أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- نشاط أهل الفتور !

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فقد يبدو عنوان هذه الكلمة لأكثرنا غريبا، ولِم لا، ونحن في زمن الغربة الثّانية ؟

وإن شئت فقل: ( عمل البطّالين ) الّذين لا ينهضون إلاّ للقعود، ولا يستيقظون إلاّ للرّقود، تعطّلت فيهم الحواس إلاّ اللّسان، وسلم منهم جميع النّاس إلاّ الخِلاّن.

وسنّة الله تعالى أنّ النّفس إن لم تشغلها بمحاسن الخلال شغلتك بمساوئ الفِعال، فهو عاطل إلاّ عن الباطل.

إنّهم ضحايا داء الفتور، وما أدراك ما الفتور ؟

- مظاهر التّزكية في التقرّب إلى الله بالأضحية.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّه لا تخلو عبادة من العبادات من الحكم الغالية، والمعاني السّامية، عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها. إلاّ أنّ معرفتها تُسبِغُ على القلب ثوب الطّمأنينة واليقين، وتحمل العبدَ إلى تحصيل ثمراتها في كلّ حين.

وإنّ في الأُضحية من الفوائد التّربويّة ما لا يمكن إحصاءه، ولا عدّه أو استقصاءه، ولكن بحسَب العبدِ من القلادة ما أحاط بالعنق.

فمن مظاهر تزكية النّفس من التقرّب إلى الله تعالى بالأضحية:

1- حياة الرّوح والقلب.

فقد قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [لأنفال:24].

- فضائل وأعمال عشر ذي الحجّة

الخطبة الأولى [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّ الله تبارك وتعالى يقول في محكم تنزيله، وأحسن قيله:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} [الفرقان:62]. فلا يزال اللّيل والنّهار متعاقبين، يخلف أحدهما الآخر، لأجل صنفين من النّاس:

الصّنف الأوّل: لمن أراد أن يذّكر ويتوب، ويتّعظ ويئوب، فيبسط الله يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار، ويبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل..حتّى تطلُع الشّمس من مغربها.

والصّنف الثّاني: أو أراد شكورا، يريد أن يضيف إلى رصيده الأعمال الصّالحات، لتمحى عنه السّيئات، وينال بها أعلى الدّرجات.

صِنفٌ ذو همّة عالية، إن عجز عن حجّ بيت الله الحرام، فإنّه لا يرضَى إلاّ مزاحمتهم في هذا السّباق إلى ذي الجلال والإكرام .. فيحرصون على جليل الأعمال، ولا يكتفون بالأمانيّ والآمال.

حالهم حال أولئك الفقراء الّذين جاءوا النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنْ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَا وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ ؟! قَالَ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَلَا أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُتُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ )) .

وخاصّة أنّ الله قد فتح باب السّباق إليه هذه الأيّام على مِصراعيه ..

- وقـفـاتٌ مع أيّـامِ الطّاعـات

الخطبة الأولى: [بعد الخطبة والثّناء]

فقد بدأ نسيم أيّام الله تبارك وتعالى يختلج صدور المؤمنين، ونورها يضيء قلوب الموحّدين .. إنّها أيّام الفضائل والطّاعات، ما أعظمها عند ربّ الأرض والسّموات ! لذلك أهديكم هذه الكلمات، ملؤها العبر والعبرات، أسأل الله العظيم أن تكون خالصة من قلب أحبّكم في الله، لا يرجو إلاّ الاجتماع معكم على عبادة مولاه.

وخلاصة كلامنا اليوم في وقفات ثلاث:

أوّلا: أحوال النّاس هذه الأيّام .. ثانيا: بُشرى للصّادقين. ثالثا: فضل العشر الأُوَل من شهر ذي الحجّة.

-إِلَـى الَّذِيـنَ حَبَسَهُمُ العُـــذْرُ ..

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فإلى الّذين حبسهم العُذر ..

إلى الّذين اشتعلت قلوبهم شوقا إلى بيت الله العزيز الغفّار، وحالت بينهم وبينه الصِّعابُ والأعذار ..

