أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- معركة العربيّة.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فـ" ما ذلَّت لغةُ شعبٍ إلاّ ذَلَّ، ولا انحطّت إلاّ كان أمرُه في ذَهابٍ وإدبار، ومن هذا يفرض الأجنبي المستعمِر لغته فرضًا على الأمة المستعمَرة ... فيحكم عليهم أحكامًا ثلاثةً في عملٍ واحد:

أمّا الأوّل: فحبسُ لغتِهم في لغته سجنًا مؤبّدًا.

وأمّا الثّاني: فالحكم على ماضيهم بالقتل محوًا ونسيانًا.

وأمّا الثّالث: فتقييدُ مستقبلِهم في الأغلال الّتي يصنعها، فأمرهم من بعدها لأمره تَبَع ".

[" من وحي القلم " (2/23) للرّافعي رحمه الله].

ومن مظاهر إذلال اللّغة العربيّة هجرُها، واتّخاذ العامّية خدناً بدلها.

- التّقويم الميلاديّ، وزمن مولد المسيح عليه السّلام.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

فقد أجمع أهل العلم على أنّ الأولى هو استخدامُ التّأريخ والتّقويم الهجريّ، وإنّما اختلفوا في وجوبه، وفي حكم من قوّم وعدّ الأيّام، والشّهور والأعوام بغيره.

وأوسط الأقوال وأعدلها إن شاء الله، هو: المنع من إفراد التّاريخ الميلادي بالذّكر، بل يجب أن يذكر قبله التّاريخ الهجريّ، ثمّ يُذكر التّاريخ الميلادي بعده بحسب الحاجة والاضطرار إليه، كما هو حال كثير من بلاد الإسلام ردّها الله إلى دينه ردّا جميلا -.

ووجوه المنع من الاقتصار على التّأريخ الميلادي ما يلي:

- التّرهيب من الاِحتفَال بِأعْيادِ أهْلِ الصّلِيب.

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذه نصيحةٌ ونداءٌ، إلى المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الّذين نأمل أن يكونوا كما وصفهم ربّ الأرض والسّماوات:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب:36]..

والّذين نرجو أن يكون شعارهم ودثارهم:{وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: من الآية285].

- شهر رجب في سطور ...

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على محمّد وعلى آله أجمعين، أمّا بعد:

فقد قال أهل العلم:" إنّ لله تبارك وتعالى خواصّ، في الأزمنة والأمكنة والأشخاص "؛ وإنّ من الأزمنة الّتي خُصّت بالفضيلة: شهر رجب، ولا أدلّ على تعظيمه من تسميته بذلك، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

ولكن كشأن كلّ فضيل، فقد نُسجت حوله الأقاويل والأباطيل، وعلقت بأذهان كثير من المسلمين اعتقادات في شهر رجب ما عليها من دليل، فرغبت في بيان أهمّها في شكل سؤال وجواب، سائلا المولى تعالى التّوفيق إلى الصّواب.

- لماذا يحتفل المسلمون بأعياد الكفّار والمشركين ؟

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وعلى كلّ من اتبع سبيله واستنّ بسنّته واهتدى بهداه، أمّا بعد:

فلك أن تتساءل - أخي الكريم - عن أسباب انتشار هذه المظاهر في بلادنا ؟ .. وما سبب ضياع شخصيّتنا ؟ وما سبب ذهاب نور معالمنا ومبادئنا ومناهجنا ؟ ..

فاعلم أنّ هناك أسبابا كثيرة، وإنّنا نذكر منها ثمانية:

- Mise en garde contre la célébration des fêtes des impies

Louange à Allah le Seigneur de tous, et que le salut et la bénédiction soient sur son prophète Mohammed صلى الله عليه وسلّم, et sur ses proches et ses compagnons.

Ceci est un appel à tous les musulmans, hommes et femmes, aux croyants et aux croyantes en cette foi qui est l'Islam.

