أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- نشاط أهل الفتور !

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فقد يبدو عنوان هذه الكلمة لأكثرنا غريبا، ولِم لا، ونحن في زمن الغربة الثّانية ؟

وإن شئت فقل: ( عمل البطّالين ) الّذين لا ينهضون إلاّ للقعود، ولا يستيقظون إلاّ للرّقود، تعطّلت فيهم الحواس إلاّ اللّسان، وسلم منهم جميع النّاس إلاّ الخِلاّن.

وسنّة الله تعالى أنّ النّفس إن لم تشغلها بمحاسن الخلال شغلتك بمساوئ الفِعال، فهو عاطل إلاّ عن الباطل.

إنّهم ضحايا داء الفتور، وما أدراك ما الفتور ؟

- مظاهر التّزكية في التقرّب إلى الله بالأضحية.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّه لا تخلو عبادة من العبادات من الحكم الغالية، والمعاني السّامية، عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها. إلاّ أنّ معرفتها تُسبِغُ على القلب ثوب الطّمأنينة واليقين، وتحمل العبدَ إلى تحصيل ثمراتها في كلّ حين.

وإنّ في الأُضحية من الفوائد التّربويّة ما لا يمكن إحصاءه، ولا عدّه أو استقصاءه، ولكن بحسَب العبدِ من القلادة ما أحاط بالعنق.

فمن مظاهر تزكية النّفس من التقرّب إلى الله تعالى بالأضحية:

1- حياة الرّوح والقلب.

فقد قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [لأنفال:24].

- فضائل وأعمال عشر ذي الحجّة

الخطبة الأولى [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّ الله تبارك وتعالى يقول في محكم تنزيله، وأحسن قيله:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} [الفرقان:62]. فلا يزال اللّيل والنّهار متعاقبين، يخلف أحدهما الآخر، لأجل صنفين من النّاس:

الصّنف الأوّل: لمن أراد أن يذّكر ويتوب، ويتّعظ ويئوب، فيبسط الله يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار، ويبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل..حتّى تطلُع الشّمس من مغربها.

والصّنف الثّاني: أو أراد شكورا، يريد أن يضيف إلى رصيده الأعمال الصّالحات، لتمحى عنه السّيئات، وينال بها أعلى الدّرجات.

صِنفٌ ذو همّة عالية، إن عجز عن حجّ بيت الله الحرام، فإنّه لا يرضَى إلاّ مزاحمتهم في هذا السّباق إلى ذي الجلال والإكرام .. فيحرصون على جليل الأعمال، ولا يكتفون بالأمانيّ والآمال.

حالهم حال أولئك الفقراء الّذين جاءوا النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنْ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ ؟! قَالَ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَلَا أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُتُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ )) .

وخاصّة أنّ الله قد فتح باب السّباق إليه هذه الأيّام على مِصراعيه ..

- وقـفـاتٌ مع أيّـامِ الطّاعـات

الخطبة الأولى: [بعد الخطبة والثّناء]

فقد بدأ نسيم أيّام الله تبارك وتعالى يختلج صدور المؤمنين، ونورها يضيء قلوب الموحّدين .. إنّها أيّام الفضائل والطّاعات، ما أعظمها عند ربّ الأرض والسّموات ! لذلك أهديكم هذه الكلمات، ملؤها العبر والعبرات، أسأل الله العظيم أن تكون خالصة من قلب أحبّكم في الله، لا يرجو إلاّ الاجتماع معكم على عبادة مولاه.

وخلاصة كلامنا اليوم في وقفات ثلاث:

أوّلا: أحوال النّاس هذه الأيّام .. ثانيا: بُشرى للصّادقين. ثالثا: فضل العشر الأُوَل من شهر ذي الحجّة.

-إِلَـى الَّذِيـنَ حَبَسَهُمُ العُـــذْرُ ..

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فإلى الّذين حبسهم العُذر ..

إلى الّذين اشتعلت قلوبهم شوقا إلى بيت الله العزيز الغفّار، وحالت بينهم وبينه الصِّعابُ والأعذار ..

فليعلموا أنّهم غير محرومين، حالهم كحال من تعطّش للجهاد في سبيل ربّ العالمين، ولكن حبسهم العذر .. فقال الله تعالى في حقّهم:

- المختصر المفيد في بيان أحكام أضحية العيد

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، محمّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

فهذه بعض أحكام الأضحية التي ينبغي لكلّ مسلم معرفتها تحقيقا للرّكن الثّاني لقبول العمل، ألا وهو متابعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عبادة الله وحده.

