أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]
عبد الحليم توميات

عبد الحليم توميات

الأحد 10 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 06 نوفمبر 2011 16:59

شرح كتاب الحجّ 17: من أحكام رمي الجمار

من سلسلة: شرح كتاب الحجّ من (صحيح التّرغيب والتّرهيب)

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

شرح كتاب الحجّ 17: من أحكام رمي الجمار

البـاب العــاشــر: ( التّرغـيـب في رَمْـي الـجِمَـار ). 

شـرح التّبـويـب: في هذا الباب مسائل عدّة:

  •  المسألة الأولى: معنى الجمرات. 

ثلاثة أقوال في سبب تسميتها بالجمار، فقيل: 

1- من الجمع، فالعرب يسمّون القبيلة المجتمعة على من ناوأها (جمرة)، وهذه الأمكنة بمِنًى تجتمع فيها الحصى الّتي تُرمى بها، ومنهتجمّر القوم: إذا اجتمعوا، ومنه جمّرت المرأة شعرها أي: جمعته، والضّفيرة تسمّى الجميرة.

 
  

2- عكس الجمع وهو الانفراد، فالجمرة: كلّ قوم لا يحالفون أحدا ولا ينضمّون إلى أحد، وفي الحديث عن عمر أنّه سأل الحطيئة عن عبْسٍ ومقاومتها قبائل قيس فقال: يا أمير المؤمنين ! كنّا ألف فارس كأنّنا ذهبة حمراء لا نستجمر.

أي: لا نحالف ولا نسأل غيرنا أن يجتمعوا إلينا.

3-من الحجارة، فالجمرة: الحصاة، والتّجمير رمي الجمار، ومنه الاستجمار بمعنى: الاستنجاء بالحجارة.

وفي حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْثُرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ )).

قال أبو زيد:" استجمر: استنجى، إذا تمسّح بالجمار، وهي الأحجار الصّغار "، وقال في "لسان العرب": " ومنه سمّيت جمار الحجّ للحصى التي ترمى بها ". 

ومنه الجمر: النّار المتّقدة، واحدته جمرة، فإذا برد فهو فحم، ذلك لأنّ النّار توقد بالحجارة. والمِجْمَر والمِجمرة الّتي يوضع فيها الجمر، والّذي يتولّى ذلك مُجْمِرٌ. 

وهذا الأقرب، والله أعلم.

ثمّ لا بدّ من طرح السّؤال التّالي:

ما المقصود من قولنا: " رمي الجمار والجمرات " ؟ أهو المرمِيّ، أو المرمِيّ به ؟ أي: هل هي تلك الأعمدة الثّلاث من الحجارة الّتي تُرمى ؟ أو أنّ المقصود هو تلكم الحصيات الّتي يرمى بها ؟ 

المقصود هو الأوّل، لأنّ غالب من يروي الأحاديث في ذلك فيه:" رَمَى الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ "، فيجعلون الجمار تلك الأعمدة، والجمرات الّتي يُرمَى بها يطلقون عليها اسم حصيات. 

والجمرات كلّها بمِنى، وهي:

أ) جمرة العقبة، وهي الكبرى، تقع على يسار الدّاخل إلى منى من مزدلفة.

ب) والجمرة الوسطى بعدها، وبينهما 77،116 مترا.

ج) والجمرة الصغرى، وهي تلي مسجد الخيف، وبين الصّغرى والوسطى 4،156 أمتار.

  •  المسألة الثّانية: أصل مشروعيّته وحكمته.

روى ابن خزيمة وغيره عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:

(( لَمَّا أَتَى إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ عليه السّلام المَنَاسِكَ عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ جَمْرَةِ العَقَبَةِ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، حَتَّى سَاخَ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، حَتَّى سَاخَ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الجَمْرَةِ الثَّالِثَةِ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى سَاخَ فِي الأَرْضِ )). قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه: " الشَّيْطَانَ تَرْجُمُونَ، وَمِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ تَتَّبِعُونَ ".

[وسأتي معنا إن شاء الله في شرح الحديث رقم (1156)].