Ceci est un conseil à ceux et à celles qu'Allah a adressé la parole dans Son saint Coran en disant :

- تذكير أهل الإيمان بتعظيم لغة القرآن

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فهذه نصيحة إلى إخواننا وأخواتنا الّذين رضُوا بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد نبيّا ورسولا، ثمّ بالعربيّة لغةً ولسانا.

لغة نزل بها القرآن العظيم، ونطق بها النبيّ المصطفى الأمين صلّى الله عليه وسلّم ..

نصيحة إليهم كي يجتنبوا التّحدّث بغير اللّغة العربيّة فصيحها أو عامّيتها قدر الإمكان، فيكفي أنّ الحاجة والضّرورة تقودنا إلى التحدّث بغيرها في كلّ مكان.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

Previous
التالي
عبد الحليم توميات

عبد الحليم توميات

الثلاثاء 05 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 01 نوفمبر 2011 14:41

174- حكم صبغ الشّعر

نصّ السّؤال:

شيخنا الكريم .. فقد عزمت على صبغ شعر رأسي ولحيتي، ولكنّي سمعت أنّ تغيير الشّيب لا يجوز، فما الصّواب أثابكم الله ؟

وهل يحلّ صبغ الشّعر قبل ظهور الشّيب ؟

الاثنين 04 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 31 أكتوبر 2011 07:44

- شرح الأصول الثّلاثة (5) الإقرار بالرّبوبيّة وبعثة الرّسل

من سلسلة: شرح الأصول الثّلاثة

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

تحميل الدّرس مكتوبا

- شرح الأصول الثّلاثة (05) الإقرار بالرّبوبيّة وبعثة الرّسل

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

قال رحمه الله: 

اعلمْ - رحمك الله -: أنَّهُ يجبُ على كلِّ مسلم ومسلمة تَعَلُّمُ هٰذه الثّلاث مسائل والعملُ بهنَّ:

الأولى: أنَّ اللهَ خَلَقنا ورَزَقَنا ولم يتركْنا هملاً؛ بل أرسلَ إلينا رسولاً فمنْ أطاعَهُ دخلَ الجنَّةَ ومنْ عصاهُ دخلَ النّارَ. والدليلُ قولُهُ تعالى:{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلاً} [المزمل:15-16].

  • · قوله رحمه الله: ( تَعَلُّمُ هٰذه الثّلاث مسائل ): وفي نسخة:" هذه المسائل الثّلاث "، وهي أصحّ. وملخّص هذه المسائل:

الأولى: ربوبيّة الله تعالى، والثّانية: ألوهيّة الله عزّ وجلّ، والثّالثة: الولاء والبراء. 

  • · قوله رحمه الله: ( والعملُ بهنَّ ) تنبيه إلى أنّ الإيمان هو التّصديق الجازم بالقلب، والعمل. فلا بدّ من أن يتحرّك البدن بلازم هذا الإيمان. 

فإذا كان يعتقد المسلم أنّ الله هو خالقه ورازقه ومدبّر أموره فإنّه لا بدّ أن يوحِّده، ويواليَ من والاه، ويُعاديَ من عاداه. 

  • · قوله رحمه الله: ( الأولى: أنَّ اللهَ خَلَقنا ) أي: أوجدنا بعد أن لم نكن شيئا، قال تعالى:{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا}. 

والأدلّة العقليّة على ذلك أكثر من أن تُحصَى، منها قوله تعالى:{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطّور: 35]، فلا يخلو وجود الإنسان من أحد ثلاثة أحوال:

إمّا أن يكون وُجِد من العدم {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ}، فالعدم ليس موجودا، فكيف يُوجِد غيرَه ؟! وفاقد الشّيء لا يُعطيه.

أو يكون خلق نفسه، وخلق بعضهم بعضا {أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} وهل يخلق الشّيء نفسَه ؟

فإذا بطلت هاتان المقدّمتان لم يبْق إلاّ أن يكون هناك خالق خلقنا.

