أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- نشاط أهل الفتور !

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فقد يبدو عنوان هذه الكلمة لأكثرنا غريبا، ولِم لا، ونحن في زمن الغربة الثّانية ؟

وإن شئت فقل: ( عمل البطّالين ) الّذين لا ينهضون إلاّ للقعود، ولا يستيقظون إلاّ للرّقود، تعطّلت فيهم الحواس إلاّ اللّسان، وسلم منهم جميع النّاس إلاّ الخِلاّن.

وسنّة الله تعالى أنّ النّفس إن لم تشغلها بمحاسن الخلال شغلتك بمساوئ الفِعال، فهو عاطل إلاّ عن الباطل.

إنّهم ضحايا داء الفتور، وما أدراك ما الفتور ؟

- مظاهر التّزكية في التقرّب إلى الله بالأضحية.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّه لا تخلو عبادة من العبادات من الحكم الغالية، والمعاني السّامية، عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها. إلاّ أنّ معرفتها تُسبِغُ على القلب ثوب الطّمأنينة واليقين، وتحمل العبدَ إلى تحصيل ثمراتها في كلّ حين.

وإنّ في الأُضحية من الفوائد التّربويّة ما لا يمكن إحصاءه، ولا عدّه أو استقصاءه، ولكن بحسَب العبدِ من القلادة ما أحاط بالعنق.

فمن مظاهر تزكية النّفس من التقرّب إلى الله تعالى بالأضحية:

1- حياة الرّوح والقلب.

فقد قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [لأنفال:24].

- فضائل وأعمال عشر ذي الحجّة

الخطبة الأولى [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّ الله تبارك وتعالى يقول في محكم تنزيله، وأحسن قيله:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} [الفرقان:62]. فلا يزال اللّيل والنّهار متعاقبين، يخلف أحدهما الآخر، لأجل صنفين من النّاس:

الصّنف الأوّل: لمن أراد أن يذّكر ويتوب، ويتّعظ ويئوب، فيبسط الله يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار، ويبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل..حتّى تطلُع الشّمس من مغربها.

والصّنف الثّاني: أو أراد شكورا، يريد أن يضيف إلى رصيده الأعمال الصّالحات، لتمحى عنه السّيئات، وينال بها أعلى الدّرجات.

صِنفٌ ذو همّة عالية، إن عجز عن حجّ بيت الله الحرام، فإنّه لا يرضَى إلاّ مزاحمتهم في هذا السّباق إلى ذي الجلال والإكرام .. فيحرصون على جليل الأعمال، ولا يكتفون بالأمانيّ والآمال.

حالهم حال أولئك الفقراء الّذين جاءوا النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنْ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ ؟! قَالَ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَلَا أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُتُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ )) .

وخاصّة أنّ الله قد فتح باب السّباق إليه هذه الأيّام على مِصراعيه ..

- وقـفـاتٌ مع أيّـامِ الطّاعـات

الخطبة الأولى: [بعد الخطبة والثّناء]

فقد بدأ نسيم أيّام الله تبارك وتعالى يختلج صدور المؤمنين، ونورها يضيء قلوب الموحّدين .. إنّها أيّام الفضائل والطّاعات، ما أعظمها عند ربّ الأرض والسّموات ! لذلك أهديكم هذه الكلمات، ملؤها العبر والعبرات، أسأل الله العظيم أن تكون خالصة من قلب أحبّكم في الله، لا يرجو إلاّ الاجتماع معكم على عبادة مولاه.

وخلاصة كلامنا اليوم في وقفات ثلاث:

أوّلا: أحوال النّاس هذه الأيّام .. ثانيا: بُشرى للصّادقين. ثالثا: فضل العشر الأُوَل من شهر ذي الحجّة.

-إِلَـى الَّذِيـنَ حَبَسَهُمُ العُـــذْرُ ..

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فإلى الّذين حبسهم العُذر ..

