أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الثلاثاء 25 ذو القعدة 1431 هـ الموافق لـ: 02 نوفمبر 2010 08:59

- شرح كتاب الحجّ (23) التّلبية فضلها وأحكامها

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

تابع البـاب الخــامــس: ( التّرغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصّوت بها ).

الحديث الأوّل:

قال رحمه الله:

1133-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَظَلُّ يَوْمَهُ مُحْرِمًا إِلاَّ غَابَتِ الشَّمْسُ بِذُنُوبِهِ )).

[رواه التّرمذي وقال: "حديث حسن صحيح"، وليس في بعض نسخ التّرمذي:" وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ.." إلى آخره، وكذا هو في النّسائي و"صحيح ابن خزيمة" بدون الزّيادة].

وزاد رزين فيه:

(( وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُلَبِّي لِلَّهِ بِالحَجِّ إِلاَّ شَهِدَ لَهُ مَا عَلَى يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ الأَرْضِ )).

شــرح الحديـث:

سبق أن شرحنا معظم ألفاظ هذا الحديث فيما سبق، ووقفنا عند فوائده.

- قوله: ( يُلَبـِّي ): من التّلبية، ومعناها في اللّغة: الإجابة. ومعنى ( لبّيك ): ألبّيك تلبية بعد تلبية.

( تنبيه ): وليس المقصود من التّثنية في ( لبّيك ) حقيقتها، وإنّما هو أسلوب معروف في لغة العرب، وهو إطلاق المثنّى وإرادة الجمع والتّكثير. ومنه قوله تعالى:{ فَارْجِعْ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ }، أي: كرّات وكرّات. ومنه قولهم: ( سَعْدَيك ): أي: إسعادا بعد إسعاد.

ومنه قول المصلّي بين السّجدتين: " ربِّ اغفِر لي، ربِّ اغفِر لي "، أي: يقولها عدّة مرّات.

- أمّا قوله: ( شَهِدَ لَهُ مَا عَلَى يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ الأَرْضِ ): فيه فضل الجهر بالتّلبية، وسيأتي تحقيق القول فيها قريبا إن شاء الله.

ونظير هذا الحديث: فضل الأذان، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ، أَوْ بَادِيَتِكَ، فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )).

*** *** ***

الحديث الثّاني:

قال رحمه الله:

1134- وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( مَا مِنْ مُلَبٍّ يُلَبِّي، إِلَّا لَبَّى مَا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الْأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا، وَهَاهُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ )).

[رواه التّرمذي، وابن ماجه، والبيهقيّ كلّهم من رواية إسماعيل بن عيّاش عن عمارة بن غزيَّة عن أبي حازم عن سهل. ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" عن عَبِيدة-يعني ابن حميد-حدّثني عُمارة بن غزيّة عن أبي حازم عن سهل. ورواه الحاكم وقال: "صحيح على شرطهما "].

شــرح الحديـث:

- ( مَدَر ): هي قِطَعُ الطّينِ اليابِسِ، واحدته ( مَدَرَةٌ ).

وفي الحديث فضل الجهر بالتّلبية والمبالغة في ذلك، حتّى إنّ ما خلقه الله من الأحجار مدّ البصر ليُلبّي معه.

وقد يسأل سائل فيقول:

ما الّذي يستفيده المسلم من أن تلبّي معه الأحجار، وتردّد وراءه الأشجار وغير ذلك من المخلوقات ؟

الجواب من وجهين:

- الأوّل: أنّها تشهد له يوم القيامة بالتّوحيد، وطاعة ربّ العبيد سبحانه.

- الثّاني: قال السّندي رحمه الله:" .. أنّه يُكتب له أجر تلبية هذه المخلوقات، فصار المؤمن بالذّكر كأنّه دالّ على الخير، والله أعلم ".

*** ***    ***

الحديث الثّالث والرّابع:

قال رحمه الله:

1135-وَعَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ أَوْ التَّلْبِيَةِ )).

[رواه مالك، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والتّرمذي، وقال: "حديث حسن صحيح"] .

وابن خزيمة في "صحيحه" وزاد ابن ماجه:

(( فَإِنَّهَا مِنْ شِعَارِ الحَجِّ )).

1136-وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( جَاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السّلام، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ! مُرْ أَصْحَابَكَ فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ، فَإِنَّهَا مِنْ شِعَارِ الْحَجِّ )).

[رواه ابن ماجه، وابن خزيمة وابن حبّان في "صحيحيهما"، والحاكم، وقال: "صحيح الإسناد"].

شـرح غريـب الحديـث:

- ( الإهلال ): قال العلماء: (الإهلال): رفع الصّوت بالتّلبية عند الدّخول في الإحرام.

وأصل الإهلال في اللّغة: رفع الصّوت، ومنه استهلّ المولود: أي صاح، ومنه قوله تعالى:{ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ } أي: رفع الصّوت عند ذبحه بغير ذكر الله تعالى، وسمّي الهلال هلالا لرفعهم الصّوت عند رؤيته.

- ( شعار ): أي: علامة، ومنه قولهم: ليت شعري، أي: ليتني أعلم.

فـوائـد الحديـث:

الفائدة الأولى: حكم رفع الصّوت بالتّلبية.

اختلف أهل العلم في حكم رفع الصّوت بالتّلبية على قولين:

  • القول الأوّل: استحباب رفع الصّوت بها.

وهو قول عامّة العلماء وعليه المذاهب الأربعة.

["المبسوط" (4/188)، و"بدائع الصّنائع" (2/145)، و"المنتقى" للباجي (2/211)، و"الكافي" لابن عبد البرّ (1/365)، و"الأمّ" (2/156)، وروضة الطّالبين (3/73)، و"المغني" (3/257)، و"الإنصاف" (3/453)].

