أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]
عبد الحليم توميات

عبد الحليم توميات

الخميس 22 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 20 أكتوبر 2011 20:46

شرح كتاب الحجّ 12: الإحرام آداب وأحكام 02

من سلسلة: شرح كتاب الحجّ من (صحيح التّرغيب والتّرهيب)

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

شرح كتاب الحجّ 12: الإحرام آداب وأحكام 02.

  • حكم من فعل شيئا من محظورات الإحرام: 

فهناك تفصيل في حكم ذلك كلّه: 

فمن فعل شيئا من الأمور الستّة الأولى، فيجب عليه أن يفعل أحد ثلاثة أشياء: 

أ‌ إمّا أن يذبح شاةً. 

بأو يُطعم ستّة مساكين - كلّ مسكين نصف صاع -. 

ت‌ أو يصوم ثلاثة أيّام. 

أمّا الثّلاثة الأخيرة: 

1 الجماع قبل التحلّل الأوّل: 

فلو جامع قبل أن يتحلّل التحلّل الأوّل وقد ذكرنا فيما سبق معناه، فإنّه: 

- يَبْطُل حجّه. 

- ويمضي في فاسده ويكمله مراعاة لحرمة الإحرام. وقيل: يتحلّل بعمرة.

- ويقضيه من قابل.

- ويجب عليه ذبح بدنة أو سبعٌ من الغنم.

أمّا لو جامع بعد التحلّل الأوّل فإنّه لا يفسد حجّه، ولكن عليه ذبح شاة.

2 الجدال: فإنّه يأثم، ولا دم عليه.

3 الصّيد: فيلزمه الجزاء.

وهو ما ذكره الله تبارك وتعالى في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً المائدة:95.

والجزاء هو الفدية المعادلة للصّيد الّذي صاده.

فإن لم يجد ما يعادله قوّمه دراهم، ثمّ يقوّم الدّراهم طعاما، فيطعم بكلّ نصف صاع مسكينا، أويصوم عن كلّ نصف صاع يوما.

فائدة:

ولعِظم شأن الإحرام كان الواجب على من أحرم بحجّ أو عمرة ثمّ حبسه عذر أن يذبح هديا، ثمّ يقضيه من قابل، قال تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ البقرة: من الآية196.

لذلك كان من السنّة الاشتراط في الحجّ لمن غلب على ظنّه أنّه سيُحبَس.

فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ لَهَا: لَعَلَّكِ أَرَدْتِ الْحَجَّ . قَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أَجِدُنِي إِلَّا وَجِعَةً.

فَقَالَ لَهَا: حُجِّي وَاشْتَرِطِي وَقُولِي: اللَّهُمَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي .

تابع البـاب الخــامــس: التّرغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصّوت بها .

الحديث الأوّل:

قال رحمه الله:

1133-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَظَلُّ يَوْمَهُ مُحْرِمًا إِلاَّ غَابَتِ الشَّمْسُ بِذُنُوبِهِ .

رواه التّرمذي وقال: "حديث حسن صحيح"، وليس في بعض نسخ التّرمذي:" وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ.." إلى آخره، وكذا هو في النّسائي و"صحيح ابن خزيمة" بدون الزّيادة.

وزاد رزين فيه:

وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُلَبِّي لِلَّهِ بِالحَجِّ إِلاَّ شَهِدَ لَهُ مَا عَلَى يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ الأَرْضِ .

الحديث الثّالث والرّابع:

قال رحمه الله:

1135-وَعَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ أَوْ التَّلْبِيَةِ .

رواه مالك، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والتّرمذي، وقال: "حديث حسن صحيح" .

وابن خزيمة في "صحيحه" وزاد ابن ماجه:

فَإِنَّهَا مِنْ شِعَارِ الحَجِّ .

1136-وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

جَاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السّلام، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ! مُرْ أَصْحَابَكَ فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ، فَإِنَّهَا مِنْ شِعَارِ الْحَجِّ .

رواه ابن ماجه، وابن خزيمة وابن حبّان في "صحيحيهما"، والحاكم، وقال: "صحيح الإسناد".