قال العلماء:" وأمّا رمي الجمار، فلْيَقصد الرّامي به الانقياد للأمر، وإظهارا للرقّ والعبوديّة، وانتهاضا لمجرّد الامتثال من غير حظّ للنّفس والعقل في ذلك. وليقصد التشبّه بإبراهيم عليه السّلام، وفي ذلك إحياء لملّته. ومن خطر له وهو يرمي التّساؤل عن الحكمة في هذا الرّمي فليعلم أنّ الشّيطان يرميه بوساوسه، بل عليه أن يطرد عنه ذلك، إذ لا يحصل إرغام أنف الشّيطان إلاّ بامتثال أمر الله ".

  • المسألة الثّالثة: حكمه.

ذهب جمهور العلماء إلى أنّ رمي الجمرات واجب لا يحلّ تركه، ولو تركه الحاجّ لزمه دم.

وذهب قلّة منهم إلى أنّه ركن.

أمّا الدّليل على وجوبه فعموم قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ )).

ولأنّه به يقع التحلّل الأوّل.

( فائدة ) اختلف العلماء في التحلّل الأوّل متى يحصل ؟

القول الأوّل: فالجمهور على أنّه يحصل بأمرين من ثلاثة:

1- الرّمي عند الجمرة وحلق الشّعر أو تقصيره.

2- أو طواف الإفاضة مع الحلق أو التّقصير.

3- أو الرّمي مع طواف الإفاضة.

فإذا فعل اثنين من ثلاثة: حلّ له كلّ شيء، إلاّ النّساء.

ولا يشترط التّرتيب بين هذه، إذ كان شعار النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يومئذ (( اِفْعَلْ وَلاَ حَرَجَ )).

فإذا فعل الثّالث تحلّل التحلّل الثّاني، فيباح له كلّ شيء حتّى النّساء.

القول الثّاني: يحصل التحلّل الأوّل بمجرّد الرّمي، وهو الصّحيح إن شاء الله.

واختاره ابن حزم في "المحلّى" (7/139)، وقال:

" وهو قول عائشة، وابن الزّبير، وطاوس، وعلقمة، وخارجة بن زيد بن ثابت ".

والدّليل على ذلك، ما رواه أحمد عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ: (( إِذَا رَمَيْتُمْ الجَمْرَةَ؛ فَقَدْ حَلَّ كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ النِّسَاءَ ))["الصّحيحة" برقم (239)].

وروى أحمد والنّسائي وابن ماجه عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال: " إِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ فَقَدْ حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا النِّسَاءَ " قِيلَ: وَالطِّيبُ ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يَتَضَمَّخُ بِالْمِسْكِ، أَفَطِيبٌ هُوَ ؟.

  • المسألة الرّابعة: أحكام الرّمي.

1- مقدار الحصيات:

الواجب على المسلم أن يحمل من الحصى ما يكون مثل حصى الخذف، أي: ما يعدل حبّة الحمّص.

روى مسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه عَنْ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم أَنَّهُ قَالَ فِي عَشِيَّةِ عَرَفَةَ وَغَدَاةِ جَمْعٍ لِلنَّاسِ حِينَ دَفَعُوا:

(( عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ ! عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ الْجَمْرَةُ )) وُيُشِيرُ بِيَدِهِ كَمَا يَخْذِفُ الْإِنْسَانُ.

وروى مسلم أيضا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ:" رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم رَمَى الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ ".

وعند النسائي قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم غَدَاةَ الْعَقَبَةِ-وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ-: (( هَاتِ الْقُطْ لِي !)) فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَلَمَّا وَضَعْتُهُنَّ فِي يَدِهِ قَالَ: (( بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ )).

2- والجمهور على أنّ هذا القدر مستحبّ لا واجب، فلو رمى بأكبر منهنّ أو أصغر أجزأه مع الكراهة، ويرى الإمام أحمد عدم الإجزاء. كيف لا وهو مخالف لأمره صلّى الله عليه وسلّم، وسمّى الزّيادة غلوّا في الدّين؟

3- من أين تؤخذ الحصيات ؟

السنّة أن تؤخذ وتلتقط الحصيات من مِنًى لا قبلها، وحديث ابن عبّاس رضي الله عنه صريح في ذلك، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إنّما أمرهم به حين هبط مُحسراً، وهو من مِنى.

