أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الأحد 24 رجب 1432 هـ الموافق لـ: 26 جوان 2011 15:39

- منكرات الصيف

الكاتب:  الشيخ محمد حاج عيسى
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فإنّ المنكرات في مجتمعنا كثيرةٌ، وهي موجودة في كلّ وقت، ولكنّها في فصل الصّيف تكثُر وتتعدّد ويُجَاهَرُ بها، حتّى أصبح هذا الفصل عَلَماً عليها.

وفي هذه المقالة، ذكرٌ لكثيرٍ منها، ونصيحة وتنبيه لمن غفل عنها، وتعظيمٌ لشأنها حتّى لا يُستهانَ بها، وتعليمٌ لمن جهل حكمَها، وفّقنا الله وجميعَ المسلمين لما يحبّ ويرضى.

1- تضييع الأوقات.

إنّ مصيبة تضييعِ الأوقات واقعةٌ في كلّ أيّام السّنة، لكنْ، إذا حلّ فصل الصّيف أصبح ذلك شيئا رسميّا !

ولقد شاع عند النّاس تسميتُه بفصل الرّاحة والعطلة، مع أنّه قد يدوم عند بعضهم أربعةَ أشهر! فيجعلون ثلث أعمارهم للّهو والبطالة والغفلة.

أيّها المسلم .. إنّك مسؤول عن عمرك فيم أفنيته، عن كلّ ساعة ولحظة. واعلم أنّه لا ينفعك أن تقول كنت في عطلة وراحة، والمؤمن لا يرتاح حتّى يدخُل القبر فيرى مكانه من الجنّة، ولتعلمْ أنّ هذه الدنيا كلّها ساعاتٌ قلائل، قال تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فاسْأَلِ الْعَادِّينَ} [المؤمنون:113].

وليس معنى كلامنا المنعَ من التّرويح على النّفس، لا، ولكن قد جعل الله لكلِّ شيءٍ قدرا، وهذا الترويح لا يرادُ لذاته، وإنّما يراد للغاية الّتي خلقَنا الله لأجلها، وهي: عبادة الله تعالى، كما قال أبو الدّرداء:" إنّي لأسْتَجِمّ قلبي بشيءٍ من اللّهو لِيكونَ أقوى على الحقّ ".

أيّها المسلم .. إنّ عليك واجباتٍ ربّما لم يتّسع لك الوقتُ في سائر السّنة لأدائها، فها قد جاءتك فرصة الصّيف بأيّامه الطّويلة.

أيّها العامل .. إذا لم تتعلّم دينَك في هذه الأيّام، فمتى تتعلّمه ؟

وأيّها الشّاب الطّالب .. إذا لم تحفظ القرآن في الصّيف، فمتى يكون ذلك ؟

2- التوسّع في الملذّات والشّهوات.

إنّ فصل الصّيف صار عند كثير من النّاس فصلَ التّبذير والإسراف، والتوسّع في الملذّات والشّهوات، فتراهم يُنفقون الأموالَ الطّائلة في المأكولات، والمشروبات، والرّحلات، والألعاب، ومنهم من يدّخر ذلك المالَ ويُقَتِّر على نفسه وعلى عياله العامَ كلّه، من أجل الوفاء بهذه الخاصّية المقدّسة.

أيّها المسلم .. إنّك مسؤول عن أموالك من أين كسبتها ؟ وأين أنفقتها ؟ فحاسب نفسك قبل أن تحاسب، وتذكّر قول الله عزّ وجلّ:{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء27].

3- الإقامة في أماكن المعصية.

وباسمِ التّرويح على النّفس، قد يذهب بعض النّاس إلى أماكنَ يُجاهَرُ فيها بمعصية الله تعالى: كالشّواطئ الّتي تُكشَف فيها العورات، وتُنتهَك فيها الحرمات، والأماكن الّتي تُشرَب فيها الخمور، وينتشر فيها القمار، ويُسمَع فيها الغناء، والله تعالى ينهانا عن شهود أماكن الباطل، قال تعالى:{وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} [الفرقان:72].

وقال سبحانه:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} [النساء:140].

4- السّفر إلى بلاد الكفر.

ومن النّاس من يختار السّفر إلى بلاد الكفّار لقضاء عطلته، وهو اختيار خطأ؛ فإنّ سفره هذا - وإن كان لا يُقصد به دوام الإقامة - فإنّه لا يخلو من مفاسدَ ومخاطرَ تدخله في حيِّزِ الممنوع.