الحديث الخامس والسّادس:

1137-وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطْ وَلاَ كَبَّرَ مكَبِّرٌ قَطْ إِلاَّ بُشِّرَ .

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ ! بِالجَنَّةِ ؟ قَالَ:

نَعَمْ .

رواه الطّبراني في "الأوسط" بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصّحيح.

1138-وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ:

الْعَجُّ وَالثَّجُّ .

رواه ابن ماجه، والتّرمذي، وابن خزيمة في "صحيحه" كلّهم من رواية محمّد بن المنكدر عن عبد الرّحمن بن يربوع، وقال التّرمذي: "لم يسمع محمّد من عبد الرّحمن".

ورواه الحاكم وصحّحه، والبزّار، إلاّ أنّه قال:

مَا بَالُ الحَجِّ ؟ قَالَ: العَجُّ وَالثَّجُّ .

حكم الإحـرام قبل الميقـات

البـاب السّـادس: التّرغيب في الإحرام من المسجد الأقصى .

الشّــرح:

قال الشّيخ الألباني رحمه الله: " ليس تحته حديث على شرط كتابنا ".

أي: إنّ ما ذكره المصنّف رحمه الله من الأحاديث في هذا الباب ضعيف، من ذلك:

- حديث: من تمام الحج أن تُـحْرِمَ من دُوَيــْرَةِ أهلِكَ [وهو حديث منكر كما في " سلسلة الاحاديث الضّعيفة " برقم 210].

- وحديث أمّ سلمة في سنن ابن ماجه: مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ المَقْدِسِ غُفِرَ لَهُ .

وفي رواية: مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ المَقْدِسِ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذًّنًوبِ وغير ذلك من الرّوايات.

وقد استُدِلّ بهذا الحديث على جواز الإحرام قبل الميقات، قال السّندي رحمه الله بأنّه:  يدلّ على جواز تقديم الإحرام على الميقات .

والجواب عن ذلك من ثلاثة أوجه:

الأوّل: إنّ الحديث لا يصحّ.

الثّاني: لو صحّ لكانت دِلالته أخصّ من ذلك.

بمعنى أنّه إنّما يدلّ على أنّ الإحرام من بيت المقدس خاصّة أفضل من الإحرام من المواقيت، وأمّا غيره من البلاد؛ فالأصْل الإحرام من المواقيت المعروفة، وهو الأفضلُ؛ كما قرّره الصّنعاني في "سبل السلام" 2/268-269.

هذا على فرض صحة الحديث، أما وهو لم يصح كما رأيتَ؛ فبيت المقدس – أعاده الله على المسلمين بخير - كغيره في هذا الحكم.

الثّالث: أنّ خير الهدي هديُ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، فهو سنّ المواقيت لأهلها، ومضى السّلف على ذلك، فقد روى البيهقي كراهة الإحرام قبل الميقات عن عمر، وعثمان، وغيرهم رضي الله عنهم، وهو الموافق لحكمة تشريع المواقيت.

وما أحسن ما ذَكَرَ الشاطبي - رحمه الله - في "الاعتصام" 1/167، ومن قبله الهروي في "ذمّ الكلام" 3/54/1 عن الزبير بن بْكَّار قال:

حدّثني سفيان بن عيينة قال: سمعت مالك بن أنس - أتاه رجل - فقال: يا أبا عبد الله ! من أين أُحرِم ؟

قال: من ذي الحليفة، من حيثُ أحْرمَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

فقال: إني أريد أن أُحْرِم من المسجد من عند القبر.

قال: لا تفعل، فإني أخشَى عليك الفِتنة !

فقال: وأيُّ فتنة في هذهِ ؟ إنّما هي أميال أزيدها !

قال: وأيُّ فتنة أعْظَمُ من أنْ ترى أنّك سبقتَ إلى فضيلةٍ قصَّر عنها رسولُ الله ؟! إنّي سمعتُ الله يقول:{ فَلْيَحْذَرِ الذينَ يُخالِفون عنْ أمْرِهِ أنْ تُصيبَهُمْ فِتْنَةٌ أو يُصِيبَهُم عذابٌ أليمٌ } [النور:63].

