الأحد 05 رجب 1435 هـ الموافق لـ: 04 ماي 2014 05:32

- شرح كتاب الذّكر (43) معنى الحوقلة ومحلّها

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

 الباب التّاسع- ( التّرْغيبُ في قولِ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ).

(قال المملي) رحمه الله:

" قد تقدّم قريبا في أحاديث كثيرة ذكرُ " لا حول ولا قوّة إلاّ بالله "، منها حديث أمّ هانىء، وحديث عبد الله بن عمرو، وغيرها، فأغنى قُربُها عن إعادتها ".

الشّـرح:

جاء في فضل قول ( لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ) أحاديث كثيرة، فمن فضائلها ما مرّ معنا:

أ) أنّها من جملة الأذكار الّتي تجزئ عن القرآن في الصّلاة والتّلاوة لمن عجز، وهو حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه.

ب) وأنّها من جملة الأذكار المجنّبات، والمعقّبات، والباقيات الصّالحات، كما في حديث أبي هريرَةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قالَ: (( خُذُوا جُنَّتَكُمْ )).

ج) وأنّها من المكفّرات، كما في حديث التّرمذي عنْ ابنِ عمْرٍو رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قالَ: (( مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، إِلَّا كُفِّرَتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ )).

وهذا الباب عقده لبيان فضائل أخرى لها، وهي:

د) أنّها كنز من كنوز الجنّة.

هـ) وأنّها من غِراس الجنّة.

معنى هذه الكلمة الطيّبة ( لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ):

قال النّووي رحمه الله:" إنّها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له، وأنّه لا صانع غيره، ولا رادّ لأمره، وأنّ العبد لا يملك شيئا من الأمر ".اهـ

ويؤيّد أنّها بمعنى الاستسلام لله، ما جاء في حديث سيذكره المصنّف فيه: (( تَقُولُ:" لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ " فَيَقُولُ اللهُ: أَسْلَمَ عَبْدِي وَاسْتَسْلَمَ )).

قال أهل اللّغة: ( الحول ) الحركة والحيلة، أي: لا حركة ولا استطاعة ولا حيلة إلاّ بمشيئة الله تعالى.

وقيل: معناه لا حول في دفع شرّ، ولا قوّة في تحصيل خير إلاّ بالله.

وقيل: لا حول عن معصية الله إلاّ بعصمته، ولا قوّة على طاعته إلاّ بمعونته، وحكي هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه.

وكلّه متقارب.

قال أهل اللّغة: ويعبّر عن هذه الكلمة بالحوقلة والحولقة، وبالأوّل جزم الأزهريّ والجمهور، وبالثّاني جزم الجوهري. اهـ.

تنبيـه مهـمّ:

يُخطئ كثير من النّاس، فيأتون بالحوقلة في حالة التحسّر والاسترجاع ! والواجب أن يأتوا بالذّكر في محلّه، ويقولون حال التّحسّر والاسترجاع ما شرعه الله تعالى في ذلك.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" هذه الكلمة كلمة استعانة؛ لا كلمة استرجاع، وكثيرٌ من النّاس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع، ويقولها جزعا لا صبرا ".

[" مجموع الفتاوى " (10/686)]. 

أخر تعديل في الأحد 05 رجب 1435 هـ الموافق لـ: 04 ماي 2014 05:41
عبد الحليم توميات

آخر المواضيع:

الذهاب للأعلي