أخبار الموقع
***تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنتم بخير أعاده الله على الأمّة الإسلاميّة بالإيمان والأمن واليمن والبركات***
لطرح استفساراتكم وأسئلتكم واقتراحاتكم اتّصلوا بنا على البريد التّالي: [email protected]

مختارات

- الغارة على الأسرة المسلمة (8) هكذا كوني ... أو لا تكوني

خطبة الجمعة ليوم 1 ربيع الثّاني 1425 هـ / 21 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فاليوم نضع رحالنا عند آخر محطّة من هذه السّلسلة المباركة في الحديث عن المرأة المسلمة، بعد أن رأينا أهمّ وسائل ثباتها، وأعظم ما تقاوم به أعداءها.

اليوم نودّعك أيّتها الأخت المسلمة بكلمات نزفّها إليك، تسبغ جلباب العزّة عليك:

إليك حملنا القلب خفّاقا *** وكسونا كلماتنا نورا وإشراقا 

نودّعك على أمل أن تكوني مرابطةً على ثغور الإسلام، مصابرة لأعداء الله اللّئام ..

ولنجعل موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله بعنوان:" المرأة الّتي نريد "، أو:" هكذا كوني .. أو لا تكوني"..

- الغارة على الأسرة المسلمة (7) حصـاد الإعـلام

يوم 18 ربيع الأوّل 1425 هـ/ 7 مـاي 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

أيّها المؤمنون والمؤمنات.. فقد سبق أن ذكرنا أنّ الحديث عن المرأة المسلمة لا بدّ أن يطول ويطول، وأنّ الجميع لديه فيه ما يقول، كيف لا، وهي حامية البقاع، وحارسة القلاع ؟ كيف لا، وهي تتعرّض لغزو الكفرة بالعشيّ والإبكار، ومخطّطات الفجرة باللّيل والنّهار ؟ كيف لا نطيل الحديثَ عنها لتستمع إلينا قليلا، وقد استمعت إلى غيرنا زمنا طويلا ؟

ورأينا أن يكون موضوع خطبتنا اليوم إن شاء الله تعالى يتناول سلاحا من أعظم الأسلحة المدمّرة لبيوت المسلمين .. وسبيل من أخطر السّبل على قلوب المؤمنين .. سلاح تُستعْمر به العقول قبل الحقول .. وتُسلب به قلوب العباد قبل خيرات البلاد .. ضحيّته لا يعدّ شهيدا في سبيل الله، ولكن يعدّ طريدا من رحمة الله .. ذلكم هو " الإعـلام ".. وما أدراك ما الإعلام ؟!

هذا ما سنبيّنه بإذن الله تعالى في نقاط مهمّات:

- الغارة على الأسرة المسلمة (6) عمل المرأة: حلول وضوابط

خطبة الجمعة ليوم 4 ربيع الأوّل 1425هـ / 23 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا السّادس معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات للحديث عن موضوع المرأة المسلمة، وما يُكاد لها في وضح النّهار، وهو ما أردنا أن نسمّيه بـ" الغارة على المرأة المسلمة "..

رأينا تاريخ هذا الغزو، وبعض أساليبه، وكيف لنا أن نقاوم هذه الأساليب ؟ وكيف نحمي المرأة من هذه الألاعيب ؟ وكان آخر ما رأيناه هو الحديثَ عن شروط خروج المرأة المسلمة، سواء كان خروجها إلى المسجد، أو إلى غيره.

ولكنّ كثيرا من نسائنا يرون ضرورة الخروج إلى العمل، وهنّ أصناف في ذلك: من تخرج لتلبية رغباتها، أو تخرج لقضاء حاجاتها، أو تخرج لأنّها حُرمَت ممّن يغار عليها.

فرأينا أن يكون حديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عبارةً عن ثلاثة نداءات: نداء إلى المرأة نفسها، ونداء إلى ولاة الأمور، ونداء يوجّه إلى الرّجل.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا آذانا صاغية، وقلوبا واعية، وأن لا تكون هذه النّداءات كصرخة في صحراء.