إلى الّذين اشتعلت قلوبهم شوقا إلى بيت الله العزيز الغفّار، وحالت بينهم وبينه الصِّعابُ والأعذار ..

فليعلموا أنّهم غير محرومين، حالهم كحال من تعطّش للجهاد في سبيل ربّ العالمين، ولكن حبسهم العذر .. فقال الله تعالى في حقّهم:

- المختصر المفيد في بيان أحكام أضحية العيد

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، محمّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

فهذه بعض أحكام الأضحية التي ينبغي لكلّ مسلم معرفتها تحقيقا للرّكن الثّاني لقبول العمل، ألا وهو متابعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عبادة الله وحده.

1- التّعريف بالأضحية.

الأضحية: هي ما يذبح يوم عيد الأضحى من بهيمة الأنعام تقرّبا إلى الله تعالى.

- آدَابُ العِـيـدَيْـن.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ هذين اليومين من أيّام الله تبارك وتعالى، لذلك كان على المسلم أن يعلم الآداب الشّرعيّة، والأحكام العمليّة الّتي تتعلّق بهما. ومن ذلك:

1- وجوب تعظيمهما: وأنّهما يغنيان المسلمين عن كلّ عيد.

جاء في سنن النّسائي وأبي داود عن أَنَسِ بْنِ مَالِك ٍرضي الله عنه قال:

كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم الْمَدِينَةَ قَالَ: (( كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا، وَقَدْ أَبْدَلَكُمْ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الْأَضْحَى )).

Previous
التالي

الاثنين 27 جمادى الأولى 1434 هـ الموافق لـ: 08 أفريل 2013 20:26

- عقيدة الإمام مالك رحمه الله (2) موضوع مميز

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق
قييم هذا الموضوع
(7 تقيم)

[محاضرة ألقيت بالدّورة العلميّة الّتي نظّمتها شعبة " جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين "

ببلديّة " سيدي الشّحمي " بولاية وهران].

المحاضرة الثّانية يوم 22 جمادى الأولى 1434 هـ الموافق لـ: 03 أفريل 2013 م

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فسنتطرّق - إن شاء الله - في محاضرة اليوم إلى مسائل ثلاثٍ:

الأولى: بيان معتقد الإمام مالك رحمه الله.

الثّانية: ذكر الموافقين له في هذا الباب من المالكيّة.

الثّالثة: ذكر المخالفين له من المنتسبين إلى مذهبه.

أوّلا: اعتقاد الإمام مالك رحمه الله.

فهذه طائفة ممّا أُثِر عن الإمام مالك بن أنس رحمه الله في الاعتقاد، ممّا يوضّح أنّه لم يخرج عمّا كان عليه سلف هذه الأمّة.

1- التّوحيد هو الإسلام الّذي تدلّ عليه الفطرة والشّريعة، لا كما يقول الأشاعرة أنّه المبنيّ على النّظر !

فقد أخرج الهرويّ في "ذمّ الكلام" عن الإمام الشّافعي رحمه الله قال: سُئل مالك عن الكلام والتوحيد، فقال مالك:" محال أن يُظنّ بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه علَّم أمّتَه الاستنجاء ولم يعلّمهم التّوحيد ! والتّوحيد ما قاله النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ )) فما عصم به المال والدم حقيقة التوحيد ".

ومن عجيب ما نقله الحافظ رحمه الله عن الأشعريّة في "الفتح" (13/350):" قول جماعة منهم: إنّ من لم يعرف اللهَ بالطّرق الّتي رتّبوها، والأبحاث الّتي حرّروها لم يصحّ ايمانه ! حتّى لقد أُورِد على بعضِهم أنّ هذا يلزم منه تكفير أبيك وأسلافك وجيرانك ! فقال: لا تشنِّعْ عليّ بكثرةِ أهل النّار !".

2- قوله رحمه الله في الأسماء والصّفات.