1- التّعريف بالأضحية.

الأضحية: هي ما يذبح يوم عيد الأضحى من بهيمة الأنعام تقرّبا إلى الله تعالى.

- آدَابُ العِـيـدَيْـن.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ هذين اليومين من أيّام الله تبارك وتعالى، لذلك كان على المسلم أن يعلم الآداب الشّرعيّة، والأحكام العمليّة الّتي تتعلّق بهما. ومن ذلك:

1- وجوب تعظيمهما: وأنّهما يغنيان المسلمين عن كلّ عيد.

جاء في سنن النّسائي وأبي داود عن أَنَسِ بْنِ مَالِك ٍرضي الله عنه قال:

كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم الْمَدِينَةَ قَالَ: (( كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا، وَقَدْ أَبْدَلَكُمْ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الْأَضْحَى )).

Previous
التالي

الاثنين 17 ذو القعدة 1431 هـ الموافق لـ: 25 أكتوبر 2010 05:00

3- قَضَاءُ الوَطَرِ بِمَعْرِفَةِ أَحْكَامِ الشِّتَاءِ وَالمَطَر

الكاتب:  عبد الحلين توميات
أرسل إلى صديق

( آداب وأحكام )

فقد سبق أن رأينا بعض الأحكام المتعلّقة بـ: ( توحيد الله تعالى )، وشكره على نعمه، ونسبة النّعم والفضل إليه وحده، وهذا حقّ الله على العبيد.

كما تكلّمنا عن بعض حقوق العباد وهم المعوزون والمحتاجون، الّذين هم إلى أيدي العون منتظرون مترقّبون.

أمّا الأحكام العمليّة فهي كثيرة، نذكر في هذا الفصل بعضها:

1-  أن يكشف شيئاً من بدنه تبرّكاً به:

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم مَطَرٌ، فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ! لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ: ((لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ )) [رواه مسلم].

وقد ذكر الذّهبي رحمه الله هذا الحديث في " العلوّ للعليّ القهّار "، لأنّ فيه دلالة على علوّ الله تعالى على خلقه.

2-  أن يقول: اللّهم صيّباً نافعاً:

عن عائشة أَنَّ النَبِيَّ  صلّى الله عليه وسلّم كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: (( اللَّهُمَّ صَيِّباً نَافِعاً ))  [رواه البخاري].

وإذا سكن المطر قال: (( مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ )) [سبق أن رأيناه في حديث النّوء].

3-  اغتنام الفرصة بالدّعاء.

فقد روى الحاكم والطّبراني- وحسّنه الألباني - عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ::

(( ثِنْتَانِ لاَ تُرَدَّانِ - أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ -: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَتَحْتَ المَطَرِ )) ]" صحيح الجامع" (5389)].

4-  الذّكر عند سماع الرّعد:

فإذا سمعت الرّعد، فتذكّر قدرة الله تبارك وتعالى.

وقد كان عبد الله بن الزبير رضي الله عَنْه إذا سمع الرّعد ترك الحديث وقال:" سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ". ثمّ يقول:" إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لأَهْلِ الأَرْضِ شَدِيدٌ ".

[رواه الإمام مالك في " الموطّأ "، والبخاري في " الأدب المفرد "، وسنده صحيح موقوفًا كما قال النوويّ وغيره].

( يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) وما أدراك ما الرّعد ؟! ذلك الصّوت المخيف الّذي يخافه كبيرنا وصغيرنا، والذي يفزعنا في يقظتنا ومنامنا، ليُسبِّح بحمد الله عز وجل، فهل تدري ما يكون ؟

إنّه ملك من ملائكة الرّحمن..

روى التّرمذي وأحمد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ ! أَخْبِرْنَا عَنْ الرَّعْدِ مَا هُوَ ؟

قَالَ: (( مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ )).

فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ ؟

قَالَ: (( زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ )) قَالُوا: صَدَقْتَ !".

5-  احْذَرْ سَبَّ الرِّيح !..

وبما أنّ هذا الفصل يكثر فيه هبوب الرّيح، فليحذر المؤمن من سبّ الرّيح، فقد نهى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك.