- الغارة على الأسرة المسلمة (5) فضائل الحجاب وشروط خروج المرأة

19 صفر 1425 هـ/ 9 أفريل 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] 

فإنّنا قد رأينا في خطبتنا الأخيرة أهمّ الأسلحة الّتي يقاوِم المسلمون بها المفسدين، وأعظم ما يوقِفُ زحف أدعياء التحرّر من الملحدين، ذلكم هو الحجاب، وما أدراك ما الحجاب ؟ شعارٌ للعفّة والثّواب، واستجابة للعزيز الوهّاب.

وإذا رأيت الهابطات فحوقلي *** وقفي على قمم الجبال وتحجبي 

وقد تبيّن لنا أنّ الحجاب ثلاثة أنواع: قرار في البيت، وحجاب أمام المحارم، وحجاب أمام الأجانب.

وقد تُضطرّ المرأة إلى الخروج كما سبق بيانه، وقد روى البخاري ومسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: (( إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ )).

فإذا خرجت فكيف تخرج ؟ فإنّ قرار المرأة في بيتها عزيمة، وإنّ خروجها رخصة، فلا بدّ أن تتوفّر شروط لخروجها، وكان أوّل ما رأيناه: التستّر والتحجّب، بالشّروط الّتي ذكرناها.

- الغارة على الأسرة المسلمة (1) المرأة بين الكرامة والمهانة

خطبة الجمعة ليوم 13 محرّم 1425 هـ الموافق ليوم 5 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء] أمّا بعد:

فقد روى البخاري عن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال: قالت النّساءُ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ. فوعدهنَّ يوماً لَقِيَهُنَّ فيه، فوعظهنّ، وأمرهنّ.

ومثله ما رواه البخاري ومسلم - واللّفظ له - عن جابرِ بنِ عبد اللهِ رضي الله عنهما قال: شهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم الصّلاةَ يومَ العيدِ، فأمرَ بتقوَى اللهِ، وحثَّ على طاعتِهِ، ووعظَ النّاس وذكّرَهم، ثمّ مضى حتّى أتى النّساءَ، فوعظهنَّ، وذكّرهنَّ، فقال: (( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )) ... الحديث.

- الغارة على الأسرة المسلمة (2) تاريخ الغارة على المرأة

28 محرّم 1425 هـ/ 19 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد شرعنا معكم أيّها المؤمنون والمؤمنات في خوض هيجاءَ ساخنة، وحربٍ طاحنة .. حربٍ ضدّ أدعياء التحرّر والتطوّر، الّذين يريدون إبعاد الدّين عن الحياة بما يفوق كلّ تصوّر .. حربٍ تستوي فيها الضحيّة والسّلاح، فالضحيّة فيها: المرأة المسلمة، والسّلاح فيها: المرأة المسلمة.

ونساؤنا أمام هذه الفتنة العمياء أصناف أربعة:

- الغارة على الأسرة المسلمة (3) كيف نصدّ هذه الغـارة ؟

5 صفر 1425هـ/ 26 مارس 2004 م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فقد رأينا معًا في لقائنا الأخير تاريخ المرأة القديم .. رأينا المرأة بين مخالب اللِّئام وتكريم الإسلام .. بين هوان الجاهليّة وعزّة الحنيفيّة .. ممّا يجعلنا ندرك جليّا أنّ ما يسعى إليه دعاة التحرّر ! هو في الحقيقة العودة إلى الجاهليّة الأولى.