ويكفي أنّه سفر لغير الحاجة، مع التعرّض لفتنة الشّبهات والشّهوات، وأنّه تبذير للمال في أمر غير نافع، وقد أفتى غير واحد من أهل العلم بتحريم السّفر إلى بلادهم بقصد النّزهة.

5- التّهاون في الطّاعات.

وقد يوسّع بعض النّاس مفهومَ الرّاحة، فتجده يتهاون في الطّاعات، ويؤخّر الصّلوات أو يتركها !

وقد يكون سبب ذلك فكرة تضييع الوقت الّتي تعطّل العقولَ وتسلب الإرادة، أو كثرة الأكل المورِّثة للكسل وقسوة القلب، أو الإقامة في أماكن المعصية، وربّنا تعالى يقول:{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ}.

وبعضُ النّاس يحتجّ في سائر السّنة في التّخلف عن صلاة الجماعة بالعمل والدّراسة ! فأيّ حجّة تبقى له في أيّام عطلته الرّسمية ؟

أيّها المسلم .. إنّ طاعة الله تعالى ليست موسميّة، فقد خلقنا الله وأسكننا هذه الأرض لأجل العبادة، ولتتذكّر أنّ الموت قدرٌ محتومٌ، وليس له وقت معلوم، فالحذرَ الحذرَ من سوء الخاتمة ! قال تعالى:{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء1].

6- العكوف على بعض المعاصي.

إذا حلّ الصّيف استباح كثيرٌ من النّاس بعضَ المعاصي، وعكفوا عليها وجاهروا بها، وعلى رأس هذه المعاصي: سماعُ الغناء والمعازف، وقد قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان:6].

وإنّ الغناء مزماز الشّيطان، وعبادة أهل الجاهليّة، الّتي تنبت النّفاق في القلب، وتحرِم العبدَ من حلاوة سماع القرآن، والغناء رُقيةُ الزّنا، وداعية الشّرك - والعياذ بالله -، وهو سبب العذاب في الدّنيا والطّرد من رحمة الله في الآخرة. [انظر تفصيل ذلك في المطوية رقم 19 من هذه السلسلة].

7- ظهور العداوات وكثرة الشّجار.

إذا أفرط النّاس في اللّهو والمِزاح، وأكثروا من الأكل، وخاضوا في الحرام، وابتعدوا عن ذكر الله المورِّث للطّمأنينة، وقست قلوبُهم بسماع الغناء: جرى الشّيطان في عروقهم بكلّ حرّية، وأملى عليهم مطالِبَه بكلّ ارتياح، وعلى رأس هذه المطالب: قول الفحش، والشِّجار الموجب للتّفريق بين الأزواج والأحبّة.

وليعلمْ المسلم أنّ القول الفاحش، وكثرةَ الشِّجار ليس هو الدّليلَ على القوّة والصّلابة، كما قد يُزيِّنُه الشّيطان لبعضهم، ولا قهرَ النّاس والتغلّب عليهم، وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( فَمَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ ؟)) قيل: الَّذِي لَا يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: ((لَيْسَ بِذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ )) [رواه مسلم].

وقال المولى عزّ وجلّ:{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:134]، وقال سبحانه:{وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصّلت:34].

8- ظهور التعرّي.

ومن أظهر منكرات الصّيف فشوُّ التعرّي، سواء من جهة الذّكور أو الإناث.

ألا فليعلمْ المسلمون أنّ كشفَ العورة معصيةٌ مُعلنة، ودعوة إلى الزّنا، واعتداءٌ على النّاس، وقلّة حياء، وسوءُ أدب، وضعفٌ في الدّين.

وليعلموا أنّ كشف العورة سببٌ للحرمان من الجنّة، قال النّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( ... وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المَائِلَةِ، لاَ يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا )) [رواه مسلم].

وليعلموا أنّ التعرّي سببٌ للّعنة، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى السُّرُوجِ كَأَشْبَاهِ الرِّحَالِ ... نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رُؤُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ العِجَافِ، اِلْعَنُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ )) [رواه أحمد، وصحّحه ابن حبان].