وهذا مما صرّح به الشوكاني في "السيل الجرّار" 2/168، غير أنّه استحبّ الإحرام من المسجد الأقصى، وقد علمت مستنده.

والله أعلم.

.


 

الخميس 22 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 20 أكتوبر 2011 14:08

173- صفة الصّلاة على الميّت

نصّ السّؤال:

شيخنا بارك الله فيكم وجزاكم عنّا كلّ خير.

نرجو من فضيلتكم بيان صفة صلاة على الميت؛ فقد جهلها كثيرٌ من النّاس.

الأربعاء 21 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 19 أكتوبر 2011 14:14

- شرح الأصول الثّلاثة (01) مقدّمة مهمّة.

من سلسلة: شرح الأصول الثّلاثة

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

تحميل الدّرس مكتوبا

- شرح الأصول الثّلاثة (01) مقدّمة مهمّة.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

- فهذه الرّسالة رسالة نافعة كتب الله تعالى لها القبول. 

- رسالة " الأصول الثّلاثة " للإمام العلاّمة: محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله، الّذي رفع رايةَ التّوحيد بعد أن انتشرت من جديد في هذه الأمّة معالم الشّرك، يوم أصبح النّاس يستغيثون بغير الله سبحانه وتعالى، ويعظّمون الأضرحة والقبور، فقام هذا الشّيخ المجدّد رحمه الله برفع راية التّوحيد، فهدى الله به الخلق في ذلك الزّمان وما زالت دعوته المباركة يجني المسلمون ثمارها إلى أيّامنا هذه. 

- وقد اعتنى كثيرٌ من أهل العلم بشرحها والتّعليق عليها، وطبعت عشرات المرّات، وهذا يدّل على صدق المؤلّف رحمه الله في النّصح لهذه الأمّة. 

- اعتنى العلماء بهذه الرسالة لأهميتها: لموضوعها أولا ثمّ لأسلوبها ثمّ لأدّلتها. 

- أمّا موضوع هذه الرّسالة: فهي تعتني بالقضيّة الكبرى والمسألة المصيريّة الّتي تعتبر نقطة البدء، وتعتبر في الوقت نفسه محطّة الوصول، فإذا أدرك الإنسان موضوع الرّسالة عظمت في قلبه، وعظم اهتمامه بها. هذه القضية: هي قضية أسئلة القبر الثلاثة: من ربك؟ وما دينك؟ و من نبيك ؟

هذه القضيّة هي الّتي ينبغي أن تشغلنا وأن نهتمّ بها كثيرا؛ لأنّها قضيّة مصيريّة إمّا ينتج منها السّعادة الأبديّة السّرمدية، وإمّا ينتج من ورائها الشّقاوة والعياذ بالله. فحريّ بالمسلم أن يهتمّ بالقضايا الكبرى الّتي تمسّ مستقبله الأخرويّ.

والمسلم ينبغي أن يكون عالِيَ الهمّة فيشتغل بمعالي الأمور ولا يشتغل بسفاسفها. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ، وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا )).

وفي وصيّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلاَ تَعْجَزْ ))، ولا يوجد شيءٌ ينفعنا أعظم من أن ننجح في الإجابة عن هذه الأسئلة الثّلاثة.

وكان عثمان رضي الله عنه إذا ذكر الجنّة والنّار بكى، ولكنّه لا يبكي بكاءَه إذا ذكر القبر، فسئل ؟ فقال رضي الله عنه:" القبر أوّل منازل الآخرة؛ فمن نجا فيه نجا فيما بعده، ومن خاب فيه خاب فيما بعده ".

- الذي يقرأ هذه الرّسالة يجد أسلوبها سهلا يصل إلى جميع النّاس: يفهمها العالم ويفهمها العاميّ.

وهذه الصّفة لا بد أن يحرص عليها كلّ من المتكلّم، والكاتب. وإنّ الله عزّ وجلّ الّذي أنزل القرآن فأعجز به البلغاء كلّهم قال:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}.