فليعلموا أنّهم غير محرومين، حالهم كحال من تعطّش للجهاد في سبيل ربّ العالمين، ولكن حبسهم العذر .. فقال الله تعالى في حقّهم:

- المختصر المفيد في بيان أحكام أضحية العيد

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، محمّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

فهذه بعض أحكام الأضحية التي ينبغي لكلّ مسلم معرفتها تحقيقا للرّكن الثّاني لقبول العمل، ألا وهو متابعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في عبادة الله وحده.

1- التّعريف بالأضحية.

الأضحية: هي ما يذبح يوم عيد الأضحى من بهيمة الأنعام تقرّبا إلى الله تعالى.

- آدَابُ العِـيـدَيْـن.

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ هذين اليومين من أيّام الله تبارك وتعالى، لذلك كان على المسلم أن يعلم الآداب الشّرعيّة، والأحكام العمليّة الّتي تتعلّق بهما. ومن ذلك:

1- وجوب تعظيمهما: وأنّهما يغنيان المسلمين عن كلّ عيد.

جاء في سنن النّسائي وأبي داود عن أَنَسِ بْنِ مَالِك ٍرضي الله عنه قال:

كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم الْمَدِينَةَ قَالَ: (( كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا، وَقَدْ أَبْدَلَكُمْ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الْأَضْحَى )).

Previous
التالي

الثلاثاء 25 ذو القعدة 1431 هـ الموافق لـ: 02 نوفمبر 2010 08:59

- شرح كتاب الحجّ (23) التّلبية فضلها وأحكامها

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

تابع البـاب الخــامــس: ( التّرغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصّوت بها ).

الحديث الأوّل:

قال رحمه الله:

1133-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الْجَنَّةُ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَظَلُّ يَوْمَهُ مُحْرِمًا إِلاَّ غَابَتِ الشَّمْسُ بِذُنُوبِهِ )).

[رواه التّرمذي وقال: "حديث حسن صحيح"، وليس في بعض نسخ التّرمذي:" وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ.." إلى آخره، وكذا هو في النّسائي و"صحيح ابن خزيمة" بدون الزّيادة].

وزاد رزين فيه:

(( وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُلَبِّي لِلَّهِ بِالحَجِّ إِلاَّ شَهِدَ لَهُ مَا عَلَى يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ الأَرْضِ )).

شــرح الحديـث:

سبق أن شرحنا معظم ألفاظ هذا الحديث فيما سبق، ووقفنا عند فوائده.

- قوله: ( يُلَبـِّي ): من التّلبية، ومعناها في اللّغة: الإجابة. ومعنى ( لبّيك ): ألبّيك تلبية بعد تلبية.

( تنبيه ): وليس المقصود من التّثنية في ( لبّيك ) حقيقتها، وإنّما هو أسلوب معروف في لغة العرب، وهو إطلاق المثنّى وإرادة الجمع والتّكثير. ومنه قوله تعالى:{ فَارْجِعْ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ }، أي: كرّات وكرّات. ومنه قولهم: ( سَعْدَيك ): أي: إسعادا بعد إسعاد.

ومنه قول المصلّي بين السّجدتين: " ربِّ اغفِر لي، ربِّ اغفِر لي "، أي: يقولها عدّة مرّات.

- أمّا قوله: ( شَهِدَ لَهُ مَا عَلَى يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ الأَرْضِ ): فيه فضل الجهر بالتّلبية، وسيأتي تحقيق القول فيها قريبا إن شاء الله.

ونظير هذا الحديث: فضل الأذان، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ، أَوْ بَادِيَتِكَ، فَأَذَّنْتَ بِالصَّلَاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )).

*** *** ***

الحديث الثّاني:

قال رحمه الله:

1134- وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( مَا مِنْ مُلَبٍّ يُلَبِّي، إِلَّا لَبَّى مَا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الْأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا، وَهَاهُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ )).

[رواه التّرمذي، وابن ماجه، والبيهقيّ كلّهم من رواية إسماعيل بن عيّاش عن عمارة بن غزيَّة عن أبي حازم عن سهل. ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" عن عَبِيدة-يعني ابن حميد-حدّثني عُمارة بن غزيّة عن أبي حازم عن سهل. ورواه الحاكم وقال: "صحيح على شرطهما "].

شــرح الحديـث:

- ( مَدَر ): هي قِطَعُ الطّينِ اليابِسِ، واحدته ( مَدَرَةٌ ).

