أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الأربعاء 23 جمادى الأولى 1432 هـ الموافق لـ: 27 أفريل 2011 11:58

- ترجمة أبي يعلى الزّواوي في سطور

الكاتب:  الشّيخ محمّد حاج عيسى حفظه الله
أرسل إلى صديق

1- هو السّعيد بن محمّد الشّريف بن العربي، من قبيلة (آيت سيدي محمد الحاج)، السّاكنة في ناحية " عزازقة " بالقبائل الكبرى، حيث ولد عام 1279 هـ، الموافق لـ 1862 م.

2- حفظ القرآن الكريم، وأتقنه رسما وتجويدا، وهو ابن اثني عشر سنة، ثمّ تخرّج من زاوية " الإيلولي ".

3- أبرز شيوخه: والده، والحاج أحمد أجذيذ، ومحمّد السعيد بن زكري (المفتي)، ومحمد بن بلقاسم البوجليلي.

4- رحل في شبابه إلى مناطق عدّة، فأقام مدّة في " سدراته "، ثمّ ارتحل بعدها إلى تونس، ثمّ إلى مصر والشّام.

وبقي في دمشق إلى غاية سنة 1915 م، وفي مدة إقامته هناك نمى معارفه بالأخذ عن علماء الشام.

5- ومع بداية الحرب العالمية الأولى خرج لاجئا إلى مصر، وفي مصر استزاد من العلم بلقاء أهل العلم وأعلام النهضة فيها، وممن جالس وصحبه هناك محمّد الخضر حسين، والطّاهر الجزائريّ، ومحمّد رشيد رضا.

6- ورجع إلى الجزائر سنة (1920 م)، وتولّى إمامة " جامع سيدي رمضان " بالقصبة بصفة رسمية.

7- دخل ميدان الصّحافة لمّا كان مقيما في الشّام، فكتب في جريدة " المقتبس " الدمشقية، وفي جريدة "البرهان" التي كانت تصدر بطرابلس الشام، وفي جريدة " المؤيّد " المصريّة، و" ثمرات العقول " البيروتية و" المجلة السّلفية " بمصر.

ولمّا رجع إلى الجزائر استمرّ في نشر بحوثه وآرائه في الصّحف، فنشر في جريدة "النّجاح" مدّة، ثمّ في مجلّة "الشّهاب" لابن باديس رحمه الله، وفي جريدة "الإصلاح" للطيب العقبي رحمه الله، ونشر في كل جرائد الجمعية بعد تأسيسها.

8- تولّى الرّئاسة المؤقّتة لـ" جمعيّة العلماء " يوم تأسيسها، حتّى انتُخِب المجلس الإداريّ ورئيسُه العلاّمة ابن باديس، ثمّ ترأّس لجنة العمل الدّائمة، وترأس أيضا مدة لجنة الفتوى .

9- توفّي رحمه الله في 8 رمضان 1371 الموافق لـ: 4 جوان 1952 م، وصلّى عليه الطيّب العقب رحمهم الله جميعا.

مؤلّفاته.

أولا: من المؤلّفات المطبوعة.

1-" الإسلام الصّحيح "، وهو مطبوع بمطبعة "المنار" سنة 1345.

2-" جماعة المسلمين "، طبع بمطبعة الإرادة بتونس في رمضان 1368 الموافق لجويلية 1948 م.

3-" الخُطَب "، طبع في الجزائر عام 1343.

4-" خصائص أهل زواوة "، وهي رسالة مختصرة.

5-" تاريخ الزّواوة "، نشره في دمشق سنة 1924 م.

ثانيا: من المؤلفات المخطوطة.

1- أصل كتابه " جماعة المسلمين " المطبوع.

2-" تعدّد الزّوجات في الإسلام".

3-" مرآة المرأة المسلمة ".

4-" ذبائح أهل الكتاب ".

5-" الفرق بين المشارقة والمغاربة في اللّغة العاميّة وغيرها من الفروق ".

6-" الخلافة قرشية ".

7-" الكلام في علم الكلام ".

8-" الغنى والفقر ".

9-" أسلوب الحكيم في التّعليم ".

10-" النّصوص الّتي ردُّها كفرٌ صراح بإجماع المسلمين ".

