أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الأربعاء 05 جمادى الثانية 1439 هـ الموافق لـ: 21 فيفري 2018 21:08

- تنزيل الآيات على الواقع عند المفسّرين (5) نماذج من " تفسير الْمنـار ".

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

- ص 133- 135: ترجم المؤلّف ترجمة وجيزة للشّيخ محمد رشيد رضا رحمه الله، فذكر يومَ عزم الشّيخ على إنشاء "مجلّة المنـار"، وأنّه استشار شيخَه محمّدا عبده رحمه الله، فوافق على ذلك بشروط ثلاثة:

ألاّ يتحيّز لحزب، وألاّ يردّ على أحدٍ ذمّه وانتقده، وألاّ يخدم أفكار أحدٍ من الكبراء. 

- " تفسير المنـار " عبارة عن دروسٍ كان الشّيخ محمد عبده رحمه الله يُلقِيها بجامع "الأزهر"، ويقوم رشيد رضا بكتابتها بأسلوبه وطريقته، إلى أن مات شيخُه.

فاستقلّ هو بعد ذلك بكتابة التّفسير إلى أن توفّاه الله وهو يفسّر قول الله تعالى:{ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } [يوسف: 101].

- ص 144-145: قوله تعالى:{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا } [الأنعام من: 123] قال رحمه الله:

"... يكونُ أكابرُها المجرمون ماكرين فيها بالرّسل في عهدِهم، وبسائرِ المصلحين من بعدهم ... يمكرون بالنّاس من أفرادِ أمّتِهم وجماعاتِها؛ ليحفظوا رياستَهم ويعزِّزوا كبرياءَهم ويُثَمّروا مطامعَهم فيه ... وقد عظُمَ هذا المكرُ في هذا العصر، فصار قطبَ رحى السّياسة في الدّول، وعَظُم الإفك بعِظَمِه لأنّه أعظم أركانه ".

- وفي تفسير قوله تعالى:{ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ } [الأنفال من: 34] ردّ على الصّوفية قائلا:

" هذا، وإنّ جماهير المسلمين في أكثرِ بلادهم صاروا في هذا العصر أجهلَ من مشركي قريشٍ في ذلك العصر بمعنى ولاية الله وأوليائه ... وجهلهم بهذه أعمّ وأعمق، فالولاية عندهم تشمل المجانين والمجاذيب الّذين ترتع الحشرات في أجسادهم النّجسة، وثيابِهم القذرة، ويسيل اللّعاب من أشداقهم الشّرِهَة، وتشمل أصحابَ الدَّجَل والخرافات، والدّعاوى الباطلة للكرامات، والشّرك بالله بدعاء الأموات، ومن أدلّتهم عليها ما يتخيّلون من رُؤَى الأنبياء والأقطاب في المنام، وما يزعمون من تلقّيهم عنهم ما تنبُذُه شريعةُ المصطفى عليه السّلام، حتّى صار ما هم عليه دينَ شركٍ منافيا لدين الإسلام ".

- ص 147-148: لكثرة تنزيلات رشيد رضا الاجتماعية عُدّ رائد مدرسة التّفسير الاجتماعي.

- في تفسير المنار (2/199) ذكر قولين في تفسير قوله تعالى:{ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا ...}:" والقول الآخر: أنّ المراد بـ (تولّى) صار واليا [1] له حكم ينفذ وعمل يستبدّ به ".

ثمّ قال:" وإفسادُه حينئذٍ يكون بالظّلم مخرّبِ العمران وآفةِ البلاد والعباد، وإهلاكُه الحرثَ والنّسلَ يكون إمّا بسفك الدّماء والمصادرةِ في الأموال، وإمّا بقطع آمال العاملين من ثمرات أعمالهم وفوائد مكاسبهم، ومن انقطع أملُه انقطع عملُه ... فقرأنا وشاهدنا أنّ البلاد الّتِي يفشو فيها الظلم تهلِك زراعتُها، وتتبعها ماشيتُها، وتقلّ ذرّيتُها ... ويفشو فيها الجهلُ، وتفسد الأخلاقُ، وتسوء الأعمالُ حتّى لا يثِقُ الأخُ بأخيه، ولا يثِقُ الابن بأبيه، فيكون بأسُ الأمّة بينها شديدا، ولكنّها تذِل وتخنع للمستعبدين لها ".