يا دُرّةً، حُفِـظـت بالأمـس غاليـةً *** واليوم يبغونـها للّهـو واللّعـب

يا حُـرّةً، قد أرادوا جَعْـلَهـا أمـةً *** غربيّة العقل لكنّ اسمـها عربـي

هل يستـوي من رسـول الله قائـده *** دَوماً، وآخر هاديـه أبو لـهب

أين من كـانت الزّهـراء أُسـوتَـها *** ممّن تقفّت خُطـا حمّـالة الحطب

سَمَّـوا دعـارتهم: حـرّيـةً كـذباً *** باعوا الخلاعة باسم الفنّ والطّرب

هُمُ الذّئاب وأنت الشّـاة فاحترسـي *** من كلّ مفتـرسٍ للعرض مستلب

أختـاه، لستِ بنَبـتٍ لا جـذور له *** ولستِ مقطوعة مجهـولة النّسـب

- الغارة على الأسرة المسلمة (4) الحـجـاب

12 صفر 1425هـ / 2 أفريل 2004م

الخطبة الأولى: [بعد الحمد والثّناء]

فهذا لقاؤنا الرّابع في هذه السّلسلة المباركة إن شاء الله، نحاول من خلالها الوقوف أمام غزو الغربيّين والمستغربين، وزحف الملحدين والمعاندين.

وكان آخر لقاءٍ معكم قد تضمّن الحديث عن تصحيح كثير من المفاهيم: مكانة المرأة في الإسلام، والمفهوم الصّحيح للعدل، والفوارق بين الرّجل والمرأة. وتبيّن لنا جليّا معنى قول المولى تبارك وتعالى:{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ منْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [النساء:32]، فقد نهى الله جلّ جلاله عن مجرّد التمنّي، فكيف بمن أنكر الفوارق بين الرّجل والمرأة ؟!

وإنّ من أهمّ وأعظم وأكبر الفوارق بين الرّجل والمرأة الحـجـاب.. فمبنى المرأة على السّتر وأن تبقى في الخدور، ومبنى الرّجل على البدوّ والظّهور.

ولم تكن هذه القضيّة مثار جدل بين المسلمين على مدى العصور، إلاّ في منتصف القرن الرّابع عشر عند انحلال الدّولة الإسلاميّة إلى دويلات، وتحوّلها إلى لقيمات هزيلات.

فما معنى الحجاب ؟ وما أنواع الحجاب ؟

Previous
التالي

الخميس 27 ذو القعدة 1431 هـ الموافق لـ: 04 نوفمبر 2010 06:50

- مواقف الأعلام من اللّحن في الكلام

الكاتب:  عبد الحليم توميات
أرسل إلى صديق

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فلا يختلف اثنان من أصحاب العقول السويّة، أنّ اللغة العربيّة كانت في العصر الجاهليّ قد بلغت أعلى قمّتها، وأوج قوّتها.

فكانوا أهل الفصاحة والبيان، يتأثّرون بالبيت من الشّعر الوجيز أكثر من تأثّرهم بموت الحبيب العزيز ..

وكان الشّاعر مقدّما على كلّ أديب، ومعظّما قبل كلّ خطيب، وكانت القبيلة إذا نبغ فيها شاعر جدّوا وعظُموا ..

إلاّ أنّ الشّاعر مهما بلغ من المكانة العالية فإنّه يظلّ في أسفل سافلين حتّى تشهد له قريش وما جاورها من القبائل بنبوغه، فحينها يُعدّ من فحول الشّعراء ..

ولذلك أقاموا أسواقا لعرض أشعار الشّعراء على الفحول، كسوق عكاظ وهو أشهرها، وذو المجاز، ومجنّة.

وجاء الإسلام، وأنزل القرآن، فخرست ألسنة الشّعراء، وحارت أفئدة الأدباء ..

فلم تعرف العرب قط زمنا تناقلت فيه الحديث عن قوّة وفصاحة كلام ما، كما تناقلته عن القرآن، ومن أجل ذلك قال مجاهد رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ (2)} قال: هو القرآن.

ولكن، بقدر ما كانت العرب تمجّد البليغ الفصيح، كانت تستعظم اللّحن وتعدّه أقبح القبيح.

* موقف العرب من اللّحن في الكلام ..

