أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- موقف الشّيخ ابن بايس من دعوة الشيخ محمّد بن عبد الوهّاب رحمهما الله

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فيقول الله سبحانه وتعالى:{بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} [ق: 5].

والمريج هو المختلط، ومنه قوله تعالى:{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} [الرّحمن: 19].

وسبب الخلط والتخبّط هو ردُّ الحقّ ودفعُه: اتّباعا للشّبهات، أو الرّكض خلف الشّهوات، أو تعصّبا لشيخ أو جماعة أو مشرب، أو بغضا لشخص أو طائفة أو مذهب.

قال ابن القيّم رحمه الله:

" ... فإنّ من ردّ الحقّ مرج عليه أمرُه، واختلط عليه، والتبس عليه وجه الصّواب، فلم يدرِ أين يذهب " ["أعلام الموقّعين" (2/173)].

- قبساتٌ من حياة الشّيخين ابن باديس والإبراهيمي رحمهما الله-

محاضرة أُلقِيت يوم الثّلاثاء 12 جمادى الآخرة 1434 هـ الموافق لـ: 23 أفريل 2013 م

بمسجد " الإصلاح " ببلديّة الأربعاء.

الحمد لله القائل:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب:

23]، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك كلّه وله الحمد وحده، جعل في كلّ زمانِ فترةٍ من الرّسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضلّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويُحيون بكتاب الله تعالى الموتى، ويُبَصِّرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالِّ تائهِ قد هدوه، فما أحسن أثرهم على النّاس ! وما أقبح أثر النّاس عليهم !

وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، وصفيّه من خلقه وخليله، القائل: (( يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ ))، صلّى الله عليه وعلى آله الطّاهرين، وأصحابه الطيّيبين، وعلى كلّ من اتّبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، أمّا بعد:

فحديثنا اليوم إنّما هو قبسات - كما هو في عنوان المحاضرة - من حياة رجلين عظيمين من رجال هذه الأمّة. والقبس هو ما يُؤخذ من النّار، كما قال تعالى عن نبيّه موسى عليه السّلام:{ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} [طه من: 10]، فإنّنا لا يمكننا أن نُحيطَ بأنوار حياة هذين الشّيخين، فلْنقتَصِر على أخذ قبسات تكون لنا نبراسا يُضيء لنا السّبيل.

-" الفـاضي يعمل قاضـي "

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فأستفتح هذه المقالة، بكلمة الشّيخ مبارك الميلي رحمه الله وهو يُعاني في زمانه من المثبّطين، ويتألّم من مواقف بعض المرجفين، الّذين لا يحملون شيئا إلاّ لواء تتبّع العثرات، وإذاعة الزلاّت والسّقطات.

قال رحمه الله:

" وقد تعدّدت وسائل الإرشاد في هذا العصر، وسهُلت طرقه، فلماذا لا ننهض مع تعدّد الحوافز وتكرّر المخازي ؟

وإذا نهض أحدنا فلماذا لا نعاضِدُه ؟

وإذا لم نُعاضِدْه فلماذا نُعارضه ؟

وإذا عارضناه فلماذا نعارضه بالبهتان ؟

وإذا عارضناه بالبهتان لحاجة، فلماذا يُعارضه من لا ناقة له ولا جمل في المعارضة والبهتان ؟"اهـ

- لماذا الحديث عن الثّبات ؟

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ أعظم نعمة يمنّ بها المولى عزّ وجلّ على عباده هي نعمة الهداية إلى الإسلام، ثمّ الاستقامة عليه مدى الأيّام؛ لذلك كان الحديث عن الثّبات حديثاً عن عنوان السّعادة الأبديّة، والفوز برضا ربّ البريّة سبحانه.

وجوابا عن هذا السّؤال الكبير: لماذا الحديث عن الثّبات ؟ فإنّي أقول: إنّ ذلك لأسباب ثلاثة:

السّبب الأوّل: كثرة الانتكاسة ..

- توقـيـر العـلـمـــاء من توقـيـر الله عزّ وجلّ

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وعلى كلّ من اقتفى أثره واتّبع هداه، أمّا بعد:

فإنّ الله تعالى قد أولى العلم منزلة تفوق كلّ المنازل، ومرتبة تعلو على كلّ المراتب، وخصّ أهله بالانتقاء والاصطفاء، ورفع ذكرَهم في الأرض والسّماء، وإنّي على يقين تامّ أنّه ما من مسلم ولا مسلمة إلاّ وهو يقرّ بكلّ ذلك، لا ينكره ولا يجحده إلاّ زائغ هالك ..

ولكنّ هذه الكلمات إنّما هي من أجل الغفلة الّتي سكنت كثيرا من القلوب، ولا عاصم منها إلاّ علاّم الغيوب ..

