أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الأحد 17 رجب 1432 هـ الموافق لـ: 19 جوان 2011 11:38

- وأنت على الشّاطئ

الكاتب:  الشّيخ محمّد حاج عيسى
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فهذه مقالة مُقتضَبة مختصرة، أردت أن أبَيِّن فيها بعض الأحكام المهمّة الّتي يحتاج إليها المسلم الّذي يرتاد الشّواطئ في فصل الصّيف، متعلّقةً بالصّلاة، واللّباس، وستر العورة، وأحكام اللّهو واللّعب .. فأصحّح فيها بعضَ الأخطاء الواقعة، وأحذّر أيضا من منكرات شائعة، نسأل الله تعالى أن يعلّمَنا ما جهِلنا، وأن ينفعَنا بما علّمنا .

                                                        مسائل الصّلاة.

1- إيّاك والغفلةَ عن الصّلاة !

أيّها المسلم .. لقد قصدتَ الشّاطئ من أجل النّزهة وقضاء العُطلة، وليس من معنى العطلة أن تُعطِّل نفسَك عن عبادة الله! فتؤخّرَ الصّلاة عن وقتِها أو تتركَها، قال تعالى:{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ}.

وهذا الوعيد في حقّ من تهاون بها فأخرجها عن وقتها، فكيف يكون حال من لا يؤدّيها أصلا ؟!

2- ماء البحر طهور.

واعلم أنّ ماء البحر صالِح للطّهارة؛ قال النّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في البحر: (( هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ )) [رواه أهل السّنن].

ولا يُستثْنَى من هذا إلاّ الشّواطئ الّتي تُصبّ فيها النّجاسات، فتغيّر لونَ الماء أو طعمَه أو رائحتَه، فهذا لا يجوز استعمالُه في الطّهارة، ولا شُربُه، ولا السّباحة فيه.

3- أجِب نداءَ صلاة الجماعة.

وإذا كان المسجد قريبا، ولم يكن هناك ما يمنع من الالتحاق به، فإجابة النّداء واجبة.

وإذا كان المسجد بعيدا عن الشّاطئ، فالواجب أداءُ الصّلاة جماعةً، وأقلُّ الجماعة اثنان، فعن مالكِ بْنِ الحُويرِث قال: أَتَى رَجلانِ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يريدان السَّفَر، فقال النَّبِيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: (( إِذَا أَنْتُمَا خَرَجْتُمَا، فَأَذِّنَا، ثُمَّ أَقِيمَا، ثُمَّ لْيَؤُمُّكُمَا أَكْبَرُكُمَا )) [متفق عليه].

ولا ينبغي الاستهانة بالجماعة؛ فإنّ في أداء الصّلاة جماعةً إظهاراً لأعظمِ شعائر الدّين.

4- رخصة القَصْر.

وإذا كُنْت مسافرا، فإنّه يُشرَع لك القصْرُ ولو كنت في سفرِ نزهة؛  لأنّ علّة ثُبوت الرّخصة هي السّفر لا المشقّة، والسّفر في حدّ ذاته مشقّةٌ لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (( السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ )) [متفق عليه].

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: فُرِضَت الصَّلاةُ ركعتين ركعتين في الحضر والسّفر، فَأُقِرَّتْ صَلاةُ السَّفر، وزِيدَ في صلاةِ الحضَر )) [متفق عليه].

5- لا تتساهلْ في الجمعِ بين الصّلاتين.

وليس الجمع بين الصّلاتين من رُخَص السّفر المطلقة، ولكنّها رخصةٌ متعلِّقَة بالحرج، وقد جمع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بين الصّلاتين في المدينة من غير خوف ولا مطر، فسئل ابن عبّاس رضي الله عنهما: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ ؟ فقال: (( أَرَادَ أَنْ لاَ يُحْرِجَ أَحَداً مِنْ أُمَّتِهِ )) [رواه مسلم].

وروى ابن عبّاس أنّ النّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم جَمَع بين الصّلاة في سَفْرَةٍ سافرَها في غَزْوةِ تبوك، فسُئِل ابنُ عبَّاس: مَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ ؟ قال: (( أَرَادَ أَنْ لاَ يُحْرِجَ أُمَّتَهُ )) [رواه مسلم].

فعلّق الجمعَ في الحالين برفعِ الحرج، وهذا اختيار ابن تيمية رحمه الله.

6- إذا صلّيْتَ خلف مقيمٍ فأَتِمَّ الصّلاة.

ولا ينبغي للمسافرِ إذا صلّى خلف المقيمِ أن يَقْصُرَ، بل عليه أن يُتِمَّ؛ لأنّ متابعةَ الإمامِ واجبةٌ، وقصْرُ الرّباعيّة سنّة.

ولأنّ الصّحابة رضي الله عنهم أتَمُّوا خلف عثمان رضي الله عنه بِمِنًى لمّا أتَمَّ صلاتَه.

