أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- موقف الشّيخ ابن بايس من دعوة الشيخ محمّد بن عبد الوهّاب رحمهما الله

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فيقول الله سبحانه وتعالى:{بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} [ق: 5].

والمريج هو المختلط، ومنه قوله تعالى:{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} [الرّحمن: 19].

وسبب الخلط والتخبّط هو ردُّ الحقّ ودفعُه: اتّباعا للشّبهات، أو الرّكض خلف الشّهوات، أو تعصّبا لشيخ أو جماعة أو مشرب، أو بغضا لشخص أو طائفة أو مذهب.

قال ابن القيّم رحمه الله:

" ... فإنّ من ردّ الحقّ مرج عليه أمرُه، واختلط عليه، والتبس عليه وجه الصّواب، فلم يدرِ أين يذهب " ["أعلام الموقّعين" (2/173)].

- قبساتٌ من حياة الشّيخين ابن باديس والإبراهيمي رحمهما الله-

محاضرة أُلقِيت يوم الثّلاثاء 12 جمادى الآخرة 1434 هـ الموافق لـ: 23 أفريل 2013 م

بمسجد " الإصلاح " ببلديّة الأربعاء.

الحمد لله القائل:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب:

23]، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك كلّه وله الحمد وحده، جعل في كلّ زمانِ فترةٍ من الرّسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضلّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويُحيون بكتاب الله تعالى الموتى، ويُبَصِّرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالِّ تائهِ قد هدوه، فما أحسن أثرهم على النّاس ! وما أقبح أثر النّاس عليهم !

وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، وصفيّه من خلقه وخليله، القائل: (( يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ ))، صلّى الله عليه وعلى آله الطّاهرين، وأصحابه الطيّيبين، وعلى كلّ من اتّبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، أمّا بعد:

فحديثنا اليوم إنّما هو قبسات - كما هو في عنوان المحاضرة - من حياة رجلين عظيمين من رجال هذه الأمّة. والقبس هو ما يُؤخذ من النّار، كما قال تعالى عن نبيّه موسى عليه السّلام:{ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} [طه من: 10]، فإنّنا لا يمكننا أن نُحيطَ بأنوار حياة هذين الشّيخين، فلْنقتَصِر على أخذ قبسات تكون لنا نبراسا يُضيء لنا السّبيل.

-" الفـاضي يعمل قاضـي "

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فأستفتح هذه المقالة، بكلمة الشّيخ مبارك الميلي رحمه الله وهو يُعاني في زمانه من المثبّطين، ويتألّم من مواقف بعض المرجفين، الّذين لا يحملون شيئا إلاّ لواء تتبّع العثرات، وإذاعة الزلاّت والسّقطات.

قال رحمه الله:

" وقد تعدّدت وسائل الإرشاد في هذا العصر، وسهُلت طرقه، فلماذا لا ننهض مع تعدّد الحوافز وتكرّر المخازي ؟

وإذا نهض أحدنا فلماذا لا نعاضِدُه ؟

وإذا لم نُعاضِدْه فلماذا نُعارضه ؟

وإذا عارضناه فلماذا نعارضه بالبهتان ؟

وإذا عارضناه بالبهتان لحاجة، فلماذا يُعارضه من لا ناقة له ولا جمل في المعارضة والبهتان ؟"اهـ

- لماذا الحديث عن الثّبات ؟

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ أعظم نعمة يمنّ بها المولى عزّ وجلّ على عباده هي نعمة الهداية إلى الإسلام، ثمّ الاستقامة عليه مدى الأيّام؛ لذلك كان الحديث عن الثّبات حديثاً عن عنوان السّعادة الأبديّة، والفوز برضا ربّ البريّة سبحانه.

وجوابا عن هذا السّؤال الكبير: لماذا الحديث عن الثّبات ؟ فإنّي أقول: إنّ ذلك لأسباب ثلاثة:

السّبب الأوّل: كثرة الانتكاسة ..