فقد اشتهر عن الإمام مالكٍ رحمه الله ما أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/326) عن جعفر بن عبد الله قال:

" كنّا عند مالك بن أنس، فجاءه رجل فقال: يا أبا  عبد الله، {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}، كيف استوى ؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده، ثمّ رفع رأسه، ورمى بالعود، وقال:

" الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنّك صاحبَ بدعة "، وأمر به فأُخرِج.

وأخرج الدّارقطني في "الصّفات" (ص 75)، والآجري في "الشّريعة" (ص 314)، والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 118)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (7/149) عن الوليد بن مسلم قال:" سألت مالكاً، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، عن الأخبار في الصفات فقالوا: أمرّوها كما جاءت ".

ولا يعني كلامهم هذا ما ذهب إليه أهل التّفويض - أعني الّذين يفوّضون المعاني - فإنّ معنى هذه العبارة: إثبات الصّفات على الحقيقة دون تكييف.

ويظهر لك ذلك جليّا من وجوه: 

أ‌) أنّ نصوص الصّفات جاءت ألفاظا دالّة على معانٍ، فلو كانت دلالتها منتفيةً لكان الواجب أن يقال: أمرّوا لفظها !

ب‌) ثمّ لماذا تواتر عنهم قولهم: بلا كيف ؟ فإنّ نفي الكيف عن شيءٍ ليس له معنى: لغو من القول؛ فإنّه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية من لم يفهم عن اللّفظ معنى. [انظر: " الفتوى الحموية " من " مجموع الفتاوى (5/41-42)].

ت‌) قول الإمام ربيعة ومالك وغيرهما في الاستواء: " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب "، يردّ على مذهب أهل التّفويض؛ فإنّهم قالوا:" الاستواء غير مجهول " أي: معناه معلوم لدينا، وإنّما الكيف هو الّذي لا يُعقل فلا يسأل عنه.

ومن إثباته للعلوّ ما أخرجه أبو داود في "مسائل الإمام أحمد" (ص 263) عن عبد الله بن نافع قال: قال مالك:" الله في السّماء، وعلمه في كلّ مكان ".

3- قوله رحمه الله في الرُّؤية.

قال ابن عبد البرّ رحمه الله في "الانتقاء" (ص 36): سُئل مالك: أيُرى الله يوم القيامة ؟ فقال: نعم، يقول الله عزّ وجلّ:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}. وقال لقوم آخرين:{كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}".

4- قوله رحمه الله في القرآن.

أخرج أبو نعيم في "الحلية" (6/325) عن يحيى بن الرّبيع قال: كنت عند مالك بن أنس، ودخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق ؟ فقال مالك:" زنديق فاقتلوه"، فقال: يا أبا عبد الله، إنما أحكي كلاماً سمعته! فقال:" لم أسمعه من أحد، إنّما سمعته منك !" وعظّم هذا القول.

وأخرج ابن عبر البرّ في "الانتقاء" (ص 35) عن عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس يقول:" من قال القرآن مخلوق يوجعُ ضرباً، ويُحبس حتّى يتوب ".

5- قوله في الإيمان.

أخرج أبو نعيم في "الحلية" (6/327) عن عبد الله بن نافع قال:" كان مالك بن أنس يقول:" الإيمان قول وعمل ".

وأخرج ابن عبد البرّ في "الانتقاء" (ص 34) عن عبد الرزّاق بن همام قال:" سمعت ابنَ جريح، وسفيانَ الثوريَّ، ومعمرَ بنَ راشد، وسفيانَ بنَ عيينةَ، ومالكَ بنَ أنس يقولون:" الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص ".

وأخرج أيضا ص (34) عن أشهب بن عبد العزيز قال: قال مالك: قام النّاس يصلّون نحو بيت المقدس ستّة عشر شهراً، ثمّ أُمروا بالبيت الحرام فقال الله:{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} أي: صلاتكم إلى بيت المقدس، قال مالك:" وإني لأذكر بهذه قول المرجئة: إن الصّلاة ليست من الإيمان ".

