أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الاثنين 03 رجب 1442 هـ الموافق لـ: 15 فيفري 2021 07:00

- شهر رجب في سطور ...

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على محمّد وعلى آله أجمعين، أمّا بعد:

فقد قال أهل العلم:" إنّ لله تبارك وتعالى خواصّ، في الأزمنة والأمكنة والأشخاص "؛ وإنّ من الأزمنة الّتي خُصّت بالفضيلة: شهر رجب، ولا أدلّ على تعظيمه من تسميته بذلك، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

ولكن كشأن كلّ فضيل، فقد نُسجت حوله الأقاويل والأباطيل، وعلقت بأذهان كثير من المسلمين اعتقادات في شهر رجب ما عليها من دليل، فرغبت في بيان أهمّها في شكل سؤال وجواب، سائلا المولى تعالى التّوفيق إلى الصّواب.

السّؤال الأوّل: هل لشهر رجب مزّية وفضل على باقي الشّهور الأخرى ؟

الجواب: اعلم أنَّ شهر رجب من الأشهر الحُرُمِ الّتي قال الله سبحانه فيها:{إنَّ عدَّةَ الشُّهورِ عند الله اثنا عَشَرَ شهراً في كتاب الله يوم خَلَقَ السَّمواتِ والأرضَ منها أربْعة حُرُمٌ ذلك الدِّين القَيِّم فلا تظْلِمُوا فيهنَّ أَنْفُسَكمْ} [التوبة: 36].

وفي الصّحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم خطب في حجَّة الوداع فقال في خطبته: (( إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ: ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ )).

السّؤال الثّاني: لِمَ سُمِّيت هذه الأشهر الأربعة حُرُماً ؟

الجواب: في ذلك قولان صحيحان لا تعارض بينهما:

أ) الأوّل: سمّيت بذلك؛ لأنّ الذّنب فيها يعظم ويُضاعف، قال ابن عبّاس رضي الله عنه:" اختصَّ الله أربعة أشهر، جعلهنّ حُرُماً وعظَّم حُرُماتهنّ، وجعل الذَّنب فيهنّ أعظم، وجعل العمل الصّالح والأجر أعظم ".

ولا دليل يدلّ على مقدار هذه المضاعفة، وإنّما الذّنب يعظُم كلّما كان الدّاعي إلى تعظيم الله أكبر، نظيره ما قاله ابن العربيّ رحمه الله في البلد الحرام:" فإنّ المعصية معصيتان: إحداهما بنفس المخالفة، والثّانية: بإسقاط حرمة البلد الحرام " ["أحكام القرآن" (3/1276)].

فذنب القريب ليس كذنب البعيد، ومن أنعم الله عليه ليس كمن لم يُنعَم عليه، قال ابن القيّم رحمه الله في " أعلام الموقّعين " (2/129):

" فإنّ الرّجل كلّما كانت نعمة الله عليه أتمّ كانت عقوبته إذا ارتكب الجرائم أتمّ، ولهذا قال تعالى في حقّ من أتم نعمته عليهنّ من النساء:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً (31)} [الأحزاب] ...

ولهذا كان أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة عالما لم ينفعه الله بعلمه، فإنّ نعمة الله عليه بالعلم أعظم من نعمته على الجاهل، وصدور المعصية منه أقبح من صدورها من الجاهل ..."اهـ

ب) وقيل: لتحريم القتال فيها. ولا شكّ أنّ القتل داخل في المعاصي دخولا أولويّا.

السّؤال الثّالث: لِمَ سُمِّي رَجَبٌ رَجَباً ؟

الجواب: ذكروا أنَّ لشهر رجب أربعة عشر اسماً، هي:( شهر الله - رجب - رجب مضر - منصل الأسنَّة - الأصمّ - الأصبّ - منفس - مطهر - معلى - مقيم - هرم - مقشقش - مبرىء - فرد ).

وسمّي رجباً؛ لأنه كان يُرَجَّب، أي يُعظّم، يُقال: رَجَبَ فلانٌ مولاه، أي عظَّمه.

ولقد كان الجاهليون يُعظِّمون هذا الشهر، خصوصاً قبيلة مُضَر، ولذا جاء في الحديث السّابق تسميته بـ: (رجب مُضَر)، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري":" أضاف رجباً إلى مضر؛ لأنهم كانوا يُعظِّمونه خلاف غيرهم، فكأنهم اختصُّوا به ".