11-" أصل البربر بزواوة "، ذكر أنّه بيّن فيه أنّ أصل البربر من حِمْيَر، وأنّهم عرب قحطانيّون.

منهج أبي يعلى الزواوي السلفيّ.

أولا: الدّعوة إلى الطّريقة السّلفية، وذمّ علم الكلام.

قال الشّيخ أبو يعلى رحمه الله في " الإسلام الصحيح ":

« اِعْلم -أيّها السّائل- أنّ خيرَ طريقة في العقيدة التّوحيدية: طريقة السّلف، الّتي هي اتّباع ما ثبت عن الله وعن رسوله من غير كثرة التّأويل، والدّخول في الأخذ والردّ من الجدل في المتشابه، وإيراد الشّبه والردّ عليها.

وأذكر الآن بهذه المناسبة جمُلةً من أقوال الأئمّة العظام من السّلف الصّالح؛ لتعتبر -أيّها السّائل-، وتعلمَ أنّ الخوض غالبا خصوصا في قضايا الانتصار لمذهب دون مذهب، وتجدَ أنّ مذهب الحقّ في ذلك هو مذهب القرآن العظيم {قُلْ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}، وهو مذهب السلف، فإنّ القرآن الكريم أبى الخوض في ذلك لعجز المخلوق عن معرفة حقيقة الخالق، وإنّما تصدّى لتوجيه الأنظار للاعتبار كما تقدم » [ص 4-5].

ثمّ نقل الآثار المعروفة عن مالك، والشّافعي، وأحمد، وأبي يوسف، في ذمّ علم الكلام وأهله وقال:« وقد اتّفق أهل الحديث من السّلف على هذا ».

وصرّح بعد ذلك في أثناء الكتاب بعدم الانتماء لأي مذهب كلامي محدث من المذاهب الموجودة، فقال (ص 94):

« أما أنا ومن على شاكلتي من إخواني الكثيرين، فلا شريعة لنا ولا دين ولا ديوان إلاّ الكتاب والسنة وما عليه محمّد صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه، وعقيدة السّلف الصّالح، فلا اعتزال، ولا ماتريدي، ولا أشعري، وذلك أنّ الأشاعرة تفرّقوا واختلفوا، أي: المتقدمون منهم والمتأخرون، ووقعوا في ارتباك من التّأويل والحيرة في مسائل يطول شرحها ».

ثانيا: نشر التوحيد، ومحاربة الشّرك.

قال الشّيخ رحمه الله:« أمّا عقيدتنا في الأولياء الّتي اتّخذوها ذريعة للطّعن فينا بأنّنا ننكرهم، وننكر الكرامة؛ ليُهيِّجوا علينا العامّة الّتي صُدَّت عن الله إلى الأولياء الأموات تطلب منهم ما لا يطلب إلاّ من الله، وتتمسح بقبورهم وتوابيتهم ... أمّا كون الميت صالحا أو مات وليّا أو غير وليّ، أو على حسن الخاتمة، أو على غير ذلك -عياذا بالله- فإنّنا غيرُ مكلَّفين بذلك، ولا نحكم لأحد بالجنّة ولا بالنّار، إلاّ من ورد فيهم النصّ، فهذه عقيدة أهل السنّة والجماعة.

أمّا التوسّل بهم، والطلب منهم، فممّا لم يثبت عن السّلف الصّالح شيءٌ منه، بل لم يُشرَعْ أصلا، وقد فتّشنا وقلّبنا وبحثنا في السّير وكتب الحديث الصّحيح مثل الموطّأ، والبخاري، ومسلم، فلم يثبت في خير القرون أنّهم قصدوا قبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طالبين منه شيئا، ودليلنا أيضا على ذلك ما ثبت في صحيح البخاري أنّ عمر رضي الله عنه لما استسقى بالنّاس قال لهم: ( إنّا كنّا إذا أجدبنا نتوسّل إليك بنبيّنا فتسقينا، وإنّا نتوسل إليك بعمّ نبيّنا، وهذا دعاء أقره الصّحابة والسّلف» [" البصائر " السنة الأولى (عدد 5 ص 8)].

ثالثا: التزام السنن، ومجانبة البدع العملية.