ومن الجدير بالتّنبيه عليه أنّه لا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديث واحد في ذمّ اللّحن والخطأ في الكلام، وإن شُحِنت به الكتب المؤرّخة للعلوم، من ذلك:

- ما رواه الطّبرانيّ عن أبِي سعِيدٍ رضي الله عنه أنَّ النّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قالَ:

(( أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبَ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِب، أَنَا أَعْرَبُ العَرَبِ وَلَدَتْنِي قُرَيْشٌ وَنَشَأْتُ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فَأَنَّى يَأْتِينِي اللَّحْنُ ؟ ))[1].

وقد ذكره السّيوطيّ في " المزهر "(2/397).

- وفي " الخصائص " (2/8) لابن جنّي زعموا أنّ رجلا لحن أمام النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: (( أرشِدوا أخاكم فإنّه قد ضلّ ))، وقد عزاه بعضهم - وهو صاحب " إرشاد الأريب "(1/82)- إلى ابن مسعود رضي الله عنه.

- وذكر ابن الأنباريّ في " الأضداد " (244) عن أبي بكر رضي الله عنه أنّه كان يقول: " لأن أقرأ فأسقط أحبّ إليّ من أن أقرأ فألحن ".

- وعن عمر رضي الله عنه أنّه مرّ على قوم يُسِيئون الرّمي فقرّعهم فقالوا: إنّا قوم متعلّمين، فأعرض مغضبا وقال: "لخطأكم في لسانكم أشدّ عليّ من خطئكم في رميكم، إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (( رحم الله امرأً أصلح من لسانه )).

وهذا رواه ابن عديّ والخطيب عن عمر، وابن عساكر عن أنس. وهو في " الموضوعات " لابن الجوزيّ (1/205)، و" المقاصد الحسنة " للسّخاوي (1/96)، و" كشف الخفاء " (1/426).

- ومن ذلك ما رواه البخاري في " الأدب المفرد " تحت قوله: باب الضّرب على اللّحن: عن عبد الرّحمن بن عجلان قال: مرّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه برجلين يرميان، فقال أحدهما للآخر: أَسَبْتَ، فقال عمر رضي الله عنه: " سُوءُ اللَّحْنِ أَشَدُّ مِنْ سُوءِ الرَّمْيِ "[2].

- وتنسب إلى عمر رضي الله عنه المقولة المشهورة:" تعلموا العربية فإنّها تثبّت العقل وتزيد في المروءة ".

وهذه الآثار عن الصّحابة الأخيار في سندها مقال، ولكن لا يُستبعَد ظهور اللّحن أيّام عمر رضي الله عنه، لأنّ الفتوحات قد كثرت يومئذ، فاختلط حينها العرب الفاتحون بالعجم من الرّوم والفرس والأحباش، فتسرّب اللّحن إلى عوامّ النّاس.

ولقد رصد العلماء لنا حوادث كثيرة[3]، يتبيّن لنا من خلالها موقف العلماء والفصحاء والملوك من تلك الظّاهرة الجديدة لدى العرب: ظاهرة اللّحن.

فتراهم أتوا بجميع السّبل والوسائل كي يُعيدوا الأمّة إلى فصاحتها، ويحفظوا لها لغتها، من هذه الوسائل:

1- التّرغيب في تعلّم اللّغة والنّحو:

- يقول ابن سيرين: ما رأيتُ على رجل أحْسن من فَصَاحة.

- وقال ابن شُبْرُمة: إذا سَرّك أن تَعْظُم في عَيْن مَن كنتَ في عينه صغيراً، ويَصْغُرَ في عينكَ من كان في عينك عظيماً فتعلم العربيةَ، فإنها تُجْرِيك على المَنْطِق وتُدْنِيك من السْلطان.

- ويقال: النّحو في العِلْم بمنزلة المِلْح في القِدْر.

- ويقال: الإعرابُ حِلْيةُ الكلام ووَشْيُهُ.

