أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الاثنين 03 محرم 1433 هـ الموافق لـ: 28 نوفمبر 2011 05:00

- تنبيهُ الخِلاّن إلى ضعفِ ما اشتهر على اللّسانِ (1) أحاديث الهجرة

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فإنّ هناك كثيرا من الأحاديث التي لا تصحّ انطلت على أذهان الخواصّ فضلا عن عامّة المسلمين، وشاعت على ألسنة كثير من الوعّاظ والمدرّسين، ولا تَحُلّ مناسبة أو موسم من مواسم أهل الإسلام، إلاّ طفت هذه الأخبار على سطح مجالس العلم ووسائل الإعلام.

فهاك بعضها ممّا يتعلّق بموضوع هجرة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، حتّى لا يُنسَب إليه ما لم يتفوّه به أو يتكلّم، فقد تواتر عن النبيّ المختار، قولُه: ((مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ )).

 

1- قصّة هجرة عمر رضي الله عنه.

فقد اشتهر لدى طلبة العلم قصّةُ هجرة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، ونصّها:

( لم يهاجر أحد من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلاّ مُتَخفِّيا، غيرعمر بن الخطّاب رضي الله عنه ...)، وفيها أنّه قال:" من أراد أن يُثْكِل أمَّه، أو يوتمَ ولده، أو يُرمّل زوجته، فَلْيَلْقَني وراء هذا الوادي .. " ).

ذكر هذه الرّواية ابن الأثير الجزري رحمه الله في " أُسْد الغابة " (4/58) عن عليّ رضي الله عنه، والسّند لا يصِحّ؛ فمداره على الزّبير بن محمّد بن خالد العثماني قال: حدّثنا عبد الله بن القاسم الأملي - كذا الأصل ولعلّه الأَيْلِي - عن أبيه بإسناده إلى عليّ.

وهؤلاء الثّلاثة في عِداد المجهولين، فإنّ أحدا من أهل الجرح والتّعديل لم يذكرهم مطلقا.

[ انظر:" دفاع عن الحديث النّبوي والسّيرة " للشّيخ الألباني رحمه الله].[1]

** ** **

2- قوله عن المدينة إنّها: أحبّ الأرض إليه صلّى الله عليه وسلّم.

قال الحارث بن هشام رضي الله عنه: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم فِي حَجَّتِهِ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:

(( وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ الأَرْضِ وَأَحَبُّ الأَرْضِ إِلَى اللهِ، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ .. إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلّ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي مِنْ أَحَبِّ أَرْضِكَ إِلَيَّ، فَأَنْزِلْنِي أَحَبَّ الأَرْضِ إِلَيْكَ، فَأَنْزَلَنِي المَدِينَةَ )) [رواه الحاكم (3/312)].

قال الإمام الذّهبي رحمه الله في " التّلخيص ":" موضوع، فقد ثبت أنّ أحبّ البلاد إلى الله مكّة ".

وقال ابن تيمية رحمه الله كما في " مجموع الفتاوى " (18/124-125)- :" هذا حديث باطل كذب ".

وانظر " سلسلة أحاديث الضّعيفة والموضوعة " (3/رقم 1445).

تنبيه: الشّطر الأوّل من الحديث صحيح، رواه التّرمذي عن ابنِ عبّاس رضي الله عنه قال: قال: رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم لِمَكَّةَ: (( مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ ! وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ )).

وروى البخاري تعليقا عن عكرمة عنْ ابن عبّاسٍ في تفسير قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص:85 ]: لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قَالَ: إِلَى مَكَّةَ.

** ** **

3- قصّة العنكبوت والحمامتين.

أمّا حديث العنكبوت فقد رواه أحمد في " مسنده "، ولكن دون ذكر الحمامتين، وقد حسّنه بعض أهل العلم كابن كثير في " سيرته " (2/239والصّواب أنّه لا يصحّ كما سيأتي.

أمّا ذكر الحمامتين فلم يصحّحه أحد من أهل العلم.

وممّا يردّ هذه القصّة أنّ الله عزّ وجلّ ذكر أنّه نصر نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بجنودٍ لا يراها النّاس، فقال:{ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا} [التوبة: من الآية26]. والعنكبوت والحمام ممّا يراه النّاس !

لذلك قال الشّيخ الألباني رحمه الله تعالى في " السلسلة الضّعيفة " (ج 3 ص339):

" واعلم أنّه لا يصحّ حديث في عنكبوت الغار والحمامتين، على كثرة ما يُذكر ذلك في بعض الكتب، والمحاضرات التي تُلقى بمناسبة هجرته صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة، فكن من ذلك على علم "اهـ.