- قوّة الأدّلة: ما من كلمةٍ يقولُها الشيخ رحمه الله إلا ويعقبها بدليل عليها، وسمّى رسالته:" الأصول الثّلاثة وأدّلتها "، والدّليل يفيدك في أمرين:

أ) يفيدك في تثبيت المعلومة، فتصبح بالدّليل يقينا.

ب) يدفع الشّبه، والشّبه على التّوحيد لا تزال قائمة إلى اليوم وهي نفسها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالمُشْرِكِينَ ))، فينبغي على المسلم أن يتسلّح بالدّليل لطمسها وردّها.

- تنبيهان:

- الأوّل: هناك أربع رسائل تدور حول هذا الموضوع ذكرها الشّيخ ابن قاسم رحمه الله جامع "الدّرر السنيّة لرسائل أئمّة الدّعوة النّجديّة":

الرّسالة الأولى من ص 125 وهي أطولها، وهي:" الأصول الثّلاثة "، والرّسالة الثّانية وهي أخصر من الأولى، والثّالثة زاد فيها توحيد الألوهيّة والرّبوبيّة وتسمّى: ثلاثة الأصول، والرّابعة: المسائل الستّة.

ثمّ لا بدّ أن نعلم أنّ رسالة "الأصول الثّلاثة وأدلّتها" تبدأ من قول المصنّف رحمه الله:" اعلم أرشدك الله لطاعته أنّ الحنيفيّة ملّة ..."، وقد قام أحد تلاميذ المصنّف رحمه الله بإلحاق رسالتين بهذا الكتاب جعلهما كالمقدّمة له، الرّسالة الأولى هي المبدوءة بقوله:" اعلم رحمك الله أنّه يجب علينا تعلّم أربع مسائل "، والثّانية هي المبدوءة بقول المصنّف:" اعلم رحمك الله أنّه يجب على كلّ مسلم ومسلمة تعلُّمُ هذه المسائل الثّلاث "، وقد نبّه على هذا الشّيخ ابن القاسم رحمه الله في حاشيته.

الثّاني: الأصول الثّلاثة عند شيخي الإسلام:

الأصول الّتي يدندن حولها شيخا الإسلام غير ما ذكره الشّيخ محمد عبد الوهاب، وهي: الإيمان بالله، وباليوم الآخر، والعمل الصّالح، وهي الموجبة للسّعادة في كلّ ملّة.[ولا يُعرف العمل الصّالح إلاّ من بيان الرّسل].

[انظر " قاعدة في المحبّة (42)، و" شرح الأصفهانيّة "، و" بغية المرتاد "(1/490)، و"درء التّعارض والنّقل"، و"الصّفديّة" (1/245)، و"مجموع الفتاوى" (9/32)، و" الصّواعق المرسلة "].

والدّليل على هذه الأصول الثّلاثة الّتي اتّفق عليها جميع الرّسل، وجاءت بها جميع الملل قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

- قال المؤلف رحمه الله:                      " بسم الله الرّحمن الرّحيم"

فابتدأ رحمه الله بالبسملة، اقتداءً بالكتاب العزيز، وبفعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ فقد تواتر عنه أنّه كان يفتتح رسائله إلى الملوك، وعهوده بالبسملة.

أمّا ما شاع في الكتب من ذكر المصنّفين والشّراح لحديث: (( كلّ أمرٍ ذي بال لا يُبدَأ فيه بباسم الله الرّحمن الرّحيم فهو أبتر ))، فهو ضعيف جدّا.

والصّواب أنّ المطلوب هو بدء الخطب بذكر الله تعالى؛ لأنّ اسم الله لا يثقُل معه شيء، وخاصّة التشهّد؛ لما رواه أبو داود عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَشَهُّدٌ فَهِيَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ )).

وفي " البيان والتبيين "(2/6)"... أنّ خطباءَ السّلَفَ الطيّب، وأهلَ البيان من التّابعين بإحسان، ما زالوا يسمُّون الخطبةَ التي لم تبتَدَأ بالتحميد، وتُستفتَحْ بالتمجيد: البتراء، ويسمُّون التي لم توشّح بالقرآن، وتزيَّنْ بالصَّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: الشَّوْهاء "اهـ.