روى التّرمذي وأبو داود عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ ! فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ )).

أمّا حديث: ( اللّهمّ اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا ) فهو ضعيف جدّا [" الضّعيفة " (9938)].

6-  الدّعاء لرفع البلاء..

وإذا اشتدّ المطر فعلى المسلم أن يدعو الله أن يصرف الضّرر عن المسلمين.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه لمّا قيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَت الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يُمْسِكُهَا عَنَّا ! فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ قال:

(( اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ )). فَانْقَلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ.

[متفق عليه].

[الآكام: التّلول المرتفعة من الأرض، والضِّراب: الرّوابي والجبال الصّغار].

هذا فيما يخصّ بعض الأذكار المشروعة، التي تدخل في قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ{ [البقرة:152].

فعليك أن تحرص على هذه الأذكار الطّيّبة، والأعمال الجليلة، فهي طاعة للنّبي صلّى الله عليه وسلّم الّذي قال تعالى في شأنه: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ{ [النور: من الآية54].

7-  لا تسبّوا الحمّى !

ففي هذا الموسم تكثر الإصابات بالحمّى، فقد تسمع من هنا أو هناك من يسبّها، فاستمع إلى ما رواه مسلم عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ فَقَالَ:

(( مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ-أي ترتعدين- ؟)) قَالَتْ: الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ! فَقَالَ:

(( لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ! فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ )).

8-   لا تترك المدافئ النّاريّة مشتعلة وقت النّوم:

وهي التي تكون نارها ظاهرة، لا الّتي تكون محميّة بالزّجاج ونحوه.

ذلك لأنّ لديك أمانة ينبغي لك أيّها المسلم أن تحفظها، وهي نفسك ونفس أهلك، فلربّما أُضرِمت النّار أثناء نومك وأنت من الغافلين.

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قال: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:

(( إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ )).

وروى البخاري ومسلم أيضا عن ابن عمر رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ )).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:" وحكمة النهي هي خشية الاحتراق، وقيّده بالنّوم لحصول الغفلة به غالبًا، ويستنبط منه أنّه متى وُجِدت الغفلة حصل النّهي ".

والحوادث لا تخفى في ذلك فتنبّه.

9-   واحذر الاحتفال بأعياد الكافرين !

فإنّ من أعظم المنكرات التي تظهر في هذا الموسم المبارك مظاهر الولاء للكافرين، والرّكون إلى تقاليدهم، والاحتفال بأعيادهم، وهذا ممّا يحتاج إلى أن يُفرد بمقال خاصّ إن شاء الله.

وهناك أحكام أخرى كثيرة تتعلّق بالطّهارة والصّلاة سيأتي ذكرها إن شاء الله عزّ وجلّ.

[ يـتـبـع إن شاء الله ]

 

( آداب وأحكام )

فقد سبق أن رأينا بعض الأحكام المتعلّقة بـ: ( توحيد الله تعالى )، وشكره على نعمه، ونسبة النّعم والفضل إليه وحده، وهذا حقّ الله على العبيد.

كما تكلّمنا عن بعض حقوق العباد وهم المعوزون والمحتاجون، الّذين هم إلى أيدي العون منتظرون مترقّبون.

أمّا الأحكام العمليّة فهي كثيرة، نذكر في هذا الفصل بعضها:

1-  أن يكشف شيئاً من بدنه تبرّكاً به:

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم مَطَرٌ، فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ! لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ: ((لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ )) [رواه مسلم].

وقد ذكر الذّهبي رحمه الله هذا الحديث في " العلوّ للعليّ القهّار "، لأنّ فيه دلالة على علوّ الله تعالى على خلقه.

2-  أن يقول: اللّهم صيّباً نافعاً:

عن عائشة أَنَّ النَبِيَّ  صلّى الله عليه وسلّم كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: (( اللَّهُمَّ صَيِّباً نَافِعاً ))  [رواه البخاري].

وإذا سكن المطر قال: (( مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ )) [سبق أن رأيناه في حديث النّوء].

3-  اغتنام الفرصة بالدّعاء.

فقد روى الحاكم والطّبراني- وحسّنه الألباني - عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ::

(( ثِنْتَانِ لاَ تُرَدَّانِ - أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ -: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَتَحْتَ المَطَرِ )) ]" صحيح الجامع" (5389)].