- توقـيـر العـلـمـــاء من توقـيـر الله عزّ وجلّ

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وعلى كلّ من اقتفى أثره واتّبع هداه، أمّا بعد:

فإنّ الله تعالى قد أولى العلم منزلة تفوق كلّ المنازل، ومرتبة تعلو على كلّ المراتب، وخصّ أهله بالانتقاء والاصطفاء، ورفع ذكرَهم في الأرض والسّماء، وإنّي على يقين تامّ أنّه ما من مسلم ولا مسلمة إلاّ وهو يقرّ بكلّ ذلك، لا ينكره ولا يجحده إلاّ زائغ هالك ..

ولكنّ هذه الكلمات إنّما هي من أجل الغفلة الّتي سكنت كثيرا من القلوب، ولا عاصم منها إلاّ علاّم الغيوب ..

هذه الكلمات ما هي إلاّ تذكرة للغافل، وتثبيتا للمجدّ العاقل، وقطعا لحجّة كلّ متكاسل ..

فالمفرّط في العلم وأهله صنفان:

Previous
التالي

الاثنين 17 ذو القعدة 1431 هـ الموافق لـ: 25 أكتوبر 2010 05:00

3- قَضَاءُ الوَطَرِ بِمَعْرِفَةِ أَحْكَامِ الشِّتَاءِ وَالمَطَر

الكاتب:  عبد الحلين توميات
أرسل إلى صديق

( آداب وأحكام )

فقد سبق أن رأينا بعض الأحكام المتعلّقة بـ: ( توحيد الله تعالى )، وشكره على نعمه، ونسبة النّعم والفضل إليه وحده، وهذا حقّ الله على العبيد.

كما تكلّمنا عن بعض حقوق العباد وهم المعوزون والمحتاجون، الّذين هم إلى أيدي العون منتظرون مترقّبون.

أمّا الأحكام العمليّة فهي كثيرة، نذكر في هذا الفصل بعضها:

1-  أن يكشف شيئاً من بدنه تبرّكاً به:

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم مَطَرٌ، فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ! لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ: ((لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ )) [رواه مسلم].

وقد ذكر الذّهبي رحمه الله هذا الحديث في " العلوّ للعليّ القهّار "، لأنّ فيه دلالة على علوّ الله تعالى على خلقه.

2-  أن يقول: اللّهم صيّباً نافعاً:

عن عائشة أَنَّ النَبِيَّ  صلّى الله عليه وسلّم كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: (( اللَّهُمَّ صَيِّباً نَافِعاً ))  [رواه البخاري].

وإذا سكن المطر قال: (( مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ )) [سبق أن رأيناه في حديث النّوء].

3-  اغتنام الفرصة بالدّعاء.

فقد روى الحاكم والطّبراني- وحسّنه الألباني - عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ::

(( ثِنْتَانِ لاَ تُرَدَّانِ - أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ -: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَتَحْتَ المَطَرِ )) ]" صحيح الجامع" (5389)].

4-  الذّكر عند سماع الرّعد:

فإذا سمعت الرّعد، فتذكّر قدرة الله تبارك وتعالى.

وقد كان عبد الله بن الزبير رضي الله عَنْه إذا سمع الرّعد ترك الحديث وقال:" سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ". ثمّ يقول:" إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لأَهْلِ الأَرْضِ شَدِيدٌ ".

[رواه الإمام مالك في " الموطّأ "، والبخاري في " الأدب المفرد "، وسنده صحيح موقوفًا كما قال النوويّ وغيره].

( يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) وما أدراك ما الرّعد ؟! ذلك الصّوت المخيف الّذي يخافه كبيرنا وصغيرنا، والذي يفزعنا في يقظتنا ومنامنا، ليُسبِّح بحمد الله عز وجل، فهل تدري ما يكون ؟

إنّه ملك من ملائكة الرّحمن..

روى التّرمذي وأحمد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ ! أَخْبِرْنَا عَنْ الرَّعْدِ مَا هُوَ ؟

قَالَ: (( مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ )).

فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ ؟

قَالَ: (( زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ )) قَالُوا: صَدَقْتَ !".

5-  احْذَرْ سَبَّ الرِّيح !..

وبما أنّ هذا الفصل يكثر فيه هبوب الرّيح، فليحذر المؤمن من سبّ الرّيح، فقد نهى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك.

روى التّرمذي وأبو داود عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ ! فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ )).

أمّا حديث: ( اللّهمّ اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا ) فهو ضعيف جدّا [" الضّعيفة " (9938)].