والتعرّي رمز الدياثة وذهاب الغيرة، وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( ثَلاَثٌ لاَ يَدْخُلوُنَ الجَنَّةَ، وَلاَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: العَاقُّ وَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ، وَالدَيُّوثُ )) [رواه أحمد].

أيّها المسلم .. إنّك لست منهيّا عن كشف العورة فحسب، بل أنت مطالب بما هو من مقتضى الأدب والمروءة وخصال الرجولة أن تحذر من كشف صدرك وظهرك في الشّوارع أمام النّاس.

9- بيع الملابس المحرمة.

ومن المنكرات الواضحة في المناطق السّاحلية: بيع الملابس الخليعة المحّرمة (ألبسة السّباحة خاصّة)، وعرضُها جهرةً في الشّوارع على تلك الأصنام البلاستيكية. وإنّ التّجارة فيها حرام؛ إذ هي من التّعاون على الإثم والعدوان، والمالُ المكتسبُ منها حرام، وعرضُها في الشّوارع جهرةً دعوةٌ إلى الفساد والانحلال، ومحادّة لله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، وتَحَدٍّ لأهل العفّة والحياء والإيمان.

10- إرسال الأولاد إلى المخيّمات الصيفيّة.

ومن الأخطاء الّتي يقع فيها كثير من الآباء: إرسال أولادهم (البنين والبنات) إلى المخيّمات الصيفيّة، الّتي يغلِب عليها اختلاطُ الرّجال بالنّساء، والذّكور بالإناث، ويتعلّمون فيها الرّقص والمجون والغناء، وتُكشف فيها العورات على شواطئ البحار.

فلا يشكّ مسلم عاقل أنّ إرسال الأولاد إلى هذه المخيّمات منكرٌ عظيم، وخيانةٌ لمسؤولية التّربية الملقاة على عاتق الآباء.

بل إنّ ممن ينخرط في هذا السّلك بعض دعاة التنصير المتسترين، الّذين يُغرُون المسلمين بتعليم أولادهم الثّقافة، واللّغات الأجنبيّة، والقيام برِحْلات إلى البلاد الأوروبيّة. وإذا كانت الجمعيّة القائمة على هذا النّشاط تابعةً للكنيسة، أو تُمَوِّلُها الكنيسة أو أجانب غربيون، فهذا أمر واضح، ولا يقدم على تقديم أولاده إلى هؤلاء إلا مجرم أثيم.

11- تضييع الأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر.

إنّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر واجب من الواجبات العينيّة على كلّ مسلم، لكن حسب الاستطاعة، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ )) [رواه مسلم].

وكلّ منكرٍ بحسَبِه، وإذا كان يحتاج إلى تغيير باليد وجب تغييرُه، إلاّ إذا عجز العبدُ فيكتفي باللّسان، أو قدّر أنّ تغييرَه باليد يجلب مفسدةً أعظمَ، فإن عجز عن تغييره باللّسان وجب عليه تغيير المكان، لأنّه من تمام تغيير المنكر بالقلب.

12- تنظيم الدّورات الرّياضيّة.

ومن الأمور المخالِفة للشّرع: تنظيمُ الدّورات الرّياضية القائمة على القمار، والّتي لا تُحترَم فيها الأحكامُ الشّرعية.

وكثيرٌ من النّاس يجهل أنّ الجوائز - ولو كانت من غير المتنافسين - لا تجوز، إلاّ في المسابقات العلميّة الشّرعية، أو فيما ينفع في تقوية البدن لجهاد الأعداء. قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( لا سبَقَ، إِلاَّ فِي خُفٍّ، أَوْ نَصْلٍ، أَوْ حَافِرٍ )) [رواه أهل السنن، وصحّحه ابن حبان].

والسَّبَقُ - بفتح الباء - هو الجائزة، وما يجعل للسّابق على سبقه، فلا يُستحَقّ إلاّ في سباق الخيل والإبل والرّمي، ويلحق بها كلّ ما يُستعانُ به على الجهاد: كالسّباق على الأقدام.

وأمّا الرياضات، والمنافسات الّتي ليس فيها معنى النِّزال والإعداد، فلا يجوز جعلُ الجوائز عليها، كلعبة كرة القدم وما شابهها، والشّطرنج، ونحوها، والله أعلم.

وسبحانك اللّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

أخر تعديل في الأحد 24 رجب 1432 هـ الموافق لـ: 26 جوان 2011 15:43

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.