أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الخميس 03 ربيع الأول 1441 هـ الموافق لـ: 31 أكتوبر 2019 06:31

- السّيرة النّبويّة (104) عِبَرٌ من غزوة أُحُدٍ موضوع مميز

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله، وبعد:

فقد روى التّرمذي عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ )).

فما من مؤمنٍ يمرّ على أحداث غزوة أُحُدٍ إلاّ وجدَ مرارةً في حلْقه، وانقباضاً في صدره، وألَماً في قلبه .. وربّما انقاد وراء العواطف، فيجتاحُ إيمانَه الزّوابع والعواصف، فيقع في سوء الظنّ بالله ! أو ربّما طعن في خيرة خلق الله: أصحابِ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

لذا، كان لزاما على كلّ مؤمنٍ ومؤمنة أن لا يتحدّث عن هذا الموقف إلاّ بشرط أن يضعَ نُصْبَ عينيه أموراً أربعةً:

* الأوّل: وقلّ من يتذكّره، بل قلَّ من يذكُرُه .. وهو أنّ ما حدث كان لا بدّ منه، ليُحقّق الله تعالى وعدا كان مفعولا، وعقداً قبِلَ به الصّحابة رضي الله عنهم ..

لا تنسَ - أيّها المسلم - ما جرى يومَ حادثة أسرَى بدرٍ .. فقد روى التّرمذي عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلّى الله عليه وسلّم قالَ: (( إِنَّ جِبْرَائِيلَ هَبَطَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: خَيِّرْهُمْ - يَعْنِي أَصْحَابَكَ - فِي أُسَارَى بَدْرٍ: الْقَتْلَ، أَوْ الْفِدَاءَ، عَلَى أَنْ يُقْتَلَ مِنْهُمْ قَابِلًا مِثْلُهُمْ )). قَالُوا: الْفِدَاءَ وَيُقْتَلُ مِنَّا !

وفي رواية قالوا: بلْ نُفَادِيهِمْ فَنَتَقَوَّى بِهِ عَلَيْهِمْ، ويَدْخُلُ مِنَّا الْجَنَّةَ سَبْعُونَ. ففادوهم.

إذن، فما كان من الله إلاّ أن أجابهم إلى مطلوبِهم .. وعلى هذا فسّر بعض السّلف قولَه تعالى:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:165].

• الثّاني: أنّ ما فعله الرّماة كان استجابةً لواقعٍ أمامَ أعينهم، فقد شاهدوا ما حصل للمشركين، وهم يداسون بأقدام المؤمنين، بل شاهدوا دليلا قاطعاً على أنّ المعركة قد انتهت لصالحهم وهو: جمع الغنائم.

فالحقُّ يقال، أنّه ما من إنسان يُؤمَن عليه بعد هؤلاء الأطهار .. فأيّ خطأ يقع منهم فنجزم أنّ غيرهم يقع فيه من باب أولى.

لكنّ الفرق بينهم وبين غيرهم أنّ الله قال فيهم:{وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: من الآية152].

الثّالث: أنّ هذه الغزوة في الميزان العسكريّ لا تُعَدُّ هزيمة بالمعنى الشّامل للكلمة، وإنّما تعتبر نصرا من نواحٍ عدّة:

فالقتلى متساوون في صفّي المسلمين والمشركين، وامتاز عنهم المسلمون أنّ لديهم أسرى، ولم يؤسر أحد من المسلمين.

ولو كان المشركون أحرزوا النّصر بحقّ لظلّوا يحاصروت المسلمين في الجبل، أو انطلقوا إلى المدينة، ولكنّهم اكتفوا بصراخ وضجيج يُعلون فيه هبلَ، وينادون: "يومٌ بيومٍ"، "الحربُ سِجال"، " الأيّام دُوَل " !

الرّابع: تأمّل قوله تعالى:{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ} فهو أمر قد أراده الله فقضاه لجكمٍ بليغة، وأمور عظيمة.

فلا شكّ أنّ من وراء ذلك أمورا يريد الله إظهارها، فما هي ؟.. سألنا ابن القيّم رحمه الله، فقال في "زاد المعاد":

" ( فصل ) في ذكر بعض الحكم والغايات المحمودة الّتي كانت في وقعة أحد:

وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى أمّهاتها وأصولها في سورة آل عمران، حيث افتتح القصّة بقوله:{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} إلى تمام ستّين آية:

1- (فمنها) تعريفهم سوء عاقبة المعصية والفشل والتنازع، وأنّ الّذي أصابهم إنّما هو بشؤم ذلك:

كما قال تعالى:{وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ}. فلمّا ذاقوا عاقبة معصيتهم للرّسول، وتنازعهم وفشلهم، كانوا بعد ذلك أشدّ حذرا ويقظة وتحرّزا من أسباب الخذلان.