ولم يهمل الشّيخ رحمه الله الدّعوة إلى الالتزام بالسنّة، ونبذ البدع العمليّة، خاصّة بدع التصوّف الّذي غرقت الأمّة في أوحاله، فصرّح ببدعيّة تصوّف المتأخّرين، قال في " البصائر ":« وبالجملة، إنّ التصوّف محدثٌ في الأمّة اسماً ومعنىً ».

وكما أنكر عليهم بدع العقائد، فقد أنكر عليهم بدع الأعمال: كالقراءة على الجنائز، قال في "الإسلام الصّحيح" (53):

« ولست بمخطئٍ إن قلت بالمنع والحرمة، بسبب ما أحدثوا فيه، وهو من أصله محدث؛ إذ لم يكن السّلف الصّالح يعرفون هذا صوفيّ وذاك غير صوفي، أو ذا له طريقة وهذا لا طريقة له ».

وإنّ الشّيخ رحمه الله كان قد نشأ نشأةً صوفيّة، إلاّ أنّه تاب ورجع إلى الحقّ لمّا تبيّن له، كما صرح بذلك في أحد مقالاته: « نعم كنت قبل أربعين سنة خلوتيا [أي حوالي سنة 1907]، فلما رأيت البدع، والمخالفة، والرّقص، والطّبل، واختلاط النّساء بالرّجال، طلّقتها ثلاثا بتاتا ».

وقال:« وإنّي أعلنت أنّي سلفيّ، وأعلنت أنّي تبرّأت ممّا يخالف الكتاب والسنّة، ورجعت عن كلّ قولة قلتها لم يقلها السّلف الصّالح ». [" الصّراع " للشّيخ حمّاني رحمه الله (2/71 و 79)].

رابعا: الدّعوة إلى الاجتهاد، ونبذ الجمود والتقليد.

قال رحمه الله في " الإسلام الصّحيح " (37):

« والحال أنّ كلّ واحد من هؤلاء الأئمّة قال: إن وافق مذهبي الكتاب والسنة فبه ونعمت، وإلاّ فاضربوا به عُرض الحائط؛ لأنّهم غير معصومين، ولا ألزموا النّاس بما استنبطوا وما دوّنوا، وإنّما العامّة والخاصّة ارتضتهم ».

وقال ردّا على المتعصّبين الّذين ينتصر كلّ واحد منهم لمذهب إمامه، ويقول إنّه هو الصّواب دون غيره:

« كلّها فاضلة، وكلّها صحيحة، إذ لا يمكن بحال أن يُقال هذا المذهب صحيح وهذا غير صحيح؛ لأنّهم أئمّة مجتهدون غير معصومين لا محالة، فهم سواء في الاجتهاد وسواء أيضا في عدم العصمة، وكان الإمام مالك يقول: كلّ أحد يؤخذ من كلامه ويردّ عليه إلاّ صاحب هذا القبر، يعني النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ».

من ثناء العلماء عليه.

1- قال الشيخ الطيّب العقبي رحمه الله في مقال نُشِر في "الشّهاب" ردّا على من انتقص الشّيخ: « ألا ما أشفقتما عليه، أو رحمتما شيخوخته، وسلفيّته الصّادقة، وتركتماه لنا عضدا قويّا، وشيخا سلفيّا ... وهو من قد عرفتماه فضلا ومعرفة وسبقا إلى مذهب السّلفية، كما عرفتما مقدار مقدرته في الكتاب، وبحثه وتنقيبه ».

2- وقال الشّيخ مبارك الميلي رحمه الله:«... الشّيخ الجليل، العالم السّلفي، الأستاذ أبي يعلى الزواوي، الّذي لقّبه الأخ الشّيخ الطيّب العقبي شيخ الشّباب وشاب الشّيوخ، وكلّ من عرف هذا الشّيخ وأنصفه اعترف له بهذا اللّقب، وسلّم له هذا الوصف ».

3- وقال الشيخ أحمد حماني رحمه الله:« علاّمة من كبار العلماء الأحرار، محقّق، شجاع، سلفيّ العقيدة، طيّب السّريرة، حميد السّيرة، بليغ القلم، سليم النيّة، غرّ كريم ».

وقال فيه أيضا:«... وكان يمتاز بشفقة وحنان على أمّته، وكثيرا ما تسيل دمعتُه رحمة على البائسين ».

أخر تعديل في الأربعاء 23 جمادى الأولى 1432 هـ الموافق لـ: 27 أفريل 2011 12:10

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.