أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الجمعة 04 جمادى الأولى 1432 هـ الموافق لـ: 08 أفريل 2011 09:03

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

أمّا نداؤنا إلى المرأة:

فهو قوله تبارك وتعالى:{لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)} [آل عمران].

فإنّ أعظم ما يؤثّر على القوارير، ما ترى عليه حال المرأة الغربيّة، والمستغرِبة، فإن كنتِ أيّتها المرأة من ذلك النّوع من النّساء فتذكّري أنّك تركت الاقتداء بخير البريّة، وصِرتِ تقتدين بشرّ البريّة:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة:6]..

فإنّ من أهمّ صفات المرأة المسلمة صفتان:

1-الالتزام بتعاليم ربّ الأنام:{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: من الآية 34] التي تسعد الزّوج في حياته، وتعينه على العمل لما بعد مماته.

المرأة الّتي مدحها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه مسلم عن عبدِ اللهِ بنِ عمْرٍو رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ )).

يُحكى عن بعض السّلف أنّه كان كلّما دخل بيته قال:" ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله !".. فقيل له: لم تقول ذلك ؟ فقال: ألم يقل الله تعالى:{وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [الكهف:39]؟ قالوا: بلى ؟ قال: فإنّ زوجتي قد جعلت بيتي جنّة، فلذلك أقول ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله !

إنّ مـن الطّـيـــور البــجــع *** والطّـيـور عـلـى أشـكـالـهـا تـقـع

2-ثانيا: ومن صفات المرأة الصّالحة التفرّغ: التي تتفرّغ لرعاية أولادها وبناتها، ليست بخرّاجة ولاّجة، لا يشغلها عن أولادها شاغل مهما كان، فـ(( المَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا )).

وإنّنا نخشى بسبب الحملة العلمانيّة على هذه البلاد أن يصيب أولادَنا ما أصاب أطفالَ الغرب .. واقعٌ مرٌّ فرض على أربعة ملايين طفل أميريكيّ أن يعودوا إلى منازلهم من المدارس آخر النّهار، حاملين مفاتيح بيت خاوٍ من الوالدين، وهذا من أعظم ما يسبّب الإحباط والانحراف في سلوك الأطفال.

ليس اليتيم من انتهى أبواه من *** همّ الحياة وخلّفاه ذليـلاً

إنّ اليتيم هـو الذي تلقـى له *** أُمّاً تخلّت، أو أباً مشغـولا

وممّا يجدر بنا أن ننقله إليك أيّتها المرأة بعض الإحصاءات الّتي تزيدك ثباتا على مبدئك، لندرك فشل خروج المرأة للعمل:

12 مليون حالة طلاق بسبب عمل المرأة 85 % منها في الغرب.

80% من الأميريكيّات صرّحن بأنّه لا يمكن التّوفيق بين عمل المرأة خارج البيت وعملها في المنزل.

40 % من دخل المرأة العاملة في العالم تنفق على المظهر والمواصلات، فهي بعد أن خرجت لتعمل، صارت تعمل لتخرج.

60% من الّذين يعتنقون الإسلام في دول الغرب نساء، وفور إسلامهنّ يُصرّحن بضرورة بقاء المرأة في البيت.

وإن كنت ترغبين في إلقاء نظرة على عمل المرأة في الغرب، فإليك معنى عمل المرأة في الغرب الّذي بدَّعي المساواة:

85 – 95 % نسبة وجود المرأة في قطاع الدّعارة ! و20 % في القطاعات الإدارية. و10 % في القطاعات السياسية و5 % أو أقلّ في القطاعات القضائيّة أو القيادات العليا.

والّذي يندى له الجبين، أنّ 80 % من نساء السّينما العربيّة هنّ راقصات أو نساء ليل !

هذا هو المجتمع الّذي يريدون منّا أن نتّخذه قدوة !

دولة عربيّة صرّحت إحدى راقصاتها في التّلفاز أنّها ما نجحت في مشوارها الـ(ـعـ)فني، لو لم تهرب من بيت أهلها الّذين رفضوا عملها، فهرب في تلك اللّيلة 27 فتاة مراهقة لا تتجاوز الواحدة منهنّ 16 سنة !

{أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة:221].

النّداء الثّاني: إلى ولاة الأمور..

وهذا النّداء من باب قوله تعالى:{مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف: من الآية 164]..

قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النّساء: من الآية 58]..وروى البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..: فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)).

وليس معنى كلمة (مسؤول) أنّه السّيد والحاكم الّذي لا دخل لأحد في تصرّفه، وأنّه الذي إليه الأمر من قبل ومن بعد..{قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ للهِ}.. بل معنى هذه الكلمة أخطر وأعظم بكثير ممّا يظنّه هؤلاء، معناها أنّ هناك يوما مخصّص للسّؤال، تساق فيه إلى الكبير المتعال، فلا يترك صغيرة ولا كبيرة، ولا شاردة ولا واردة إلاّ سألك عنها، وعن رعايتها، وما على العبد إلاّ إعداد الجواب، للملك العزيز الوهّاب.