- قال المؤلف رحمه الله: "اعلم رحمك الله"

"اعلم": يأتي بها العلماء بها للتنبيه على أنّ الأمر الذي سيقولونه عظيم جدّا، فينبغي الاهتمام به، اقتداء بالقرآن الكريم : قال تعالى:{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.

- قوله "اعلم" فيه إشارة إلى أنّ العقيدة مبناها على العلم الصّحيح، وليس مبناها على كلام وآراء النّاس، وإنّ العقيدة سبيلها النّقل عن أئمة الهدى وأئمة السنة الذين بلّغوا لنا الدّين، كابرا عن كابر إلى أن تصل إلى الصّحابة من المهاجرين والأنصار الذين أخذوها عن سيّد العبيد والأحرار صلى الله عليه وسلم.

يقول أبو ذر رضي الله عنه:"  توفّي رسول الله عليه الصلاة والسلام وما طائر يطير بجناحيه إلا ترك لنا فيه علما ".

وقد بيّن لنا النبيّ صلى الله عليه وسلم فبيّن لنا أحكام الخلاء، وآداب قضاء الحاجة، أفلا يبيّن لنا ما يتعلق بمعرفة الله ؟! لا شكّ أنّ ذلك أولى. فعلى الإنسان أن يثق في الوحي، وليعلم أنّ القرآن الكريم فيه المخرج من كل أزمة والفرج من كل غمّة أو فتنة.

فالدّواء النّافع من كلّ داء ما كان طبيبُ القلوب صلوات الله وسلامه عليه يقوله إذا قام من اللّيل يفتتح صلاته:

(( اللّهُمّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اِهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) [رواه مسلم].

فتوسّل إلى الله تعالى بربوبيّته لأسباب الحياة: فجبريل: ملك الوحي الذي به حياة القلوب، وميكائيل الملك الموكل بالمطر الذي من ورائه حياة الزرع، وإسرافيل الملك الذي ينفخ في الصور به حياة الناس من بعد الموت، فسأل الله أن يحيي قلبه وينير صدره. فإذا رأيت النّاس يختلفون فتشبث بالوحي وادعُ الله بهذا الدعاء.

- قال رحمه الله:"اعلم رحمك الله": هذا دعاء للقارئ وللسامع بالرّحمة، والرّحمة لازمها مغفرة ما مضى، والعصمة فيما يُستقبل.

- وفي هذا الدعاء تودد وتلطف، لأنّ مبنى العلم قائم على الرّحمة، وعلم بلا رحمة لا يصلح؛ لذلك كان ابن تيمية رحمه الله يقول:" أهل السنّة والجماعة أعلم النّاس بالحق، وأرحم النّاس بالخلق".

وكان العلماء يروُون ويُروّون طلبتهم الّذين يطلبون الإجازة حديث: (( الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، اِرْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمُ مَنْ في السَّمَاءِ )). وهذا الحديث هو المعروف بالحديث المسلسل بالأوّلية، لأنّهم أوّل مسموعات التّلاميذ عن الشّيوخ.

قال أهل العلم: إنّما كانوا يفعلون ذلك لبيان أنّ العلم وسيلته الرّحمة، وغايته الرّحمة في الدّنيا والآخرة.

فيجب على أهل الحقّ أن يكونوا أرحم النّاس بالخلق، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله، وذلك حين تكلّم عن الطّوائف والفرق، وما فيها من الظّلم لغيرهم، بل لبعضهم بعضا، حتّى إنّ كلّ طائفة تلعن الأخرى، وقد قال له أحد الرّافضة لشيخ الإسلام: أنتم أرحم بنا من بعضنا لبعض، وهذا حال أهل الفرق المنحرفة، كلّما اجتمعوا تفرّقوا.

فالعلم يجنّبك الجهل، والرّحمة تجنّبك الظّلم، وحال الإنسان كما قال تعالى:{وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}، والله تعالى يأمر بالعدل والإحسان.

فلا يكفي أن يعرف المسلم الحقّ، بل لا بدّ أن يكون رحيما بالخلق، قال تعالى مخاطبا سيّد الموحّدين صلّى الله عليه وسلّم:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}؛ لأنّ المقصود هو إيصال الخير للنّاس.