4-  الذّكر عند سماع الرّعد:

فإذا سمعت الرّعد، فتذكّر قدرة الله تبارك وتعالى.

وقد كان عبد الله بن الزبير رضي الله عَنْه إذا سمع الرّعد ترك الحديث وقال:" سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ". ثمّ يقول:" إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لأَهْلِ الأَرْضِ شَدِيدٌ ".

[رواه الإمام مالك في " الموطّأ "، والبخاري في " الأدب المفرد "، وسنده صحيح موقوفًا كما قال النوويّ وغيره].

( يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) وما أدراك ما الرّعد ؟! ذلك الصّوت المخيف الّذي يخافه كبيرنا وصغيرنا، والذي يفزعنا في يقظتنا ومنامنا، ليُسبِّح بحمد الله عز وجل، فهل تدري ما يكون ؟

إنّه ملك من ملائكة الرّحمن..

روى التّرمذي وأحمد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ ! أَخْبِرْنَا عَنْ الرَّعْدِ مَا هُوَ ؟

قَالَ: (( مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ )).

فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ ؟

قَالَ: (( زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ )) قَالُوا: صَدَقْتَ !".

5-  احْذَرْ سَبَّ الرِّيح !..

وبما أنّ هذا الفصل يكثر فيه هبوب الرّيح، فليحذر المؤمن من سبّ الرّيح، فقد نهى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك.

روى التّرمذي وأبو داود عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ ! فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ )).

أمّا حديث: ( اللّهمّ اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا ) فهو ضعيف جدّا [" الضّعيفة " (9938)].

6-  الدّعاء لرفع البلاء..

وإذا اشتدّ المطر فعلى المسلم أن يدعو الله أن يصرف الضّرر عن المسلمين.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه لمّا قيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَت الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يُمْسِكُهَا عَنَّا ! فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ قال:

(( اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ )). فَانْقَلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ.

[متفق عليه].

[الآكام: التّلول المرتفعة من الأرض، والضِّراب: الرّوابي والجبال الصّغار].

هذا فيما يخصّ بعض الأذكار المشروعة، التي تدخل في قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ{ [البقرة:152].

فعليك أن تحرص على هذه الأذكار الطّيّبة، والأعمال الجليلة، فهي طاعة للنّبي صلّى الله عليه وسلّم الّذي قال تعالى في شأنه: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ{ [النور: من الآية54].

7-  لا تسبّوا الحمّى !

ففي هذا الموسم تكثر الإصابات بالحمّى، فقد تسمع من هنا أو هناك من يسبّها، فاستمع إلى ما رواه مسلم عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ فَقَالَ:

(( مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ-أي ترتعدين- ؟)) قَالَتْ: الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ! فَقَالَ:

(( لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ! فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ )).

8-   لا تترك المدافئ النّاريّة مشتعلة وقت النّوم:

وهي التي تكون نارها ظاهرة، لا الّتي تكون محميّة بالزّجاج ونحوه.

ذلك لأنّ لديك أمانة ينبغي لك أيّها المسلم أن تحفظها، وهي نفسك ونفس أهلك، فلربّما أُضرِمت النّار أثناء نومك وأنت من الغافلين.

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قال: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:

(( إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ )).

وروى البخاري ومسلم أيضا عن ابن عمر رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ )).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:" وحكمة النهي هي خشية الاحتراق، وقيّده بالنّوم لحصول الغفلة به غالبًا، ويستنبط منه أنّه متى وُجِدت الغفلة حصل النّهي ".

والحوادث لا تخفى في ذلك فتنبّه.

9-   واحذر الاحتفال بأعياد الكافرين !

فإنّ من أعظم المنكرات التي تظهر في هذا الموسم المبارك مظاهر الولاء للكافرين، والرّكون إلى تقاليدهم، والاحتفال بأعيادهم، وهذا ممّا يحتاج إلى أن يُفرد بمقال خاصّ إن شاء الله.

وهناك أحكام أخرى كثيرة تتعلّق بالطّهارة والصّلاة سيأتي ذكرها إن شاء الله عزّ وجلّ.

[ يـتـبـع إن شاء الله ]

 

أخر تعديل في السبت 18 صفر 1432 هـ الموافق لـ: 22 جانفي 2011 21:10

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.