2- (ومنها) أنّ حكمة الله وسنّته في رسله وأتباعهم جرت بأن يُدَالوا مرّة، ويدالَ عليهم أخرى، لكن تكون لهم العاقبة، فإنّهم:

لو انتصروا دائما، دخل معهم المؤمنون وغيرهم، ولم يتميّز الصّادق من غيره.

ولو انتُصِر عليهم دائما، لم يحصل المقصود من البِعثة والرّسالة.

فاقضت حكمة الله أن جمع لهم بين الأمرين، ليتميّز من يتّبعهم ويطيعهم للحقّ وما جاؤوا به، ممّن يتّبعهم على الظّهور والغلبة خاصّة.

3- (ومنها) أنّ هذا من أعلام الرّسل.

كما قال هرقل لأبي سفيان: " هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ ؟ " قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: " كَيْفَ الحَرْبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ ؟" قَالَ: " سِجَالٌ، يُدَالُ عَلَيْنَا المَرَّةَ، وَنُدَالُ عَلَيْهِ الأُخْرَى ". قَالَ: " كَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى، ثُمَّ تَكُونُ لَهُمُ العَاقِبَةٌ "..

4- (ومنها) أن يتميّز المؤمن الصّادق، من المنافق الكاذب.

فإنّ المسلمين لمّا أظهرهم الله على أعدائهم يوم بدر، وطار لهم الصِّيت دخل معهم في الإسلام ظاهرا من ليس معهم فيه باطنا، فاقتضت حكمه الله عزّ وجل أن سبّب لعباده محنةً ميّزت بين المؤمن والمنافق، فأطلع المنافقون رؤوسهم في هذه الغزوة، وتكلّموا بما كانوا يكتمونه، وظهرت مخباتهم، وعاد تلويحهم تصريحا، وانقسم النّاس إلى كافر ومؤمن ومنافق انقساما ظاهرا، وعرف المؤمنون أنّ لهم عدوّا في نفس دُورِهِم وهم معهم، لا يفارقونهم فاستعدوا لهم وتحرّزوا منهم، قال الله تعالى:{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران:179]. أي: ما كان الله ليذركم على ما أنتم عليه من التباس المؤمنين بالمنافقين، حتّى يميّز أهل الإيمان من أهل النّفاق، كما ميّزهم بالمحنة يوم أحد، وما كان الله ليُطلعكم على الغيب الّذي يميَّز به بين هؤلاء وهؤلاء، فإنّهم متميّزون في غيبه وعلمه، وهو سبحانه يريد أن يميّزهم تمييزا مشهودا، فيقع معلومه الّذي هو غيب شهادة، وقوله:{وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} استدراك لما نفاه من إطلاع خلقه على الغيب سوى الرّسل، فإنّه يُطلِعهم على ما يشاء من غيبه، كما قال:{عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجنّ:26-27]، فحظّكم أنتم وسعادتكم في الإيمان بالغيب الّذي يُطلِع عليه رسلَه، فإن آمنتم به، وأيقنتم، فلكم أعظم الأجر والكرامة.

5- (ومنها) استخراج عبودية أوليائه وحزبه في السرّاء والضرّاء، وفيما يحبّون وما يكرهون، وفي حال ظفرهم وظفر أعدائهم بهم.

فإذا ثبتوا على الطاعة والعبودية فيما يحبون وما يكرهون، فهم عبيده حقّا، وليسوا كمن يعبد الله على حرف واحد من السرّاء والنّعمة والعافية.

6- (ومنها) أنّه سبحانه لو نصرهم دائما وأظفرهم بعدوّهم في كلّ موطن، وجعل لهم التّمكين والقهر لأعدائهم أبدا، لطغت نفوسهم، وشمخت وارتفعت، فلو بسط لهم النّصر والظّفر لكانوا في الحال الّتي يكونون فيها لو بسط لهم الرّزق، فلا يصلح عباده إلا السرّاء والضرّاء، والشدّة والرّخاء، والقبض والبسط، فهو المدبّر لأمر عباده كما يليق بحكمته، إنّه بهم خبير بصير.