وفي الحديث فضل الجهر بالتّلبية والمبالغة في ذلك، حتّى إنّ ما خلقه الله من الأحجار مدّ البصر ليُلبّي معه.

وقد يسأل سائل فيقول:

ما الّذي يستفيده المسلم من أن تلبّي معه الأحجار، وتردّد وراءه الأشجار وغير ذلك من المخلوقات ؟

الجواب من وجهين:

- الأوّل: أنّها تشهد له يوم القيامة بالتّوحيد، وطاعة ربّ العبيد سبحانه.

- الثّاني: قال السّندي رحمه الله:" .. أنّه يُكتب له أجر تلبية هذه المخلوقات، فصار المؤمن بالذّكر كأنّه دالّ على الخير، والله أعلم ".

*** ***    ***

الحديث الثّالث والرّابع:

قال رحمه الله:

1135-وَعَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ أَوْ التَّلْبِيَةِ )).

[رواه مالك، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والتّرمذي، وقال: "حديث حسن صحيح"] .

وابن خزيمة في "صحيحه" وزاد ابن ماجه:

(( فَإِنَّهَا مِنْ شِعَارِ الحَجِّ )).

1136-وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( جَاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السّلام، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ! مُرْ أَصْحَابَكَ فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ، فَإِنَّهَا مِنْ شِعَارِ الْحَجِّ )).

[رواه ابن ماجه، وابن خزيمة وابن حبّان في "صحيحيهما"، والحاكم، وقال: "صحيح الإسناد"].

شـرح غريـب الحديـث:

- ( الإهلال ): قال العلماء: (الإهلال): رفع الصّوت بالتّلبية عند الدّخول في الإحرام.

وأصل الإهلال في اللّغة: رفع الصّوت، ومنه استهلّ المولود: أي صاح، ومنه قوله تعالى:{ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ } أي: رفع الصّوت عند ذبحه بغير ذكر الله تعالى، وسمّي الهلال هلالا لرفعهم الصّوت عند رؤيته.

- ( شعار ): أي: علامة، ومنه قولهم: ليت شعري، أي: ليتني أعلم.

فـوائـد الحديـث:

الفائدة الأولى: حكم رفع الصّوت بالتّلبية.

اختلف أهل العلم في حكم رفع الصّوت بالتّلبية على قولين:

  • القول الأوّل: استحباب رفع الصّوت بها.

وهو قول عامّة العلماء وعليه المذاهب الأربعة.

["المبسوط" (4/188)، و"بدائع الصّنائع" (2/145)، و"المنتقى" للباجي (2/211)، و"الكافي" لابن عبد البرّ (1/365)، و"الأمّ" (2/156)، وروضة الطّالبين (3/73)، و"المغني" (3/257)، و"الإنصاف" (3/453)].

  • القول الثّاني: أنّه فرض ولو مرّة واحدة، وهو قول ابن حزم في " المحلّى " (7/93)، واستدلّ رحمه الله:
  • - بحديث الباب، ففيه قوله: ( فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ ).

- بما رواه البخاري عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ( صَلَّى النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم بِالْمَدِينَةِ الظُّهْرَ أَرْبَعًا، وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، وَسَمِعْتُهُمْ يَصْرُخُونَ بِهِمَا جَمِيعًا ) أي: بالحجّ والعمرة.

- كلّ أحاديث التّلبية – ومرّ معنا بعضها وسيمرّ معنا غيرها - ذُكِر فيها رفع الصّوت والجؤار، ومنها قوله صلّى الله عليه وسلّم حين سُئِلَ: أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: (( الْعَجُّ وَالثَّجُّ )).

-  ما رواه ابن أبي شيبة عن بكر بن عبد الله المزني قال:" كُنْتُ مَعَ ابنِ عُمَر رضي الله عنه، فلبَّى حَتَّى أَسْمَعَ ما بين الجبلين ".

- ما رواه ابن أبي شيبة عن المطّلب بن عبد الله قال:" كَانَ أصحَابُ رسُولِ الله صلّى الله عليه وسلّم يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ بالتَّلبِيَة حتّى تُبَحَّ أصوَاتُهُم ".

وحمل الجمهور هذه الأحاديث والآثار على الاستحباب.

