أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- معركة العربيّة.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فـ" ما ذلَّت لغةُ شعبٍ إلاّ ذَلَّ، ولا انحطّت إلاّ كان أمرُه في ذَهابٍ وإدبار، ومن هذا يفرض الأجنبي المستعمِر لغته فرضًا على الأمة المستعمَرة ... فيحكم عليهم أحكامًا ثلاثةً في عملٍ واحد:

أمّا الأوّل: فحبسُ لغتِهم في لغته سجنًا مؤبّدًا.

وأمّا الثّاني: فالحكم على ماضيهم بالقتل محوًا ونسيانًا.

وأمّا الثّالث: فتقييدُ مستقبلِهم في الأغلال الّتي يصنعها، فأمرهم من بعدها لأمره تَبَع ".

[" من وحي القلم " (2/23) للرّافعي رحمه الله].

ومن مظاهر إذلال اللّغة العربيّة هجرُها، واتّخاذ العامّية خدناً بدلها.

- التّقويم الميلاديّ، وزمن مولد المسيح عليه السّلام.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.

فقد أجمع أهل العلم على أنّ الأولى هو استخدامُ التّأريخ والتّقويم الهجريّ، وإنّما اختلفوا في وجوبه، وفي حكم من قوّم وعدّ الأيّام، والشّهور والأعوام بغيره.

وأوسط الأقوال وأعدلها إن شاء الله، هو: المنع من إفراد التّاريخ الميلادي بالذّكر، بل يجب أن يذكر قبله التّاريخ الهجريّ، ثمّ يُذكر التّاريخ الميلادي بعده بحسب الحاجة والاضطرار إليه، كما هو حال كثير من بلاد الإسلام ردّها الله إلى دينه ردّا جميلا -.

ووجوه المنع من الاقتصار على التّأريخ الميلادي ما يلي:

- التّرهيب من الاِحتفَال بِأعْيادِ أهْلِ الصّلِيب.

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذه نصيحةٌ ونداءٌ، إلى المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الّذين نأمل أن يكونوا كما وصفهم ربّ الأرض والسّماوات:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [الأحزاب:36]..

والّذين نرجو أن يكون شعارهم ودثارهم:{وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: من الآية285].

- شهر رجب في سطور ...

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على محمّد وعلى آله أجمعين، أمّا بعد:

فقد قال أهل العلم:" إنّ لله تبارك وتعالى خواصّ، في الأزمنة والأمكنة والأشخاص "؛ وإنّ من الأزمنة الّتي خُصّت بالفضيلة: شهر رجب، ولا أدلّ على تعظيمه من تسميته بذلك، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

ولكن كشأن كلّ فضيل، فقد نُسجت حوله الأقاويل والأباطيل، وعلقت بأذهان كثير من المسلمين اعتقادات في شهر رجب ما عليها من دليل، فرغبت في بيان أهمّها في شكل سؤال وجواب، سائلا المولى تعالى التّوفيق إلى الصّواب.

- لماذا يحتفل المسلمون بأعياد الكفّار والمشركين ؟

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وعلى كلّ من اتبع سبيله واستنّ بسنّته واهتدى بهداه، أمّا بعد:

فلك أن تتساءل - أخي الكريم - عن أسباب انتشار هذه المظاهر في بلادنا ؟ .. وما سبب ضياع شخصيّتنا ؟ وما سبب ذهاب نور معالمنا ومبادئنا ومناهجنا ؟ ..

فاعلم أنّ هناك أسبابا كثيرة، وإنّنا نذكر منها ثمانية:

- Mise en garde contre la célébration des fêtes des impies

Louange à Allah le Seigneur de tous, et que le salut et la bénédiction soient sur son prophète Mohammed صلى الله عليه وسلّم, et sur ses proches et ses compagnons.

Ceci est un appel à tous les musulmans, hommes et femmes, aux croyants et aux croyantes en cette foi qui est l'Islam.

Ceci est un conseil à ceux et à celles qu'Allah a adressé la parole dans Son saint Coran en disant :

- تذكير أهل الإيمان بتعظيم لغة القرآن

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فهذه نصيحة إلى إخواننا وأخواتنا الّذين رضُوا بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد نبيّا ورسولا، ثمّ بالعربيّة لغةً ولسانا.