- ولبعض الشعراء في النحو:

النحوُ يَبْسُطُ من لسانِ الألْكَنِ [4] والمـرءُ تًكْرِمُـه إذا لم يَلْحَــنِ

وإذا طلبتَ مـن العلـوم أجلّـــها …فأجَلّها منها مُقِيـمُ الألْسُـنِ

- وقال الزّهري: " ما أحدث النّاس مروءةً أحبّ إليّ من تعلمّ النّحو ".

2- إكرام أهل اللّسان والفصاحة والبيان:

-  ذكر الأنباري في " الأضداد " (245) عن عمر بن عبد العزيز أنّه كان يقول:

" إنّ الرّجل ليُكلّمني في الحاجة يستوجبها فيلحن فأردّه عنها، وكأنّي أقضم حبّ الرمّان الحامض لبُغضِي استماع اللّحن، ويكلّمني آخر في الحاجة لا يستوجبها فيُعرب، فأجيبه إليها التذاذا لما أسمع من كلامه ".

-  وذكر عنه أنّه قال: " أكاد أضرَسُ إذا سمعت اللّحن "[5].

-  وذكروا عن والده عبد العزيز بن مروان أنّه كان يُعطِي على العربيّة ويحرم على اللّحن.

3- الاستهزاء بمن ظهر على لسانهم اللّحن:

-  قال رجل لأعرابي: كيف أهلِك ؟ -بكسر اللام يُريد: كيفَ أهلُك- فقال الأعرابي: صَلْباً. ظنّ أنه سأله عن هَلَكَته كيف تكون ؟

-  وقيل: كان بِشرٌ المَريسِي يقول لأصحابه: قضى الله لكم الحوائجَ على أحسِن الوجوه وأهنؤُها؛ فقال قاسم التّمار: هذا كما قال الشاعر:

إنّ سُلَيْمَيِ والله يَكْلَؤُها ... ضَنّتْ بشيءٍ ما كان يَرْزَؤُها

-  وسَمِع أعرابي والياً يَخْطُب، فَلَحن مرّةً أو اثنتين، فقال: أشْهَدُ أنك مَلَكتَ بقَدَر.

-  وسمِعَ أعرابي مُؤَذناً يقول: أشهَدُ أنّ محمداً رسولَ اللّه، بنصب رسول؛ فقال: وَيْحَك يفعل ماذا ؟

4- التّقريع والتّحذّير من اللّحن:

- قال مَسْلَمَةُ بن عبدِ الملك: اللّحنُ في الكلام أقبحُ من الجُدَري في الوجه.

- وقال عبدُ الملك: اللحن في الكلام أقبحُ من التفتيق في الثوب النفيس.

- قال أبو الأسْوَد: إني لأجِدُ غَمْزاً كَغَمز اللحم.

- وكانوا يقولون: ليس للاحنٍ حرمة !

ومن الطّرائف ما ذكره ابن الانباري في " الأضداد " (245):

أنّ رجلا استأذن على عبد الملك وبين يديه قوم يلعبون بالشّطرنج، فقال: غطّه يا غلام ! فلمّا دخل الرّجل وتكلّم لحن، فقال: يا غلام اكشف عنها ليس للاحن حرمة.

- وهذا أعرابي دخل السوقَ فسمِع قوما يَلْحَنُون، فقال: سبحانَ اللِّه ! يَلْحَنُون ويَرْبَحُون ونحن لا نلحَن ولا نربَح !

- ودخل رجل على زِيادٍ فقال له: إنّ أبينَا هَلَك، وإن أخِينا غَصَبنا على ميراثنا. فقال زياد: ما ضيعتَ من نفسك أكثرُ مما ضاع من مالك.

- وسَمِع أعرابي إماماً يقرأ:{وَلاَ تَنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا}- بفتح تاء تنكحوا – فقال: سبحانَ الله ! هذا قبلَ الإسلام قبيح فكيف بَعْدَه ! فقيل له: إنّه لحنَ، والقراءةُ:{وَلَا تُنْكِحُوا} فقال: قبّحه الله، لا تجعلوه بعدها إِماماً فإنّه يُحِلُّ ما حَرَّمَ اللّه.