ولقد كانوا يُحرِّمون فيه القتال، حتّى إنهم كانوا يُسمُّون الحرب التي تقع في هذه الأشهر (حرب الفجّار).

ومن مظاهر تعظيمهم له أنّهم كانوا يذبحون ذبيحةً تُسمَّى (العَتِيرة)، وهي شاة يذبحونها لأصنامهم، فكان يُصبُّ الدم على رأسها! والإسلام أبطلها، لحديث الصّحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ )) وَالْفَرَعُ: أَوَّلُ النِّتَاجِ كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِطَوَاغِيتِهِمْ، وَالْعَتِيرَةُ: فِي رَجَبٍ.

السّؤال الرّابع: هل من العلماء من بيّن البدع في رجب ؟

الجواب: ما زال العلماء ينبّهون على البدع ومحدثات الأمور، ومن أبرز من تكلّم عن بدع شهر رجب شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيِّم، والشاطبي، وابن الحاجّ، والطرطوشي-وهؤلاء الثّلاثة من المالكيّة-، وابن رجب الحنبلي، وابن حجر الشّافعيّ، ومن المعاصرين: الشيخ عليّ محفوظ، والقشيري، والشيخ ابن باز، والألباني، والعُثيمين رحمهم الله، وهيئة كبار العلماء وغيرهم.

السّؤال الخامس: ما هذه البدع ؟

الجواب: اعلم أنّ النّاس تفنّنوا في هذا الشّهر كلّ فنّ، فجاءوا بكلّ عفن، ولا بدّ أن تعلم أخي القارئ أنّ العبادات التي تقرّب إلى الله، إذا عيّن لها العبد وقتا خاصّا أو كيفية خاصّة انقلبت فصارت تبعد عن الله عزّ وجلّ، فابتدعوا:

أ) ما يُسمَّى بـ (الصَّلاة الألفية)، وهي تُصلَّى في أول يوم من رجب، وفي نصف شعبان.

ب) صلاة أُمِّ داود، وهي تُصلَّى في نصف رجب. [" اقتضاء الصّراط المستقيم " (ص 293)].

ج) صلاة الرَّغائب، ويُسمِّيها البعض (الصَّلاة الإثنى عشرية)، وهي تُصلَّى في أوّل ليلة جمعة بعد العشاء، وقيل: بين العشائين. وهي اثنتا عشرة ركعة، يُقرأ في كلِّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة و (إِنَّا أَنزلناه في ليلة القدر) ثلاثاً، و(قل هو الله أحد)؛ اثني عشر مرّة، يفصل بين كلِّ ركعتين بتسليمة. وهي صلاة أُحدثت بعد المائة الرابعة.

قال ابن رجب في"لطائف المعارف" (ص 140):" فأمّا الصلاة فلم يصحّ في شهر رجب صلاة مخصوصة تختصّ به، والأحاديث المروية في فضل صلاة الرَّغائب في أوّل ليلة جمعة من شهر رجب كذب، وباطل لا تصحّ "اهـ.

السّؤال السّادس: وهل يشرع الصِّيام في رجب ؟

الجواب: إنّ الصّيام يشرع في كلّ زمن، إلاّ إذا صحّ النّص في تحريم صوم يوم بعينه فيحرُم، ولكن أن يقصد النّاس شهر رجب فيخصّوه بصيام أو قيام، فهذا القصد والتّخصيص هو الّذي يجعل الصّيام بـدعـة، والنّاس في هذا الصّوم المبتدَع أنواع:

أ) فمنهم من يحرص على صيام اليوم الأوّل والثّاني والثّالث منه، ويروون في ذلك الأحاديث الموضوعة، كحديث: (من صام ثلاثة أيام من شهرٍ حرامٍ: الخميس، والجمعة، والسّبت، كتب الله له عبادة تسعمائة سنة )!. وفي لفظ: (ستين سنة).

وحديث: (صوم أول يوم من رجب كفارة ثلاث سنين، والثاني كفارة سنتين، ثم كلّ يوم شهراً).

وحديث: (رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أُمَّتي). وكلُّ ذلك كذب مصنوع.

