وبعضُهم يكتُب عن شِجَارٍ وَقَعَ بين جيرانه ..
وبعضُهم يُعَلِّق على طعامٍ، نَشَر صورتَه أَحَدُ الفارغين ... إلى آخره.
وأدهَى مِن كُلِّ ذلك، تعليقُ بعضِ أَهل العِلم الشّرعيّ على كُلِّ حَدَثٍ !
بينما نَرَى العلماءَ الرّاسخين، لا يَفعلون ذلكَ إلاّ فيما تَظهرُ فائدتُه.
وَمِن ذلك: التّعليقُ الخطأُ مِن أَحَد المشايِخ الكويتيّين الفضلاءِ، على بَعض المشايِخ الّذين أرادُوا استغلالَ حَدَثِ كُرةِ القَدَم، لدعوةِ النّاس إلى الإسلام، حَتَّى وَصَلَ ذلك الشّيخُ بِتجاوُزِه إلى أنّه رأى أَنَّ تَركَ الكُفّارِ على كُفرِهم، أولَـى مِن دَعوَتِهِم إلى الإسلامِ على مَنهجِ بعضِ الجماعات الإسلاميّةِ الّتي عندها أخطاء !
يا سُبحان الله ! لو سَكَتَ ذلك الشيخُ الفاضل، لكان أرْيَح لَهُ ولنا.
لماذا لَم يَسَعْهُ مَا وَسِع كِبارَ العلماء، وهو دائماً يُدندِنُ على النّاس - خاصّة الشّبابِ – أنْ يَلتَزِموا منهجَ العلماءِ الرَّبَّانِيِّين ؟
هل غابَ عنه قصّة الرَّجُل الّذي قال له النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: ( أَسْلِمْ )، فقال له الرَّجُل: إنِّي أَجِدُنِي كارهًا. فقال له رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: ( أَسْلِمْ، وَإٍن كُنتَ كارهًا ). [رواه أحمد (12061) وهو حديثٌ صحيح].
لكنّ موضةَ التّعليقِ على كُلِّ شيءٍ في هذا الزّمان لـم يَنجُ منها إلاّ القليلُ.
إنَّ المُسلِمَ الواعِيَ يَخشَى أن تكون أَكثَرُ تلك التعليقاتِ داخلةً في التَّكَلُّف الّذي نَهانا عنهُ اللهُ تعالى وَرَسولُه صلّى الله عليه وَسَلَّم.
قال الله تعالى: { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ } [ص: 86].
وعَنْ عُمَرَ بنِ الخطّاب رضي الله عنه قال: " نُهِينَا عَنِ التَّكَلُّف " [رواه البخاري (7293)].
وَعَن الحُسَينِ بنِ علِيٍّ وأَبي هريرةَ رضي الله عنهم عنِ النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ( مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَركُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ ). [رواه التّرمِذِي (2317) وغيرُه، وهو حديثٌ صَحيحٌ].
ما هُوَ الحَلّ ؟
إنَّه في تَركِ ما لا يَعنينا:
1- مِمَّا لا عِلمَ لنا به.
2- مِمّا لا قُدرةَ لنا عليه.
3- ممّا لا فائدةَ لنا منه.
4- ممّا نَحنُ غير مُطالَبِينَ به، عِلمًا وَعَمَلا.
5- مِمَّا سَكَتَ عنه العلماءُ الرّاسخون المُعاصِرون.
اللّهم ارزقنا الحِكمة في القول والعمل.
كَتَبَهُ أبوسعيد بلعيد بن أحمد الجزائري.
في 06 جمادى الأُولى 1444هجرية / 30 نُوفَمبَر 2022 ميلادية.