روى مسلم عن مَعْقَلِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قال: إِنَّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا يَسْتَرْعِي اللَّهُ عَبْدًا رَعِيَّةً يَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهَا إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ )).

فإنّ الواجب على ولاة الأمور أن يسارعوا إلى تسهيل عمل المرأة داخل بيتها، وأن يضبطوه وهي تعمل خارج بيتها، إن كانوا يريدون بحقٍّ الصّلاح لهذه الأمّة، فمن ثمرات ذلك:

- التّقيلل بل قل: إزالة البِطالة الّتي تعرّض لها الرّجال، فإنّ كثيرا من مناصب العمل تشغلها النّساء.

- أداء المرأة دورها الفعّال في بيتها، فتراقب أولادها ذكورا وإناثا.

- محو كثير من مظاهر الانحراف في المجتمع، كالاختلاط الرّجال بالنّساء، وجرائم الاغتصاب، وغير ذلك.

- استقرار كثير من بيوت المسلمين، والتّقليل من حوادث الطّلاق.

ويبقى ميدان العمل للمرأة في جهتين اثنتين:

الجهة الأولى: في المصالح النّسائيّة، كالمشافي، والعيادات الطبّية النّسائيّة، وكالتّدريس بمدارس البنات، ممّا ليس فيه محظور شرعيّ.

الجهة الثّانية: عمل المرأة عن بُـعْـد، وهذا مشروع تفطّن له علماؤنا من قديم الزّمان، ولكنه لم يُلتفت إليه في البلاد الإسلاميّة، واستفاد منه الغربيّون الّذين تفطّنوا إلى خطر عمل المرأة خارج بيتها، فقد كشفت دراسة في أكتوبر 1996 م أنّ ما يقارب 46 ملييون من أصحاب الأعمال المنزليّة في أمريكا معظمهنّ من النّساء، استطعن بذلك التّوفيق بين زيادة الدّخل، وإدارة شؤون البيت.

وقد قامت ماليزيا بدراسة هذا المشروع، ليطبّق هذه السّنة.

فلا بأس أن تعمل المرأة في بيتها وتمارس مهنة الخياطة، والتّعليم، والحضانة، والهندسة، وغير ذلك.

فإن لم يستجب ولاة الأمور لهذا المشروع فعلى الأقلّ على المؤمنين الّذين بسط الله لهم في الرّزق أن يقوموا قومة رجل واحد لا قعود بعدها في تشييد وبناء مدارس ومستشفيات وعيادات خاصّة بالنّساء، ممّا يسدّ حاجة المحتاجة منهنّ أوّلا، ويوفّر للمسلمين خدمات كثيرة ضمن إطار الشّريعة الإسلاميّة.

أمّا أن ننتظر {فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} [الأعراف: من الآية 71].

الخطبة الثّانية.

الحمد لله على إحسانه، وعلى جزيل عطائه وعظيم امتنانه، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله الدّاعي إلى سبيله ورضوانه، اللّهمّ صلِّ عليه وسلّم وبارك وزد، وعلى أصحابه وآله، وعلى كلّ من اتّبع سبيله وسار على منواله، أمّا بعد:

فبعد هذا النداء الموجّه إلى المرأة وولاة الأمور، فإنّنا نوجّه:

نداء إلى إخواننا الرّجال .. الّذين يراد لهم أن يكونوا من ربّات الحجال ..

فإنّ للمرأة أن تقول: أنا أحرص على الفضيلة، واجتناب كلّ سبل الرّذيلة، ولكنّ الزّوج، أو الأخ، أو الأب، لم يدع لي أيّ وسيلة !

إنّ هناك من يدفعني إلى الخروج إلى العمل !

منهم من يصرّح بالأمر بالخروج !

ومنهم من لا يصرّح، ولكنّه يضيّق على المرأة، ممّا يجعل الفتاة تلجأ إلى الخروج إلى العمل.

أذكّرك أخي المسلم بقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ )).. فلمّا بُعِثَ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقرّ ما كان عليه أهل الجاهليّة من أخلاق حسنة، وألغى ما كانوا عليه من أخلاق رديئة، وهذّب ما كان يحتاج إلى تهذيب، وقوّم ما كان يحتاج إلى تقويم.

ومن تلكم المكارم: غيرة الرّجل على محارمه .. فقد كان بعضهم يشتطّ في هذا حتّى بالغ ووصل به الحدّ إلى وأد البنات، وهذا ما أطلنا في بيانه في الخطبة الأولى من هذه السّلسلة.

فالغيرة على المحارم من شعب الإيمان، ومن مبادئ الإسلام، روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّها قالت: خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم بِالنَّاسِ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (( يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ! وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ )).