وقد ذكر الإمام الذّهبيّ رحمه الله في مقدّمة معجم شيوخه هذا الأصل الأصيل، فافتتح كتابه بالحديث المسلسل بالأوّليّة، وبيّن أنّ بيان الحقّ لا بدّ أن يقترن بالرّحمة بالخلق، وذكر أمثلة كثيرة على ذلك، كالإحسان في القتل، وبذل الجهد لقتل الوزغ في الضّربة الأولى، وقطع يد السّارق مع حسم االعضو كيلا ينزف، وإقامة الحدود، حتّى قال:" فالفقيه من جاهد في سبيل الله، وأقام حدود الله، مع الرّحمة بخلق الله "اهـ. وذكر أنّ الصّحابة رضي الله عنهم كانوا في غزواتهم يودّون أن لو أسلم الكافر قبل أن يصل سيفه إليه.

فلا بدّ أن يتّسع الصّدر لهذين الأمرين.

وممّا يحدو بنا إلى الحديث عن سعة الصّدر للجمع بين الأمرين، ما ذكره ابن القيّم رحمه الله في " مدارج السّالكين " (2/209)، و"روضة المحبّين" (291) عن الفضيل بن عياض رحمه الله حين مات ولده ضحك ! وعلّل ذلك بأنّ ذلك قضاء الله تعالى !

ولمّا كان النّاس قد يستشكلون ذلك، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حين مات ولده إبراهيم بكى، ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فقالَ: (( يَا ابْنَ عَوْفٍ ! إِنَّهَا رَحْمَةٌ )) ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ: (( إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ )) ؟

فبيّن ابن القيّم رحمه الله أنّ قلب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم اتّسع قلبه للأمرين كليهما: الرّضا بقضاء الله، والرّحمة الّتي جُبِل عليها عباد الله، قال:" والتّحقيق: أنّ قلب رسولِ الله اتّسع لتكميل جميع المراتب من الرّضا عن الله والبكاء رحمةً للصبيّ، فكان له مقام الرّضا ومقام الرّحمة ورقّة القلب، والفضيل لم يتّسع قلبُه لمقام الرّضا ومقام الرّحمة، فلم يجتمع له الأمران "اهـ

والله أعلم.

:

الثلاثاء 20 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 18 أكتوبر 2011 12:10

172- هل نسخت آيةُ السّيف آياتِ العفوِ والصّفح ؟

نصّ السّؤال:

ما هي آية السّيف ؟ وهل صحيح أنّها نسخت كلّ آيةٍ تأمر بالعفو والصّفح عن الكافرين ؟ وهل نسخَت قوله تعالى:{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} ؟

أفيدونا بارك الله فيكم.

نصّ الجواب:

الثلاثاء 20 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 18 أكتوبر 2011 05:45

شرح الأصول الثلاثة 01: مقدّمة مهمّة (مرئي)

الاثنين 19 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 17 أكتوبر 2011 12:15

- أحكام الطّيبِ للمحرِم

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ الإحرام هو نيّة أحد النّسكين: الحجّ أو العمرة، أو نيّتهما معا.

وإذا أحرم المسلم حرُم عليه ثمانية أمور:

1- تقليم الأظفار.

2- وأخذ شيء من شعره.

3- ولبس الرّجل المخيط المحيط بالجسد، ولبس المرأة النّقاب والقفّازين.

4- والخِطبةُ وعقد النّكاح لنفسه، أو لغيره.

5- ويحرم عليه الصّيد إلاّ صيد البحر، بل لا يأكل من الصّيد الّذي صِيد له.

6- والجماع ودواعيه.

7- والجدال: لقوله تعالى:{فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}.

8- ومسّ الطّيب.

وهذه الأسطر إنّما نتناول فيها الأمر الثّامن، وهو الطّيب.

الأحد 18 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 16 أكتوبر 2011 09:15

شرح كتاب الحجّ 11: الإحرام آداب وأحكام 01

من سلسلة: شرح كتاب الحجّ من (صحيح التّرغيب والتّرهيب)

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

شرح كتاب الحجّ 11: الإحرام آداب وأحكام.

