصّيام كثيرة كثيرة، ومنافعه ثرّة غزيرة، وبِحَسَبِ المؤمنِ الصّادق الصّائم، المحتسب القائم، أن ينصرف من هذا الشّهر مغفورا له !
ولكنّني بعد ذلك أريد أن أحدّثكم عن شيء ضاع من أيدي كثير من النّاس .. هو أغلى من الذّهب والياقوت باتّفاق جميع الأجناس ..
يبحث عنه كلّ إنسان، وفي كلّ وقت وأوان .. يبحثُون عنه وقد وجدتَه أنتَ أيّها المسلم في هذا الشّهر !
إنّها حلاوة الإيمان .. إنّها الحياة الطيّبة .. إنّها السّعادة معاشر المؤمنين .
فلا يعرف مفقود اتّفق الناس على البحث عن سببه، والإعياء في طلبه، مثل السّعادة والطمأنينة .. ولكنّهم مع ذلك يسيرون في غير مسارها، ويلتمسونها في غير دارها، فللّه ما أقلّ عارفيها ! وما أكثر المتخبّطين فيها !..
أتدرون أنّ كثيرا من المؤمنين الصّائمين حقّا، والقائمين احتسابا وصدقاً، قد عثرُوا على هذا المفقود، وهذا الهدف المنشود في هذا الشّهر المبارك؟ إي والله .. إنّ السّعادة هي الّتي تقرأ عنها في السنّة باسم " حلاوة الإيمان "..
فما هي السعادة ؟ وأين تكون السّعادة؟