6- قوله في القدر.

أخرج أبو نعيم في "الحلية" (6/326) عن ابن وهب قال:" سمعت مالكاً يقول لرجل:" سألتني أمس عن القدر ؟" قال: نعم، قال:" إنّ الله تعالى يقول:{وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ القَوْلُ مِنِّي لأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَفلا بدّ أن يكون ما قاله الله تعالى ".

وأخرج ابن أبي عاصم في "السنّة" (1/87) عن سعيد بن عبد الجبار قال: سمعت مالكَ بنَ أنس يقول: رأيي فيهم أن يُستتابوا، فإن تابوا وإلاّ قُتِلوا - يعني القدرية - ".

وأخرج أيضا عن مروان بن محمد الطاطري قال:" سمعت مالك بن أنس يُسأَلُ عن تزويج القدري ؟ فقرأ:{وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ}"..

7- قوله في الصّحابة.

أخرج أبو نعيم في "الحلية" (6/327) عن عبد الله العنبري قال: قال مالك بن أنس:" من تَنَقَّصَ أحداً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو كان في قلبه عليهم غلٌّ، فليس له حقّ في فَيْءِ المسلمين " ثمّ تلا قوله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً}".

وأخرج أيضا عن رجل من ولد الزّبير قال: كنّا عند مالك، فذكروا رجلاً يَتّنقَّص أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقرأ مالك هذه الآية:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ} حتّى بلغ {يُعْجِبُ الزُرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ}، فقال مالك:" من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد أصابته الآية".

ثانيا: من كان على اعتقاد السّلف من المالكيّة.

فنذكر - إن شاء الله تعالى - في هذا الفصل أعلام المالكيّة الّذين كانوا على ما كان عليه الإمام مالكٌ رحمه الله في الاعتقاد، قبل أن تزلّ قدم كثيرٌ من المتأخّرين في مزالق الأشعريّة، حتّى يعلم من يتستّرون وراء المذهب المالكيّ أنّنا أولى بمالكٍ منهم.

ومن أبرز هؤلاء:

1- عبد الرّحمن بن القاسم رحمه الله [كما في "الصّواعق المرسلة"].

2- عبد الله بن وهب رحمه الله 3- سحنون رحمه الله 4- ابن الماجشون رحمه الله [كما في "سير أعلام النّبلاء"].

5- ابن عبد البرّ رحمه الله [كما بيّنه المغرواي في "فتح البرّ"].

6- ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله [كما هو جليّ في "رسالته"، خلافا لأكثر شرّاحها كزرّوق، وابن ناجي]. وأحسن شروحها السّلفيّة شرح ابن موهِب رحمه الله كما في "الصّواعق".

7- أبو عمر الطّلمنكي رحمه الله [كما في كتابه "الوصول إلى معرفة الأصول"].

8- أبو بكر محمّد بن موهِب رحمه الله.

9- عبد العزيز بن يحيى الكناني رحمه الله [له "الردّ على الجهميّة والزّنادقة"].

10- رُزين بن معاوية رحمه الله [صاحب كتاب "تجريد الصّحاح"، قال عنه ابن القيّم في "الصّواعق":" هو أعلم اهل زمانه بالسّنن والآثار"].

11- الأصيليّ رحمه الله 12- أبو الوليد بن الفرضيّ رحمه الله 13- وأبو عمرو الدّاني رحمه الله.

14- مكّي بن أبي طالب رحمه الله 15- ابن أبي زَمَنين رحمه الله، وغيرهم.

ثالثا: من خالف الإمام مالكا رحمه الله في الاعتقاد.

وسنذكر بعض من خالف مذهب السّلف في الاعتقاد ووقع في مذهب الأشعريّة بحسب الكتب المشهورة:

1- شرّاح رسالة ابن أبي زيد القيرواني: كزرّوق، وابن ناجي، وأبي الحسن المنّوفي، والتّتائيّ رحمهم الله.

