أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: htoumiat@nebrasselhaq.com

الخميس 27 رمضان 1438 هـ الموافق لـ: 22 جوان 2017 17:43

- أحكام وآداب الصّيام (29) ختـام الأعمـال

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ ختام الأعمال كلّها وسيّدها:

1- الإكثار من الاستغفار:

يقول الله تبارك وتعالى يصف عباده الطّائعين، الرّاكعين السّاجدين، القائمين العابدين:{وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذّاريات:18].

وقال عنهم:{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)} [آل عمران].

 

قال الحسن البصري رحمه الله:" قاموا اللّيل إلى وقت السّحر، ثمّ جلسوا يستغفرون ".

وكان ابن عمر رضي الله عنه يصلّي من اللّيل ثمّ يقول: يا نافع، هل أقبل السّحر ؟ فإذا قال: نعم، أقبل على الدّعاء والاستغفار حتّى يؤذّن الفجر.

فبالاستغفار تختم الصّلاة، يقول ثوبانُ رضي الله عنه: ( كَانَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا ) [رواه مسلم].

وبالاستغفار تختم أعمال الحجّ، يقول المولى تبارك وتعالى:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 199].

وبالاستغفار تختم المجالس، فكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يقوم من مجلسٍ - وهو كلّه ذكر وطاعة لله - حتّى يَقُول:" سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ " [رواه أبو داود].

وبالاستغفار يختم هذا الشّهر الكريم، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ؟ مَا أَقُولُ فِيهَا ؟ قَالَ: (( قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي )).

فالاستغفار كالطّابع للأعمال إن كانت ذكرا، وهو كفّارةٌ إن كانت لغوا ولهوا.

وممّا يختم به هذا الشّهر الكريم:

2- الإكثار من عتق الرّقاب: لعلّ الله تعالى يعتق رقابنا من النّار.

فقد روى البخاري عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا اسْتَنْقَذَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنْ النَّارِ )).

فبلغ الحديثُ عَلِيَّ بْنَ الحُسين، فَعَمَدَ إِلَى عَبْدٍ لَهُ فَأَعْتَقَهُ، وقد عرضُوا عليه أن يبيعهم إيّاه عشرة آلافِ درهمٍ، فأبى إلاّ أن يعتِقَه.

وكان أبو قلابة رحمه الله في آخر رمضان يشتري جاريةً حسناءَ مزيّنةً، فيعتقها يرجو بها العتقَ من النّار.

واليوم في عصرنا هذا، فاتنا عتقُ الرّقاب، ولكنّ الله جلّ جلاله جعل لنا بديلا من ذلك: وهو كلمة التّوحيد: لا إله إلاّ الله.

فإنّ كلمة التّوحيد تقوم مقام عتق العبيد، فقد روى البخاري عن أبي عيَّاشٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ قَالَ حِينَ أَصْبَحَ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " كَانَ لَهُ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكُتِبَ لَهُ بِهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ بِهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنْ الشَّيْطَانِ، حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا أَمْسَى مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ )).

وفيه أيضا: (( مَنْ قَالَ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، أَرْبَعَ مِرَارٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ )).

وبهذا تكون أيّها المسلم قد جمعت بين شهادة التّوحيد والاستغفار، وذاك من أعظم أسباب المغفرة، والنّجاة من النّار، وكشف الكربات.

قال الله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وسلّم:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمّد من:19]، وقال عن يونس عليه السّلام:{فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87].

فنسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا كلّها، دِقّها وجِلّها، وصغيرها وكبيرها، عمدها وخطأها، إنّه غفور رحيم، برّ كريم. 

أخر تعديل في الخميس 27 رمضان 1438 هـ الموافق لـ: 22 جوان 2017 18:25

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.