الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
فإنّ إكرام الضّيف من محاسن الإسلام، وأخلاق الكرام، وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ )) [متّفق عليه].
ولكن المقرّر في الشّريعة أنّ كلّ أمرٍ أمرنا الله تعالى به مبنيٌّ على القدرة والاستطاعة؛ فهو القائل سبحانه:{لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}، ومن أمثال أهل الشّام: لا تبخل بالموجود، ولا تتكلّف المفقود.
بل إنّه قد جاء في السنّة النّهي عن التكلّف في إكرام الضّيف حتّى يُلحِق الضّرر بنفسه وأهله لفرط تكلّفه.
فقد روى الإمام أحمد والطّبراني عن شقِيقِ بنِ سَلَمَةَ أنّ سلْمانَ رضي الله عنه دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَدَعَا لَهُ بِمَا كَانَ عِنْدَهُ، وقال: ( لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم نَهَانَا – أَوْ: لَوْلَا أَنَّا نُهِينَا - أَنْ يَتَكَلَّفَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ لَتَكَلَّفْنَا لَكَ )).
وفي رواية الطّبراني: ( نَهَانَا النَبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أَنْ نَتَكَلَّفَ لِلضَّيْفِ ).
وأظنّ أنّ أهلك ومن يعودُك لا يخفى عليهم حالُك، وعبارات الاعتذار والتودّد إلى الضّيف كثيرة، كأن تخبريهم: بأنّ مقامهم أكبر وأرفع من هذا الإكرام، فإنّهم سيتفهّمون الأمر، ويقبلون العذر.
والله تعالى أعلم.