2- عقائد السّنوسي الخمسة: "العقيدة الصّغرى" المسمّاة بأمّ البراهين، والالعقيدة الوسطى، والعقيدة الكُبرى، و"المقدّمات في العقائد"، و"الحفيدة".

3- بعض تفاسير المالكيّة: كتفسير القرطبيّ رحمه الله، و"تفسير ابن عطيّة" رحمه الله، وتفسير ابن جُزيّ رحمه الله، و"البحر المحيط" لأبي حيّان الأندلسيّ رحمه الله.

4- الشّروح الحديثيّة:

منها شروح "صحيح مسلم": كشرح القاضي عياض رحمه الله، وشرح المازريّ رحمه الله، وشرح الأُبّي رحمه الله.

وشرح سنن التّرمذي لابن العربيّ رحمه الله.

5- المنظومات: وأشهرها " جوهرة التّوحيد" للقاني، و"الخريدة البهيّة" للدّردير، و"مراصد المعتمد لمقاصد المعتقد" لأبي المحاسن الفاسي.

وأكثر ما يُتداول:"المرشد المعين في الضّروريّ من علوم الدّين" وهو المعروف بابن عاشر، والّذي صرّح أنّه سلك في نظمه مسلك الإمام مالك رحمه الله في الفقه، واعتقاد الأشعريّ ! وكأنّ الإمام مالكاً لم يكُن له اعتقاد حتّى جاء أبو الحسن الأشعريّ رحمه الله !

ونختم محاضرتَنا هذه بجوابٍ عن سؤال قد يطرحه كثيرٌ من الحضور، ألا وهو:

كيف دخلت العقيدة الأشعرّية إلى المغرب ؟

فاعلموا أنّ العقيدة الأشعريّة دخلت إلى المغرب العربيّ في القرن الخامس الهجريّ، وتمّ ذلك بوساطة شخصيّات ثلاث:

أ) الباقلاّنيّ رحمه الله (تـ:403 هـ): وكان رأس المالكيّة بالمشرق العربيّ، ويُعدّ أوّل من غلا في التّأويل، فأَوَّلَ صفاتِ الذّات خلافا لما كان عليه أبو الحسن الأشعريّ رحمه الله. وكان يأتيه التّلاميذ من كلّ البلاد، ومنهم:

ب) أبو ذرّ الهرويّ رحمه الله (تـ:434 هـ): قال الإمام الذّهبيّ رحمه الله:

" كان أهل المغرب لا يخوضون في الكلام، بل يُتقِنون الفقه، والحديث، والعربيّة، حتّى جاء الهرويّ الّذي أخذ رأي أبي الحسن عن الباقلاّني، وحمله إلى المغرب والأندلس ".

ج) المهديّ بن تومرت (تـ:524 هـ): فقد نشر مذهب الأشعريّ يالقوّة، وقال المراكشي رحمه الله في "المعجب":" كان على عقيدة أبي الحسن، إلاّ في الأسماء فكان على مذهب المعتزلة ".

ثمّ جاء الباجي، والقابسيّ، والمازريّ، وابن العربيّ، وغيرهم.

وما أحسن ما قاله الكرجيّ الشّافعيّ رحمه الله في "الفصول في الأصول عن الأئمّة الفحول":

" وقد افتُتِن أيضا خلقٌ من المالكيّة بمذهب الأشعريّة، وهذه - والله - سبّةٌ وعار، وفلتةٌ تعود بالوبال والنّكال وسوء الدّار، على منتحل مذاهب هؤلاء الكبار ".

وسبحانك اللهمّ وبحمد، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

أخر تعديل في الأحد 04 جمادى الثانية 1434 هـ الموافق لـ: 14 أفريل 2013 06:05
المزيد من مواضيع هذا القسم: « - عقيدة الإمام مالك رحمه الله (1)

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.