لغة نزل بها القرآن العظيم، ونطق بها النبيّ المصطفى الأمين صلّى الله عليه وسلّم ..

نصيحة إليهم كي يجتنبوا التّحدّث بغير اللّغة العربيّة فصيحها أو عامّيتها قدر الإمكان، فيكفي أنّ الحاجة والضّرورة تقودنا إلى التحدّث بغيرها في كلّ مكان.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

Previous
التالي

الاثنين 17 ذو القعدة 1431 هـ الموافق لـ: 25 أكتوبر 2010 05:00

3- قَضَاءُ الوَطَرِ بِمَعْرِفَةِ أَحْكَامِ الشِّتَاءِ وَالمَطَر

الكاتب:  عبد الحلين توميات
أرسل إلى صديق

( آداب وأحكام )

فقد سبق أن رأينا بعض الأحكام المتعلّقة بـ: ( توحيد الله تعالى )، وشكره على نعمه، ونسبة النّعم والفضل إليه وحده، وهذا حقّ الله على العبيد.

كما تكلّمنا عن بعض حقوق العباد وهم المعوزون والمحتاجون، الّذين هم إلى أيدي العون منتظرون مترقّبون.

أمّا الأحكام العمليّة فهي كثيرة، نذكر في هذا الفصل بعضها:

1-  أن يكشف شيئاً من بدنه تبرّكاً به:

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم مَطَرٌ، فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ! لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ: ((لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ )) [رواه مسلم].

وقد ذكر الذّهبي رحمه الله هذا الحديث في " العلوّ للعليّ القهّار "، لأنّ فيه دلالة على علوّ الله تعالى على خلقه.

2-  أن يقول: اللّهم صيّباً نافعاً:

عن عائشة أَنَّ النَبِيَّ  صلّى الله عليه وسلّم كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: (( اللَّهُمَّ صَيِّباً نَافِعاً ))  [رواه البخاري].

وإذا سكن المطر قال: (( مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ )) [سبق أن رأيناه في حديث النّوء].

3-  اغتنام الفرصة بالدّعاء.

فقد روى الحاكم والطّبراني- وحسّنه الألباني - عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ::

(( ثِنْتَانِ لاَ تُرَدَّانِ - أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ -: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَتَحْتَ المَطَرِ )) ]" صحيح الجامع" (5389)].

4-  الذّكر عند سماع الرّعد:

فإذا سمعت الرّعد، فتذكّر قدرة الله تبارك وتعالى.

وقد كان عبد الله بن الزبير رضي الله عَنْه إذا سمع الرّعد ترك الحديث وقال:" سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ". ثمّ يقول:" إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لأَهْلِ الأَرْضِ شَدِيدٌ ".

[رواه الإمام مالك في " الموطّأ "، والبخاري في " الأدب المفرد "، وسنده صحيح موقوفًا كما قال النوويّ وغيره].

( يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) وما أدراك ما الرّعد ؟! ذلك الصّوت المخيف الّذي يخافه كبيرنا وصغيرنا، والذي يفزعنا في يقظتنا ومنامنا، ليُسبِّح بحمد الله عز وجل، فهل تدري ما يكون ؟

إنّه ملك من ملائكة الرّحمن..

روى التّرمذي وأحمد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ ! أَخْبِرْنَا عَنْ الرَّعْدِ مَا هُوَ ؟

قَالَ: (( مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ )).

فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ ؟

قَالَ: (( زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ )) قَالُوا: صَدَقْتَ !".

5-  احْذَرْ سَبَّ الرِّيح !..

وبما أنّ هذا الفصل يكثر فيه هبوب الرّيح، فليحذر المؤمن من سبّ الرّيح، فقد نهى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك.

روى التّرمذي وأبو داود عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ ! فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ )).

أمّا حديث: ( اللّهمّ اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا ) فهو ضعيف جدّا [" الضّعيفة " (9938)].

6-  الدّعاء لرفع البلاء..

وإذا اشتدّ المطر فعلى المسلم أن يدعو الله أن يصرف الضّرر عن المسلمين.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه لمّا قيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَت الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يُمْسِكُهَا عَنَّا ! فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ قال:

(( اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ )). فَانْقَلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ.