هذه الكلمات ما هي إلاّ تذكرة للغافل، وتثبيتا للمجدّ العاقل، وقطعا لحجّة كلّ متكاسل ..

فالمفرّط في العلم وأهله صنفان:

Previous
التالي

الاثنين 07 رجب 1433 هـ الموافق لـ: 28 ماي 2012 11:23

- شرح كتاب الذّكر (33) ثقل الذّكر في الميزان

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

تابع الباب السّابع:" التّرغيب في التّسبيح، والتّكبير، والتّهليل، والتّحميد على اختلاف أنواعه ". 

الحديث التّاسع عشر:

وعن أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ مُوبِقُهَا )).

 [رواه مسلم، والتّرمذي، والنّسائي].

 الشّرح:

قال الإمام النّووي رحمه الله:" هذا حديث عظيم، أصلٌ من أصول الإسلام، قد اشتمل على مهمّات من قواعد الإسلام ".

- قوله: ( الطُّهور شَطْرُ الإِيمَانِ ) فالطّهور - بضمّ الطّاء - المراد به الفعل، وبالفتح هو الماء المستعمل للطُّهور، هذا قول الأكثرين.

و( الشّطر ) يطلق في اللّغة على معنيين: أحدهما: الجهة، كقوله تعالى:{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: من الآية144].

والثّاني: النّصف، ومنه الشّطيرة، والشّاطر أي: قاطع الطّريق، وهو المراد في هذا الحديث.

واختلف في معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( الطُّهُوُر شَطْرُ الإِيمَانِ ) على أقوال:

فقيل: معناه أنّ الأجر فيه ينتهي تضعيفه إلى نصف أجر الإيمان.

وقيل المراد بالإيمان هنا الصّلاة، كما قال الله تعالى:{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}، والطّهارة شرط في صحّة الصّلاة، فصارت كالشّطر، وليس يلزم في الشّطر أن يكون نصفا حقيقيّا، قال النّووي: وهذا القول أقرب الأقوال.

واستدلّ العلماء بهذا الحديث أنّ الردّة تنقض الطّهارة، ووجه الاستدلال أنّ الردّة إذا كانت تبطل الإيمان، فلأن تُبطِل شطره من باب أولى. [شرح العمدة لابن تيمية (1/321)].

- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ) فمعناه: يعظم أجرها حتّى تملأ الميزان، ولذلك جاء في الصّحيحين عن عبدِ اللهِ بنِ مسعُودٍ رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا شَيْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنْ اللهِ؛ وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ )).

- قوله: ( وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) تملآن: الضّمير فيه يعود على الكلمتين، وبالإفراد يكون الضّمير عائدا على هذه الجملة من الكلام.

وأمّا معناه فيحتمل أن يقال: لو قدّر ثوابهما جسما لملأ ما بين السّموات والأرض، وسبب عِظم فضلهما ما اشتملنا عليه من التنزيه لله تعالى بقوله: ( سُبْحَانَ اللهِ )، والتفويض والافتقار إلى الله تعالى بقوله: ( الْحَمْدُ للهِ ) والله أعلم.

- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( وَالصَّلاَةُ نُورٌ )، فمعناه: أنّها تمنع من المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصّواب، كما أنّ النّور يستضاء به.

وقيل: معناه أنّه يكون أجرها نورا لصاحبها يوم القيامة.

والمعنيان صحيحان، يؤيّد الأوّلَ قولُه تعالى:{إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر} [العنكبوت: من الآية45].

ويؤيّد الثّاني ما رواه التّرمذي وأحمد عن بُريْدَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )).

- قوله: ( وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ): في معناه أقوال صحيحة:

الأوّل: أنّه يفزع إليها كما يفزع إلى البراهين، كأنّ العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت صدقاته براهين في جواب هذا السّؤال.

والثّاني: أنّ الصّدقة حجّة على إيمان فاعلها، فإنّ المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها، فمن تصدّق استدلّ بصدقته على صدق إيمانه.

والله أعلم.

- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ) أي: الصّبر على طاعة الله تعالى، والصّبر على ترك معصيته، والصّبر أيضا على النّائبات وأنواع المكاره في الدنيا.

فالصّبر هو رأس العبادات وأسُّها، وكلّها العبادات مفتقرة إليه؛ لذلك شبّهه بالضّياء، وشبّه الصّلاة بالنّور؛ لأنّ الصّلاة تحتاج إلى الصّبر، كما يحتاج القمر إلى ضياء الشّمس ليُنِير، قال تعالى:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} [يونس من: 5].

- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( وَالقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ) معناه ظاهر: أي تنتفع به إن تلوته وعملت به، وإلا فهو حجة عليك.

- وأمّا قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ) فمعناه: كلّ إنسان يسعى بنفسه، فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشّيطان والهوى باتّباعهما فيوبقها أي يهلكها، والله أعلم. 

تابع الباب السّابع:" التّرغيب في التّسبيح، والتّكبير، والتّهليل، والتّحميد على اختلاف أنواعه ".

الحديث التّاسع عشر:

وعن أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ مُوبِقُهَا )).

 [رواه مسلم، والتّرمذي، والنّسائي].

الشّرح:

قال الإمام النّووي رحمه الله:" هذا حديث عظيم، أصلٌ من أصول الإسلام، قد اشتمل على مهمّات من قواعد الإسلام ".

- قوله: ( الطُّهور شَطْرُ الإِيمَانِ ) فالطّهور - بضمّ الطّاء - المراد به الفعل، وبالفتح هو الماء المستعمل للطُّهور، هذا قول الأكثرين.

و( الشّطر ) يطلق في اللّغة على معنيين: أحدهما: الجهة، كقوله تعالى:{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: من الآية144].

والثّاني: النّصف، ومنه الشّطيرة، والشّاطر أي: قاطع الطّريق، وهو المراد في هذا الحديث.

واختلف في معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( الطُّهُوُر شَطْرُ الإِيمَانِ ) على أقوال:

فقيل: معناه أنّ الأجر فيه ينتهي تضعيفه إلى نصف أجر الإيمان.

وقيل المراد بالإيمان هنا الصّلاة، كما قال الله تعالى:{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}، والطّهارة شرط في صحّة الصّلاة، فصارت كالشّطر، وليس يلزم في الشّطر أن يكون نصفا حقيقيّا، قال النّووي: وهذا القول أقرب الأقوال.

واستدلّ العلماء بهذا الحديث أنّ الردّة تنقض الطّهارة، ووجه الاستدلال أنّ الردّة إذا كانت تبطل الإيمان، فلأن تُبطِل شطره من باب أولى. [شرح العمدة لابن تيمية (1/321)].

- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ) فمعناه: يعظم أجرها حتّى تملأ الميزان، ولذلك جاء في الصّحيحين عن عبدِ اللهِ بنِ مسعُودٍ رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا شَيْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنْ اللهِ؛ وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ )).

- قوله: ( وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) تملآن: الضّمير فيه يعود على الكلمتين، وبالإفراد يكون الضّمير عائدا على هذه الجملة من الكلام.

وأمّا معناه فيحتمل أن يقال: لو قدّر ثوابهما جسما لملأ ما بين السّموات والأرض، وسبب عِظم فضلهما ما اشتملنا عليه من التنزيه لله تعالى بقوله: ( سُبْحَانَ اللهِ )، والتفويض والافتقار إلى الله تعالى بقوله: ( الْحَمْدُ للهِ ) والله أعلم.

- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( وَالصَّلاَةُ نُورٌ )، فمعناه: أنّها تمنع من المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصّواب، كما أنّ النّور يستضاء به.

وقيل: معناه أنّه يكون أجرها نورا لصاحبها يوم القيامة.

والمعنيان صحيحان، يؤيّد الأوّلَ قولُه تعالى:{إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر} [العنكبوت: من الآية45].

ويؤيّد الثّاني ما رواه التّرمذي وأحمد عن بُريْدَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )).

- قوله: ( وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ): في معناه أقوال صحيحة:

الأوّل: أنّه يفزع إليها كما يفزع إلى البراهين، كأنّ العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت صدقاته براهين في جواب هذا السّؤال.

والثّاني: أنّ الصّدقة حجّة على إيمان فاعلها، فإنّ المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها، فمن تصدّق استدلّ بصدقته على صدق إيمانه.

والله أعلم.

- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ) أي: الصّبر على طاعة الله تعالى، والصّبر على ترك معصيته، والصّبر أيضا على النّائبات وأنواع المكاره في الدنيا.

فالصّبر هو رأس العبادات وأسُّها، وكلّها العبادات مفتقرة إليه؛ لذلك شبّهه بالضّياء، وشبّه الصّلاة بالنّور؛ لأنّ الصّلاة تحتاج إلى الصّبر، كما يحتاج القمر إلى ضياء الشّمس ليُنِير، قال تعالى:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} [يونس من: 5].

- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( وَالقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ) معناه ظاهر: أي تنتفع به إن تلوته وعملت به، وإلا فهو حجة عليك.

- وأمّا قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ) فمعناه: كلّ إنسان يسعى بنفسه، فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشّيطان والهوى باتّباعهما فيوبقها أي يهلكها، والله أعلم.

