بدأ اهتمام اليهود بالسينما خلال المؤتمر الصّهيوني المنعقد عام 1879 م، بعد ما أدركوا إدراكا تاماّ ما للإعلام من أهمّية في إيجاد دولتهم وكيانهم الصّهيوني الّذي سمّوه زورا وكذبا ( إسرائيل ).
- أوّل خطواتهم كانت يوم قام " جورج ميليه " بإخراج فيلم قضية " دريـفـوس" عام 1899 م، وكان هدف هذا الفيلم هو نشر فكرة اضطهاد اليهود في أوروبا، وأنّ اليهود قوم مظلومون لا ظالمون .. مسلوبون لا سالبون .. وكان الفيلم معتمدا على التقاط الوقائع الساخنة، فتجد من خلال الأحداث محاكمة دريـفـوس الذي خان وطنه، وبذلك وجدوا حجّة لاستيلائهم على فلسطين للخروج من هذا الاضطهاد الأوروبي.
- ثمّ كان فيلم " الماعز تبحث عن حشائش " الذي أنتج عام 1900 م، وفي عام 1901 أنتج فيلم " شمشون ودليلة " و" الابن الضال " وكلّ هذه الأفلام تحكي قصص العهد القديم.
كانت هذه أُولى مراحل السّينما الصّهيونية، حيث اعتمدت على القصص التّوراتي، وهدفه إيقاظ الحنين إلى أورشليم ! وتأكيد أنّ فلسطين هي أرض المعاد.
- وجاء وعد ( بلفور ) عام 1917 وتمّ إعلان أنّ فلسطين هي إسرائيل الجديدة، وأنّها هي أرض المعاد، فكان لا بدّ من بثّ روح الهجرة إلى هذه الأرض المقدّسة، وحينها دخلت السينما مرحلة بث هذه الفكرة من خلال أفلام مثل:" ابن الأرض " و" الوصايا العشر " عام 1925، و" صابر " إخراج الكسندر فورد عام 1932.
- وبعدها توالت الأفلام لتغرس في النّاس - وهم مقبلون إقبالا شديدا على عالم السّينما - مبادئ الصهيونية من خلال ستار خفيّ !
- وبعد إعلان الدولة اليهودية عام 1948م، قامت مرحلة الدفع باليهود لهذا الكيان، وقدّمت صورة تاريخ مشوّه للعرب والمسلمين.
ولم تسلم النّساء أيضا من أباطيلهم ففي فيلم " الأحد الأسود " نرى شخصية نسائية مسلمة تخطّط لقتل الآلاف دون إحساس آدميّ! وحكايات أخرى كثيرة تحمل خبث العقلية اليهوديّة الّتي أدارت وأنتجت الأفلام للتّرويج للصّهيونيّة، ولم تظهر أفلام العنصريّة المفضوحة إلاّ بعد اشتداد الصّراع أثناء المقاومة الفلسطينية.
وبعد نكسة 1967 م، ظهرت أفلام توضح القوة على الأرض، وأهمية الجيش الذي لا يقهر، فظهرت أفلام أمريكية مصنوعة بأيدي يهودية التمويل مثل " السوبرمان الإسرائيلي والأمريكي " اللذين يسقطان المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين كأنهم ذباب.
كما تمّ في هذه المرحلة إنتاج فيلم صهيونيّ حول المقاومة الفلسطينية، يصوِّر فيه الفلسطينيّين وهم يدفعون بأطفالهم أمام رصاص الجنود الإسرائيليّين؛ ليتخلصوا من هؤلاء الأطفال، وقد تمّ رصد أكثر من خمسة عشر مليون دولار لإنتاج هذا الفيلم في أمريكا.
" أفـلام مـا بـعـد الهـزيـمـة "
وبعد حرب 1973م تغيّرت الأوضاع، وبدأ الاتّجاه نحو الأفلام الإباحيّة الجنسية مغلّفة بطابع علميّ، الغرض منه إظهار هذا الانحلال الخلقي في ثوب علميّ، وهذا ما يُحدث نوعا من التفكّك الاجتماعيّ، والانحلال الأخلاقي، خاصّة عند المراهقين العرب.
