أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: htoumiat@nebrasselhaq.com

الأربعاء 13 شوال 1431 هـ الموافق لـ: 22 سبتمبر 2010 09:22

- شرح " كِتَـابُ الحَـجِّ " (4) جزاء الحجّ: الجنّة - وبيان حكم العمرة

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

تابع الباب الأوّل:                               ( التّرغيب في الحجّ والعمرة، وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات )

[شرح الحديث الثّالث برقم (1096)]

قال رحمه الله:

1096- وَعَنْهُ [أي: أَبِي هُرَيْرَةَ] رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ )).

[رواه مالك والبخاري ومسلم والتّرمذي والنّسائي وابن ماجه].
  • الفائدة الأولى: شرح ألفاظ الحديث:

-  ( العمرة ): معناها في اللّغة الزّيارة، لأنّ من شأن الزّائر أن يعمُر المكان.

وفي الشّرع هي:" زيارة بيت الله تعالى بقصد التعبّد ". والفرق بين تعريفها وتعريف الحجّ، أنّ الحجّ هو زيارة بيت الله تعالى بقصد التعبّد في زمن خاصّ. أمّا العمرة فلا تُحدّد بزمن.

-       ( كفَّارة ): أي: ماحيَةٌ للذّنوب، وأصل مادّة ( كفَر ) هو التّغطية، ومن شأن الشّيء المُغطَّى أن لا يكون له أثر، ولذلك سمّي الكافر كافراً لأنّه جحد الحقّ وغطّاه ولم ينطق به ولم يعمل به.

ومنه ( الكَفْر ) يطلق على المكان الّذي كثرت به الأشجار والمزارع لأنّه غُطِّي بها. ويسمّى المُزَارع ( كافراً ) لأنّه يغطّي الحبّة بالتّراب في الأرض كما قال تعالى:{ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ } أي: الزُرّاع.

ومن الطّرائف أنّ أحد الدّعاة شرح هذه الكلمة على نحو ما ذكرناه في إحدى القُرى، فنبذوه ورموه بتكفير الفلاّحين !! وصدق من قال: ( لكلّ مقام مقال ).

-       ( الحجّ المبرور ): سبق بيان معناه، وهو أنّ البرّ في الحجّ له مرتبتان:

الأولى: أن يكون خاليا من الإثم.

والثّانية: أن يقوم فيه صاحبه بالإحسان إلى غيره.

  • الفائدة الثّانية: حكم العمرة.

مذهب المالكيّة والحنفيّة استحباب العمرة.

ومذهب الحنابلة والشّافعيّة أنّها فرض كالحجّ، وهو الصّحيح - إن شاء الله - لدليلين:

1) حديث جبريل المشهور، ففي بعض الرّوايات قال: مَا الإِسْلاَمُ ؟ قَالَ: صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ..- حتّى قال -: وَأَنْ تَحُجَّ البَيْتَ وَتَعْتَمِرَ .. )).

[أخرجه ابن خزيمة كما في " صحيح التّرغيب والترهيب " رقم (175) ].

2)  ما رواه أبو داود والنّسائي عَنْ الصُّبَيِّ بْنِ مَعْبَدٍ قال: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! إِنِّي كُنْتُ رَجُلًا أَعْرَابِيًّا نَصْرَانِيًّا، وَإِنِّي أَسْلَمْتُ، وَأَنَا حَرِيصٌ عَلَى الْجِهَادِ، وَإِنِّي وَجَدْتُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ مَكْتُوبَيْنِ عَلَيَّ .. وَإِنِّي أَهْلَلْتَ بِهِمَا مَعًا، فَقَالَ لِي عُمَرُ رضي الله عنه: هُدِيتَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".   [" الإرواء (4/153) "].

ووجه الدّلالة قوله ( وَجَدْتُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ مَكْتُوبَيْنِ عَلَيَّ  )، فأقرّه عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، وهو راوي حديث جبريل السّابق، فلا شكّ أنّ فهمه مقدّم على غيره.

  • الفائدة الثّالثة: في حديث الباب دلالة على استحباب الاستكثار من الاعتمار، خلافا لقول من قال يُكره أن يعتمر في السَنة أكثر من مرَّة كالمالكية رحمهم الله، وخلافا لمن قال: تستحبّ مرّة في الشّهر.

وغاية ما استدلّوا به أنّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يفعلها إلاّ مرّة في السّنة حين استطاع، وأفعاله تدورُ بين الوجوب والنّدب.

والجواب عن ذلك من وجهين:

أوّلا: إنّ المندوب لا ينحصر في أفعاله فحسب، فقد كان صلّى الله عليه وسلّم يترك الشّيء وهو يستحبّ فعله لرفع المشقّة عن أمّته.

ثانيا: قد ندب صلّى الله عليه وسلّم إلى الإكثار من الاعتمار بلفظه، فثبت الاستحباب من غير تقييد.

قال ابن القيّم في "الزّاد" (2/100):

"وفي قوله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( العمرة إلى العمرة كفّارة لما بينهما، والحجّ المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة )) دليل على التّفريق بين الحجّ والعمرة في التّكرار، وتنبيه على ذلك، إذ لو كانت العمرة كالحجّ لا تُفعل في السّنة إلاّ مرّة لسوّى بينهما ولم يفرّق.

وروى الشّافعي رحمه الله عن عليّ رضي الله عنه أنّه قال:" اعتمر في كلّ شهر مرّة ".

وعن وكيع قال: قال عليّ رضي الله عنه: " اعتمر في الشّهر إن أطقتَ مرارا ".

وذكر سعيد بن منصور عن بعض ولد أنسٍ رضي الله عنه أنّ أنسا كان إذا كان بمكّة فحمّم رأسه، خرج إلى التّنعيم فاعتمر " اهـ.

والله تعالى أعلم.

أخر تعديل في الأربعاء 20 شوال 1431 هـ الموافق لـ: 29 سبتمبر 2010 11:58

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.