تابع الباب السّابع:" التّرغيب في التّسبيح، والتّكبير، والتّهليل، والتّحميد على اختلاف أنواعه ".

الحديث التّاسع عشر:

وعن أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ مُوبِقُهَا )).

 [رواه مسلم، والتّرمذي، والنّسائي].

الشّرح:

قال الإمام النّووي رحمه الله:" هذا حديث عظيم، أصلٌ من أصول الإسلام، قد اشتمل على مهمّات من قواعد الإسلام ".

- قوله: ( الطُّهور شَطْرُ الإِيمَانِ ) فالطّهور - بضمّ الطّاء - المراد به الفعل، وبالفتح هو الماء المستعمل للطُّهور، هذا قول الأكثرين.

و( الشّطر ) يطلق في اللّغة على معنيين: أحدهما: الجهة، كقوله تعالى:{فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: من الآية144].

والثّاني: النّصف، ومنه الشّطيرة، والشّاطر أي: قاطع الطّريق، وهو المراد في هذا الحديث.

واختلف في معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( الطُّهُوُر شَطْرُ الإِيمَانِ ) على أقوال:

فقيل: معناه أنّ الأجر فيه ينتهي تضعيفه إلى نصف أجر الإيمان.

وقيل المراد بالإيمان هنا الصّلاة، كما قال الله تعالى:{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}، والطّهارة شرط في صحّة الصّلاة، فصارت كالشّطر، وليس يلزم في الشّطر أن يكون نصفا حقيقيّا، قال النّووي: وهذا القول أقرب الأقوال.

واستدلّ العلماء بهذا الحديث أنّ الردّة تنقض الطّهارة، ووجه الاستدلال أنّ الردّة إذا كانت تبطل الإيمان، فلأن تُبطِل شطره من باب أولى. [شرح العمدة لابن تيمية (1/321)].

- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ) فمعناه: يعظم أجرها حتّى تملأ الميزان، ولذلك جاء في الصّحيحين عن عبدِ اللهِ بنِ مسعُودٍ رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( لَا شَيْءَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنْ اللهِ؛ وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ )).

- قوله: ( وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ) تملآن: الضّمير فيه يعود على الكلمتين، وبالإفراد يكون الضّمير عائدا على هذه الجملة من الكلام.

وأمّا معناه فيحتمل أن يقال: لو قدّر ثوابهما جسما لملأ ما بين السّموات والأرض، وسبب عِظم فضلهما ما اشتملنا عليه من التنزيه لله تعالى بقوله: ( سُبْحَانَ اللهِ )، والتفويض والافتقار إلى الله تعالى بقوله: ( الْحَمْدُ للهِ ) والله أعلم.

- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( وَالصَّلاَةُ نُورٌ )، فمعناه: أنّها تمنع من المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصّواب، كما أنّ النّور يستضاء به.

وقيل: معناه أنّه يكون أجرها نورا لصاحبها يوم القيامة.

والمعنيان صحيحان، يؤيّد الأوّلَ قولُه تعالى:{إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر} [العنكبوت: من الآية45].

ويؤيّد الثّاني ما رواه التّرمذي وأحمد عن بُريْدَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )).

- قوله: ( وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ): في معناه أقوال صحيحة:

الأوّل: أنّه يفزع إليها كما يفزع إلى البراهين، كأنّ العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت صدقاته براهين في جواب هذا السّؤال.

والثّاني: أنّ الصّدقة حجّة على إيمان فاعلها، فإنّ المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها، فمن تصدّق استدلّ بصدقته على صدق إيمانه.

والله أعلم.

- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ) أي: الصّبر على طاعة الله تعالى، والصّبر على ترك معصيته، والصّبر أيضا على النّائبات وأنواع المكاره في الدنيا.

فالصّبر هو رأس العبادات وأسُّها، وكلّها العبادات مفتقرة إليه؛ لذلك شبّهه بالضّياء، وشبّه الصّلاة بالنّور؛ لأنّ الصّلاة تحتاج إلى الصّبر، كما يحتاج القمر إلى ضياء الشّمس ليُنِير، قال تعالى:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} [يونس من: 5].

- قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( وَالقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ ) معناه ظاهر: أي تنتفع به إن تلوته وعملت به، وإلا فهو حجة عليك.

- وأمّا قوله صلّى الله عليه وسلّم: ( كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ) فمعناه: كلّ إنسان يسعى بنفسه، فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشّيطان والهوى باتّباعهما فيوبقها أي يهلكها، والله أعلم.

أخر تعديل في الاثنين 07 رجب 1433 هـ الموافق لـ: 28 ماي 2012 11:27

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.