أمّا الحديث الّذي فيه أمر جبريل عليه السّلام النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم بأن يأمر أصحابه بذلك، فناقشه العلماء أنّ المقرّر عند أكثر علماء الأصول ( أنّ الأمر بالأمر بالشّيء ليس أمرا به )، كما في "المستصفى" (2/13)، و"شرح الكوكب المنير" (3/66).

قالوا: ونظير ذلك ما رواه التّرمذي عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ أَنَّهُ لَمْ يَمُرَّ عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا أَمَرُوهُ أَنْ: (( مُرْ أُمَّتَكَ بِالْحِجَامَةِ )) وهذا لا يدلّ على وجوب الحجامة، فهو أمر إرشاد لا أمر إيجاب.

والتّنظير بالحديث قويّ، ولكن الإطلاق الوارد في القاعدة المذكورة ( أنّ الأمر بالأمر بالشّيء ليس أمرا به ): فيه نظر وبحثٌ طويل.

-   الفائدة الثّانية: حكم رفع المرأة صوتها بالتّلبية.

  • فمذهب الجمهور على أنّها تُسمِع نفسها.
  • وخالفهم ابن حزم أيضا فقال: يجب عليها أن ترفع صوتها ولو مرّة واحدة.

واستدلّ بعموم الحديث.

وبفعل عائشة رضي الله عنها، ففي مصنّف ابن أبي شيبة أنّها كانت ترفع صوتها حتّى تُسمع غيرها.

وقد ردّ عليه النّووي في " المجموع " (7/241)، وابن قدامة في " المغني " (3/331)، وغيرهما من وجهين:

- أنّ مبنى المرأة على السّتر.

- وأنّ نظير ذلك أذانها، وإقامتها، وفتحُها على الإمام بالتّصفيق.

لذلك نقل ابن عبد البرّ الإجماع على أنّها تُسمِعُ نفسها.

والصّواب: هو التوسّط بين المذهبين، عملا بالنّصوص الواردة في ذلك، وهو أنّها ترفع صوتها حتّى تُسمِع رفيقاتها، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [" مجموع الفتاوى "26/115].

2-الفائدة الثّالثة: استحباب وضع الأصبع في الأذن عند رفع الصّوت بالتّلبية.

فقد مرّ معنا في الحديث الرّابع من الباب السّابق قوله صلّى الله عليه وسلّم:

(( كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى صلّى الله عليه وسلّم - فَذَكَرَ مِنْ طُولِ شَعَرِهِ شَيْئًا لَا يَحْفَظُهُ دَاوُدُ - وَاضِعًا إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ لَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللَّهِ بِالتَّلْبِيَةِ، مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي )).

وشرع من قبلنا شرع لنا، حتّى يأتي الدّليل الصّارف عن ذلك.

ونظير ذلك الأذان، فقد روى التّرمذي وأحمد والحاكم والدّارمي عن أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه: ( أَنَّ بِلَالًا رضي الله عنه رَكَزَ الْعَنَزَةَ ثُمَّ أَذَّنَ وَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ فَرَأَيْتُهُ يَدُورُ فِي أَذَانِهِ ) [" الإرواء " (1/248)].

***  ***   ***

الحديث الخامس والسّادس:

1137-وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطْ وَلاَ كَبَّرَ مكَبِّرٌ قَطْ إِلاَّ بُشِّرَ )).

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ ! بِالجَنَّةِ ؟ قَالَ:

(( نَعَمْ )).

[رواه الطّبراني في "الأوسط" بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصّحيح].

1138-وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ:

(( الْعَجُّ وَالثَّجُّ )).

[رواه ابن ماجه، والتّرمذي، وابن خزيمة في "صحيحه" كلّهم من رواية محمّد بن المنكدر عن عبد الرّحمن بن يربوع، وقال التّرمذي: "لم يسمع محمّد من عبد الرّحمن".

ورواه الحاكم وصحّحه، والبزّار، إلاّ أنّه قال:

مَا بَالُ الحَجِّ ؟ قَالَ: (( العَجُّ وَالثَّجُّ )).

قال وكيع: " يعني بـ( العجّ ) العجيج بالتّلبية، و( الثّج ): نحر البُدْنِ " وتقدم.

أخر تعديل في السبت 14 ذو الحجة 1431 هـ الموافق لـ: 20 نوفمبر 2010 10:57

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.