[متفق عليه].

[الآكام: التّلول المرتفعة من الأرض، والضِّراب: الرّوابي والجبال الصّغار].

هذا فيما يخصّ بعض الأذكار المشروعة، التي تدخل في قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ{ [البقرة:152].

فعليك أن تحرص على هذه الأذكار الطّيّبة، والأعمال الجليلة، فهي طاعة للنّبي صلّى الله عليه وسلّم الّذي قال تعالى في شأنه: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ{ [النور: من الآية54].

7-  لا تسبّوا الحمّى !

ففي هذا الموسم تكثر الإصابات بالحمّى، فقد تسمع من هنا أو هناك من يسبّها، فاستمع إلى ما رواه مسلم عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ فَقَالَ:

(( مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ-أي ترتعدين- ؟)) قَالَتْ: الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ! فَقَالَ:

(( لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ! فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ )).

8-   لا تترك المدافئ النّاريّة مشتعلة وقت النّوم:

وهي التي تكون نارها ظاهرة، لا الّتي تكون محميّة بالزّجاج ونحوه.

ذلك لأنّ لديك أمانة ينبغي لك أيّها المسلم أن تحفظها، وهي نفسك ونفس أهلك، فلربّما أُضرِمت النّار أثناء نومك وأنت من الغافلين.

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قال: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:

(( إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ )).

وروى البخاري ومسلم أيضا عن ابن عمر رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ )).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:" وحكمة النهي هي خشية الاحتراق، وقيّده بالنّوم لحصول الغفلة به غالبًا، ويستنبط منه أنّه متى وُجِدت الغفلة حصل النّهي ".

والحوادث لا تخفى في ذلك فتنبّه.

9-   واحذر الاحتفال بأعياد الكافرين !

فإنّ من أعظم المنكرات التي تظهر في هذا الموسم المبارك مظاهر الولاء للكافرين، والرّكون إلى تقاليدهم، والاحتفال بأعيادهم، وهذا ممّا يحتاج إلى أن يُفرد بمقال خاصّ إن شاء الله.

وهناك أحكام أخرى كثيرة تتعلّق بالطّهارة والصّلاة سيأتي ذكرها إن شاء الله عزّ وجلّ.

[ يـتـبـع إن شاء الله ]

 

( آداب وأحكام )

فقد سبق أن رأينا بعض الأحكام المتعلّقة بـ: ( توحيد الله تعالى )، وشكره على نعمه، ونسبة النّعم والفضل إليه وحده، وهذا حقّ الله على العبيد.

كما تكلّمنا عن بعض حقوق العباد وهم المعوزون والمحتاجون، الّذين هم إلى أيدي العون منتظرون مترقّبون.

أمّا الأحكام العمليّة فهي كثيرة، نذكر في هذا الفصل بعضها:

1-  أن يكشف شيئاً من بدنه تبرّكاً به:

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم مَطَرٌ، فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ! لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ: ((لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ )) [رواه مسلم].

وقد ذكر الذّهبي رحمه الله هذا الحديث في " العلوّ للعليّ القهّار "، لأنّ فيه دلالة على علوّ الله تعالى على خلقه.

2-  أن يقول: اللّهم صيّباً نافعاً:

عن عائشة أَنَّ النَبِيَّ  صلّى الله عليه وسلّم كَانَ إِذَا رَأَى المَطَرَ قَالَ: (( اللَّهُمَّ صَيِّباً نَافِعاً ))  [رواه البخاري].

وإذا سكن المطر قال: (( مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ )) [سبق أن رأيناه في حديث النّوء].

3-  اغتنام الفرصة بالدّعاء.

فقد روى الحاكم والطّبراني- وحسّنه الألباني - عن سهل بن سعد رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ::

(( ثِنْتَانِ لاَ تُرَدَّانِ - أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ -: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَتَحْتَ المَطَرِ )) ]" صحيح الجامع" (5389)].

4-  الذّكر عند سماع الرّعد:

فإذا سمعت الرّعد، فتذكّر قدرة الله تبارك وتعالى.

