أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: htoumiat@nebrasselhaq.com

الخميس 26 ذو الحجة 1434 هـ الموافق لـ: 31 أكتوبر 2013 06:56

228- هل في هذا دليل على جواز التوسّل بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم ؟

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

نصّ السّؤال:

السّلام عليكم ... فقد تقرّر أنّ التوسّل إنّما يُشرَع بأسماء الله تعالى وصفاته، أو بالعمل الصّالح، أو بدعاء الرّجل الصّالح، ولكن أشكل عليَّ ما رواه البخاري في "صحيحه" أنّ ابنَ عُمَرَ رضي الله عنه كان يَتَمَثَّلُ بِشِعْرِ أَبِي طَالِبٍ:

( وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ *** ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ )

فهل في هذا دليل على جواز التوسّل بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم ؟

وبارك الله فيكم.

نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

فليس الإشكال في قول أبي طالب؛ فإنّه ما كان مؤمناً، ولا حجّة في قول المشركين.

إنّما الإشكال في تمثُّل ابن عمر رضي الله عنه بالبيت، وما كان رضي الله عنه ليتمثّل ببيتٍ فيه مخالفة للشّريعة.

ويزول الإشكال إذا علمنا أنّ "الاستسقاء بوجهه" معناه: الاستسقاء به، أي: بدعائه، والعرب تعبّر بالوجه عن الذّات وما يصدر من الذّات، كما يقال: فعلته لوجه الله تعالى.

وعليه، فمعنى البيت داخل في التوسّل إلى الله تعالى بدعاء الرّجل الصّالح.

وتأمّل ما رواه البخاري عن أنَسٍ رضي الله عنه أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ رضي الله عنه ( كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتًسْقًى بٍالعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فقالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا. قالَ: فَيُسْقَوْنَ.

فمعنى قوله: ( كنا نتوسل إليك بنبيّنا ) أي: بدعائه، وقوله: ( ونتوسّل إليك بعمّ نبيّنا ) أي: بدعائه أيضا، وإلاّ - لو كان التوسّل بذاته وجاهه صلّى الله عليه وسلّم مشروعا - فلماذا لجأ عمر رضي الله عنه إلى العبّاس رضي الله عنه حتّى يستسقِي لهم ؟

وكذلك ثبت عنه معاوية رضي الله عنه أنّه استسقى بيزيد بن الأسود رحمه الله، أي: بدعائه.

ثمّ إنّ الصّحابة رضي الله عنهم - وهم أكثر وأشدّ اتّباعا له صلّى الله عليه ومسلم من غيرهم إلى قيام السّاعة - لم يثبُت عنهم ولا مرّة واحدة أنّهم كانوا يتوسّلون بذات أو جاه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

قال ابن تيمية رحمه الله في "الردّ على البكريّ"  عن بيت أبي طالب:

" قد جاء مفسّرا في سائر أحاديث الاستسقاء، وهو من جنس الاستشفاع به، وهو أن يطلبَ منه الدّعاء والشّفاعة، ويطلبَ من الله أن يقبل دعاءه وشفاعته، ونحن نقدّمه بين أيدينا شافعا وسائلا لنا بأبي وأمّي صلّى الله عليه وسلّم.

وكذلك معاوية بن أبي سفيان - لما أجدب النّاس بالشّام - استسقى بيزيد بن الأسود الجرشي فقال:" اللّهمّ إنّا نستشفِعُ - ونتوسّل بخيارنا، يا يزيد ارفَعْ يديْكَ "، فرفع يديه ودعا النّاس حتّى سُقُوا ...

وهذا الاستشفاع والتوسّل حقيقته: التوسّل بدعائه " اهـ ["مجموع الفتاوى" (1/315)].

والله تعالى أعلم.

أخر تعديل في الخميس 26 ذو الحجة 1434 هـ الموافق لـ: 31 أكتوبر 2013 06:58

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.