  • · قال: ( ورَزَقَنا ): فإنّ الله تعالى حين خلق الخليقة سخّر لهم ما يُعِينُهم على تحقيق الغايةَ من الخلق، فرزقهم من الطيّبات، وآتاهم من كلّ ما سألوه، لذلك يربط الله دائما بين الخلق والرّزق، فيقول سبحانه:{اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الرّوم:40]، ويقول:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [فاطر:3].

وهذا النّوع من التّوحيد لم يُخالف فيه كفّار قريش، وأكثر أَصحاب الملل والدِّيانات؛ فكلُّهم يعتقدون أَنّ خالق العالم هو الله وحده؛ قال الله تبارك وتعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ} [العنكبوت من:61]، وقال:{قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90) [المؤمنون].

وذلك لأَنّ قلوبَ العباد مفطورةٌ على الإِقرار بربوبيّته سبحانه وتعالى؛ ولذا فلا يُصْبِحُ مُعْتقِدُه مُوَحِّدا، حتّى يلتزم بالنّوع الثّاني من أَنواع التّوحيد، وهو ما سيذكره رحمه الله في المسألة الثّانية.

  • · قال: ( ولم يتركْنا هملاً ): الهمل هو الضّياع، والسُّدى والمتروك. ومنه الإهمال، وأصل الهمل: هي الإبل السّائبة.

وهَمَلتِ الإِبل وسابت، إذا لم يكن لها راعٍ، سواء تُرِكت ليلا أو نهارا، أمّا النَّفَش فهو الهمل بالنّهار، ومنه قوله تعالى:{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}.

  • · ( بل أرسلَ إلينا رسولاً ): فكما ضمِن الله تعالى للخلق الرّزق المادّي الزّائل، ضمن لهم الرزّق الرّوحي المعنويّ الدّائم. فأرسل إلينا إمام المرسلين، وسيّد النبيّين، وخير الخلق أجمعين.

والإيمان ببعثة الرّسل إيمان بحكمة الله ورحمته بالخلق، والّذي يستبْعِد بعثة الرّسل يكون قد طعن في الله عزّ وجلّ، إذ كيف يخلق الخلق ويتركهم هملا ؟!؛ لذلك قال:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ} [الأنعام من: 91].

فإنكار الرّسل يُنافي حكمة الله تعالى البلاغة أن يخلق الخلق، ويجعل الإنسان في أحسن تقويم، ويُؤتيه العقل، ويخلُق الله السّموات والأرضين، والدّنيا وما عليها، ثمّ لا يكون شيءٌ بعد ذلك ؟! ويتركه هكذا دون أن يُؤمَرَ ولا ينهَى ؟! ولا يُبيّن له طريق الوصول إلى مرضاته ؟! قال تعالى:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)} [المؤمنون] ؟! وقال تبارك وتعالى:{ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة: 36]، وكان الشّافعيّ رحمه الله إذا قرأ هذه الآية قال: لا يُؤمر ولا يُنهَى.

  • · قال: ( فمنْ أطاعَهُ ) وذلك بتصديقه فيما أخبر، وامتثال ما أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر؛ لأنّ الطّاعة هي الامتثال والموافقة والمتابعة.
  • · قال: ( دخلَ الجنَّةَ )، وقد روى البخاري عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى )) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ يَأْبَى ؟! قال: (( مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى )).

فالنّاس صنفان كما قال الله تعالى:{فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}.

ودخول الجنّة على مراتب:

أعلى المراتب: من يدخلها من غير حساب ولا عقاب.

وأدنى من ذلك: من يدخلها بعد العرض.

ومنهم من يدخلها بعد الأعراف.

وأدنى المراتب: دخول الجنّة بعد أن يُطهّر في النّار بحسب أعماله، وهم أصحاب الكبائر من أهل التّوحيد، وشاء الله أن يُعذّبهم، ثمّ يُكرمه الله تعالى بشفاعة الشّافعين بإذن الله تعالى.

  • · قال: ( ومنْ عصاهُ دخلَ النّارَ ). كذلك دخول النّار على مراتب:

فأشقى النّاس: من مات على الكفر والشّرك، فهؤلاء قد حرّم الله عليهم الجنّة.

