أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الاثنين 01 ربيع الثاني 1437 هـ الموافق لـ: 11 جانفي 2016 21:10

- شرح كتاب الذّكر (48) فضل قول:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ".

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

تابع:الباب العاشر:( التّرغيبُ فِي أَذْكَارٍ تُقَالُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ غَيْرَ مُخْتَصَّةٍ بالصَّبَاحِ وَالمَسَاءِ ).

الحديث الخامس:

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:

(( مَنْ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ )).

رواه البخاري، ومسلم، والتّرمذي، والنّسائي، وابن ماجه.

وزاد مسلم، والتّرمذي، والنّسائي:

(( وَمَنْ قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ " فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ )).

شرح الحديث:

- ( مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ): أي: لا معبودَ بحقٍّ إلاّ اللهُ تعالى.

- ( وَحْدَهُ ) أي: منفردا، ولا تستعملُ إلاّ منصوبةً على الحاليّة، وقول العامّة:" جئت لوحدي " لحنٌ.

وهذه الحال مؤكّدة؛ لأنّ معنى ( لا إله إلاّ الله ) تدلّ على الوحدانيّة، فجاءت كلمة ( وَحْدَهُ ) لتؤكّد التّوحيد الخالص.

بل زاد هذا المعنى توكيدا؛ فقال:

- ( لاَ شَرِيكَ لَهُ ) لا ألوهيّته، ولا في ربوبيّته، ولا أسمائه وصفاته، ولا أفعاله، فإنّما يحتاج إلى الشّريك الفقير الضّعيف، والله هو الغنيّ القويّ.

- ( لَهُ المُلْكُ ): فلا يستحقّ العبادةَ إلاّ من كان له الملك وحدَه؛ لذلك لمّا بيّن سبحانه وتعالى كُفرَ النّصارى قال:{قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} [المائدة من:17]، وقال جلّ جلاله منكرا على المشركين:{ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [العنكبوت من:18]، وقال عزّ وجلّ:{ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} [سبأ: من 22]، وغير ذلك من الآيات.

ولمّا كان ملك الله تعالى ليس كملك البشر الّذي يعتريه النّقص والقصور، أو الظّلم والجور، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:

- ( وَلَهُ الحَمْدُ ): يُحمَد على تمام ملكه، وعلى عدله في ملكه، فهو ليس كملوك الدّنيا يسري عليهم الظّلم والجور، ولو أراد أن يعطي من منع، ويمنع من أعطى لفعل؛ فـ:

- ( هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ): فأثبت هذا الذّكرُ لله تعالى: وحدانيّتَه في ألوهيّتِه، ونفيَها عمّا سواه، وتمامَ الملك، والقدرة، الّذَينِ يدلاّن على تمام الغنى والعدل والحكمة.

- ( فِي يَوْمٍ ): اليوم يُطلق في لغة العرب ويُراد به ثلاثة معانٍ، نذكرها من الأوسع إلى الأضيق:

الأوّل: مطلق الزّمن، كقوله تعالى:{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التّوبة من:25]، ومنه قول العرب: يوم بعاث، ونحو ذلك.

الثّاني: اليوم الّذي يشمل اللّيل والنّهار، كقوله تعالى:{قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ} [آل عمران من:41]، بدليل قوله في آية أخرى:{قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} [مريم من:10]، ومنه وقوله سبحانه: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ} [هود من:65].

الثّالث: اليوم الّذي يقابل اللّيلة؛ كقوله تعالى:{سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ} [الحاقّة من:7]، ومنه حديث المسح على الخفّين: (( جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ )).

والثّالث هو المراد - إن شاء الله - في حديث الباب؛ لدليلين:

الأوّل: قوله صلّى الله عليه وسلّم بعدُ: (( حتّى يُمسِي )).  

الثّاني: رواية عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عند النّسائي في "اليوم واللّيلة" بلفظ: (( مِائَةً إِذَا أَصْبَحَ، وَمِائَةً إِذَا أَمْسَى )) ["السّلسلة الصّحيحة" (2762)].

- ( مِائَةَ مَرَّةٍ ): ظاهر إطلاق الحديث أنّ الأجر المذكورَ يثبت لمن قال هذا التّهليل مائةَ مرّةً في يومه، سواء قاله متواليا أو متفرّقا في مجالس، أو بعضها أوّل النّهار وبعضها آخره، لكنّ الأفضل أن يأتِي به متوالياً في أوّل النّهار، ليكون حرزا له في جميع نهاره.

- ( كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ): أي: ما يُعادلُ أجرَ عِتق عشر رقاب {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.

- ( وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ): {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، ( وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ ).

- ( وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا ): أي: حمايةً ومانعا كالحصن الحصين والدّرع المتين ( مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ ): فدلّ على أنّ هذا الذّكرَ من أذكار الصّباح، خلافا لما بوّب به المصنّف رحمه الله.

ولكن، هو أيضا من أذكار المساء، لأمور ثلاثة:

الأوّل: رواية: (( مِائَةً إِذَا أَصْبَحَ، وَمِائَةً إِذَا أَمْسَى ))، وقد ذكرناها قبل قليل.

الثّاني: يُفهَم من قوله: (( وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ )) أنّ اللّيل أولى بأن يكون محلاّ لهذا الذّكر؛ لأنّ الشّياطين يكثر أذاها باللّيل أكثر من النّهار.

الثّالث: ما رواه أبو داود وابن ماجه بسند صحيح عن أَبِي عَيَّاشٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قالَ:

(( مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " كَانَ لَهُ عِدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ عليه السّلام، وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنْ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ )). فَرَأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا عَيَّاشٍ يُحَدِّثُ عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا ؟ قالَ: (( صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ )).

- ( وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ): اختلفوا في المراد من قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ )) على ثلاثة أقوال:

الأوّل: معناه: إلاّ من قال هذا الذّكرَ أكثرَ من مائة، فيكون أكثر ثوابا، وليس هذا من الحدود الّتي نُهِي عن اعتدائها ومجاوزة أعدادها، كالزّيادة في عدد الطّهارة، وعدد ركعات الصّلاة.

الثّاني:  معناه: إلاّ من أتى بهذا الذّكر، وكانت له زيادة من أعمال الخير الأخرى.

الثّالث: معناه: إلاّ من قال هذا الذّكر أكثر من مائة، وله زيادة خير من أعمال أخرى.

وهذا الأخير رجّحه النّوويّ رحمه الله، وهو الصّواب إن شاء الله.

وإنّ النبيّ  صلّى الله عليه وسلّم ما قصد الحدَّ، ولكنّه بيّن الأجرَ بالعدّ، فمن استكثر فقد أكثر، ويؤيّد ذلك أنّ روايات تذكر قولَها مرّة واحدة، وأخرى عشر مرّات، وثالثة: مائة مرّة.

فإن قيل: ولماذا لا يكون قولها مائةً هو الحدّ ؟ فالجواب: إنّ ظاهر اللّفظ يدلّ على أنّ الباب مفتوح: (( إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ )).

- قوله: وزاد مسلم، والتّرمذي، والنّسائي: (( وَمَنْ قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ " فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ )).

سبق شرح ما يشبه هذا الحديث في الأبواب السّابقة.

وفي الحديث الأوّل الّذي فيه التّهليل قال صلّى الله عليه وسلّم: (( مُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ )) وفي حديث التّسبيح هذا قال: (( حُطَّّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ ))، فقد يفيد بظاهره أنّ التّسبيح أفضل.

قال القاضي عياض في الجواب عن هذا:" إنّ التّهليل المذكورَ أفضلُ، ويكون ما فيه من زيادة الحسنات، ومحو السيّئات، وما فيه من فضل عتق الرّقاب، وكونه حرزا من الشّيطان زائدا على فضل التّسبيح وتكفير الخطايا؛ لأنّه قد ثبت أنّ من أعتق رقبة أعتق الله بكلّ عضو منها عضوا منه من النّار، فقد حصل بعتق رقبة واحدة تكفير جميع الخطايا، وما يبقى له من زيادة عتق الرّقاب الزّائدة تنقلب حسنات.." ولذلك قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حديث التّهليل (( وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ )).

الحديث السّادس:

وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( مَنْ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " مِائَتَيْ مَرَّةٍ فِي يَوْمٍ، لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلَمْ يُدْرِكُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ، إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ )).

[رواه أحمد بإسناد جيّد، والطّبراني].

شرح الحديث:

هذا الحديث فيه أنّه يُؤْتَى بهذا الذّكر في اليوم مائتي مرّة، فيُقال:

أ) إمّا أنّ المراد باليوم في هذا الحديث ما يشمل الصّباح والمساء، فيقولها مائة مرّة صباحا، ومائةً مساءً، كما في رواية النّسائيّ المشار إليها فيما سبق بلفظ: (( ... مِائَةَ مَرَّةٍ إِذَا أَصْبَحَ، وَمِائَةَ مَرَّةٍ إِذَا أَمْسَى ... )).

ب) أو أنّ هذه الرّواية فيها اختصار من الرّاوي، فجمع المائتين معاً.

والله أعلم.

أخر تعديل في الثلاثاء 02 ربيع الثاني 1437 هـ الموافق لـ: 12 جانفي 2016 06:11

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.