الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فليس لفاطمة رضي الله عنها من الولدِ غيرُ الحسنِ والحسين سيّدَيْ شبابِ أهل الجنّة رضي الله عنهما.
أمّا الحسن رضي الله عنه، فوُلِد في النّصف الثّاني من رمضان من العام الثّالث من الهجرة.
وأمّا الحُسين رضي الله عنه، فوُلِد بعد أخيه بسنة، إذ علِقَت به فاطمة رضي الله عنها بعد وضعِ الحسن بخمسين ليلةً.
أمّا ما شاع في النّاس أنّ الحسن والحسين توأم ! وصار لا يُولد لأحدهم توأم إلاّ سمّى أحدهما حسناً، والآخر حُسيناً، فهو من الأخطاء الّتي جرى عليها النّاس، ولا أحد من العلماء ممّن ترجموا للصّحابة قالوا بذلك.
ولعلّ الإشكال الّذي يكون هو سببَ سؤالك: أنّ لعليٍّ رضي الله عنه ولداً يُدْعَى محمّد بن عليّ ابن الحنفيّة، وهو ولده من خولة بنت إياس بن جعفر الملقّبة بالحنفيّة، وليس ولدَه من فاطمة رضي الله عنها.
لذلك، إذا كتبنا نسبَه أثبتنا الألف في كلمة (ابن) فنقول: محمّد بن عليّ ابن الحنفيّة، للدّلالة على أنّ (ابن الحنفيّة) ليس وصفا لعليّ، وإنّما هو وصف ثانٍ لمحمّد.
ونظير ذلك: عبد الله بن أبيّ ابن سلول، فـ( سلول ) أمّ عبد الله ووصفٌ له، وليست وصفا لـ( أبيّ ) ولا أمّه.
ومثله عبد الله بن مالك ابن بُحينة رضي الله عنه، فـ( بحينة ) أمّ عبد الله، وليست أمّا لـ( مالك ).
والله تعالى أعلم.