كما اتّخذت السينما الصهيونية أشكالا أخرى، حيث حاولت بثّ فكرة اليهودي البطل منقذ العالم مثل فيلم:" يوم الاستقلال " إخراج رولاند إمبريت، وتارة أخرى كانت تستجدي عطف العالم مثل فيلم: " قائمة شندلر " .
وقد تحصّلت السّينما الصّهيونية على أوّل جائزة في مهرجان "كـان" 1967، وتحول اشتراك إسرائيل في ذلك الوقت إلى مظاهرة سياسيّة.
وقد استطاعت السّينما الصهيونية الدّفاعَ عن قضاياها رغم ما تحمله من ( ساديه الأفكار )، إلاّ أنّه في المقابل كانت السّينما العربية تخاطب غريزة الجنس ! ولم يكُن حينها فيلمٌ واحد متميّز يُظهر هويّتها.
ولم تقتصر السينما الصهيونية على إنتاج هذه الأعمال ولكنها رأت أن تتحول كالأخطبوط تهيمن على العالم بأكمله، وكان ذلك من خلال سيطرتها الكامنة على" هـولـيـود " قلب صناعة الأفلام الأمريكية.
مشاهير (هـولـيـود) يـهـود.
قد يكون إعلان أسماء بعض اليهود الّذين يعملون بالسّينما الأمريكية، ونالوا شهرة واسعة ! صدمةً كبيرة لبعض شبابنا الّذين ذابوا في حبّهم، ويسعون إلى قربهم. إلاّ أنّها الحقيقة المرّة !
فقد أعلن الممثّل الأمريكي" مارلون براندون " من خلال برنامج شهير " لاري كينج شو ": أنّ اليهود يحكمون هوليود، فاتّهموه بالعنصرية .. ومن هؤلاء الذين يعتبرهم شبابنا نجوما ! وهم من أشهر من ينشر الأفكار الصّهيونية:
- كيرك دوجلاس، وابنه مايكل دوجلاس الذي قاد حملة تبرعات لبناء عدد من المستوطنات في الأراضي المحتلة.
- ديفيد دِشُوفْنِي - آلان وُودى ! - كريستال بيرى - ساندرا بولك ! - مارك فرانكل - جيف جولد بلوم - ريتشارد جير! - روبين ويليامز !- هريسون فورد ! - آرى مايرز - بول نيومان ! - ليوناردو ينموى - ماندى يتكس - إليزابيث تايلور الصّهيونية المتطرّفة - مايكل ريتشاردز - رايزر بول - سيفن سيجال ! - جوش سيلفر - ستيفن سبيلرج! - جيرى لويس ! - جون استيوارد - باربرا سترايس - ميل بروكز ! - جوليا ناما - بروس ويليس ! - سكوت وولف - هنري وينكلز - ياسمين بليث - إليزابيث شو - بيتر فالك ! بطل حلقات " كولومبو ".. وغيرهم كثير، وكثير ...
ونظرا لخوف اليهود أن يُكتشف أنّ " هوليود " وقعت تحت سيطرتهم، قام كثيرون منهم بتغيير أسمائهم إلى أسماء نصرانية، نوعا من التّمويه، فمثلا " كيرك دوجلاس " اتخذ هذا الاسم بدلا من " إيزادور ديمسكى "، و" جيرى لويس " كان "ليوسف ليثعتش".
- اليهود يمتلكون أشهرَ الشّركات والمحطّات العالميّة، مثل:
شركة CBS TVيرأسها اليهودي لارى بيتش والذي قام بشراء أغلب أسهم هذه المحطة وبعدها أصبح جميع العاملين بها من اليهود.
شركةABC يملكها تيد هيربيرت، وليوناردو جولدنش.
شركة NBCC يملكها ليوناردو جروسمان، وإيرفن سيجليش، وبراند تاتر يكوف.
شركةDISNEG يرأسها مايكل آيز، ومايكل أوتفير، وكاراتى شامير.
شركة سـوني للإنتاج الفني في أمريكا ويرأسها جون بيترز.