  • القول الثّاني: أنّه فرض ولو مرّة واحدة، وهو قول ابن حزم في " المحلّى " (7/93)، واستدلّ رحمه الله:
  • - بحديث الباب، ففيه قوله: ( فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ ).

- بما رواه البخاري عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ( صَلَّى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم بِالْمَدِينَةِ الظُّهْرَ أَرْبَعًا، وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، وَسَمِعْتُهُمْ يَصْرُخُونَ بِهِمَا جَمِيعًا ) أي: بالحجّ والعمرة.

- كلّ أحاديث التّلبية – ومرّ معنا بعضها وسيمرّ معنا غيرها - ذُكِر فيها رفع الصّوت والجؤار، ومنها قوله صلّى الله عليه وسلّم حين سُئِلَ: أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: (( الْعَجُّ وَالثَّجُّ )).

-  ما رواه ابن أبي شيبة عن بكر بن عبد الله المزني قال:" كُنْتُ مَعَ ابنِ عُمَر رضي الله عنه، فلبَّى حَتَّى أَسْمَعَ ما بين الجبلين ".

- ما رواه ابن أبي شيبة عن المطّلب بن عبد الله قال:" كَانَ أصحَابُ رسُولِ الله صلّى الله عليه وسلّم يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ بالتَّلبِيَة حتّى تُبَحَّ أصوَاتُهُم ".

وحمل الجمهور هذه الأحاديث والآثار على الاستحباب.

أمّا الحديث الّذي فيه أمر جبريل عليه السّلام النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم بأن يأمر أصحابه بذلك، فناقشه العلماء أنّ المقرّر عند أكثر علماء الأصول ( أنّ الأمر بالأمر بالشّيء ليس أمرا به )، كما في "المستصفى" (2/13)، و"شرح الكوكب المنير" (3/66).

قالوا: ونظير ذلك ما رواه التّرمذي عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ أَنَّهُ لَمْ يَمُرَّ عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا أَمَرُوهُ أَنْ: (( مُرْ أُمَّتَكَ بِالْحِجَامَةِ )) وهذا لا يدلّ على وجوب الحجامة، فهو أمر إرشاد لا أمر إيجاب.

والتّنظير بالحديث قويّ، ولكن الإطلاق الوارد في القاعدة المذكورة ( أنّ الأمر بالأمر بالشّيء ليس أمرا به ): فيه نظر وبحثٌ طويل.

-   الفائدة الثّانية: حكم رفع المرأة صوتها بالتّلبية.

  • فمذهب الجمهور على أنّها تُسمِع نفسها.
  • وخالفهم ابن حزم أيضا فقال: يجب عليها أن ترفع صوتها ولو مرّة واحدة.

واستدلّ بعموم الحديث.

وبفعل عائشة رضي الله عنها، ففي مصنّف ابن أبي شيبة أنّها كانت ترفع صوتها حتّى تُسمع غيرها.

وقد ردّ عليه النّووي في " المجموع " (7/241)، وابن قدامة في " المغني " (3/331)، وغيرهما من وجهين:

- أنّ مبنى المرأة على السّتر.

- وأنّ نظير ذلك أذانها، وإقامتها، وفتحُها على الإمام بالتّصفيق.

لذلك نقل ابن عبد البرّ الإجماع على أنّها تُسمِعُ نفسها.

والصّواب: هو التوسّط بين المذهبين، عملا بالنّصوص الواردة في ذلك، وهو أنّها ترفع صوتها حتّى تُسمِع رفيقاتها، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [" مجموع الفتاوى "26/115].

2-الفائدة الثّالثة: استحباب وضع الأصبع في الأذن عند رفع الصّوت بالتّلبية.

فقد مرّ معنا في الحديث الرّابع من الباب السّابق قوله صلّى الله عليه وسلّم:

(( كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى صلّى الله عليه وسلّم - فَذَكَرَ مِنْ طُولِ شَعَرِهِ شَيْئًا لَا يَحْفَظُهُ دَاوُدُ - وَاضِعًا إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ لَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللَّهِ بِالتَّلْبِيَةِ، مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي )).

وشرع من قبلنا شرع لنا، حتّى يأتي الدّليل الصّارف عن ذلك.

ونظير ذلك الأذان، فقد روى التّرمذي وأحمد والحاكم والدّارمي عن أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه: ( أَنَّ بِلَالًا رضي الله عنه رَكَزَ الْعَنَزَةَ ثُمَّ أَذَّنَ وَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ فَرَأَيْتُهُ يَدُورُ فِي أَذَانِهِ ) [" الإرواء " (1/248)].

***  ***   ***

الحديث الخامس والسّادس:

1137-وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطْ وَلاَ كَبَّرَ مكَبِّرٌ قَطْ إِلاَّ بُشِّرَ )).

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ ! بِالجَنَّةِ ؟ قَالَ:

(( نَعَمْ )).

[رواه الطّبراني في "الأوسط" بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصّحيح].

1138-وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ:

(( الْعَجُّ وَالثَّجُّ )).

[رواه ابن ماجه، والتّرمذي، وابن خزيمة في "صحيحه" كلّهم من رواية محمّد بن المنكدر عن عبد الرّحمن بن يربوع، وقال التّرمذي: "لم يسمع محمّد من عبد الرّحمن".

ورواه الحاكم وصحّحه، والبزّار، إلاّ أنّه قال:

مَا بَالُ الحَجِّ ؟ قَالَ: (( العَجُّ وَالثَّجُّ )).

قال وكيع: " يعني بـ( العجّ ) العجيج بالتّلبية، و( الثّج ): نحر البُدْنِ " وتقدم.

أخر تعديل في السبت 14 ذو الحجة 1431 هـ الموافق لـ: 20 نوفمبر 2010 10:57

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.