- وكان أخوف شيء على أمراء بني أميّة هو الوقوع في اللّحن، حتّى قيل لعبد الملك: لقد أسرع إليك الشِّيب ؟! فقال: شيّبني ارتقاء المنابر مخافة اللّحن.

- وكان عبد الملك لا يغتمّ لشيء كما يغتمّ لحال ابنه الوليد، فقد كان لحّانا، وممّا ذكره المؤرّخون أنّه قرأ مرّة على المنبر:{يَا لَيْتَهَا كَانَتْ القَاضِيَةُ}-بالرّفع-، فقال عمر بن عبد العزيز: عَلَيْكَ وَأَرَاحَتْنَا مِنْكَ !

- وكان الحجّاج من أبلغ النّاس وأفصحهم فإذا ظهر منه لحن ستره بأن يُبعِد كلّ من اطّلع عليه.

فقد روى ابن عساكر أنّ الحجّاج بن يوسف قال ليحيى بن يعمر: أتجدني ألحن ؟

قال: الأمير أفصح من ذاك.

قال: عزمت عليك لتخبرنّي. وكانوا يعظّمون عزائم الأمر.

فقال يحيى بن يعمر: نعم في كتاب الله.

قال: ذاك أشنع ! ففي أيّ شيء من كتاب الله ؟

قال: قرأت:{ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ..} [التوبة: من الآية24]، فترفع أحبّ وهو منصوب.

قال: إذاً لا تسمعني ألحن بعدها. فنفاه إلى خراسان !

وغير ذلك من الأخبار، عن السّلف الأخيار، رحمهم الله رحمة واسعة.


[1] قال الألباني رحمه الله في " ضعيف الجامع "رقم: 1307: " موضوع "، ويقصد ما عدا صدر الحديث فإنّه في الصّحيحين عن البراء ابن عازب رضي الله عنه.

[2] ضعيف الأدب المفرد.

[3] ابن قتيبة في " عيون الأخبار " (2/159)، والجاحظ في " البيان والتّبيين "(2/219)، والسّيوطي في " المزهر ".

[4] قال في " اللّسان ": " اللّكنة: عُجمة في اللّسان وعَيٌّ، يقال: رجل ألكن بَيِّنُ اللَّكَنِ، ابن سيده: الألكنُ: الّذي لا يُقيم العربيّة من عُجْمة في لسانه ".

[5] أي: لأن أُصاب بالخَرَس أحبّ إليّ من أن ألحن، قال في " اللّسان ": " ورجل أخرس أضرس، إِتْبَاعٌ له، والضَّرْس: صمت يوم إلى اللّيل، وفي حديث ابن عبّاس رضي الله عنه أنّه كره الضَّرْسَ، وأصله من العضّ، كأنّه عضَّ على لسانه فصمت " اهـ. وما ذكره رحمه الله عن ابن عبّاس رضي الله عنه لا أثر له في كتب الحديث.

أخر تعديل في السبت 14 ذو الحجة 1431 هـ الموافق لـ: 20 نوفمبر 2010 22:02

Your are currently browsing this site with Internet Explorer 6 (IE6).

Your current web browser must be updated to version 7 of Internet Explorer (IE7) to take advantage of all of template's capabilities.

Why should I upgrade to Internet Explorer 7? Microsoft has redesigned Internet Explorer from the ground up, with better security, new capabilities, and a whole new interface. Many changes resulted from the feedback of millions of users who tested prerelease versions of the new browser. The most compelling reason to upgrade is the improved security. The Internet of today is not the Internet of five years ago. There are dangers that simply didn't exist back in 2001, when Internet Explorer 6 was released to the world. Internet Explorer 7 makes surfing the web fundamentally safer by offering greater protection against viruses, spyware, and other online risks.

Get free downloads for Internet Explorer 7, including recommended updates as they become available. To download Internet Explorer 7 in the language of your choice, please visit the Internet Explorer 7 worldwide page.