الاثنين 12 جمادى الثانية 1434 هـ الموافق لـ: 22 أفريل 2013 16:13

- شرح كتاب الذّكر (39) ذكرُ الله تعالى من مكفّرات الذّنوب.

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

- شرح كتاب الذّكر (38) ذكرُ الله تعالى جنّةٌ وحِصْنٌ من العذاب.

تابع الباب السّابع:" التّرغيب في التّسبيح، والتّكبير، والتّهليل، والتّحميد على اختلاف أنواعه ".

الحديث 33:

عن عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ يَقُولُ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " إِلَّا كُفِّرَتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ )).

[رواه النّسائي، والتّرمذي - واللّفظ له - وقال:" حديث حسن، وروى شعبة هذا الحديث عن أبي بلج بهذا الإسناد نحوه، ولم يرفعه". انتهى].

ورواه ابن أبي الدّنيا، والحاكم، وزادا:

(( وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ )).

وقال الحاكم: " حاتم ثقة، وزيادته مقبولة "، يعني حاتمَ بن أبي صغيرة.

الشّرح:

هذا الحديث فيه أنّ ذكر الله تعالى من أعظم وأوسع أسباب المغفرة.

و( الزّبد ): هو ما يعلو الماء وغيره من الرغوة. والمراد به المبالغة في الكثرة، وفي رواية أحمد: (( وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ البَحْرِ )).

*** 

الحديث 34:

وعنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم أَخَذَ غُصْنًا فَنَفَضَهُ، فَلَمْ يَنْتَفِضْ، ثُمَّ نَفَضَهُ، فَلَمْ يَنْتَفِضْ، ثُمَّ نَفَضَهُ، فَانْتَفَضَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( إِنَّ " سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ " تَنْفُضُ الْخَطَايَا كَمَا تَنْفُضُ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا )).

رواه أحمد، ورجاله رجال "الصّحيح"، والتّرمذي، ولفظه:

أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم مَرَّ بِشَجَرَةٍ يَابِسَةِ الْوَرَقِ، فَضَرَبَهَا بِعَصاً، فَتَنَاثَرَ وَرَقُهَا، فَقَالَ:

(( إِنَّ " الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ " لَتُسَاقِطُ مِنْ ذُنُوبِ الْعَبْدِ كَمَا تَسَاقَطَ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ )).

وقال: " حديث غريب، ولا نعرف للأعمش سماعا من أنس إلاّ أنّه قد رآه ونظر إليه " انتهى.

(قال الحافظ): " لم يروه أحمد من طريق الأعمش " .

الشّرح:

في هذا الحديث تشبيه المؤمن بالشّجرة الّتي أصلها ثابت بكلمة الإخلاص، وفرعها في السّماء بالأعمال الصّالحات، ومن تمام تشبيهه بها: أنّه كما تنفض الشّجرة عنها الورق اليابس الّذي لا يصلح، فكذلك المؤمن ينفض عن نفسه الخطايا، وذلك بجملة من الأعمال، ومن بينها ذكر الله تعالى.

وإن كانت الكلمة الخبيثة تُضرِم بين العباد الحروب، فإنّ الكلمة الطيّبة عند الله تحطّ الخطايا والذّنوب.

والعلم بأنّ الذّكر من مكفّرات الذّنوب يزرع الله تعالى به في قلب عبدِه السّكينة والطّمأنينة {ألاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ}؛ لأنّه يعلم أنّ له ربّا يقيل العثرة ويتجاوز عن الزلّة، وكما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( سَبَقَ المُفَرِّدُونَ )).

*** 

أخر تعديل في الاثنين 12 جمادى الثانية 1434 هـ الموافق لـ: 22 أفريل 2013 20:29
عبد الحليم توميات

آخر المواضيع:

الذهاب للأعلي