وكذلك قوله: ( غَداة العَـقَبة ) فإنه يعني غداة رمي جمرة العقبة الكبرى، وظاهره أن الأمر بالالتقاط كان في مِنى قريباً من الجمرة، فما يفعله الناس اليوم من التقاط الحَصَيَات في المزدلفة تركٌ للأفضل، لأنّه مخالف لهذين الحديثين.

4- عدد الحصيات: هي سبعون حصاةً، أو تسع وأربعون.

يرمي جمرة العقبة بسبع يوم النّحر.

ثمّ يرمي الجمرات الثّلاث سبعا لكلّ جمرة، في أيّام التّشريق الثّلاثة، ففي كلّ يوم إحدى وعشرون حصاة.

فتلك سبعون حصاةً، لمن تأخّر إلى اليوم الثّالث من أيّام التّشريق.

أمّا من تعجّل ونفر من مِنًى ولم يرمِ اليوم الثّالث، فيكون قد رمى تسعا وأربعين.

5- حكم من رمى بأقلّ من سبع أو أكثر:

روى أحمد والنّسائي عن مجاهد عن سَعْدِ بْنِ أبي وقّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: ( رَمَيْنَا الْجِمَارَ أَوْ الْجَمْرَةَ فِي حَجَّتِنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم ثُمَّ جَلَسْنَا نَتَذَاكَرُ فَمِنَّا مَنْ قَالَ: رَمَيْتُ بِسِتٍّ، وَمِنَّا مَنْ قَالَ: رَمَيْتُ بِسَبْعٍ، وَمِنَّا مَنْ قَالَ: رَمَيْتُ بِثَمَانٍ، وَمِنَّا مَنْ قَالَ: رَمَيْتُ بِتِسْعٍ، فَلَمْ يَرَوْا بِذَلِكَ بَأْسًا ).

وفي رواية للنّسائي قَالَ مُجَاهِدٌ: قَالَ سَعْدٌ رضي الله عنه: ( رَجَعْنَا فِي الْحَجَّةِ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم وَبَعْضُنَا يَقُولُ: رَمَيْتُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ،وَبَعْضُنَا يَقُولُ: رَمَيْتُ بِسِتٍّ، فَلَمْ يَعِبْ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ).

قال الإمام أحمد: إن رمى بستّ ناسيا فلا شيء عليه، ولا ينبغي أن يتعمدّ، فإن تعمدّه تصدّق بشيء.

6- وقت الرّمي: يختلف الرّمي يوم النّحر عن أيّام التّشريق.

أوّلا: الرّمي يوم النّحر: هو خاصّ برمي جمرة العقبة.

- والوقت المختار للرّمي هو الضّحى أي: بعد طلوع الشّمس، وذلك هو فعله صلّى الله عليه وسلّم كما في صحيح مسلم.

- ولا يحلّ لأحد أن يرمِي قبل ذلك، إلاّ أهل الأعذار، فيحلّ لهم أن يرموا قبل الفجر.

روى البخاري عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّهَا نَزَلَتْ لَيْلَةَ جَمْعٍ عِنْدَ الْمُزْدَلِفَةِ، فَقَامَتْ تُصَلِّي، فَصَلَّتْ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَتْ:" يَا بُنَيَّ، هَلْ غَابَ الْقَمَرُ ؟ " قُلْتُ – القائل هو عبد الله مولاها –: لَا. فَصَلَّتْ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، هَلْ غَابَ الْقَمَرُ ؟ قُلْت: نَعَمْ. قَالَتْ: فَارْتَحِلُوا ! فَارْتَحَلْنَا، وَمَضَيْنَا، حَتَّى رَمَتْ الْجَمْرَةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَصَلَّتْ الصُّبْحَ فِي مَنْزِلِهَا. فَقُلْتُ لَهَا: يَا هَنْتَاهُ ! مَا أُرَانَا إِلَّا قَدْ غَلَّسْنَا ؟! قَالَتْ: يَا بُنَيَّ ! إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم أَذِنَ لِلظُّعْنِ. وفي رواية قالت: لَقَدْ فَعَلْنَا هَذَا مَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ.