تابع البـاب الرّابـع: ( الترغيب في التّواضع في الحجّ، والتبذّل ، ولبس الدّون من الثّياب، اقتداءً بالأنبياء عليهم السّلام ). 

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: 

كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَمَرَرْنَا بِوَادٍ، فَقَالَ: 

أَيُّ وَادٍ هَذَا ؟ قَالُوا: وَادِي الْأَزْرَقِ. قَالَ: 

كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى صلّى الله عليه وسلّم - فَذَكَرَ مِنْ طُولِ شَعَرِهِ شَيْئًا لَا يَحْفَظُهُ دَاوُدُ - وَاضِعًا إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ لَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللَّهِ بِالتَّلْبِيَةِ ، مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي . 

قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا، حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى ثَنِيَّةٍ، فَقَالَ:

أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ ؟ قَالُوا: ثَنِيَّةُ هَرْشَى أَوْ لَفَتٍ . قَالَ:

كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ صلّى الله عليه وسلّم عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَخِطَامُ نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ ، مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي مُلَبِّيًا .

[رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، وابن خزيمة واللّفظ لهما].

ورواه الحاكم بإسناد على شرط مسلم ولفظه:

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم أَتَى عَلَى وَادِي الأَزْرَقَ، فَقَالَ:

مَا هَذَا ؟ .

قَالُوا: وَادِي الأَزْرَقِ. فَقَالَ:

كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عليه السّلام مُهْبِطًا لَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللهِ بِالتَّكْبِيرِ .

ثُمَّ أَتَى عَلَى ثَنِيَّةِ [هَرْشَى]، فَقَالَ:

كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ عليه السّلام عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَعْدَةٍ، خِطَامُهَا لِيفٌ، وَهُوَ يُلَبِّي وَعَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ .

استحباب الزّيادة على مجرّد التّلبية.

فقوله صلّى الله عليه وسلّم: لَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللهِ بِالتَّكْبِيرِ : فيه دليل على أنّ الملبّي لا يقتصر على التّلبية فحسب، بل يذكر الله تعالى بالأذكار المشروعة، كالتّكبير، والتّهليل، وغير ذلك.

وفي المسألة قولان لأهل العلم:

1 القول الأوّل: تُكره الزّيادة.

وهو قول الإمام مالك رحمه الله - على ما حكاه ابن عبد البرّ -، واختيار الطّحاوي فقال:

" أجمع المسلمون جميعا على هذه التّلبية، غير أنّ قوما قالوا لا بأس أن يزيد فيها من الذّكر لله ما أحبّ، وخالفهم آخرون فقالوا: لا ينبغي أن يزاد على ما علّمه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النّاس، وبه نأخذ " اهـ.

واستدلّوا على ذلك:

- بما رواه البخاري ومسلم عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يُهِلُّ مُلَبِّدًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَا يَزِيدُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ.

- وبما رواه الإمام أحمد أَنَّ سَعْدًا رضي الله عنه سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ ذَا الْمَعَارِجِ ! فَقَالَ: إِنَّهُ لَذُو الْمَعَارِجِ، وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم لَا نَقُولُ ذَلِكَ.

قالوا: فهذا سعدٌ رضي الله عنه قد كره الزّيادة في التّلبية.

2 القول الثّاني: أنّه لا بأس بالزّيادة على ذلك.

وهو قول محمّد بن الحسن، والثّوري، والأوزاعيّ، وعزاه الحافظ إلى الجمهور، وعزا التّرمذي إلى الشّافعي أنّه قال: فإن زاد في التلبية شيئا من تعظيم الله فلا بأس، وأحبّ إلي أن يقتصر على تلبية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

واستدلّوا:

- بحديث الباب:  كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عليه السّلام مُهْبِطًا لَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللهِ بِالتَّكْبِيرِ .

- بما رواه البخاري عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ يُلَبِّي الْمُلَبِّي لَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ الْمُكَبِّرُ فَلَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ .

- ما رواه مسلم وأبو داود عن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنه قال: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَزِيدُ فِيهَا: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ.