وقد روى أحمدُ أنّه قيل لابن عبّاس رضي الله عنه: إنَّا إذَا كُنَّا مَعَكُمْ صَلَّيْنَا أَرْبَعًا، وَإِذَا رَجَعْنَا صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ ؟ فَقَالَ:" تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلّى الله عليه وآله وسلّم ".

وأصلُه في صحيح مسلم بلفظ: قُلْت لابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما: كَيْفَ أُصَلِّي إذَا كُنْت بِمَكَّةَ إذَا لَمْ أُصَلِّ مَعَ الْإِمَامِ ؟ قَالَ:" رَكْعَتَيْنِ، سُنَّةُ أَبِي القَاسِمِ صلّى الله عليه وآله وسلّم ".

وبهذا قال جمهور العلماء.

7- الصّلاة مكشوفَ الظّهر، والصّدر.

ولا ينبغِي للرّجل أن يُصَلِّي كاشفاً عن أعلى جسمه، لقول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: (( لَا يُصَلِّي أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقَيْهِ شَيْءٌ )) [متفق عليه].

وهذا النّهي محمولٌ على الكراهة عند جمهور العلماء، والله تعالى لم يأمرْنا في الصّلاة بسترِ العورة فحسْب، بل أمرنا بأخذ الزّينة كذلك؛ فقال:{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف:31].

مسائل اللّباس، والعورة.

1- وجوب ستر العورة.

وحَدُّ عورةِ الرّجل الواجبِ سترُها: ما بين السرّة والرّكبة؛ لقول النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لِجَرْهَدٍ رضي الله عنه: (( غَطِّ فَخِذَكَ؛ فَإِنَّ الفَخِذَ عَوْرَةٌ )) [أبو داود والتّرمذي]، فمن أظهر شيئا من ذلك فهو آثم.

ومن الأخلاق الحميدة أيضا سترُ أعلى الجسم: الظّهر والصّدر، وقد ثبت في الطبّ ( وبالتّجارب ) أنّ طُول التعرّض لأشعّة الشّمس مُضِرٌّ بالصحّة.

2- لا تتساهل مع الصّغار في ستر العورة.

لا ينبغي للآباء أن يتهاونوا بتربيةِ أبنائِهم على الالتزام بالشّرع، خاصّةً في الأمور الّتي تُكْتَسَبُ بالإِلْف والعادة، كاللّباس، والآداب عموما.

والطّفلُ الّذي بدأ يميّز، لا بدّ أن يُربَّى على الحياء، والحشمة، وستر عورته قبل البلوغ والتّكليف، والرّسول صلّى الله عليه وآله وسلم قد قال: (( وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي بَيْتِهِ، وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )) [متفق عليه].

3- اجتنب الشّواطئ الّتي تُكشَف فيها العورات !

لا يجوز للمسلم أن يقصِد الشَّواطئ الّتي يُعْصى فيها الله تعالى، سواءٌ بكشْفِ العوارات، أو بالغناء، أو شرب الخمور، أو غير ذلك.

قال الله تعالى:{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68]، وقال سبحانه في صفة المؤمنين:{وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} [الفرقان: 72].

هذا من حيث العموم، وأمّا خصوص النّظر إلى العورة فقال صلّى الله عليه وآله وسلم: (( لاَ يَنْظُرْ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلاَ تَنْظُرْ الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ )) [رواه التّرمذي وصحّحه].

4- ولا تنْسَ تغيير المنكر !

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: (( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ: بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ )) [رواه مسلم].

فعلى المؤمن أن ينصحَ، وأن يُبيِّن بلسانه، وأن يغيِّر المنكر بيده إن استطاع ولم تحدُثْ مفسدة، ومن لم يقدر على تغييرِ المنكر وجب عليه تغييرُ المكان، وهذا هو معنى التّغيير بالقلب، وأمّا البقاء حيثُ المنكرُ فيُعَدُّ رضاً به، لا تغييرا له.

مسائل اللّهو واللّعب.

1- لا بأس باللّعب، واللّهو المباح.

ليس في اللّعب والتّرويحِ على النّفس حرجٌ من حيث الجملة؛ فقد كان النّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يَمْزَحُ، وَلاَ يَقُولُ إِلاَّ حَقًّا.

وكان صلّى الله عليه وسلّم يُسابِقُ عائشةَ رضي الله عنها، وكان الحبشة يلعبون في المسجد بالرّماح.

وعن عليّ رضي الله عنه قال:" رَوِّحُوا القُلُوبَ، وَابْتَغُوا لَهَا طُرَفَ الْحِكْمَةِ؛ فَإِنَّهَا تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الأَبْدَانُ ".

لكن ينبغي أن نتنبّه إلى أنّه ثَمّة حدودٌ لا يجوز تجاوزُها، وضوابطُ ينبغي التزامها، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها.

2- احْذَر اللَّهوَ المحرّم !

من أهمّ الضّوابط: أن لا تكون اللُّعبةُ محرّمة، كالنّرد [Le dé]؛ لقول النَّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: (( مَنْ لَعِبَ النَّرْدَشِيرَ فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَدَمِهِ )) [رواه مسلم].