- ويمتدّ إلى الغروب، قال ابن عبد البرّ رحمه الله:

" أجمع أهل العلم أن من رماها يوم النّحر قبل المغيب فقد رماها في وقت لها، وإن لم يكن ذلك مستحبّا ".

روى البخاري ومسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالَ رَجُلٌ: رَمَيْتُ بَعْدَ مَا أَمْسَيْتُ ؟ فَقَالَ: (( لَا حَرَجَ )).

- ولا يجوز الرّمي ليلا إلاّ لأهل الأعذار، كالضّعفة والمرضى.

ثانيا: أمّا رمي الجمرات أيّام التّشريق:

- فوقتها من الزّوال، ولا يصحّ قبل ذلك.

فقد روى التّرمذي وابن ماجه وأحمد عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنه أنّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم رَمَى الجِمَارَ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ.

وروى البيهقيّ عن ابن عمر رضي الله عنه قَالَ:" لاَ نَرْمِي فِي الأَيَّامِ الثَّلاَثَةِ حَتّى تَزُولَ الشَّمْسُ ".

- ويمتدّ إلى الغروب، فإن أخّر الرّمي إلى ما بعد الغروب كُرِهَ له ذلك. وهذا متّفق عليه بين المذاهب.



الأحد 10 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 06 نوفمبر 2011 16:46

شرح كتاب الحجّ 16 :فضائل يوم عرفة

من سلسلة: شرح كتاب الحجّ من (صحيح التّرغيب والتّرهيب)

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

شرح كتاب الحجّ 16 :فضائل يوم عرفة. 

البـاب التّــاسع:( التَّرْغِيبُ فِي الوُقُوفِ بِعَرَفَةَ، وَالمُزْدَلِفَةِ، وَفَضْلُ يَوْمِ عَرَفَةَ ). 

  •  شـرح التّبويــب: 

فإنّ يوم عرفة من الأيّام الفاضلة الّتي عظّمها الله تبارك وتعالى، وحريّ بالمؤمن أن يعظّم ما عظّمه الله تعالى، فهو القائل:{ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ }، وقال:{ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ }.

وقولنا: ( يوم عرفة ) هذه الإضافة مكانيّة، أي يوم الوقوف بعرفة.

والوقوف بعرفة يُسمّى ( التّعريف ) و( المُعرَّف )، ومنه قول العرب:" عَرَّفَ القومُ " إذا وقفوا بعرفة.

 
 

وإن سألت عن الفرق بين ( عرفة ) و( عرفات ) ؟

فمن العلماء من لم يفرّق بينهما.

ومنهم من قال: ( عرفة ) إذا أُضيف إليه الزّمان واليوم، و( عرفات ): إذا أضيف إليه المكان، لذلك قال تعالى:{ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ }.

ولماذا سمِّي عرفة بذلك ؟ أقوالٌ كثيرة لا دليل على أحدٍ منها.

- فقيل: سمّي عرفة لأنّ النّاس يتعارفون به.

- وقيل: سمّي عرفة لأنّ جبريل عليه السّلام طاف بإبراهيم عليه السّلام، فكان يُرِيه المشاهد فيقول له: أعرفت ؟ أعرفت ؟ فيقول إبراهيمعليه السّلام: عرفت، عرفت ! 

وكأنّ قائل ذلك نسِي أنّ إبراهيم عليه السّلام ما كان يتكلّم العربيّة. 

- وقيل: لأنّ آدم عليه السّلام لمّا هبط من الجنّة، وكان من فراقه حواء ما كان، فلقيها في ذلك الموضع فعرفها وعرفته ! 

ولا ندري من أين علموا أنّه حدث فراق بين الأبوين الكريمين وقد أهبطهما الله إلى الأرض معاً ؟!