7- (ومنها) أنّه إذا امتحنهم بالغلبة والكسرة والهزيمة، ذلّوا وانكسروا وخضعوا، فاستوجبوا منه العزّ والنّصر، فإنّ خلعة النّصر  إنّما تكون مع ولاية الذلّ والا نكسار، قال تعالى:{وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللهَ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} [آل عمران 123]، وقال:{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا} [التّوبة 25]، فهو سبحانه إذا أراد أن يُعزّ عبده ويَجْبُرَه، وينصره، كسره أوّلاً، ويكون جَبْرُه له ونصرُه على مقدار ذلّه وانكساره.

8- (ومنها) أنّه سبحانه هيّأ لعباده المؤمنين منازلَ في دار كرامته، لم تبلُغْها أعمالهم، ولم يكونوا بالغيها إلاّ بالبلاء والمحنة.

فقيّض لهم الأسباب الّتي توصلهم إليها من ابتلائه وامتحانه، كما وفّقهم للأعمال الصّالحة الّتي هي من جملة أسباب وصولهم إليها.

9- (ومنها) أنّ النّفوس تكتسب من العافية الدّائمة، والنّصر، والغِنى، طغيانا وركونا إلى العاجلة.

وذلك مرضٌ يعوقُها عن جدّها في سيرها إلى الله والدّار الآخرة، فإذا أراد بها ربُّها ومالكُها وراحمُها كرامتَه، قيّض لها من الابتلاء والامتحان ما يكون دواءً لذلك المرض العائق عن السّير الحثيث إليه، فيكون ذلك البلاء والمحنة بمنزلة الطّبيب، يسقي العليل الدّواء الكريه، ويقطع منه العروق المؤلمة، لاستخراج الأدواء منه، ولو تركه لغلبته الأدواء حتّى يكون فيها هلاكه.

10- (ومنها) أنّ الشّهادة عنده من أعلى مراتب أوليائه، والشّهداء هم خواصّه والمقرّبون من عباده، وليس بعد درجة الصدّيقيّة إلاّ الشّهادة، وهو سبحانه يحبّ أن يتّخذ من عباده شهداء، تراق دماؤهم في محبّته ومرضاته ويؤثرون رضاه ومحابَّه على نفوسهم، ولا سبيل إلى نيل هذه الدّرجة، إلاّ بتقدير الأسباب المُفضِية إليها، من تسليط العدوّ.

11- (ومنها) أنّ الله سبحانه إذا أراد أن يُهلك أعداءه، ويمحقهم قيّض لهم الأسباب الّتي يستوجبون بها هلاكَهم ومحقَهم.

ومِن أعظمها بعد كفرهم بغيُهم، وطغيانُهم ،ومبالغتُهم في أذى أوليائه، ومحاربتِهم، وقتالِهم، والتسلّط عليهم،  فيتمحّص بذلك أولياؤُه من ذنوبهم، وعيوبهم، ويزداد بذلك أعداؤه من أسباب محقِهم وهلاكِهم، وقد ذكر سبحانه ذلك في قوله:{وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)}.

فجمع لهم في هذا الخطاب بين تشجيعهم، وتقوية نفوسهم، وإحياء عزائمهم وهممهم، وبين حسن التّسلية، وذكر الحِكم الباهرة الّتي اقتضت إدالةَ الكفّار عليهم، فقال:{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ}، فقد استويتم في القرح والألم، وتباينتم في الرّجاء والثّواب، كما قال:{وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} [النّساء:104].

فما بالكم تهنون وتضعفون عند القرح والألم ؟ فقد أصابهم ذلك في سبيل الشّيطان، وأنتم أُصِبتم في سبيلي وابتغاء مرضاتي ؟ ثمّ أخبر أنّه يداول أيّام هذه الحياة الدّنيا بين النّاس، وأنّها عرض حاضر يقسمها دوَلاً بين أوليائه وأعدائه، بخلاف الآخرة فإنّ عزّها ونصرَها ورجاءَها خالصٌ للّذين آمنوا.

12- (ومنها) أنّ وقعة أحد كانت مقدّمة وإرهاصا بين يدي موت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فثبّتهم، ووبّخهم على انقلابهم على أعقابهم إن مات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو قتل، بل الواجب له عليهم أن يثبُتوا على دينه وتوحيده، ويموتوا عليه، أو يقتلوا، فإنّهم إنّما يعبدون ربّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وهو حيّ لا يموت، فلو مات محمّد صلّى الله عليه وسلّم أو قتل لا ينبغي لهم أن يصرفهم ذلك عن دينه وما جاء به، فكلّ نفس ذائقة الموت، وما بعث محمّد صلّى الله عليه وسلّم ليخلد، لا هو ولا هم، بل ليموتوا على الإسلام والتوحيد، فإنّ الموت لا بدّ منه، سواء مات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو بقي، ولهذا وبّخهم على رجوع من رجع منهم عن دينه لمّا صرخ الشّيطان: " إنّ محمّدا قد قتل !" فقال:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَئِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران 144].

