الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فقبل الإجابة عن هذا السّؤال فإنّه لا بدّ أن نذكّر إخواننا الكرام: أنّ الأمور الّتي قد يفعلها الأئمّة أحيانا من المواظبة على أفعال لم يواظبْ عليها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الأمور الاجتهادية، فإنّهم يُنصَحُون ممّن لهم مكانة وعُرِفوا بطلب العلم، حتّى يكون لكلامهم وزنٌ، ويؤخذَ بعين الاعتبار.
وهذا كلّ ما عليه أن يفعله المأموم: النّصح في ستر، متّصفا بالحكمة والحلم، ولا يجب عليه غير ذلك، فليس له يتّخذ منه موقفاً بأن يُخطِّئه على الملأ، أو يتّهمه بالجهل بالسنّة، ونحو ذلك ممّا تشهده بعض المساجد.
1- فيُنصَح الإمام بألاّ يُواظب على الدّعاء كلّ خطبة جمعة، وقراءة أواخر " الصّافّات "؛ لأمرين اثنين:
أ) لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما واظب على ذلك.
ب) وحتّى لا يعتقِد النّاس مع الأيّام أنّ ذلك من تمام شعائر الخطبة، ثمّ يُنكِرون على من يترك الدّعاءَ آخرَها.
2- أمّا رفع المصلّين أيديَهم عند الدّعاء فجائز أحياناً، لحديث: (( إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ )) [رواه أبو داود والتّرمذي وهو في "صحيح التّرغيب والتّرهيب" (1635)].
3- أمّا متابعةُ الإمام في الدّعاء بالتّأمين فمستحبّ، ولو واظب على الدّعاء كلّ خطبة؛ والفعل قد يكون خطأً في أصله، جائزا في بعض أجزائه.
ونظير ذلك: الأذان باللّحن، فهو من الأخطاء الشّائعة، ومع ذلك فإنّ السّامع له يُتابعه.
4- ولكن ليس لهم أن يجهروا بالتأمين كجهرهم به في الصّلاة، وإنّما يُسمِع كلٌّ نفسَه.
والله تعالى أعلم.