6-  الدّعاء لرفع البلاء..

وإذا اشتدّ المطر فعلى المسلم أن يدعو الله أن يصرف الضّرر عن المسلمين.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه لمّا قيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَت الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يُمْسِكُهَا عَنَّا ! فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ قال:

(( اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ )). فَانْقَلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ.

[متفق عليه].

[الآكام: التّلول المرتفعة من الأرض، والضِّراب: الرّوابي والجبال الصّغار].

هذا فيما يخصّ بعض الأذكار المشروعة، التي تدخل في قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ{ [البقرة:152].

فعليك أن تحرص على هذه الأذكار الطّيّبة، والأعمال الجليلة، فهي طاعة للنّبي صلّى الله عليه وسلّم الّذي قال تعالى في شأنه: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ{ [النور: من الآية54].

7-  لا تسبّوا الحمّى !

ففي هذا الموسم تكثر الإصابات بالحمّى، فقد تسمع من هنا أو هناك من يسبّها، فاستمع إلى ما رواه مسلم عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ فَقَالَ:

(( مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ-أي ترتعدين- ؟)) قَالَتْ: الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ! فَقَالَ:

(( لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ! فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ )).

8-   لا تترك المدافئ النّاريّة مشتعلة وقت النّوم:

وهي التي تكون نارها ظاهرة، لا الّتي تكون محميّة بالزّجاج ونحوه.

ذلك لأنّ لديك أمانة ينبغي لك أيّها المسلم أن تحفظها، وهي نفسك ونفس أهلك، فلربّما أُضرِمت النّار أثناء نومك وأنت من الغافلين.

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قال: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:

(( إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ )).

وروى البخاري ومسلم أيضا عن ابن عمر رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ )).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:" وحكمة النهي هي خشية الاحتراق، وقيّده بالنّوم لحصول الغفلة به غالبًا، ويستنبط منه أنّه متى وُجِدت الغفلة حصل النّهي ".

والحوادث لا تخفى في ذلك فتنبّه.

9-   واحذر الاحتفال بأعياد الكافرين !

فإنّ من أعظم المنكرات التي تظهر في هذا الموسم المبارك مظاهر الولاء للكافرين، والرّكون إلى تقاليدهم، والاحتفال بأعيادهم، وهذا ممّا يحتاج إلى أن يُفرد بمقال خاصّ إن شاء الله.

وهناك أحكام أخرى كثيرة تتعلّق بالطّهارة والصّلاة سيأتي ذكرها إن شاء الله عزّ وجلّ.

[ يـتـبـع إن شاء الله ]

 

( آداب وأحكام )

فقد سبق أن رأينا بعض الأحكام المتعلّقة بـ: ( توحيد الله تعالى )، وشكره على نعمه، ونسبة النّعم والفضل إليه وحده، وهذا حقّ الله على العبيد.

كما تكلّمنا عن بعض حقوق العباد وهم المعوزون والمحتاجون، الّذين هم إلى أيدي العون منتظرون مترقّبون.

أمّا الأحكام العمليّة فهي كثيرة، نذكر في هذا الفصل بعضها:

1-  أن يكشف شيئاً من بدنه تبرّكاً به:

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم مَطَرٌ، فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ! لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ: ((لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ )) [رواه مسلم].

وقد ذكر الذّهبي رحمه الله هذا الحديث في " العلوّ للعليّ القهّار "، لأنّ فيه دلالة على علوّ الله تعالى على خلقه.

2-  أن يقول: اللّهم صيّباً نافعاً:

عن عائشة أَنَّ النَبِيَّ  صلّى الله عليه وسلّم كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: (( اللَّهُمَّ صَيِّباً نَافِعاً ))  [رواه البخاري].

وإذا سكن المطر قال: (( مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ )) [سبق أن رأيناه في حديث النّوء].

3-  اغتنام الفرصة بالدّعاء.

فقد روى الحاكم والطّبراني- وحسّنه الألباني - عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ::

(( ثِنْتَانِ لاَ تُرَدَّانِ - أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ -: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَتَحْتَ المَطَرِ )) ]" صحيح الجامع" (5389)].