والصّواب الإمساك عن الخوض في ذلك، فـ:" العلم إمّا نقلٌ مصدَّق عن معصوم، وإمّا قول عليه دليل معلوم، وما سوى هذا فإمّا مزيَّف مردود، وإمّا موقوفٌ لا يُعلم أنّه بهرج ولا منقود " [" مقدّمة في أصول التّفسير " لابن تيمية].

أمّا فضائل يوم عرفة:

أ‌) فهو يوم أكمل الله فيه الدّين. 

ففي الصّحيحين عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ رضي اللهُ عنه عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي اللهُ عنه أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ:

يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا. قَالَ: أَيُّ آيَةٍ ؟

قَالَ:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا}.

قَالَ عُمَرُ رضي اللهُ عنه: قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلّم وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ.

يشير عمر رضي اللهُ عنه بذلك إلى أنّنا نتّخذها عيدا أسبوعيّا كلّ يوم جمعة، وعيدا سنويّا يوم عرفة، لذلك كان الفضل الثّاني: 

ب‌) أنّه عيد لأهل الإسلام: 

فقد روى أهل السّنن عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي اللهُ عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ، وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ، عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ )).

ت‌) أنّه يوم أقسم الله به، والعظيم لا يقسم إلاّ بعظيم.

روى التّرمذي وأحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلّم: (( الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ )).

ث‌) أنّ صيامه يكفّر ذنوب سنتين.

ففي صحيح مسلم عن أَبِي قَتَادَةَ رضي اللهُ عنه أنّ النّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلّم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: (( يكفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ، وَالسَّنَةَالقَابِلَةَ )).

وهذا إنّما يُستحبّ لغير الحاجّ، أمّا الحاجّ فلا يُسنّ له صيامه.

ج‌) أنّه اليوم الّذي أخذ الله فيه الميثاق من بني آدم.

فقد روى أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنه عَنْ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلّم قَالَ:

(( أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ - يَعْنِي عَرَفَةَفَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا،قَالَ:{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}.

[صحّحه الشّيخ الألباني في " المشكاة "، و" صحيح الجامع "، و" تخريج الطّحاويّة "].

ح‌) أنّ الوقوف هذا اليوم بعرفات هو الرّكن الأعظم في الحجّ.

فقد روى أهل السّنن عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ رضي اللهُ عنه أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلّم وَهُوَ بِعَرَفَةَ فَسَأَلُوهُ ؟ فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: (( الْحَجُّ عَرَفَةُ، مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ )).

قَالَ التّرمذي رحمه الله:

" والعمل على حديث عبد الرّحمن بن يعمر عند أهل العلم من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلم وغيرهم، أنّه من لم يقف بعرفات قبل طلوع الفجر، فقد فاته الحجّ، ولا يجزئ عنه إن جاء بعد طلوع الفجر، ويجعلها عمرةً، وعليه الحجّ من قابل، وهو قول الثّوري، والشافعي، وأحمد، وإسحق ...وسمعت الجارود يقول: سمعت وكيعا أنّه ذكر هذا الحديث فقال: هذا الحديث أمّ المناسك ".

خ‌) أنّه يوم مغفرة وعتق من النّيران، وهذا ما سيذكر المصنّف الأحاديث الكثيرة فيه.

ومن السنّة للحاجّ ذلك اليوم:

- التوجّه إلى عرفات يوم التّاسع بعد طلوع الشّمس.

- المواظبة على التّكبير والتّهليل، والتّلبية.

- وينزل الحاجّ بنَمِرة.

- ويغتسل إن أمكنه ذلك.

- ويستحبّ له أن لا يدخل عرفة إلاّ وقت الوقوف وذلك بعد الزّوال.

- وينتهي الوقوف مع طلوع فجر اليوم العاشر.

- وأنّه يكفي الوقوف في أيّ جزء من أجزاء اللّيل.

- كما يُستحب الوقوف عند الصّخرات.

- ويُجزئ الوقوف في أيّ مكان من عرفة، روى مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي اللهُ عنه فِي حَدِيثِهِ الطّويل أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلّم قَالَ:

(( نَحَرْتُ هَاهُنَا وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ )).

- أمّا الصّعود إلى جبل الرّحمة واعتقاد أنّ الوقوف به أفضل فهو خطأ، وليس بسنّة.