وقد كان عبد الله بن الزبير رضي الله عَنْه إذا سمع الرّعد ترك الحديث وقال:" سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ". ثمّ يقول:" إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لأَهْلِ الأَرْضِ شَدِيدٌ ".

[رواه الإمام مالك في " الموطّأ "، والبخاري في " الأدب المفرد "، وسنده صحيح موقوفًا كما قال النوويّ وغيره].

( يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) وما أدراك ما الرّعد ؟! ذلك الصّوت المخيف الّذي يخافه كبيرنا وصغيرنا، والذي يفزعنا في يقظتنا ومنامنا، ليُسبِّح بحمد الله عز وجل، فهل تدري ما يكون ؟

إنّه ملك من ملائكة الرّحمن..

روى التّرمذي وأحمد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ ! أَخْبِرْنَا عَنْ الرَّعْدِ مَا هُوَ ؟

قَالَ: (( مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ )).

فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ ؟

قَالَ: (( زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ )) قَالُوا: صَدَقْتَ !".

5-  احْذَرْ سَبَّ الرِّيح !..

وبما أنّ هذا الفصل يكثر فيه هبوب الرّيح، فليحذر المؤمن من سبّ الرّيح، فقد نهى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك.

روى التّرمذي وأبو داود عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ ! فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ )).

أمّا حديث: ( اللّهمّ اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا ) فهو ضعيف جدّا [" الضّعيفة " (9938)].

6-  الدّعاء لرفع البلاء..

وإذا اشتدّ المطر فعلى المسلم أن يدعو الله أن يصرف الضّرر عن المسلمين.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه لمّا قيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَت الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ يُمْسِكُهَا عَنَّا ! فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ قال:

(( اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ )). فَانْقَلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ.

[متفق عليه].

[الآكام: التّلول المرتفعة من الأرض، والضِّراب: الرّوابي والجبال الصّغار].

هذا فيما يخصّ بعض الأذكار المشروعة، التي تدخل في قوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ{ [البقرة:152].

فعليك أن تحرص على هذه الأذكار الطّيّبة، والأعمال الجليلة، فهي طاعة للنّبي صلّى الله عليه وسلّم الّذي قال تعالى في شأنه: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ{ [النور: من الآية54].

7-  لا تسبّوا الحمّى !

ففي هذا الموسم تكثر الإصابات بالحمّى، فقد تسمع من هنا أو هناك من يسبّها، فاستمع إلى ما رواه مسلم عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ فَقَالَ:

(( مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ-أي ترتعدين- ؟)) قَالَتْ: الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ! فَقَالَ:

(( لَا تَسُبِّي الْحُمَّى ! فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ )).

8-   لا تترك المدافئ النّاريّة مشتعلة وقت النّوم:

وهي التي تكون نارها ظاهرة، لا الّتي تكون محميّة بالزّجاج ونحوه.

ذلك لأنّ لديك أمانة ينبغي لك أيّها المسلم أن تحفظها، وهي نفسك ونفس أهلك، فلربّما أُضرِمت النّار أثناء نومك وأنت من الغافلين.

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قال: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:

(( إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ )).

وروى البخاري ومسلم أيضا عن ابن عمر رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ )).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:" وحكمة النهي هي خشية الاحتراق، وقيّده بالنّوم لحصول الغفلة به غالبًا، ويستنبط منه أنّه متى وُجِدت الغفلة حصل النّهي ".

والحوادث لا تخفى في ذلك فتنبّه.

9-   واحذر الاحتفال بأعياد الكافرين !

فإنّ من أعظم المنكرات التي تظهر في هذا الموسم المبارك مظاهر الولاء للكافرين، والرّكون إلى تقاليدهم، والاحتفال بأعيادهم، وهذا ممّا يحتاج إلى أن يُفرد بمقال خاصّ إن شاء الله.

وهناك أحكام أخرى كثيرة تتعلّق بالطّهارة والصّلاة سيأتي ذكرها إن شاء الله عزّ وجلّ.

[ يـتـبـع إن شاء الله ]

 

أخر تعديل في السبت 18 صفر 1432 هـ الموافق لـ: 22 جانفي 2011 21:10

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.