شركة MTV ويملكها إمبراطور الإعلام " روبرت ميردوخ "، يملك أغلب استوديوهات التصوير في هوليود.
فوكس TV يرأسها بارى ديلر.
وشركة TRISTAR حدث لها ما حدث لشركة كولومبيان حيث قام اليهود بتكوين إمبراطورية إعلامية ..
" السّـخـرية مـن الإسـلام "
ولم تغفل السينما اليهودية من السخرية من الإسلام والعرب والمسلمين فمنذ عام 1986 أنتجت "هوليود" ما يزيد عن مائة وخمسين فيلما يسخر من الإسلام، من ذلك: فيلم " قـرار إداريّ " بطولة " ستيفن سيجال "، وفيلم " أكاذيب حقيقية " بطولة " أرنولد شوازنجر".
أمّا فيلم ( الحصـار ) فيعدّ أسوأ فيلم ؛ حيث صوَّرَ المسلمين والعربَ بأنّهم إرهابيّون، يظهرون وحوشا لا تحرّكهم إلاّ الرغبة في القتل والتدمير باسم الإسلام !
ولا يكاد يخلو أي فيلم من شخصية أو أكثر من اليهود ويتم تصويرهم أنهم قادة العالم ومنقذيه مثل " أمير مصر " وهو فيلم كارتون إخراج المخرج الصهيوني " سيليزج " ، الذي قالت والدته بعد مشاهدة الفيلم : إني أنجبت نبيا يهوديا يمسك التوراة بيد والكاميرا باليد الأخرى .
" كيف يعمل رجال السينما على ترويج أفكارهم ؟"
تقول الكاتبة الصحفية " صافيناز كاظم ":" اليهود رُوّاد السّينما الصّهيونية يستغلون هذا الفن لبثّ الأفكار المؤيّدة لأغراضهم السياسيّة والاجتماعية؛ لذا أجادوا استغلال الفنّ، ونحن نرى أنّ اليهود يمتلكون أكبر الشركات السينمائية العالمية منذ بداية القرن العشرين: مترو جولد ماير، وكولومبيا، ووارنر بروس، وبارامونت، ويونيفرسال، وغيرها من الشركات العالمية.
كما يتضح أنّه منذ بداية السينما الصهيونية أدركت أهمية السيطرة على الإعلام بشتى أشكاله.. ولذلك لم يكن غريبا أن يتبع المؤتمر الصهيوني الذي أقام 1897م بعد أقل من عامين أول فيلم يهودي يتحدث عن قضية " دريفوس ".. فلم يكن من قبيل المصادفة أن يهتم الصهاينة بالسينما والفنون عموما ولذلك كانت هوليود التي يملكها الصهاينة ترسم للأمريكان صورة العرب .
وإنّ الفنانين الصهاينة ينغمسون في العمل السياسي ، فهذا " بن هيشت " الكاتب والمنتج والمخرج السينمائي مندوب المنظمة الإرهابية الشهيرة " أرجو " في هوليود في منتصف الثلاثينات، وهي المنظمة التي أسسها جايوتتكس أو الإرهاب الصهيوني.
ومن هنا كان السينمائيون يمررون ما يريدونه من مفاهيم صهيونية تجاه العرب، فقد أعادوا إنتاج هذه الأفكار في قوالب فنية سينمائية خاصة أن هوليود أسلمت لهم نفسها !
قصارى القول
إنّ السّينما الصّهيونية قد استطاعت الدّفاعَ عن قضاياها، رُغم ما تحمله تلك القضايا من انتهاك حرماتِ وحقوقِ الآخرين.
وفي المقابل، فإنّنا نجد السّينما العربية إلى الآن لم تستطيع أن تحمل أيَّ قضيّة ! فالقدس التي هي القلب النابض لأمّتنا لم تجد لها أفلامًا تستنهض الجماهير لتنصُرَها، وإنّما وجدنا في السينما العربية أفلامًا تخاطب غريزةَ الجنس، وتجعل من أبطالها أنصافَ آلهة ! وتنشر الأمراض الاجتماعيَة بين النَاس ...