4-  الذّكر عند سماع الرّعد:

فإذا سمعت الرّعد، فتذكّر قدرة الله تبارك وتعالى.

وقد كان عبد الله بن الزبير رضي الله عَنْه إذا سمع الرّعد ترك الحديث وقال:" سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ". ثمّ يقول:" إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لأَهْلِ الأَرْضِ شَدِيدٌ ".

[رواه الإمام مالك في " الموطّأ "، والبخاري في " الأدب المفرد "، وسنده صحيح موقوفًا كما قال النوويّ وغيره].

( يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) وما أدراك ما الرّعد ؟! ذلك الصّوت المخيف الّذي يخافه كبيرنا وصغيرنا، والذي يفزعنا في يقظتنا ومنامنا، ليُسبِّح بحمد الله عز وجل، فهل تدري ما يكون ؟

إنّه ملك من ملائكة الرّحمن..

روى التّرمذي وأحمد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ ! أَخْبِرْنَا عَنْ الرَّعْدِ مَا هُوَ ؟

قَالَ: (( مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ )).

فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ ؟

قَالَ: (( زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ )) قَالُوا: صَدَقْتَ !".

5-  احْذَرْ سَبَّ الرِّيح !..

وبما أنّ هذا الفصل يكثر فيه هبوب الرّيح، فليحذر المؤمن من سبّ الرّيح، فقد نهى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك.

روى التّرمذي وأبو داود عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ ! فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ )).

أمّا حديث: ( اللّهمّ اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا ) فهو ضعيف جدّا [" الضّعيفة " (9938)].

6-  الدّعاء لرفع البلاء..

وإذا اشتدّ المطر فعلى المسلم أن يدعو الله أن يصرف الضّرر عن المسلمين.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه لمّا قيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَت الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يُمْسِكُهَا عَنَّا ! فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ قال:

(( اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ )). فَانْقَلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ.

[متفق عليه].

[الآكام: التّلول المرتفعة من الأرض، والضِّراب: الرّوابي والجبال الصّغار].

هذا فيما يخصّ بعض الأذكار المشروعة، التي تدخل في قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ{ [البقرة:152].

فعليك أن تحرص على هذه الأذكار الطّيّبة، والأعمال الجليلة، فهي طاعة للنّبي صلّى الله عليه وسلّم الّذي قال تعالى في شأنه: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ{ [النور: من الآية54].

7-  لا تسبّوا الحمّى !

ففي هذا الموسم تكثر الإصابات بالحمّى، فقد تسمع من هنا أو هناك من يسبّها، فاستمع إلى ما رواه مسلم عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ فَقَالَ:

(( مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ-أي ترتعدين- ؟)) قَالَتْ: الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ! فَقَالَ:

(( لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ! فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ )).

8-   لا تترك المدافئ النّاريّة مشتعلة وقت النّوم:

وهي التي تكون نارها ظاهرة، لا الّتي تكون محميّة بالزّجاج ونحوه.

ذلك لأنّ لديك أمانة ينبغي لك أيّها المسلم أن تحفظها، وهي نفسك ونفس أهلك، فلربّما أُضرِمت النّار أثناء نومك وأنت من الغافلين.

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قال: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:

(( إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ )).

وروى البخاري ومسلم أيضا عن ابن عمر رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ )).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:" وحكمة النهي هي خشية الاحتراق، وقيّده بالنّوم لحصول الغفلة به غالبًا، ويستنبط منه أنّه متى وُجِدت الغفلة حصل النّهي ".

والحوادث لا تخفى في ذلك فتنبّه.

9-   واحذر الاحتفال بأعياد الكافرين !

فإنّ من أعظم المنكرات التي تظهر في هذا الموسم المبارك مظاهر الولاء للكافرين، والرّكون إلى تقاليدهم، والاحتفال بأعيادهم، وهذا ممّا يحتاج إلى أن يُفرد بمقال خاصّ إن شاء الله.

وهناك أحكام أخرى كثيرة تتعلّق بالطّهارة والصّلاة سيأتي ذكرها إن شاء الله عزّ وجلّ.

[ يـتـبـع إن شاء الله ]

 

أخر تعديل في السبت 18 صفر 1432 هـ الموافق لـ: 22 جانفي 2011 21:10

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.