والشّاكرون: هم الّذين عرفوا قدر النّعمة، فثبتوا عليها، حتّى ماتوا أو قتلوا، فظهر أثر هذا العتاب وحكم هذا الخطاب يوم مات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وارتدّ من ارتدّ على عقبيه، وثبت الشّاكرون على دينهم، فنصرهم الله وأعزّهم، وظفرهم بأعدائهم، وجعل العاقبة لهم ...

ثمّ أخبر سبحانه أنّ جماعة كثيرة من أنبيائه قتلوا وقتل معهم أتباعٌ لهم كثيرون، فما وهن من بقيَ منهم لِمَا أصابهم في سبيله، وما ضعُفوا عند القتل، وما استكانوا، بل تلقّوا الشّهادة بالقوّة والعزيمة والإقدام، فلم يستشهدوا مدبرين مستكينين أذلّة، بل استشهدوا أعزّة كراما مقبلين غير مدبرين.

ثمّ أخبر سبحانه عمّا اسنتصرت به الأنبياء وأممهم على قومهم من اعترافهم وتوبتهم واستغفارهم وسؤالهم ربَّهم أن يثبّت أقدامهم، وأن ينصرهم على أعدائهم، فقال:{وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:147].

لمّا علم القوم أنّ العدوّ إنّما يُدال عليهم بذنوبهم، وأنّ الشّيطان إنّما يستزلّهم ويهزمهم بها، وأنّها نوعان: تقصير في حقّ، أو تجاوز لحدّ، وأنّ النّصرة منوطة بالطّاعة، قالوا:{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا}.

ثمّ علموا أنّ ربّهم تبارك وتعالى إن لم يثبّت أقدامهم وينصرهم لم يقدروا هم على تثبيت أقدام أنفسهم ونصرها على أعدائهم، فسألوه ما يعلمون أنّه بيده دونهم، وأنّه إن لم يثبّت أقدامهم وينصرهم لم يثبتوا، ولم ينتصروا، فوفَّوْا المقامّين حقَّهما مقام التّوحيد والالتجاء إليه سبحانه، ومقام إزالة المانع من النّصرة وهو الذّنوب والإسراف ...".

وختم كلامه رحمه الله تعالى بـ:

" ( تنبيه لطيف الموقع جدّا ).

على كراهته وبغضه للمنافقين، الّذين انخذلوا عن نبيّه يومَ أحدٍ، فلم يشهدوه، ولم يتّخذ منهم شهداءَ، لأنّه لم يُجِبهم، فأركسَهم وردَّهم ليحرمهم ما خصّ به المؤمنين في ذلك اليوم، وما أعطاه من استشهد منهم، فثبّط هؤلاء الظّالمين عن الأسباب الّتي وفِّق لها أولياؤه وحزبه.

فحصل لهم-أي للمؤمنين- تمحيصان:

تمحيص من نفوسهم، وتمحيص ممّن كان يظهر أنّه منهم وهو عدوّهم ".اهـ.

كان نزول هذه الآيات برادا وسلاما على قلب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه .. فما كان منه صلّى الله عليه وسلّم إلاّ أن رفع يديه للدّعاء كما بدأ أمره بالدّعاء.

روى البخاري في "الأدب المفرد"  من  حديث رفاعة بن رافع الزُّرقي قال:

" لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، انْكَفَأَ المُشْرِكُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:

(( اسْتَوُوا وَأثْبُتُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي ))

فَاسْتَوَوْا خَلْفَهُ صُفُوفًا، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلّم:

(( اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلاَ بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلاَ هَادِيَ لِمَنْ أَضْلَلْتَ، وَلاَ مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلاَ مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ، وَرَحْمَتِكَ، وَفَضْلِكَ، وَرِزْقِكِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلك النَّعِيمَ المُقِيمَ يَوْمَ القِيَامَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا وَمِنْ شَرِّ مَا مَنَعْتَنَا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ مَفْتُونِينَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ كَفَرَةَ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَهَ الحَقِّ ))..

هدأت الأنفس مع هذا النّداء .. واطمأنّت النّفوس مع هذا الدّعاء ..

فما أحلى ذكرَ ودعاءَ الله تعالى، فله الأمر من قبل ومن بعد، لا معقّب لحكمه، ولا رادّ لقضائه. 

أخر تعديل في الخميس 03 ربيع الأول 1441 هـ الموافق لـ: 31 أكتوبر 2019 06:34

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.