السبت 02 ربيع الأول 1432 هـ الموافق لـ: 05 فيفري 2011 23:46

70- الفرق بين الاستعارة والكناية

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

نصّ السّؤال:

أحسن الله إليكم، هل من فرق نستطيع أن نفرّق به بين الكناية والاستعارة ؟ بارك الله فيكم.

نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ الاستعارة: هي استعمال اللّفظ في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة، أي: هي مجاز علاقته المشابهة.

ويمكن أن يقال أيضا: هي تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه.

وعليه، فإنّ الكلام ليس على الحقيقة، والمعنى المفهوم من اللّفظ غير مراد للمتكلّم.

كقول المتنبّي يصف دخول رسول الرّوم على سيف الدّولة:

( وأقبل يمشي في البساط فما درى *** إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي )

فالمعنى الحقيقيّ لا يريده المتنبّي حتما، ولكنّه يريد التّشبيه فحسب.

أمّا الكناية: فهي لفظ أُريدَ به لازمُ معناه، مع جواز إرادة ذلك المعنى.

أي: إنّ المعنى له حقيقة، ولكنّ المتكلّم يريد شيئا من لوازمه.

ومن الأمثلة على ذلك قولهم:" فلان طويل النِّجاد "، يريدون: طويل القامة؛ ذلك لأنّ النّجاد: ما وقع على العاتق من حمائل السّيف، فهي لا تطول إلاّ إذا طالت قامة صاحبها، ومنه حديث أمّ زرع: ( زَوْجِي طَوِيلُ النِّجَادِ ).

ومثله قولهم:" فلانة نؤوم الضّحى " يريدون: مرفّهة مخدومة غير محتاجة إلى السّعي بنفسها في إصلاح المهمّات، ووقت الضّحى وقت سعي نساء العرب في أمر المعاش، فلا تنام فيه من نسائهم إلاّ من تكون لها خادمات يكفِينَها أمرها.

ففي أمثلة الكناية نرى المعنى مقصودا له حقيقة، إلاّ أنّه يدلّ بطريق اللّزوم على شيء زائد.

أمّا الاستعارة، فالمتكلّم بها لا يريد أصلا معنى ما تكلّم به.

قال القزويني رحمه الله في " التّلخيص ":" ولا يمتنع أن يراد مع ذلك طول النّجاد، والنّوم في الضّحى من غير تأويل، فالفرق بينهما وبين المجاز من هذا الوجه، أي: من جهة إرادة المعنى مع إرادة لازمه، فإنّ المجاز ينافي ذلك، فلا يصحّ في نحو قولك: ( في الحمام أسد ) أن تريد معنى الأسد من غير تأوّل، لأن المجاز ملزوم قرينة معاندة لإرادة الحقيقة " اهـ.

والله أعلم، وأعزّ وأكرم.

أخر تعديل في الأحد 03 ربيع الأول 1432 هـ الموافق لـ: 06 فيفري 2011 07:43
عبد الحليم توميات

آخر المواضيع:

الذهاب للأعلي