ودونهم من كان من أهل التّوحيد ممّن رجحت سيّئاته على حسناته، وشاء الله أن يُعذّبه، فهو في النّار بحسب أعماله، حتّى يأذن الله له في الخروج منها بفضله وكرمه.

  • · قال: ( والدّليلُ ) على هذه المسألة، وأنّ الله تعالى قد أرسل رسوله وأوجب اتّباعه.

( قولُهُ تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ ): وفي ذلك غاية التّشريف والتّعظيم، فمن آمن به حاز أعلى مراتب الشّرف والذّكر الحسن؛ كما قال تعالى:{لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 10].

( رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ ): ونكّر الرّسول للتّعظيم، والشّاهد معناه الّذين يشهد على من تبِعه وعلى من عصاه؛ فالرّسول حجّة الله على خلقه، قال تعالى:{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النّساء: 165].

( كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً ): وإنّما لم يعيّن الرّسول المبعوث إليهم والمبعوث إلى فرعون للدّلالة على أنّ المقصود هو الرّسالة لا شخص الرّسول.

وخصّ فرعون بالذّكر دون غيره لوجوه ثلاثة:

أ) لمشابهة كفّار قريش لفرعون في سبب التّكذيب، وهو الكِبر، قال عزّ وجلّ عن فرعون:{فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ} [المؤمنون: 47]، وقال أهل مكّة:{لَوْلاَ نُزِِّلَ هَذَا القُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزّخرف: 31].

ب) لأنّهم كانوا على علمٍ بأخبار فرعون وملكه أكثر من معرفتهم بأخبار غيره، والحكيم إذا أراد أن يَعِظ ويذكّر فإنّه يذكر المعلوم لا المجهول.

ونظيره قول ورقة بن نوفلٍ رضي الله عنه للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى ))، مع أنّ ورقة كان رجلا قد تنصّر، فذكر موسى دون عيسى عليهما السّلام.

ج) للمبالغة في التّرهيب والتّخويف، فإنّ فرعون صار مضرب المثل في البأس والقوّة والملك، فإذا كان هذا الّذي بلغ من الملك والجبروت ما بلغ، قد أخذه الله تعالى ولم يُعجزه، فكيف بمن هو دونه ؟!

 

  

:

الاثنين 04 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 31 أكتوبر 2011 07:30

- شرح الأصول الثّلاثة (5) الإقرار بالرّبوبيّة وبعثة الرّسل

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

قال رحمه الله:

اعلمْ - رحمك الله -: أنَّهُ يجبُ على كلِّ مسلم ومسلمة تَعَلُّمُ هٰذه الثّلاث مسائل والعملُ بهنَّ:

الأولى: أنَّ اللهَ خَلَقنا ورَزَقَنا ولم يتركْنا هملاً؛ بل أرسلَ إلينا رسولاً فمنْ أطاعَهُ دخلَ الجنَّةَ ومنْ عصاهُ دخلَ النّارَ. والدليلُ قولُهُ تعالى:{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلاً} [المزمل:15-16].

  • · قوله رحمه الله: ( تَعَلُّمُ هٰذه الثّلاث مسائل ): وفي نسخة:" هذه المسائل الثّلاث "، وهي أصحّ. وملخّص هذه المسائل:
الأحد 03 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 30 أكتوبر 2011 21:21

فضائل وأعمال عشر ذي الحجّة (مرئي)

الأحد 03 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 30 أكتوبر 2011 14:49

يا من عجزت عن حجّ بيت الله الحرام: هذه بشرى لك!

الأحد 03 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 30 أكتوبر 2011 12:39

قصّة مؤثّرة : من ثمرات معرفة الله عزّ وجلّ

الأحد 03 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 30 أكتوبر 2011 12:34

من فضائل حجّ بيت الله الحرام

السبت 02 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 29 أكتوبر 2011 06:24

- فضائل وأعمال عشر ذي الحجّة (صوتي)

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

-فضائل وأعمال عشر ذي الحجّة

فإنّ الله تبارك وتعالى يقول في محكم تنزيله، وأحسن قيله:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} [الفرقان:62]. فلا يزال اللّيل والنّهار متعاقبين، يخلف أحدهما الآخر، لأجل صنفين من النّاس:

الصّنف الأوّل: لمن أراد أن يذّكر ويتوب، ويتّعظ ويئوب، فيبسط الله يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار، ويبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل..حتّى تطلُع الشّمس من مغربها.