- قوله رحمه الله: ( المزدلفة ):

الكلمة مأخوذة من ( زلف الشّيء ) أي: قرّبه إليه وجمعه، ومنه قوله تعالى:{وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ} [الشّعراء:64]، أي: وقرّبنا فرعون وقومه من اليمّ بعدما كادوا ينصرفون.

والمزدلفة: موضع بمكة، قيل: سمّيت بذلك لاقتراب النّاس إلى منى بعد الإفاضة من عرفات واجتماعهم فيها.

ولها اسمان آخران:

أ‌) الأوّل: ( جَمْع ): ومنه ما رواه البخاري عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: أخبرتني عَائِشَةُ رضي اللهُ عنها أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي الْحُمْسِ:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} قَالَ: كَانُوا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ فَدُفِعُوا إِلَى عَرَفَاتٍ.

ب‌) و( المشعر الحرام ): من باب إطلاق جزء الشّيء على كلّه، فإنّ المشعر الحرام من المزدلفة، ويطلق عليها، قال تعالى:{ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ} روى الطّبريّ عن ابن عمر رضي اللهُ عنه قال: هو مزدلفة.

ومعنى المشعر: المعلم والمتعبَّد. فهو من المعالم التي ندب الله إليها وأمر بالقيام عليها، و( الحرام ) لأنّه من الحرم، كما أنّ عرفات تسمّى (المشعر الحلال) لأنّه من الحِلّ.

والله تعالى أعلم وأعزّ وأكرم.



 

الأحد 10 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 06 نوفمبر 2011 10:31

فضل يوم عيد الأضحى

السبت 09 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 05 نوفمبر 2011 12:34

عظمة يوم عرفة عند الله تبارك وتعالى

السبت 09 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 05 نوفمبر 2011 06:28

- بين يدي عرفة والأضحى (مرئي)

السبت 09 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 05 نوفمبر 2011 05:01

قناة القرآن الكريم

الجمعة 08 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 04 نوفمبر 2011 20:49

-بين يدي عرفة والأضحى (صوتي)

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

-بين يدي عرفة والأضحى

فأسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم، أن ينوّر هذه القلوب بطاعته، ويزكّي هذه النّفوس بعبادته، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه ..

فنحن على أبواب يومين من أيّام الله عزّ وجلّ، يطلّان على المسلمين ببركاتهما، ويُهلّان عليهم بنفحاتهما: إنّهما يوم عرفة ويوم عيد الأضحى.

يريد الله تعالى من تعظيم هذين اليومين: إظهار الحقّ، ورحمة الخلق:

إظهار الحقّ؛ وذلك بإعلاء شعائر الدّين.

ورحمة الخلق، وذلك بتسلية المحرومين من حجّ بيت ربّ العالمين، وهو القائل سبحانه:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} [الفرقان:62].

يريد الله من المقيمين في أوطانهم، ومن حُبِسوا عن الحجّ في أمصارهم أن يتشبّهوا بالحجيج في كثير من أعمالهم، ترون ذلك جليّا في أمور كثيرة منها:

- استحباب الذّكر هذه الأيّام، والإكثار من العمل الصّالح كما بيّنّاه في الخطبة الأخيرة. فطوبى لمن أكثر من الصّلاة هذه الأيّام .. وطوبى لمن أكثر من الصّدقة على الفقراء والأرامل والأيتام .. طوبى لمن أكثر من تلاوة القرآن .. وإحياء سنّة النبيّ العدنان ..

- أنّه شرع للمقيم أن يتقرّب إلى الله بالأضحية كما يتقرّب الحاجّ إلى الله بالنّسك.

- نهى من أراد ونوى الأضحية أن يأخذ من أظفاره أو شعر بدنه شيئا 

- الاجتماع في صلاة العيد كما يجتمع الحجّاج عند البيت المجيد.

