( بعد الحمد والثّناء )
أمّا بعد: فإنّنا نلتقي بكم معاشر المؤمنين، تحت ظلال كتاب الله المبين، وسنّة سيّد المرسلين صلّى الله عليه وسلّم.. نلتقي لنضع أيدينا على بعض ما يُعيننا على دعوة النّاس إلى الخير ونحن صامتون، وإرشاد الخلق إلى الحقّ ونحن ساكتون.. ورأينا أنّ من أعظم ما يقرّب القلوب إلى علاّم الغيوب: الحرص على أدب السّلام وإفشائه بين الأنام، ثمّ رأينا فضل القيام على شؤونهم والتّخفيف من همومهم وغمومهم، ثمّ الحرص على الكلمة الطّيّبة الرّقراقة، ثمّ التحلّي بالابتسامة والطّلاقة .. واليوم، نتحدّث عن عادةٍ من العادات الجميلة، حوّلها دينُنا إلى قربةٍ من القربات الجليلة .. خُلُقٌ جميل رفيع، وأدب حسنٌ بدبع .. أدب يوطِّد العلاقة، ويقوّي الأخوّة والصّداقة .. يزيد في المحبّة والوِداد، وينزع الضّغائن والأحقاد ..