- ما رواه أبو داود عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أنّ النَّاس كانوا يَزِيدُونَ: ذَا الْمَعَارِجِ وَنَحْوَهُ مِنْ الْكَلَامِ، وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم يَسْمَعُ فَلَا يَقُولُ لَهُمْ شَيْئًا.

- ما رواه ابن الجارود في "المنتقى" عن جابرٍ رضي الله عنه قال: " وَالنَّاسُ يَزِيدُونَ: ذَا المَعَارِجِ، ذَا الفَوَاضِلِ وَنَحْوِهِ وَالنَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم يَسْمَعُ فَلاَ يَقُولُ لَهُمْ شَيْئًا " [وصحّحه الألباني رحمه الله في "الإرواء" 4/209].

- ما رواه النّسائي وابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ فِي تَلْبِيَتِهِ: لَبَّيْكَ إِلَهَ الْحَقِّ لَبَّيْكَ .

لذلك قال الحافظ في " الفتح ":

" وهذا يدلّ على أنّ الاقتصار على التلبية المرفوعة أفضلُ لمداومته هو صلّى الله عليه وسلّم عليها، وأنّه لا بأس بالزّيادة، لكونه لم يردّ عليهم، وأقرّهم عليها وهو قول الجمهور، وبه صرّح أشهب ".

الحديث الخامس:

1127-وَعَنْهُ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

صَلَّى فِي مَسْجِدِ الخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا مِنْهُمْ مُوسَى عليه السّلام، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِيَّتَانِ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِ شَنُوءَةٍ مَخْطُومٍ بِخِطَامِ لِيفٍ لَهُ ضَفِيرَتَانِ .

البـاب الخــامــس:   5- التّرغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصّوت بها .

معـنى الإحـرام:

الإحرام: هو نيّة أحد النّسكين: الحجّ أو العمرة، أو نيّتهما معا.

وهو أحد أركان الحجّ، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى .

والنيّة محلّها القلب، فلا يُشرع التلفّظ بها، وإنّما يُهِلُّ بأحد النّسكين قائلا: لبّيك اللهمّ حجّة أو عمرة أو حجّة وعمرة.

* ومن شروط الإحرام أن يكون من الميقات المحدّد لأهل بلده، ومن تعدّى الميقات غيرَ محرِمٍ وجب عليه الرّجوع إليه ثمّ الإحرام منه.

إلاّ من دخل مكّة غير ناو الحجّ ولا العمرة، ثمّ بدا له أن يحجّ أو يعتمر فإحرامه من منزله.

فإذا أحرم حرُم عليه أشياء:

1- قلم الأظفار،

2- أخذ شيء من شعره،

3- لبس الرّجل المخيط المحيط بالجسد، ولبس المرأة النّقاب والقفّازين.

4- مسّ الطّيب.

5- الخِطبةُ وعقد النّكاح لنفسه، أو لغيره:

6- الأكل من الصّيد الّذي صِيد له.

7- والصّيد إلاّ صيد البحر.

8- الجماع ودواعيه.

9- الجدال:

:

الأحد 18 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 16 أكتوبر 2011 05:30

رسالة الإصلاح في زمن الغربة (خطبة مرئية)

السبت 17 ذو القعدة 1432 هـ الموافق لـ: 15 أكتوبر 2011 15:20

- رسالة الإصلاح في زمن الغربة

الخطبة الأولى [بعد الحمد والثّناء]

أهلا وسهـلا  بالّذين أودّهم *** وأحبّـهم في الله ذي الآلاء

أهلا بقومٍ صالحين، ذوي تُقى *** غرّ الوجـوه وزين كلّ ملاء

يسعون في طلب العلوم  بعفّةٍ *** وتوقّـر وسكينـة وحيـاء

يا طالبي علم النبـيّ محمّـد *** ما أنتم وسواكـم  بسـواء

أمّا بعد:

فقد روى مسلم في " صحيحه " عن أبِي هريرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ )).

وجاء وصف هؤلاء الغرباء في بعض الرّوايات أنّهم: (( الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي )).

الصفحة 146 من 253

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.