أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: htoumiat@nebrasselhaq.com

الأحد 06 جمادى الأولى 1432 هـ الموافق لـ: 10 أفريل 2011 07:36

93- حكم السّفر إلى بلاد الكفر

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

نصّ السّؤال:

السّلام عليكم ورحمة الله، فلديّ أقارب بفرنسا، وقد رغبت في زيارتهم هذا العام من باب صلة الأرحام لا بنيّة الفُسحة والفرجة، فإنّه لم يتمّ لنا الالتقاء بهم منذ مدّة، فهل يجوز لي الذّهاب إلى هناك ؟ وبارك الله فيكم.

نصّ الجواب:

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ صلة الأرحام من الواجبات المحتّمات على المسلم والمسلمة، ولكنّ الله تبارك وتعالى الّذي أمر بصلة الأرحام، هو نفسه سبحانه من قال:{وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: من الآية 195]، والتّهلكة هنا هي ترك الطّاعة واقتراف المعصية.

وإنّنا ننصح كلّ يوم، كلّ مسلم ومسلمة: أن لا يذهبوا إلى أمكان الفجور والفساد في هذه البلاد، كبعض الشّوارع المعروفة اليوم، والّتي تشبِه إلى حدّ كبير المجتمعات الغربيّة، فكيف بالذّهاب إلى فرنسا وسويسرا أو غيرهما ؟!

ولا بدّ من أن نعلم: أنّ المجتمع الغربيّ الكافر ما كان ليسمح للمسلمين بالإقامة لديهم، والسّفر إليهم، وهم يرونهم أتباعا لمحمّد صلّى الله عليه وسلّم، وأبي بكر وعمر وخالد وأبي عبيدة رضي الله عنهم، ولكنّهم سمحوا بذلك؛ لأنّهم يعلمون علم اليقين أنّ المسلمين أحد ثلاثة رجال:

الأوّل: من يذوب في مجتمعهم، ويصير واحدا منهم، فقد حقّق لهم المراد:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [البقرة:120].

الثّاني: من كان صالحا، فينزوي على نفسه، لا يضرّ ولا ينفع، فهذا لديهم رهينة، ونفس مهينة.

الثّالث: من ضاق بهم ذرعا، فينفجر عليهم بالكيد والمكر، فيشفي عليله، ويروي غليله بالتّخريب والتّدمير، وهذا قد خدمهم خدمة لا تُتصوّر، إذ به يتمّ تشويه الدّين، والإغارة على بلاد المسلمين.

لذلك، فاعلم أنّه لا مصلحة من ذهاب المسلم وخاصّة المسلمة هناك، بل فيه من المفاسد الخطيرة ما لا يخفى، منها:

1- انحراف شباب المسلمين.

2- فساد الأخلاق والوقوع في الرّذيلة، لتهيّؤ أسباب الفساد، وجعلها في متناول اليد، ولا ناصح هناك ولا رادع، ولا مذكّر ولا دافع.

بل كثير ممّن يذهب إلى هنالك يترك الصّلاة مدّة إقامته هناك ! ولا تتحدّث عمّا يراه المسلم هناك من المنكرات الّتي يعجز اللّسان والقلم عن وصفها !

3- تشكيك المسلم في عقيدته: حيث يرى ما عليه أهل الكفر والإلحاد من تقدّم وتطوّر، ويقارن بحال بلاد الإسلام المستعمرة فكريّا، فيخرج من تلك المقارنة بما ينقض الإسلام:{وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (50) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (52)} [النّساء]، وهذا ما نسمعه دائما.

4- تنمية روح الإعجاب والانبهار بحضارة الكفرة.

5- دفع المسلم للتخلّق بالكثير من تقاليد الكفّار وعاداتهم السيّئة.

6- التعوّد على عدم الاكتراث بالدّين، وعدم الالتفات لآدابه وأوامره. وقد قال الحكماء: كثرة المساس تُذهِب الإحساس.

إلى غير ذلك من المفاسد، ومن المقرّر في أصول الشّريعة أنّ ( درء المفاسد أولى من جلب المصالح )، فصلة الأرحام من واجبات الإسلام، ولكنّها إذا أدّت إلى مثل هذه المفاسد فإنّها تكون ذريعة إلى لوقع في الآثام. ونظير ذلك تحريم سفر المرأة من دون محرمٍ ولو كان حجّا، فإنّ الشّرع غلّب جانب المفسدة على ركن الإسلام الخامس.

وعليك أن ترغّب أقاربك في زيارتكم إلى هنا، ومن ثمَّ إن شاء الله تدعوهم إلى الخير، وترغّبهم في الطّاعة، واجتناب المعصية.

وأختم إجابتي هذه بهذه المعلومة:

فقد تحدّثت الصّحف والمجلاّت العربيّة عمّا ينفقه (السّائحون)[1] ! العرب والمسلمون من هذه البلاد أو غيرها سنويّا في دول العالم الخارجي، وأنّها تقدّر أحياناً بما يزيد على عشرين مليار دولار، أي ما يقارب 1400 مليار سنتيم جزائري !

هذه الأموال ينفقها أبناء المسلمين إذا خرجوا إلى دول العالم الخارجيّ: ينفقونها بسخاء وطيب نفس، بل ربّما حرموا أنفسهم وأولادهم بعض ملذّاتهم، وجمعوا تلك الأموال لينفقوها خارج البلد في شهر.

{فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: من الآية46].

ونسأل الله تعالى الّذي بيده ملكوت كلّ شيء، والذي قلوب العباد بين أصبعين من أصابعه أن يهدي قلوبنا، ويُصلح أمورنا، ويفرّج كروبنا، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه..

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.



[1] هكذا تُظلم المصطلحات الشّرعيّة والألقاب الدّينيّة ! فإنّ السّياحة في الشّرع هي: الجهاد وذكر الله عزّ وجلّ.

أخر تعديل في الأحد 06 جمادى الأولى 1432 هـ الموافق لـ: 10 أفريل 2011 07:38

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.