الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فهذا السّؤال يرِد أيضا على المجالات الأخرى من وسائل نشر العلم، وكتب أهل العلم، فلنا أن نتساءل أيضا عن الكتب المطبوعة، وعن الأقراص المضغوطة المتضمّنة للكتب.
ولا يخفى عليك - أخي الكريم - تلك الرّسالة النّافعة الّتي ألّفها الشّيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله وهي " تحريف النّصوص "، بيّن من خلالها تلك التّحريفات والتّلبيسات الّتي قام بها بعض ( المحقّقين والمعلّقين على الكتب )، لا في تعليقاتهم، ولكن في متن صاحب الكتاب.
وكما قال تعالى:{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)} [الأنبياء]؛ إذ سخّر تعالى أئمّةً أعلاماً منذ قديم الزّمان إلى هذا اليوم يحفظون تراث الأمّة من التّحريف والتّزييف، والتّدليس والتّلبيس.
ولا ينبغي أن يحمِّل الطّالبُ الكتبَ إلاّ من المواقع الموثوق بها، والّتي مارسها وتعامل معها العلماء وطلبة العلم، الّّذين يتحرّون الصّحة، وعُرِفوا بالدقّة في النّقل والنّسخ.
وخير مثال على ذلك:" المكتبة الشّاملة "، و" مكتبة صيد الفوئد "، والأقراص المضغوطة الّتي تنشرها شركة (حرف)، و" إحياء التّراث "، فالقائمون عليها ثقات في ميدانهم، فجزاهم الله خير الجزاء على ما يقدّمونه ويبذلونه من جهود.
فإذا كان المصدر ثقةً في النّقل والنّسخ، فلك أن تقول إنّك اقتنَيْت الكتاب.
إلاّ أنّني أذكّرك بأنّ كثيرا من الكتب لا توافق المطبوع، لذلك إذا أردت العزوَ فإنّه لا بدّ أن ترجع إلى المطبوع.
والله تعالى الموفّق لا ربّ سواه.