ومن جملة هذه الأحاديث:

(( لَيْلَةَ الغَارِ أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ شَجَرَةً فَخَرَجَتْ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم تَسْترُهُ وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ العَنْكَبُوتَ فَنَسَجَتْ مَا بَيْنَهمَا، فَسَتَرَتْ وَجْهَ النَّبِيّ ِ صلّى الله عليه وسلّم.

وَأَمَرَ اللهُ حَمَامَتَيْنِ وَحْشِيَّتَيْنِ، فَأَقْبَلَتَا تَدُفَّانِ - وفي نسخة: تَرُفَّانِ - حتَّى وَقَعَا بَيْنَ العَنْكَبُوتَ، وَبَيْنَ الشَّجَرَةِ، فَأَقْبَلَ فِتْيَانُ قُرَيْشٍ: مِنْ كُلِّ بَطْنٍ رَجُلٌ، مَعَهُمْ عِصِيُّهُمْ وَقِسِيُّهُمْ وَهِرَاوَاتِهِمْ.

حتّى قال: ( حَتىّ إِذَا كَانُوا عَلَى خَمْسِينَ ذِرَاعًا نَظَرَ أَوَّلُهُمْ، فَإِذَا الحَمَامَاتُ، فَرَجَعَ، قَالُوا: مَا رَدَّكَ أَنْ تَنْظُرَ فِي الغَارِ ؟ قَالَ: رَأَيْتُ حَمَامَتَيْنِ وَحْشِيَّتَيْنِ بِفَمِ الغَارِ فَعَرَفْتُ أَنَّ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ.

فَسَمِعَهَا النّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم، فَعَرَفَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ دَرَأَ عَنْهُمَا بِهِمَا، فَسَمَتْ عَلَيْهِمَا فَأَحْرَزَهُمُا اللهُ تَعَالَى بِالحَرَمِ، فَأَفْرَخَا كُلَّ مَا تَرَوْنَ )).

ذكره الأصبهاني في " دلائل النّبوّة " (2/76)، وهو منكر كما في " الضّعيفة " (3/1128)، ومثله:

4- (( اِنْطَلَقَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم وَأَبُو بَكْرٍ إِلَى الغَارِ، فَدَخَلاَ فِيهِ، فَجَاءَتْ العَنْكَبُوتُ، فَنَسَجَتْ عَلَى بَابِ الغَارِ. وَجَاءَتْ قُرَيْشٌ يَطْلُبُونَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْا عَلَى بَابِ الغَارِ نَسْجَ العَنْكَبُوتِ، قَالُوا: لمَْ يَدْخُلْهُ أَحَدٌ.

وَكَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم قَائِمًا يُصَلِّي وَأَبُو بَكْرٍ يَرْتَقِبُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لِلنَّبِي صلّى الله عليه وسلّم:

فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي هَؤُلاَءِ قَوْمُكَ يَطْلُبُونَكَ ! أَمَا وَاللهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي، وَلَكِنْ مَخَافَةَ أَنْ أَرَى فِيكَ مَا أَكْرَهُ.

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا )).

تنبيه: قال الشّيخ الألباني رحمه الله في " الضّعيفة " (3/1129):

" إنّما يصحّ من الحديث آخره لوروده في القرآن الكريم، وقول أبي بكر: (أما والله ..)" في الصّحيحين نحوه من حديث البراء" اهـ.

يقصد رحمه الله بآخر الحديث ما رواه الشّيخان عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم وَأَنَا فِي الْغَارِ:" لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا !" فَقَالَ: (( مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا ؟)).

ومثله هذين الحديثين:

5- (( إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه رَأَى رَجُلاً مُوَاجِهَ الغَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ لَرَائِينَا ! قَالَ: كَلاَّ إِنَّ المَلاَئِكَةَ تَسْتُرُهُ الآنَ بِأَجْنِحَتِهَا.

فَلَمْ يَنْشُبْ الرَّجُلُ أَنْ قَعَدَ يَبُولُ مُسْتَقْبِلَهُمَا، فَقَالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( يَا أَبَا بَكْرٍ ! لَوْ كَانَ يَرَاكَ مَا فَعَلَ هَذَا )).

[المصدر السّابق رقم 1130].

6- (( جَـزَى اللهُ العَنْكَبُوتَ عَنَّا خَيْرًا; فَإِنَّهَا نَسَجَتْ عَلَيَّ فِي الغَارِ )). موضوع.

[" المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصّغير "(52)، و"ضعيف الجامع" (2629)].

** ** **

7- حديث في فضل أبي بكر رضي الله عنه ، وهو غنيّ عنه.

لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم مِنَ الغاَرِ، أَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِغَرَزِهِ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم إِلَى وَجْهِهِ فَقَالَ:

(( يَا أَبَا بَكْرٍ ! أَلاَ أُبَشِّرُكَ ؟ )) قَالَ: بَلَى فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي !. قَالَ: (( إِنَّ اللهَ يَتَجَلَّى لِلْخَلاَئِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ عَامَّةً، وَيَتَجَلَّى لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ خَاصَّةً )).

[" الموضوعات " لابن الجوزي (8/225)، و" ترتيب الموضوعات " للذّهبي (208-209)، و" اللّآلئ المصنوعة " للسّيوطي، و"الفوائد المجموعة " للشّوكاني (1038) و" كشف الخفاء " للعجلوني (1/745)].

** ** **

8- نشيد بنات النجّار " طلع البدر علينا ".

( لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ فِي الهِجْرَةِ خَرَجَتْ بَنَاتُ النَّجَّارِ بِالدُّفُوفِ وَهُنَّ يَقُلْنَ:

طلـع البـدر علينا *** من ثنيّـات الوداع

وجب الشّـكر علينا *** مـا دعـا لله داع

وهذه القصّة لا تصحّ كما بيّنه شيخ الإسلام ابن تيمية في" أحاديث القصّاص " (1/17)، والفتنّي في" تذكرة الموضوعات "(1/196)، والشّيخ الألباني في" الضّعيفة " (1/488)، وقال: " لا أصل له ".

وقال الإمام العراقيّ رحمه الله في " تخريج الإحياء ":" رواه البيهقي في " الدّلائل " من حديث عائشة معضلا ".

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " (7/262) و(8/129):" وهو إسناد معضل، ولعلّ ذلك كان في قدومه من غزوة تبوك ".

وإنّما ذكر هذا الاحتمال، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قدِم من مكّة، فمن أين له أن يمرّ بثنيات الوداع وهي من جهة المدينة الأخرى لمن قدِم من الشّام

** ** **

10- نشيد آخر بنات النجّار.

" وَخَرَجَتْ وَلاَئِدُ بَنِي النَّجَّارِ فَرِحَاتٍ بِمَقْدَمِ رَسُولِ اللهِِ صلّى الله عليه وسلّم وَهُنَّ يَنْشُدْنَ:

نَحْنُ جَوَارِ بَنِي النَجَّارِ *** يَا حَبَّذَا مُحَمَّدٌ مِنْ جَارِ

فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَتُحْبِبْنَنِي ؟ " فَقُلْنَ: نَعَمْ. فَقَالَ: (( اللهُ يَعْلَمُ أَنَّ قَلْبِي يُحِبُّكُنَّ )) ".

ذكره الحافظ ابن كثير في" البداية والنّهاية "(3/199-200) من رواية البيهقي في " الدّلائل " بإسناده عن إبراهيم بن صرمة بسنده عن أنس رضي الله عنه .. فذكره.

وعلّته ابن صرمة، فقد قال ابن معين فيه:" كذّاب خبيث "، وضعّفه غيره.

تنبيه: قد أخرجه ابن ماجه في " سننه " (1/587) والبيهقي من طريق أخرى عن أنس به، وليس فيه أنّ ذلك كان عند قدومه إلى المدينة. وسنده صحيح، بل في صحيح البخاري وغيره من طريق ثالثة عن أنس أنّ ذلك كان في عُرس، ولكنّه لم يذكر الرّجز.

** ** **

9- قصّة النّاقة واختيارها لمُقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

( قَالَ أَهْلُ المَدِينَةِ لِرَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: اُدْخُلْ المَدِينَةَ رَاشِدًا مَهْدِيًّا، قَالَ: فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم عَلَى المَدِينَةِ.

فَخَرَجَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم، كُلَّمَا مَرَّ عَلَى قَوْمٍ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ! هَهُنُا ! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ - يَعْنِي نَاقَتَه ُ-، حَتَّى بَرَكَتْ عَلَى بَابِ أَبِي أَيُّوبٍ الأَنْصَارِي )).

قال الحافظ القيسراني في" ذخيرة الحفّاظ "(3/3715): " باطل ".

هذا ما تيسّر جمعه من الآثار التي أردنا التّنبيه عليها، والحمد لله ربّ العالمين.



[1] هو كتاب بيّن فيه الشّيخ الألبانيّ رحمه الله الأخطاء العلميّة الّتي وقع فيها الدّكتور البوطي في كتابه " فقه السّيرة "، وأوّلَ ما نُشِر كان عبارة عن مقالات نُشرت في مجلّة " التمدّن الإسلامي " بدمشق سنة 1978م.

أخر تعديل في الاثنين 03 محرم 1433 هـ الموافق لـ: 28 نوفمبر 2011 16:34

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.