- وفي "تفسير المنار" (6/325): وهو يفسر قوله تعالى:{ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ } قال:

" فإنّ كثيرا ممن يعُدُّهم المسلمون من أحبارهم ورؤساءِ الدّين فيهم، وكثيرا من حكّامهم الشّرعيين والسّياسيّين يكذبون كثيرا، ويقبَلون الكذب، ويأكلون السحت، حتى إنهم يأخذون الرشوة من طلبة العلم؛ ليشهدوا لهم زورا بأنّهم صاروا من العلماء الأعلام، ويعطونهم ما يسمّونه " شهادة العالمية "، كما يمنحهم حكامهم الرتب العلمية، وقد تجرأ بعض طلبة الأزهر مرة على شيخنا الإمام، فعرض عليه ثلاثين جنيها؛ ليساعده في امتحان شهادة العالمية ... فلم يملك الأستاذ نفسه من الانفعال أن ضربه ضربا موجعا، وقال: أتطلب مني في هذه السن أن أغش المسلمين بك لتفسد عليهم دينهم بجهلك، بهذه الجنيهات الحقيرة في نظري العظيمة في نظرك، وأنا الذي لم أتدنس في عمري، حتى ولا بقبول الهدية ممن أنقذتهم من الموت ؟! ولو كنت ممن يتساهل في هذا لكنت من أوسع الناس ثروة. أو ما هذا مؤداه ".

- وفي (6/349) في تفسير قوله تعالى:{ أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ } قال:

" يوجد بين المسلمين الجغرافيّين [2] في هذا العصر من هم أشدّ فسادا في دينهم وأخلاقهم من أولئِك الّذين نزلت فيهم هذه الآيات، ومن ذلك أنهم يرغبون عن حكم الله إلى حكم غيره، ويرون أن استقلال البشر بوضع الشرائع خير من شرع الله تعالى، على أنهم لا يعرفون أصول شرع الله ولا قواعده، بل يظنون أنه محصور في هذه الكتب الفقهية التي أكثر ما فيها من آراء أفراد من المجتهدين والمقلدين ...".

- وفي (9/448) عند تفسير قوله تعالى:{ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } بيّن شرّ بعض الصحفييّن المرتزقة، وأنّهم شر من سفهاء الشعراء القدامى.

- وفي (9/96) وهو يفسّر قولَه تعالى عن بني إسرائيل:{ اِجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ }، قال:

" والعبرة في هذا أن للمسلمين الآن ذوات أنواط في بلاد كثيرة ... يعكفون عليها، ويطوفون حولها، ويقبلونها ويتمرغون بأعتابها، ويتمسحون بها خاضعين ضارعين، خاشعين داعين راجين شفاء الأدواء، والانتقام من الأعداء، والغنى والثراء، وحَبَلَ العقيم، وردَّ الضالّة، وغيرَ ذلك من النّفع وكشف الضرّ، خلافٌ لنصوص كتاب الله عزّ وجلّ، ولكنّهم لا يعلمون أنّها تسمى في اللّغة العربية آلهة، وأنّ جُلّ ما يأتونه عندها يسمّى عبادة، وأنّه شركٌ جلِيٌّ لا يُغفَر، ولا فرق بينه وبين شرك عرب الجاهلية وأمثالهم إلاّ الاختلاف في التّسمية، فأولئك كانوا يسمّون الأشياء بأسمائها؛ لأنّهم أهل اللّغة، وهؤلاء تحاموا إطلاق لفظ الإله والمعبود والعبادة في هذا المقام، واستباحوا غيرها من الألفاظ كالأولياء والشفعاء والوسيلة والتوسل ".