والصّنف الثّاني: أو أراد شكورا، يريد أن يضيف إلى رصيده الأعمال الصّالحات، لتمحى عنه السّيئات، وينال بها أعلى الدّرجات.

صِنفٌ ذو همّة عالية، إن عجز عن حجّ بيت الله الحرام، فإنّه لا يرضَى إلاّ مزاحمتهم في هذا السّباق إلى ذي الجلال والإكرام .. فيحرصون على جليل الأعمال، ولا يكتفون بالأمانيّ والآمال.

حالهم حال أولئك الفقراء الّذين جاءوا النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنْ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ ؟! قَالَ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَلَا أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُتُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ )) .

وخاصّة أنّ الله قد فتح باب السّباق إليه هذه الأيّام على مِصراعيه ..

وقد أشرنا في الخطبة السّابقة إشاراتٍ خاطفة، إلى فضل العشر الأُوَل من هذا الشّهر المبارك شهر ذي الحجّة، أعظم أشهر الحجّ .. عشرة أيّام تُضاعف فيها الأعمال، وتتحقّق فيها الآمال، وذكرنا أنّ النّصوص في فضله كثيرة:

- منها قسمُ الله تعالى بهذه الأيّام، وذلك في قول الله تبارك وتعالى:{وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قال ابن عباس رضي الله عنه وغيره:" والفجر: يريد صبيحة يوم النّحر، وليال عشر: هي العشر الأول من ذي الحجّة. 

- ومنها ما يدلّ على فضل تاسع هذه الأيّام، وهو يوم عرفة، وما أدراك ما يوم عرفة ؟! روى مسلم عن أبي قتادَةَ أنّ النّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ: (( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ: أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ )).

- ومنها ما يدلّ على أنّ اليوم العاشر منه أعظم الأيّام في السّنة، فقد روى أبو داود عن عبدِ اللهِ بنِ قُرْطٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ: (( إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ تبارك وتعالى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ )).

لذلك أراد الله أن يدخل على قلوب عباده السّرور، ويثلج لهم الصّدور، فقد روى التّرمذي وأبو داود وغيرهما عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما قال: قالَ رسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ )) فقالوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ؟ قالَ: (( وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ )).

فبماذا نتقرّب إلى الله هذه الأيّام ؟

الجمعة 01 ذو الحجة 1432 هـ الموافق لـ: 28 أكتوبر 2011 15:20

شرح كتاب الحجّ 14: فضل استلام الحجر الأسود

من سلسلة: شرح كتاب الحجّ من (صحيح التّرغيب والتّرهيب)

العنوان

استماع المادة

تحميل المادة

شرح كتاب الحجّ 14:فضل استلام الحجر الأسود

تـابـع البـاب السّـابع: ( التّرغيب في الطّواف، واستلام الحجر الأسود، والرّكن اليمانيّ،  

وما جاء في فضلهما، وفضل المقام، ودخول البيت ( 

  • · الحديث السّادس:  

وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَجَرِ: 

)) وَاللَّهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى مَنْ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ (( 

  • · الحديث السّابع: 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 

))يَأْتِي الرُّكْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ لَهُ لِسَانٌ وَشَفَتَانِ ((. 

  • · الحديث الثّامن: 

وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 

((نَزَلَ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنْ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ ))

  • · الحديث التّاسع: 

وعنه ]يعني عبدَ الله بنَ عمرو[ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُسنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الكَعْبَةِ يَقُولُ: 

)) الرُّكْنُ وَالْمَقَامُ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، وَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ طَمَسَ نُورَهُمَا لَأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ((.


الصفحة 151 من 253

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.