والمعنى: أنّه بمنزلة من غمس يدَه فيه يهيِّئُه للأكل.

ومثلُه لعب الوَرَق؛ لأنّه يعتمد على الحظّ والمصادفة، ولأنّه من اللُّعَب الّتي تستعمل في القمار غالبا، إضافة إلى خُلُوِّه عن الفائدة، وبتحريمه أفتى كثير من العلماء المعاصرين.

3- اجتنب القمار.

وإذا كانت اللّعبة مباحةً، فلا بدّ من خُلُوِّها عن القمار؛ لأنّ القمار في حدّ ذاته محرّم بنصّ القرآن واتّفاق علماء الأمّة.

ومنه، فأنواع الرّياضات المباحة إذا دخلها القمار أصبحت محرّمة بلا شكّ.

ولا بدّ من خلوّها عن الجوائز، إلاّ:

أ) أن تكون مسابقةً فيما فيه تقويةُ البدن لجهاد الأعداء.

ب) أو مسابقةً علميّةً شرعيّة؛ لقول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: (( لاَ سَبَقَ إِلاَّ فِي خُفٍّ، أَوْ نَصْلٍ، أَوْ حَافِرٍ )) [رواه أهل السّنن، وصحّحه ابن حبان].

والسَّبَقُ - بفتح الباء -: ما يُجعل للسّابق على سبقه من جُعْلٍ وجائزةٍ، فلا يُستحَقّ إلاّ في سباق الخيل والإبل والرّمي.

ويلحق بها ما سبق ذكرُه، وأمّا غيرُها من الرّياضات، والمنافسات الّتي ليس فيها معنى النِّزَال والإعداد للجهاد، فلا يجوز جعل الجوائز عليها.

4- إيّاك والسّخريةَ.

ومن اللّهو المحرّم أن يتعدّى المِزاحُ حدودَه إلى السّخرية، وما يُوَلِّد العداوةَ والشّحناء بين المسلمين، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ} [الحجرات: 11].

5- لا تُرَوِّعْ المسلمين.

إنّ ترويعَ المسلم ممنوعٌ شرعا، وهو من طُرُق إشعال نيران الفتن والعداوة بين الإخوان.

وقد ثبت عن بعض الصّحابة رضي الله عنهم أنّهم كانوا يسيرون مع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبْلٍ معه، فأخذه، ففَزِع، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِماً )) [أبو داود وصحّحه الألباني].

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لاَ يَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لاَعِباً وَلاَ جَادًّا )) [رواه التّرمذي وحسّنه الألباني].

6- حكم الإشارة بالحديد.

ومن آداب اللّعب: اجتنابُ الإشارة بالحديد والسّلاح إلى المؤمن، وهذا العمل من كبائر الذّنوب؛ لما ورد فيه من الوعيد الشّديد، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (( لاَ يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلاَحِ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ )) [متفق عليه].

أي لعلّه يُصيب أخاه بمكروه فيأثَمَ بذلك.

وقال صلّى الله عليه وآله وسلم: (( مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ، حَتَّى يَدَعَهُ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ [رواه مسلم].

وكلّ ما سُمّي سلاحا، أو دخل في مسمّى الحديدة الّتي تُلحِق الأذى مُنِعت الإشارة به.

7- لا تغامر بحياتك !

عليك أن تحذر من المغامرة والرّياء بالابتعاد كثيرا عن الشّاطئ، فإنّك إن مُتَّ كنت قاتلا لنفسك، قال تعالى:{وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة:195].

ولا تحسبنّ أنّ عدَّ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم الغريقَ شهيداً يعمُّك في هذه الحال؛ لأنّ الحكم بالشّهادة هو حكمٌ بحسْن الخاتمة، ومن مات عاصياً لله تعالى كاشفاً عورتَه، أو مضيِّعاً لصلاتِه، أو كان في شاطئ تقصده النّساء، وتُشرَب فيه الخمور، وتُنتَهك فيه الحرمات؛ لا يمكن أن ينالَ هذا الأجرَ العظيم، وكذلك المغامر الّذي يرائي النّاس.

8- لا تكن من المسرفين.

وتذكّر - يا عبد الله - أنّ التّبذيرَ حرامٌ، والإسرافَ ممنوع، قال تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف:31]. فاقتصد في الطّعام، والشّراب، واستعمِلْ مالَك فيما ينفعُك في دنياك وآخرتك.

9- حافظ على نظافة المكان.

آخرُ شيء نوصي به: المحافظة على نظافة الشّواطئ؛ فإنّ الحفاظ على نظافة المكان من علامة الإيمان، وقد قال النّبِيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: (( لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ )) [متفق عليه].

اقرأها، وأعطها لمن يقرؤها، وكن من الدّعاة النّاصحين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

أخر تعديل في الأحد 17 رجب 1432 هـ الموافق لـ: 19 جوان 2011 11:41

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.