فتعالوا بنا أيّها المؤمنون والمؤمنات لنتطلّع إلى هذين اليومين العظيمين ومكانتهما عند ربّ العالمين، ليزداد العامل ثوابا وأجرا وتقرّبا إلى ربّه، وليتدارك المفرّط والمقصّر ما فاته من صلاح قلبه

الاثنين 02 ذو الحجة 1442 هـ الموافق لـ: 12 جويلية 2021 15:36

- بين يدي عرفة والأضحى

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فأسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم، أن ينوّر هذه القلوب بطاعته، ويزكّي هذه النّفوس بعبادته، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه ..

فنحن على أبواب يومين من أيّام الله عزّ وجلّ، يطلّان على المسلمين ببركاتهما، ويُهلّان عليهم بنفحاتهما: إنّهما يوم عرفة ويوم عيد الأضحى.

يريد الله تعالى من تعظيم هذين اليومين: إظهار الحقّ، ورحمة الخلق:

إظهار الحقّ؛ وذلك بإعلاء شعائر الدّين.

ورحمة الخلق، وذلك بتسلية المحرومين من حجّ بيت ربّ العالمين، وهو القائل سبحانه:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} [الفرقان:62].

يريد الله من المقيمين في أوطانهم، ومن حُبِسوا عن الحجّ في أمصارهم أن يتشبّهوا بالحجيج في كثير من أعمالهم، ترون ذلك جليّا في أمور كثيرة منها:

- استحباب الذّكر هذه الأيّام، والإكثار من العمل الصّالح كما بيّنّاه في الخطبة الأخيرة. فطوبى لمن أكثر من الصّلاة هذه الأيّام .. وطوبى لمن أكثر من الصّدقة على الفقراء والأرامل والأيتام .. طوبى لمن أكثر من تلاوة القرآن .. وإحياء سنّة النبيّ العدنان ..

- أنّه شرع للمقيم أن يتقرّب إلى الله بالأضحية كما يتقرّب الحاجّ إلى الله بالنّسك.

- نهى من أراد ونوى الأضحية أن يأخذ من أظفاره أو شعر بدنه شيئا

- الاجتماع في صلاة العيد كما يجتمع الحجّاج عند البيت المجيد.

فتعالوا بنا أيّها المؤمنون والمؤمنات لنتطلّع إلى هذين اليومين العظيمين ومكانتهما عند ربّ العالمين، ليزداد العامل ثوابا وأجرا وتقرّبا إلى ربّه، وليتدارك المفرّط والمقصّر ما فاته من صلاح قلبه.

الجمعة 08 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 04 نوفمبر 2011 15:36

- شرح الأصول الثّلاثة (6) الإقرار بتوحيد الألوهيّة

[بعد الحمد، والتّذكير بما سبق]:

  • · قوله تعالى: ( فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ): وأتى بالألف واللاّم هنا، للتّعريف وأنّ فرعون عصى الرّسول المبعوث إليه، ومن قواعد كلام العرب: النّكرة إذا أُعيدت نكرة كانت غيرها، وإذا أعيدت معرفة كانت نفسها.
  • · لذلك لمّا كان ابن عبّاس رضي الله عنه يقرأ قوله تعالى:{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)} [الشّرح] يقول: ولن يغلِب عُسرٌ يُسرين.
  • · ( فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلاً ): قال ابن عبّاس رضي الله عنه: أي: شديدا. 
  • · قوله رحمه الله: ( الثّانية: أنَّ اللهَ لا يرضى أن يُشْرك معهُ أحدٌ في عبادتِه لا مَلَكٌ مُقَرَّب ولا نبيٌّ مُرْسَل، والدّليلُ قولُهُ تعالى:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن:18]).

وهذه المسألة غايةٌ للمسألة الأولى، فلمّا تضمّنت المسألة الأولى وجوب معرفة ربوبيّة الله تعالى، فكأنّ سائلا يسأل: فما العلّة من خلقِنا ورَزقِنا وإرسال الرّسول إلينا ؟ فيأتي الجواب: إنّما الغاية من ذلك هو عبادة الله وحده لا شريك له.

فإذا أقرّ العبدُ بربوبيّة الله تعالى كان واجبا عليه أن يُذعِن له بالإخلاص في العبادة.

الجمعة 08 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 04 نوفمبر 2011 08:17

حكم صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الصفحة 142 من 253

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.