- تكلّم رحمه الله عن البدعِ المنتشرة في تلكم المحافل الّتي يُقرأ فيها القرآن دون إنصات أو تدبّر، تكلّم عن ذلك في تفسير قوله تعالى:{ وَإِذَا قُرِئَ القُرْآنُ ...}، وفي (9/523) عند تفسير قوله تعالى:{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22)} [الأنفال] فقال:

" وأمّا المسلمون في هذه البلاد فأكثرُهم اليومَ يسمعون القارئَ يتلو القرآن فلا يستمعون له، ولا يشعرون بأنّهم في حاجة إلى سماعه، وأكثرُ الّذين يستمعون له وينصتون يقصدون بذلك التلذّذ بتجويده، وتوقيع التلاوة على قواعد النغمات، ومنهم من يقصد بسماعه التبرك فقط ... وإذا سمعت بعض السامعين للتلاوة يقول: الله الله، أو غير ذلك من كلمة مفردة أو مركبة أو صوت لا معنى له فإنما ينطق به إعجابا بنغمة التالي، حتى إنهم لينطقون عند سماعه ببعض الأصوات التي تخرج من أفواههم عند سماع الغناء ".

- وفي (8/8) عند تفسير قوله تعالى:{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } قال:

" والتغرير بزخرف القول قد ارتقى عند شياطين هذا الزمان ولا سيما شياطين السياسة ارتقاء عجيبا، فإنهم يخدعون الأحزاب منهم والأمم والشعوب من غيرهم فيصورون لها الاستعباد حرية، والشقاوة سعادة، بتغيير الأسماء وتزيين أقبح المنكرات، وإن من الشعوب غرارا كالأفراد، تلدغ من الجحر الواحد مرتين بل عدة مرار، فاعتبروا يا أولي الأبصار ".

- وفي (2/284) تحدّث عن نكاح الكتابية فقال:" وقد حدث بعد ذلك أن فُتِن كثير من الشبّان المصريّين بنساء الإفرنج فتزوّجوا بهنّ، فأفسدْن عليهم أمورهم الدينية والوطنيّة ".

- وفي (1/299) عند قوله تعالى:{فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} قال:

" قال الأستاذ الإمام: من شاء أن يرى نسخة مما كان عليه أولئك اليهود، فلينظر فيما بين يديه، فإنه يراها واضحة جلية، يرى كتبا ألفت في عقائد الدّين وأحكامه حرّفوا فيها مقاصده وحوّلوها إلى ما يغرّ النّاسَ ويُمنّيهم ويُفْسِد عليهم دينهم، ويقولون: هي من عند الله وما هي من عند الله، وإنما هي صادة عن النظر في كتاب الله والاهتداء به ".

[يتبع إن شاء الله تعالى]



[1]  وهو قول مجاهد والضحاك كما في "زاد المسير" (1/171)، وفي "تفسير ابن أبي حاتم" (2/366) سئل مجاهد: كيف توليه فيها ؟ قال: يلي في الأرض، فيعمل فيها بالعدوان والظلم.

[2]   مثل هذه العبارات قد يتّخذها بعض من ابتُلِي بتكفير عامّة النّاس مطيّة لمذهبه، فالأولى اجتنابها، فالمسلم الموحّد مهما بلغ به الفسوق فإنّه يبقى مسلما، وتنفعه كلمة التّوحيد يوماً من دهره، كما قال حذيفة رضي الله عنه لصِلة:" تُنجِيهم من النّار، تُنجِيهم من النّار، تُنجِيهم من النّار ". والشّيخ محمّد رشيد رضا لا يقصد بكلامه إلاّ من اعتقد أفضليّة شرع البشر على شرع الله تعالى، بقرينة كلامه بعد.

أخر تعديل في الخميس 06 جمادى الثانية 1439 هـ الموافق لـ: 22 فيفري 2018 14:33

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.