ب) ومنهم من يصوم اليوم السّابع منه فقط، ويُصلِّي صلاة الرَّغائب في تلك اللّيلة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" والصّواب الذي عليه المحقِّقون من أهل العلم: النّهي عن إفراد هذا اليوم بالصوم ".

ج) ومنهم من يصوم الشّهر كلَّه، قال ابن رجب رحمه الله:" وأمّا الصِّيام، فلم يصحّ في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولا عن أصحابه " اهـ.

بل جاء عن السَّلف أنهم كانوا ينهون عن صيام رجب كاملاً:

فقد ثبت عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنّه كان يضرب أكفَّ الرِّجال في صوم رجب حتّى يضعوها في الطّعام، ويقول: ( مَا رَجَبُ ؟! إنَّ رجباً كان يُعظِّمه أهل الجاهليّة، فلمّا كان الإسلام تُرِكَ ).

وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه كان ينهى عن صيام رجب كلِّه.

وعن أبي بكرة رضي الله عنه أنّه رأى أهله يتهيّئون لصيام رجب، فقال لهم: ( أجعلتم رجب كرمضان !) وألقى السِّلال، وكسر الكِيزان.

قال الحافظ ابن حجر في " تبيين العجب بما ورد في فضل رجب ":" لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه، ولا صيام شيء منه معيَّن، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث "اهـ.

السّؤال السّابع: [حول الإسراء والمعرج] 

إنّنا نرى ونسمع كثيرا من النّاس يَدْعُون إلى الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في ليلة السّابع والعشرين من رجب، وقراءة قصّة المعراج، وإطعام الأطعمة والولائم، فما حكم ذلك ؟

الجواب: هذا ممّا أحدثه النّاس في هذا الشّهر، وهو من البدع المنكرة، فيقرؤون في ليلة السابع والعشرين منه قصة المعراج المنسوبة إلى ابن عبّاس، وكلُّها أكاذيب وأباطيل. فهذا الاحتفال بدعة ودخيل على الشّريعة، وذلك من وجوه:

الأوّل: أنَّ أهل العلم مختلفون في تحديد تاريخ وقوع حادثة الإسراء والمعراج اختلافاً كبيراً، ولم يقم دليل على تعيين ليلته التي وقع فيها، ولا على الشّهر الذي وقع فيه.

الثّاني: لو ثبت تعيين تلك الليلة لم يجزْ لنا أن نحتفل فيها، ولا أنْ نُخصِّصها بشيء لم يشرعه الله ولا رسوله صلّى الله عليه وسلّم.

الثّالث: أنّه يحصل في تلك الليلة وذلك الاحتفال أمورٌ منكرة، كالاجتماع في المساجد، وإيقاد الشُّموع والمصابيح فيها.

قال الشّيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى:

" وهذه اللّيلة الّتي حصل فيها الإسراء والمعراج، لم يأتِ في الأحاديث الصّحيحة تعيينُها، لا في رجب ولا في غيره، وكلُّ ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عند أهل العلم بالحديث ".

وقال: " ولله الحكمة البالغة في إنساء النّاس لها، ولو ثبت تعيينُها لم يجزْ للمسلمين أن يخصُّوها بشيء من العبادات، ولم يجزْ لهم أن يحتفلوا بها؛ لأنَّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه لم يحتفلوا بها ولم يخصُّوها بشيء، ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً لبيَّنه الرَّسول صلّى الله عليه وسلّم للأُمّة، إمّا بالقول، وإمّا بالفعل، ولو وقع شيء من ذلك لعُرفَ واشتهر، ولَنَقَلهُ الصّحابة إلينا، فقد نقلوا عن نبيِّهم صلّى الله عليه وسلّم كلَّ شيء تحتاجه الأُمّة، ولم يُفرِّطوا في شيء من الدّين، بل هم السّابقون إلى كلِّ خير، ولو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعاً لكانوا أسبق إليه ..." اهـ.

وخلاصة القول: أنَّ البدع زيادةً على أنها إحْدَاثٌ في الدِّين وتغييرٌ للملّة؛ فهي آصارٌ وأغلالٌ تُضاع فيها الأوقات، وتُنفق فيها الأموال، وتُتْعب فيها الأجساد ! والله المستعان. 

أخر تعديل في الاثنين 03 رجب 1442 هـ الموافق لـ: 15 فيفري 2021 08:10

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.