وروى البخاري عن أَبِي هريرةَ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم أنَّه قال: (( إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللهُ )).

وروى البخاري ومسلم عن المغيرةِ رضي الله عنه قال: قال سعْدُ بنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ ! [أي بحدّ السّيف لا بعرضه، فإنّ العرب إذا أدّبت ضربت بعرضه] فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالَ: (( أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟! لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي )).

ولقد أكّد ذلك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حتّى جعل الموت في سبيل العرض من أبواب الشّهادة، روى التّرمذي والنّسائي وأحمد عن سعيد بنِ زيدٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( مَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ )).

وعلى هذا جرى عمل المسلمين، من الصّحابة والتّابعين لهم بإحسان.

وقد ذكر أهل السّيرة أنّ امرأة من العرب قدمت بجلَبٍ لها [وهو ما يجلب للأسواق ليباع]، فباعته بسوق بني قينقاع - إحدى قبائل اليهود -، وجلست إلى صائغ، فجعلوا يراودونها على أن تكشف وجهها، فأبت، فعمد الصّائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، وهي لم تشعر، فلمّا قامت انكشف شيء من عورتها، فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصّائغ فقتله، وقام اليهود إلى المسلم فقتلوه، فسار إليهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في جيش فحاصرهم حتّى نزلوا على حكمه، فأجلاهم إلى الشّام.

ولكن .. جاء اليوم الّذي مُسِخ فيه كثير من النّاس، فصاروا لا يغارون على نسائهم .. أمّا النّصارى فعلمنا أنّهم يأكلون الخنزير الّذي لا يغار على أنثاه . .واللحم يؤثّر على الطِّبع، فما بال المسلمين ..؟!

إنّ هناك صورا لا بدّ أن تعلم أيّها المسلم أنّها دليل على تفريط الرّجل في هذا الخلق العظيم:

- تربية البنات على لبس القصير من الثّياب، بحجّة أنّها صغيرة، ونسِي أنّ من شاب على شيء شاب عليه، وهذا الكلام لم يعرفه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم مشى مع الحسن رضي الله عنه فأكل تمرة، فقال له: (( كَخٍ كَخٍ ! لَعَلَّهَا مِنْ أَمْوَالِ الصَّدَقَةِ .. أَلاَ تَعْلَمُ أَنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ لِآلِ مُحَمَّدٍ ؟!)).

- التّساهل في اختلاط الذّكور بالإناث، وقد بلغوا سنّ التّمييز، والعجيب أنّ كثيرا منّا يسمع الحديث الّذي رواه أبو داود وأحمد عن عبد اللهِ بنِ عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ )).

هذا حكم الفتاة مع أخيها المحرم لها، فكيف نتساهل مع غيره ؟

- ومن مظاهر التّفريط في الغيرة: أن يتساهل المسلم مع أقاربه فتظهر زوجته أمامهم غير متستّرة، أو خاضعة بالقول، أو غير ذلك ممّا سبق بيانه.

-ومن مظاهر التّفريط أيضا أن يترك الرّجل زوجته أو ابنته تختلي بالطّبيب، أو سائق السّيارة، أو البائع، والحديث صريح في النّهي عن ذلك، روى أحمد والتّرمذي عن عامرِ بن ربيعةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ )).

-ومن مظاهر التّفريط أيضا تساهل الرّجل بأن يترك زوجته تصافح الأجانب، وقد روى الطّبرانيّ عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لاَ تَحِلُّ لَهُ )). وروى التّرمذي وأحمد عن أُمَيْمَةَ بنتِ رُقَيْقَةَ قالت: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم فِي نِسْوَةٍ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! بَايِعْنَا. تَعْنِي: صَافِحْنَا ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ )).

وفي رواية قال: (( لاَ أثصَافِحُ النِّسَاءَ )).

-ومن مظاهر التّفريط أيضا: خروج الرّجل بامرأته إلى التجمّعات العامّة الّتي تتعرّض فيها المرأة إلى الاختلاط بالرّجال، أو تكون عُرضة لانصراف الأبصار إليها.

-ومن مظاهر التّفريط أيضا، ما شاع هذه الأيّام من ظاهرة سياقة المرأة للسّيارة، مع أنّ فيها مفاسدَ كثيرة، فقد تتعرّض المرأة إلى أخطار عظيمة من وراء ذلك.

فاعلم أخي المسلم أنّ الغيرة من أعظم ما يواجه به زحف أولئك الغربيّين والمستغربين، فكونوا عونا على الخير، وليتّق اللهَ عبدٌ ولاّه الله على امرأة، وعلى الرّجل أن يُربّي أهله على الحياء:

فلا والله ما في العيش خير *** ولا الدّنيا إذا ذهب الحياء

يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللّحاء

أخر تعديل في الجمعة 04 جمادى الأولى 1432 هـ الموافق لـ: 08 أفريل 2011 09:06

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.